Al Multaqa Issue 013
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلس العمل اللبناني دبي واإلمارات الشمالية<br />
العدد - ١٣ الربع األول من العام ٢٠١٥<br />
Lebanese Business Council - Dubai & Northern Emirates<br />
المناطق الحرّ ة في دبي..<br />
جنّ ة المستثمرين<br />
مياه نهر بيروت<br />
تنير العاصمة<br />
رئيس مجلس العمل اللبناني:<br />
الوالء للوطن الذي نمثل،<br />
والوطن الذي يحتضننا<br />
لبنان...<br />
أكبر محمية أرز<br />
في العالم<br />
فرعون للمغترب:<br />
كن خير سفير للبنان!
المحتويات<br />
14<br />
حوار مع الوزير<br />
ميشال فرعون<br />
28<br />
العماد قائد الجيش<br />
يهنئ رئيس وأعضاء<br />
المجلس الجديد<br />
22<br />
مجلة تصدر عن مجلس<br />
العمل اللبناني في دبي<br />
واإلمارات الشمالية<br />
إشراف، تحرير وإخراج فني<br />
شركة فاين غرافكس<br />
المناطق الحرة<br />
في دبي.. جنّ ة<br />
المستثمرين<br />
أكبر محمية<br />
طبيعية وغابة أرز<br />
32<br />
28<br />
لبنان يعتمد<br />
على الطاقة الشمسية إلنتاج<br />
الكهرباء<br />
لإلعالنات<br />
هاتف: +971 4 324 8121<br />
بريد: lbcdn@emirates.net.ae<br />
4
مجلس العمل اللبناني.. روحيةٌ ومثال<br />
بقلم: رئيس المجلس شارل جحا<br />
على مدى السنوات املاضية، عمِ ل »جملس العمل اللبناين« على حتقيق الأهداف التي من اأجلها جرى اإنشاوؤه، والتي يف اأساسها جمعُ الشركات<br />
ورجال الأعمال واملهنيني اللبنانيني حتت سقفٍ واحد، وتعزيز اأواصر العالقات اللبنانية الإماراتية، يف ما يتعلق بالأنشطة القتصادية والتجارية<br />
والجتماعية. و لتحقيق هذه الأهداف، كان نشاطنا منصباً على التعاون والتنسيق الدائم مع الهيئات القتصادية واملجتمعية يف دولة الإمارات<br />
العربية املتحدة، بالإضافة اإىل التعاون والتنسيق مع الهيئات القتصادية اللبنانية التي تعنى بتطوير الستثمار يف لبنان، من وزارات وهيئات<br />
تتعاطى شوؤون السياحة والتجارة والصناعة واملصارف وغريها..<br />
ويف كل عملٍ اأجنزناه، اأو لقاءٍ اأجريناه، كان لدينا هدفٌ واحدٌ اأحد، األ وهو اإبراز الوجه احلضاري للبنان، هذا الوطن الصغري مبساحته، الكبري<br />
برسالته التي هي اأساس استمراريته وسرّ قوته. رسالةٌ اأساسها »وطنٌ » يقوم على العلم والثقافة والتعددية احلضارية والفكرية وحرية املعتقد،<br />
و»مواطن« يحرص على املحافظة على معنى الوطن الرسالة، من خالل تعزيز موؤهالته العلمية والفكرية وطموحه الالحمدود واإجنازاته الفردية<br />
التي- يف نهاية املطاف- تصبّ يف مصلحة الوطن والرسالة التي وجد من اأجلها.<br />
لقد وضعنا نصب اأعيننا مبادئ اأساسية عدة، عملنا من خاللها كي نحافظ على قوة هذه املوؤسسة واستمراريتها وجناحها، اآخذين يف العتبار<br />
اخلربة التي منلكها، والتجربة اللبنانية يف ما يتعلق بالعمل املوؤسساتي داخل الوطن، والتي- بكل اأسف- اأثبتت عدم فاعليتها، نتيجة ارتكازها على<br />
مبادئ كل ما ميكن اأن اأقول فيها اإنها غري عصرية.. اأما مبادئنا فهي:<br />
- الولء للوطن.. الوطن الذي منثل، والوطن الذي يحتضننا.<br />
- الرتكيز على النشاط: القتصادي والتجاري والجتماعي والثقايف، والعمل على تنميته داخل املوؤسسة وضمن جمتمعنا اللبناين والإماراتي.<br />
- املحافظة على الروح الدميوقراطية داخل املوؤسسة، واملستمدة من نظامٍ داخلي اأساسي ينظّ م عملها بشكلٍ ل يقبل اجلدل.<br />
- العمل هو استمرارية.. فالأشخاص يذهبون واملوؤسسة تبقى.. ومن يتسلّم موقع املشوؤولية اليوم يكمل ما بداأه اأسالفه.<br />
- العمل الدوؤوب والنشاط املمنهج واملدروس املواكب لتطلعات رجال الأعمال واجلالية اللبنانية، والذي يعكس تفاعالً مع البيئة التي نعيش فيها،<br />
وشرطه التميز، كما هي حال اللبنانني يف الغرتاب الذين حققوا جناحات اأقل ما ميكن اأن نقول فيها اإنها مفخزةٌ للوطن ولأبنائه.<br />
- روح املحبّة والأخوّة البعيدة عن كل اأنانية، والتي كانت وستبقى سائدةً ومسيطرة على اأجواء جملس اإدارة املوؤسسة وهيئتها العامة، والتي نعمل<br />
على تطويرها وتفعيلها واإعالء شاأنها داخل املجتمع.<br />
على مدى السنوات السابقة، قام املجلس، ول يزال، بنشاطاتٍ نفتخر بها، ويفتخر بها كل لبناين، نال بنتيجتها احرتام العديد من الهيئات داخل<br />
دولة الإمارات كما يف لبنان، فكان السبّاق يف تنظيم كل عملٍ ميكن اأن يعود بالفائدة العامة، سواء اأكان هذا العمل داخل دولة الإمارات اأم يف لبنان.<br />
ل اأريد الدخول يف تعداد اأو ذكر هذه النشاطات، لكن اإذا عدنا اإىل موقع املجلس الإلكرتوين، اأو جملة »امللتقى« التي نصدرها اليوم بحلّةٍ جديدة<br />
كي تواكب التطور، وصولً اإىل التميز الدائم، فمن خاللهما ميكن لكل مهتم اأن يتعرّ ف على كل هذه النشاطات، بل يعتز بها، وصولً اإىل اإدراكه التام<br />
باأهمية هذه املوؤسسة واأهمية احلفاظ عليها، والعمل ضمن فريق عملها، لإعالء شاأنها وتطويرها.. ومن اأبرز سمات موؤسستنا:<br />
اأولً: اأنها املوؤسسة اللبنانية الوحيدة املعرتف بها يف دبي والإمارات الشمالية، واحلائزة على ترخيص من غرفة دبي حتديداً.<br />
ثانياً: اأنها تعمل من اأجل زيادة التفاعل والتواصل مع املوؤسسات داخل الدولة ملصلحة اللبنانيني واجلالية اللبنانية، وخصوصاً خالل هذه املرحلة<br />
العصيبة التي متر بها املنطقة ويعيشها لبنان، والتي اأختصرها بكلمةٍ واحدة هي مرحلة »التشرذم«.<br />
من هنا، ل بد من القول اإنه- ومن خالل التسهيالت التي تقدّ مها دولة الإمارات للبنانيني حتديداً، والحرتام الذي يكنّه شعب الإمارات احلبيب<br />
للشعب اللبناين- ل بد لكل لبناينّ مقيم من اأن يدرك املسوؤولية الكبرية امللقاة على عاتقه جتاه هذه الدولة العصرية وجمتمعها، والتي فتحت<br />
اأبوابها له واأفسحت املجال اأمامه للتطور والتقدّ م، جنباً اإىل جنب مع تطورها وتقدّ مها.. هذه املشوؤولية يجب اأن ترتكز على »التقدير والحرتام«،<br />
بكل ما ما يف هاتني الكلمتني من معانٍ وشمولية عند التطبيق.<br />
نحن، يف جملس العمل اللبناين، كما السواد الأعظم من اجلالية اللبنانية، ندرك اأهمية املسوؤولية امللقاة على عاتقنا، ونعمل بكل ما اأعطانا اهلل<br />
من قوة وعزم للمحافظة على ما بنيناه، »مقدّ رين وحمرتمني«....<br />
ومبا اأننا قد اتخذنا من الأرزة شعاراً، ومن لبنان الوطن عنواناً، ومن دبي والإمارات موقعاً ومنطلقاً، ومن العمل الدوؤوب وبلوغ النجاح هدفاً، ومن<br />
املحبة روحيةً، فال بد لهذه املوؤسسة من اأن حتافظ على ريادتها ومتيزها مبا ومبن متثل، حفاظاً على وجه لبنان احلضاري.<br />
6
نشاطات<br />
انتخاب رئيس<br />
وأعضاء الهيئة اإلدارية<br />
للمجلس الجديد<br />
يف متام الثامنة والنصف من مساء الأحد 2014/06/22،<br />
انعقدت اجلمعية العمومية العادية ملجلس العمل اللبناين، بناءً<br />
على دعوةٍ موجهة استناداً اإىل النظام الأساسي، وجرى خاللها<br />
انتخاب جملس اإدارة جديد لفرتة سنتني، تبداأ من 2014/06/22<br />
وتنتهي يف 2016/05/31، واأعضاوؤها السادة: زياد سوبرة، شارل<br />
جحا، د. عدنان قداحة، د. كامل مرقص، مثقال عطااهلل، اأمني<br />
اجلاروش، اأحمد خالد، نزيه حمد، اأدونيس كنعان، كريستيان<br />
غريغوروفيتس، سهيل حاطوم وطوين اأفرام. وعقب النتهاء من<br />
اجلمعية العموميّة، عقد جملس الإدارة اجلديد اجتماعه الأول،<br />
وانتخباأعضاء هيئته الإدارية كالتايل: شارل جحا رئيساً، كامل<br />
مرقص نائباً للرئيس، اأمني جاروش اأمني السرّ العام، ومثقال<br />
عطاهلل اأميناً للصندوق<br />
مجلس العمل في ضيافة<br />
»دائرة التنمية االقتصادية«<br />
قام رئيس واأعضاء جملس اإدارة جملس العمل اللبناين يف دبي والإمارات الشمالية، بزيارة دائرة التنمية القتصادية يف دبي، بتاريخ بتاريخ 3-5-<br />
2015، حيث كان يف استقبالهم املدير العام للدائرة سعادة سامي القمزي، وجرى البحث بالعالقة القائمة واملستقبلية بني جملس العمل والدائرة<br />
القتصادية، كما وضع سعادة سامي القمزي اأعضاء جملس الإدارة يف اأجواء النشاطات والإجنازات التي قامت بها الدائرة القتصادية، وخصوصاً<br />
يف ما يتعلق بالتسهيالت التي تقدّ مها ملجتمع رجال الأعمال والشركات املوجودة يف اإمارة دبي، كما اأسهب بشرح املخططات املقبلة للدائرة، والتي<br />
تصب جميعها يف مصلحة تنمية العالقات القتصادية يف دبي وجمتمع الأعمال فيها. ثم جرى نقاش مطوّل شارك فيه اأعضاء جملس الإدارة حول<br />
اأمورٍ متعددة، تتعلق بتسهيل عمل الشركات املوجودة يف دبي، كما اأعلن سعادته عن اأن اأبواب الدائرة مفتوحة لكل لقاء مع جملس العمل اللبناين،<br />
والردّ على جميع الأسئلة والقرتاحات.<br />
حضر اللقاء سعادة خالد ابراهيم القاسم، نائب املدير العام للشوؤون التنفيذية، وسعادة فهد القرقاوي، املدير التنفيذي ملوؤسسة دبي لتنمية<br />
الستثمار، وسعادة ساعد العوضي، املدير التنفيذي ملوؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ويف ختامه قدّ م سعادة سامي القمزي درع الدائرة اإىل رئيس<br />
جملس العمل اللبناين الأستاذ شارل جحا واأعضاء جملس الإدارة<br />
8
نشاطات<br />
العماد قائد الجيش يهنئ<br />
رئيس وأعضاء المجلس الجديد<br />
قام العميد هادي اأوسي، ممثالً قائد اجليش اللبناين العماد جان<br />
قهوجي، بزيارة مقر جملس العمل البناين يف دبي، حامالً من القائد<br />
رسالة تهنئة خطية، بانتخاب جملس الإدارة اجلديد، وكان يف اسقباله<br />
رئيس املجلس الأستاذ شارل جحا، وعدد من اأعضاء جملس الإدارة<br />
والهيئة العامة.<br />
خالل هذا اللقاء، جرى البحث مبسائل واأمور عدة، يف طليعتها<br />
العالقة الوطيدة واملديدة التي تربط جملس العمل اللبناين بقيادة<br />
اجليش، كما حمّ ل رئيس املجلس العميد اأوسي رسالة شكر شفهية اإىل<br />
العماد قهوجي، مقدراً لفتته الكرمية، ومشيداً بدوره على راأس املوؤسسة<br />
العسكرية التي نعتربها موؤسسة كل لبنان، بوجهيه املقيم و املغرتب<br />
10
نشاطات<br />
مجلس العمل اللبناني<br />
شريك استراتيجي<br />
ل »دبي بزنس لونج«<br />
رئيس وأعضاء المجلس ضيوف حفل<br />
»أكاديمية تتويج«<br />
بحضور الشيخة هند بنت عبد العزيز القاسمي، رئيسة »نادي<br />
الإمارات لسيدات الأعمال واملهن احلرة«،والأستاذ شارل جحا،<br />
رئيس »جملس العمل اللبناين«، ومبشاركة 9 جمالس اأعمال و 100<br />
شركة، عقدت جلسة دبي لالأعمال Dubai Business Lounge<br />
دورتها الأوىل بتاريخ 4- 4- 2015، يف فندق »جي دبليو ماريوت<br />
ماركيز«، والتي شارك يف فعالياتها عددٌ من اأعضاء جملس الإدارة<br />
والهيئة العامة يف جملس العمل اللبناين، وممثلون عن احتاد غرف<br />
التجارة والصناعة، واأعضاء جمالس اأعمال حملية وعربية وعاملية.<br />
يف كلمتها، اأثنت الشيخة هند بنت عبد العزيز القاسمي على<br />
احتضان دبي اأول جلسة اأعمال، مشيدةً باهتمام احلكومة باملراأة،<br />
ودعمها ومساندتها ومتكينها يف شتى املجالت، كما حثت سيدات<br />
الأعمال على استثمار اأموالهن للنهوض يف املجالت الكفيلة باملساهمة<br />
يف تنمية اقتصاد الدولة.<br />
فيما استعرضت عبري عيد، من »جملس سيدات اأعمال عجمان«،<br />
املبادرات التي يقدّ مها املجلس لتنمية املشاريع، متناولةً واقع ودور املراأة<br />
يف التنمية القتصادية.<br />
اأما رئيس جملس العمل اللبناين، شارل جحا، فتحدث عن مسوؤولية<br />
التفاعل واأهمية التواصل بني رجال الأعمال اللبنانني والعاملني يف دولة<br />
الإمارات، شاكراً منظمي هذه اجللسة التي تلتقي اأهدافها مع اأهداف<br />
جملس العمل اللبناين، واأساسها العمل على الربط بني لبنان ودولة<br />
الإمارات من خمتلف النواحي، التجارية والقتصادية والثقافية، مضيفاً:<br />
- منذ تاأسيسه يف دبي والإمارات الشمالية، العام 1996، اأخذ جملس<br />
العمل اللبناين على عاتقهمسوؤولية تطوير بيئةٍ تفاعلية يتواصل من<br />
خاللها رجال الأعمال واملهنيون اللبنانيون مع نظرائهم العاملني يف<br />
دولة الإمارات الذين ينتمون اإىل دول متعددة، بهدف تاأمني اأطر عمل<br />
اأفضل، والتنسيق يف الأمور ذات الهتمام املشرتك، وصولً اإىل توثيق<br />
عرى الصداقة بني البلدين، فاأقمنا نشاطات عديدة، وعززنا اأواصر<br />
التعاون مع اجلهات و الدوائر الرسمية، لإبراز صورة لبنان احلية..<br />
واأنهى جحا كلمته مهنئاً منظمي اجللسة، و متمنياً لقاء احلضور يف<br />
جميع النشاطات املستقبلية، ملا فيه مصلحة رجال الأعمال وتطوير<br />
اأعمالهم وشركاتهم.. كما األقيت كلمات ملجالس اأخرى ركزت على<br />
ضرورة تعزيز العالقات التجارية بني بلدانهم ودولة الإمارات.<br />
اأهداف اجللسة خلصها السيد معاذ املري، مدير شركة النجم<br />
الذهبي )الشركة املنظمة( معتربا اأن اأساسها هو بناء قنوات اتصال<br />
بني جمالس الأعمال املحلية والإقليمية والعاملية، بالإضافة اإىل تقوية<br />
اأواصر العالقات وفتح الباب اأمامهم لتبادل اخلربات التجارية.<br />
ويف ختام اجللسة، خرج املجتمعون بتوصيات من اأهمها استمرار<br />
النعقاد بشكلٍ دوري، اإىل جانب دعوة الوزارات واجلهات احلكومية<br />
ذات الصلة بالقتصاد والستثمار والإقامة والعمل واملناطق احلرة يف<br />
دولة الإمارات، لعرض قوانينها وتسهيالتها<br />
رئيس واأعضاء جملس الإدارة والهيئة العامة يف جملس العمل البناين<br />
شاركوا يف احلضور « كضيوف شرف« يف احتفالتٍ عدة اأقامتها<br />
»اأكادميية تتويج« لتكرمي الشخصيات القيادية يف املنظمة العربية،<br />
بالإضافة اإىل حضورهم احتفاليات اأخرى، منها »جائزة درع املواقع<br />
الإلكرتونية العربية« و»تكرمي املواقع احلكومية« التي تشمل اأيضا<br />
حفل منح »جوائز املنظمة العربية للمسوؤولية الجتماعية«.<br />
مشاركة املجلس يف هذه الحتفاليات اأضفت طابعها اخلاص،<br />
رئيس وأعضاء<br />
المجلس ضيوف<br />
حفل تكريم نساء<br />
مميزات<br />
ولسيما يف احتضان الشخصيات واملوؤسسات اللبنانية املكرّ مة،<br />
ومنهم: املدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص،<br />
مديرة الوكالة الوطنية لالأنباء لور سليمان، رئيس جملس اإدارة<br />
»شركة األفا تيليكوم« املهندس مروان احلايك، رئيس »مكتب حماية<br />
امللكية الفكرية ومكافحة جرائم الإنرتنت« الرائد سوزان احلاج،<br />
بلدية بريوت وعدد كبري من الشركات واملوؤسسات والشخصيات<br />
اللبنانية والعربية<br />
بدعوة من »جملس املراأة العربية«، حلّ رئيس واأعضاء جملس الإدارة يف جملس العمل اللبناين يف دبي والإمارات الشمالية، وعددٌ من اأعضاء<br />
الهيئة العامة، ضيوف شرف يف حفل تكرمي »شخصيات نسائية متميزة وناشطات يف جمال املشوؤولية الجتماعية على مستوى العامل العربي«، الذي<br />
استضافه فندق املروج روتانا - دبي، يف /2014 /11 30<br />
الملتقى 13<br />
12
حوار<br />
حملة »لبنان الحياة« ساهمت<br />
في تفعيل القطاع السياحي<br />
بالرغم من صغر مسساحته، ١٠٤٥٢ كلم٢، ومما يعيششه من تجاذبات سسياسسية، يهافظ لبنان على واقعه السسياحي المميز، فنراه غنياً بجذوره<br />
الضضاربة في التاريخ، هو الذي تعاقبت عليه حضضارات وثقافات مختلفة، جعلت منه بلداً حافلاً بالمواقع الٔثرية والقلاع القديمة، أدخلت<br />
إليه السسياحة الشقافية وسسياحة الٓثار والمتاحف، والسسياحة الدينية ومواقع التراش العالمي.<br />
هذه الهضضارات التي مرّت في تاريخ لبنان تركت بصماتها الٔثرية والفنية والعمرانية الواضضهة عليه، بالٕضضافة إلى ما ينعم به من<br />
تضضاريسس خلابة ومناظر مميزة، مع بهره المتوسسط المششعّ ، وجباله المكللة ببياضضها الناصع، ومناخه الذي ينعش القلب والروه.. ناهيك<br />
عن المطبخ اللبناني الذي يجذب السساءه من كل حدب وصوب، والذي يتصدر قاءمة السسياحة في لبنان..<br />
كل هذه الٔنواع من السسياحات متوفرة في لبنان، والجهود جدّ ية وحشيشة لدعم هذا القطاع الذي يششكل دعامةً للٕقتصاد الوطني، ومن<br />
هذه الجهود والمبادرات، إقدام وزير السسياحة ميششال فرعون على إطلاق حملات ترويجية سسياحية عديدة، في الفترة الٔخيرة، تحت<br />
عنوان «لبنان الهياة» ،Live Love Lebanon إلى جانب تفعيل حملات التوعية والتوجيه، من خلال الٕعلانات المكشفة على مواقع<br />
التواصل الٕجتماعي التي تبرز كل المواقع السسياحية التي يششتهر بها لبنان، وتروّج لها وتغري بزيارتها...<br />
في هذا السسياق، أجرت مجلة «الملتقى»، الصادرة عن «مجلسس العمل اللبناني في دبي والٕمارات الششمالية»، لقاءً مع الوزير فرعون، بهدف<br />
الولوج إلى تفاصيل السسياحة في لبنان، وكيفية تعاطي وزارة السسياحة مع الواقع الهالي، والٔزمات والٔحداش السسياسسية والٔمنية، الداخلية<br />
والٕقليمية، وتأثيرها على ششتى نواحي الهياة والقطاعات في لبنان:<br />
الوزير فرعون<br />
للمغترب اللبناني:<br />
أنت سفير لبنان<br />
في الخارج<br />
ما هو واقع السسياحة في لبنان؟ وهل لا يزال أحد أهم مصادر الدخل<br />
لخزينة الدولة؟<br />
السياحة يف لبنان هي جزءٌ من الرتاث والتاريخ، جزءٌ من تقاليد<br />
الشعب اللبناين.. هي احلضارة والثقافة والعلم. فهذا القطاع كان ول<br />
يزال يشكل % 10 من الناجت املحلي، وباستطاعته جتاوز هذه النسبة اإذا<br />
توفرت اأجواء الستقرار والأمن والأمان، اإىل جانب الطاقات الذاتية<br />
عندنا، واإبداع ابناء الوطن، يف داخله وخارجه يف هذا القطاع، كما<br />
يف القطاعات احلضارية الأخرى، كالفن والسينما والإعالم والإعالن،<br />
دون اأن ننسى قدرات وجهود رجال الأعمال املنتشرين يف دول العامل<br />
العربي خصوصاً، »كمجلس العمل اللبناين« الذي يدعم الإقتصاد<br />
اللبناين، والذي نعول كثرياً على مساعدته ودوره يف تسويق سياحة<br />
بلدكم لبنان، كما على مساهمتكم يف نهوض السياحة اللبنانية التي<br />
تعدّ من اأهم مصادر الدخل خلزينة الدولة، وتشكل دعامة مهمة<br />
لالإقتصاد الوطني اللبناين...<br />
كيف يمكن أن نسساهم في تحسسين الوضضع السسياحي في لبنان؟ وماهي<br />
العوامل الموءثرة فيه؟<br />
يف السنوات الثالث الأخرية، شهد الوضع السياسي والأمني تدهوراً<br />
ملحوظاً، ناهيك عن التجاذبات السياسية التي اأثّرت سلباً على<br />
السياحة يف لبنان، بالإضافة اىل اإعالمنا الذي ساهم يف نقل صورةٍ<br />
تطغى عليها الأزمات والأحداث املوؤملة واملظاهر القامتة. وبالرغم<br />
من ذلك، ل تزال احلركة السياحية يف لبنان نشطة، وخصوصاً من<br />
قبل السائح الذي سبق له اأن زار لبنان.. من هنا اأهمية خلق النشاط<br />
الدائم، وتنظيم وتطوير هذا القطاع، وهو ما نقوم بالعمل عليه كوزارة،<br />
ولقد بداأنا بتطوير السياحة الريفية، لتنشيط السياحة خارج نطاق<br />
بريوت، وكذلك السياحة الدينية، حيث نظمنا برامج جديدة، منها<br />
»على طريق الزيتون«، »على طريق النبيذ«، »على طريق التفاح«،<br />
والكثري من الربامج السياحية البيئية، يف العديد من املناطق، كالبقاع،<br />
جزين، الشوف، جبل لبنان، الشمال واجلنوب، بالإضافة اىل تطوير<br />
برامج »بريوت الضيافة«، و»الطريق اإىل درب اجلبل«، ولقد جرى<br />
التعاون مع وكالت السفر على برامج لأربعة اأيام، اأو برامج لعطلة<br />
نهاية الأسبوع، باأسعارٍ مقبولة ل تتعدى الألف دولر، مع نشاطات<br />
مكثفة، واإقامة داخل بريوت اأو خارجها.<br />
ميكننا القول اإن الوضع السياحي- خالل فصل الصيف املنصرم-<br />
كان نشطاً، ولمست نسبة احلجوزات يف الفنادق من 90 اإىل %100،<br />
وحتديداً يف شهر حزيران/ يونيو، كما ساهم اطالق حملة لبنان<br />
احلياة Live Love Lebanon يف حتريك السياحة خالل شهر<br />
اأيار/ مايو، اأما خالل شهر رمضان املبارك، فكان املغرتبون اللبنانيون<br />
اجلزء الأساس يف تفعيل القطاع السياحي، وشكلت عودتهم اإىل لبنان،<br />
بعد انقطاعهم عنه لسنتني، نهضةً سياحية يف شهرٍ كان من املتوقع اأن<br />
يشهد الركود، فشهد »مطار رفيق احلريري الدويل« يف شهر اآب/<br />
اأغسطس، اأكرب حركة دخول يف تاريخ لبنان.<br />
الملتقى 15<br />
14
حوار<br />
متمسكة بالسياحة اللبنانية، ونشهد حركةً نشطة وقوية يف عدد الزوار<br />
الكويتيني. املعروف باأن القطاع العام يقوم بعمله يف لبنان، لكن<br />
النشاط الأكرب يعود اإىل القطاع اخلاص واملبادرات الفردية، لذا نواكب<br />
كل اأنشطة العاملني يف القطاع اخلاص، ونزودهم باأفكار وبرامج تسهم<br />
يف دعمهم وتسهيل اآلية عملهم.<br />
هل تقومون بتسسويق لبنان في المعارضض التي يششهدها العالم العربي؟<br />
نشارك يف كل معرض يقام خارج لبنان، ونسوق بلدنا بشكلٍ عام من<br />
خالل عرض برامج واأماكن ومعامل سياحية يشتهر بها. ولأن السياحة<br />
مل تعد حمصورة بزيارة البلدان فقط، بل تعدت ذلك لتشمل املناطق،<br />
قمنا بتخصيص فكرة اأو موضوع اأو منتج تشتهر به مناطق بلدنا،<br />
لتسليط الضوء عليه وحثّ زوّار املعارض على زيارتنا والتعرف اإىل<br />
هذه املنتجات عن كثب، مثل تسويق النبيذ، تسليط الضوء على الفن،<br />
الإضاءة على مصممي الأزياء، حياة السهر، الفعاليات الرياضية،<br />
نبذة عن مناطق ريفية خالبة، ولهذه الغاية اأطلقنا نداء اإىل كل املناطق<br />
اللبنانية، بضرورة تنظيم نفسها، لنقوم حن بالتسويق لها يف اخلارج،<br />
وبذلك نستفيد من هذه املعارض العاملية لتسويق لبنان، بالإضافة اىل<br />
تسويق فكرةٍ اأخرى يتميز بها هذا البلد السياحي.<br />
هذه التعاميم الصادرة عن الوزير اأبو فاعور شملت املحال التجارية<br />
والتجار، وكان نصيب املطاعم منها ل يتجاوز %، 5 لذلك نطمئن<br />
السائحني اإىل اأن وضع املطاعم يف لبنان جيدٌ جداً، وهذا القطاع<br />
يخضع لرقابة وزارة السياحة ورقابة البلديات، بالإضافة اإىل الرقابة<br />
الذاتية من قبل اأصحاب املطاعم، اإذ من مصلحتهم مراعاة السالمة<br />
الغذائية، وحتقيق اأفضل جودة. كما ندعو السياح اإىل تبديد اخلوف<br />
والهلع، والإطمئنان اإىل الدور الرقابي للوزارات املعنية، والثقة بها،<br />
فهذا العمل ل يدل سوى على حرص الوزارات على سالمة الشعب<br />
اللبناين، وعلى سالمة كل قادم اإىل بلدنا...<br />
يعني أن هذه الهملة سستوءثر إيجاباً على القطاع السسياحي؟<br />
ميكن اأن تعود بالإيجاب، اإذا متت معاجلة املشاكل بالطريقة<br />
الصحيحة، يف العمق، وبعيداً عن الأضواء. كوزارة سياحة، نقوم بعملنا<br />
وبكل ما يتوجب علينا، ونواكب عمل املطاعم ونحاسب يف حال وجود<br />
خمالفة، ونتحقق من كل تقصري، ونتاأكد من اأن هذه الرقابة تصب<br />
يف سالمة السائح... ودعينا ل ننسى املوؤسسات اللبنانية التي تصدّ ر<br />
اأفخر املنتجات، واملوؤسسات املتقدمة على صعيد الرقابة الذاتية، والتي<br />
تساهم يف رفع اإسم لبنان عالياً يف اخلارج...<br />
الٕعلانات التلفزيونية لتسسويق لبنان سسياحياً قليلة، بينما يجري<br />
يتم التركيز على مواقع التواصل الٕجتماعي.. فهل من خطة<br />
لتفعيل التسسويق التلفزيوني المهلي، ليصل إلى المهطات العربية؟<br />
نحن على تواصل مع منظمة السياحة العاملية، ويف صدد التحضري<br />
لستقبال مندوبة عنها يف لبنان الشهر احلايل، ويتم تشجيعنا على<br />
اإطالق حمالت اإعالنية عرب الوسائل الإلكرتونية، كونها لغة العصر<br />
التي حتاكي فئة الشباب مباشرةً، والذين اأصبحوا يشكلون نسبة %20<br />
من عدد السائحني يف العامل »اأي %20 من اأصل مليار سائح«، لذلك<br />
اخرتنا وسائل التواصل الإجتماعي، مع الرتكيز على الرتويج والدعاية<br />
لستقطاب اأكرب عدد ممكن من السياح.. كما عملنا على ابتكار عنوان<br />
»كلكن سفراء لبنان«، اأي اإن كل مغرتب لبناين هو سفري بلده يف دول<br />
الإغرتاب، بهدف اإشراك كلٍّ منهم يف املسوؤوليات، والتحسس باأهمية<br />
دورهم يف العمل السياحي وتسويقه خارجياً، لكن املوؤكد اأن كل هذه<br />
العناصر التسويقية ل تلغي دور احلمالت الدعائية التقليدية، اأي<br />
التلفزيونية، وسنستمر يف العمل وبذل اجلهود احلثيثة لتسويق لبنان<br />
على املحطات والقنوات املحلية والعربية...<br />
في فترةٍ سسابقة، ششهدنا حملات تسسويق سسياحية لدولٍ خارجية، على<br />
المهطات اللبنانية، في وقت قلّت الهملات التسسويقية للبنان.. فما رأيك؟<br />
عندما تسلّمت سدة املسوؤولية يف الوزارة، وجدنا اأن الكثري من وكالت<br />
السفر يقوم بالتسويق لدولٍ اأخرى، فاستنفرنا اأجهزتنا، واأجرينا<br />
املساءلة، فكان التربير وجود صعوبةٍ يف التسويق للبنان، يف السنوات<br />
القليلة املاضية، لذلك- وضماناً لستمراريتهم - جلوؤوا اإىل التسويق لدولٍ<br />
اأخرى، فحاولنا عندها، كوزارة سياحة، تنظيم الأمور، فطوّرنا كل هذه<br />
املفاهيم، واأعددنا خطةً جديدة تسهم يف التسويق للبنان بطريقةٍ اأفضل.<br />
هل يتم جمع وكالات السسفر الٔجنبية مع الوكالات المهلية، لتوقيع<br />
اتفاقياتٍ بينها تنصص على تأمين عددٍ معين من السسياه؟<br />
يف بداية السنة، استدعينا وكالت سفر من روسيا، كردستان،<br />
العراق، الأردن ومصر، يف حماولةٍ منا للتعاون والتنسيق معها،<br />
وخلق نشاطاتٍ تدجمها مع الوكالت املحلية، لكن كل هذه املساعي<br />
ل تعوّض عن النقص يف عدد السائحني اخلليجيني.. فلبنان اشتاق<br />
اإىل زيارة وحضور اإخواننا العرب، مع العلم باأن دولة الكويت ل تزال<br />
ششاركتم أخيراً في موءتمرٍ للسسياحة الطبية في دبي.. هل اسستفدتم من<br />
تسسهيلات وخدمات خاصة، بعد هذه المششاركة؟<br />
يف السبعينيات اأطلقت على لبنان صفة »مستشفى الشرق وطبيبه«..<br />
ونحن اليوم نقوم بتفعيل دور القطاع الطبي عندنا، مع اأن مستوى<br />
مستشفياتنا وجامعاتنا ل يزال عالياً جداً، باملستويني العربي<br />
والأوروبي، ونحن منتلك، تقليدياً، طاقات كبرية يف هذا املجال، غري<br />
اأن اكتظاظ املستشفيات باملرضى، وعدم قدرتها على استيعاب عددٍ<br />
اأكرب، دفع بفكرة استقطاب املرضى من اخلارج اإىل مرتبة متاأخرة،<br />
فجاءت مشاركتنا بهذا املوؤمتر، ملا له من اأهمية، وحتديداً يف مدينة<br />
دبي النابضة بالتطور التقني والطبي، فرصةً لتفيعل السياحة الطبية<br />
عندنا، والنفتاح على هذه السوق الواسعة، جلذب اأكرب عدد ممكن<br />
من املرضى، من اليمن والعراق وليبيا واجلزائر والسودان وغريها،<br />
فشكّ ل هذا املوؤمتر بداية تطوير وتنظيم السياحة الطبية يف لبنان، وباباً<br />
للتواصل مع اأبناء اجلالية اللبنانية يف دولة الإمارات العربية املتحدة<br />
التي نفتخر بها وجنلّ قدراتها، ونتطلَّع اإىل تلقي الدعم منها.<br />
×بعد الالهركة الرقابية التي أطلقها وزير الصهة واءل أبو فاعور،<br />
هل سستتأثر السسياحة اللبنانية سسلباً؟<br />
يف وزارة السياحة تقاليد صارمة ودقيقة، على صعيد تنظيم<br />
السياحة ووالرقابة على النظافة العامة والقطاع بكامله، ونحن<br />
متمسكون بهذه التقاليد ومتقدمون فيها ونطبقها بحزمٍ ، كما نصدر<br />
تعاميم دورية للفنادق واملسابح واملطاعم وحمالت تاأجري السيارات،<br />
ونقوم مبتابعتها، ال اأن اجلزء الوحيد الذي ل يندرج حتت مسوؤولياتنا<br />
هو مساألة السالمة الغذائية التي تعود مهامها اإىل وزارة الصحة.<br />
ما هي كلمتكم الٔخيرة لقرّاء مجلة«الملتقى»؟<br />
اأتوجه بالتحية اإىل رجال الأعمال اللبنانيني الذين يرفعون اسم لبنان<br />
يف دول العامل.. هوؤلء الرجال الذين نفتخر باإجنازاتهم وقدراتهم<br />
وطاقاتهم، وخصوصاً املنتمني اإىل جملس العمل اللبناين يف دبي،<br />
والذين يردنا عنهم اأبلغ الكالم، ونحن نفتخر باأنهم صورةٌ مشعة عن<br />
لبنان احلضاري، لبنان الطاقات والأدمغة، لبنان الرقيّ . وليس عبثاً<br />
اأن اأطلقنا حملة »اأنت سفري لبنان«، فكل واحد منكم هو سفري للبنان<br />
نعتزّ به، ونعّول كثرياً على دعمكم بنشر الصورة اجلميلة التي تسوّق<br />
للسياحة يف لبنان. ل ننكر اأننا نواجه بعض املخاطر على حدودنا،<br />
لكن احلياة هادئة ويسود الأمن والأمان بريوت والغالبية الساحقة من<br />
املناطق، فكونوا داعمني ملشروعنا »لبنان احلياة«، مبا ميثل من مبادئ<br />
وحضارة وانفتاح وحرية ودميقراطية.. ومع اجليش اللبناين تتبدد كل<br />
املخاوف، لذلك ندعوكم اإىل التواصل الدائم معنا، واإىل مساعدتنا<br />
لبلوغ اأعلى املراتب السياحية.<br />
اأخرياً، وبقراءةٍ رقمية للوافدين اإىل لبنان العام 2014، صادرة<br />
عن وزارة السياحة، يتبني اأن الوافدين من الدول الأوروبية احتلوا<br />
الصدارة، ب 381,176 زائراً، تليهم الدول العربية ب 375,526 زائراً،<br />
ومن بعدها دول القارة الأمريكية ب 192,547 زائراً. اأما نسبة الزائرين<br />
من الدول العربية فاأتت على الشكل الآتي: العراق %، 38 الأردن %، 17<br />
مصر %، 15 اململكة العربية السعودية %، 11 الإمارات العربية املتحدة<br />
%، 2 و10 % من الدول العربية الأخرى... على اأمل اأن يتحسن الوضع<br />
يف لبنان، ويعود هذا البلد شعلةً مضيئة بني الدول السياحية، فنستقبل<br />
زائرينا ونكرّ مهم ونكرّ م بلدنا، باحلفاظ على طابعه السياحي املتوارث<br />
اأباً عن جدّ<br />
الملتقى 17<br />
16
حوار<br />
من إنجازاته الكثيرة مبنى الجامعة<br />
األميركية في دبي<br />
الياس دانيال: مهما فعلنا<br />
لن نكون قادرين على ردّ<br />
الجميل لدولة اإلمارات<br />
التمازج الثقافي أغنى جمالية العمارة في دولة اإلمارات،<br />
والسيما العاصمة أبوظبي ودبي<br />
يششكل المهندسس الياسس دانيال أحد النماذج المششرقة<br />
للششخصية اللبنانية الناجهة والفاعلة، في مجتمعها،<br />
وحيشما حطّ ت بها الٔقدار.. فهو خرّيج الجامعة الٔميركية<br />
في بيروت، والذي دفعت به ظروف الهرب في وطنه الٔم، قبل<br />
أربعين عاماً، للقدوم إلى دولة الٕمارات العربية المتهدة التي<br />
فتهت ذراعيْ تطوّرها أمام طموحاته وقدراته الهندسسية<br />
المبتكرة، متيهةً له الكشير من الفرصص، فبادلها هو العطاء<br />
بمشله، وأسسهم بأفكاره وتصاميمه الهندسسية في رسسم معالمها<br />
المعمارية، لنرى اليوم بصماته سساطعةً في العديد من أبراج<br />
ومباني العاصمة أبوظبي، وكذلك في إمارة دبي.. الياسس<br />
دانيال هو أحد الموءسسسسين الرواد لمجلسس العمل اللبناني في<br />
دبي والٕمارات الششمالية، وأحد أبرز المهندسسين اللبنانيين<br />
الناجهين، يهمل في قلبه الكشير من الهب والتقدير<br />
لدولة الٕمارات، والكشير من الششوق والهنين والتفاوءل<br />
لوطنه لبنان، كما يقول في هذا الهوار الذي خصص به مجلة<br />
«الملتقى».<br />
3 أسس للنجاح في كل<br />
عمل: النزاهة، االلتزام،<br />
والمعرفة<br />
مستذكراً ظروف قدومه اإىل دولة الإمارات، اأواخر العام<br />
1975، قال املهندس الياس دانيال:<br />
- جئت اإىل دبي بالصدفة، مدفوعاً بالبحث عن الأمان واملستقبل،<br />
كغالبية اللبنانيني الذين توفر لهم سبيل الهرب من اأتون احلرب<br />
التي اندلعت يف لبنان.. يومذاك كانت النهضة يف دبي ل تزال يف<br />
بداياتها، واأذكر اأن احلاجة اإىل قدرات املهندس اللبناين- ولسيما<br />
املتخرج من اجلامعة الأمريكية يف بريوت- كانت ملفتة، وكان<br />
مطلوباً بشكلٍ كبري، لذا مل اأتاخر يف مباشرة العمل هنا، يف جمال<br />
الستشارات الهندسية. مل يكن عدد اأبناء اجلالية اللبنانية كبرياً،<br />
فكانت بيننا روابط صداقة متبادلة، وكنا جنتمع يف الليل يف فنادق<br />
اأو مقاهي حمدودة، وكان الكل يعرف بقدوم اأيّ وافد جديد من<br />
لبنان. يومها انطلقت احلركة العمرانية يف دبي بشكلٍ استقطب كل<br />
املهندسني فيها، بل كان ثمة نقصٌ يف تلبية احتيجات تلك »الفورة«<br />
التي عرفت انتكاسةً نهاية العام 1978، استمرت نحو العامني، عادت<br />
بعدها احلياة اإىل سابق عهدها واأكثر، وبراأيي اأنه من الطبيعي اأن<br />
تشهد اأيّ مدينة حركة صعود وهبوط، بني الفرتة والأخرى، فهذه من<br />
سمات كل دورة اقتصادية، لكن جتلياتها تظهر هنا كون حمورها<br />
هو قطاع البناء وما يلحق به من اإنشاء مدارس ومراكز جتارية<br />
ومستشفيات وما اإىل ذلك.<br />
كنت يف بداية شبابي، يوم اأتيح يل التعرّ ف على املغفور له سمو<br />
الشيخ راشد بن سعيد اآل مكتوم، وسمو الشيخ حممد بن راشد اآل<br />
مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس جملس الوزراء حاكم دبي، رعاه<br />
اهلل، ولقد ملست لديهما ذلك الوضوح يف رسم معامل اإمارة دبي<br />
ومستقبلها، ويف توظيف خريات هذه املدينة، استناداً اإىل روؤيةٍ<br />
واضحة ونظرة ثاقبة.<br />
ما اأبرز املشاريع التي قمتم بتنفيذها؟ وهل حضوركم<br />
مقتصر على دولة الإمارات؟<br />
- احلمدهلل اأننا جنحنا يف عملنا هنا، وكسبنا شهرةً واسعة يف<br />
جمال الستشارات الهندسية. يف العام 1980 اأنشاأت شركتي اخلاصة،<br />
وحضورنا الأساس ومركزنا الرئيس هو يف دبي، ولكن لدينا فرع يف<br />
كل اإمارة، كما نفذنا بعض املشاريع يف السعودية والكويت والبحرين<br />
وقطر وعُ مان. املشاريع التي نفذناها يف الإمارات اأكر من اأن حتصى،<br />
لكني اأشري اإىل اأن معظم الأبراج التي تلي »برج خليفة« ارتفاعاً هي<br />
من تنفيذنا، وتصل من 90 طبقة اإىل 106 طبقات، اإىل جانب تشييد<br />
مدارس ومراكز تسوق وجممّ عات سكنية وغريها.<br />
الملتقى 19<br />
18
حوار<br />
عودة اللبناني الناجح إلى<br />
وطنه تحتاج إلى التشجيع<br />
من الدولة، ألن حب الوطن<br />
لوحده ال يكفي<br />
دولة الإمارات »جنّة هندسية«<br />
من خلال مسيرتك، األ توافق على اأن من تتاح له فرصة<br />
العيش والعمل يف دولة الإمارات »حمظوظ«..<br />
ل شك يف اأن الفرص املتوفرة هنا ل مثيل لها يف اأيّ بلدٍ يف العامل..<br />
فقلما جتد جمال التنافس مفتوحاً بهذه احلرية اأمام اجلميع، ليكون<br />
النجاح حليف صاحب القدرة واخلربة واملعرفة..<br />
مباذا تصف العمارة يف دبي؟<br />
- ما مييّز العمارة يف دبي هو اأنها غري حمصورة بطابعٍ هندسي<br />
حمدد، بفضل التمازج الثقايف وخلفيات املهندسني الوافدين اإليها<br />
من كل اأنحاء العامل، حاملني معهم خلفياتهم املتنوعة التي تغني هذا<br />
اجلانب فيها، وهي ميزةٌ هندسية جمالية تنفرد بها دولة الإمارات،<br />
ولسيما العاصمة اأبوظبي ودبي.<br />
يف دنيا الهندسة مدرستان عريقتان: الأوروبية الكاسيكية<br />
التي متيل اأكرث اإىل الأبنية القليلة الرتفاع، والأمركية التي<br />
متيل اإىل ناطحات السحاب.. كيف تتجسد هاتان املدرستان هنا؟<br />
املعروف تاريخياً اأن كل حاكم رسم املدن الأوروبية هندسياً وفق<br />
روؤيته اخلاصة.. اأما اأمريكا ففتحت املجال اأمام املهندسني الوافدين<br />
اإليها من اأوروبا وغريها، ليجسد كلٌّ منهم روؤيته اخلاصة، دون ضوابط<br />
مسبقة اأو حدود لالإبداع، متاماً كما يحدث هنا. ويف هذا الإطار اأعترب<br />
دولة الإمارات مبثابة »جنّة هندسية«، اإذ ل يحدّ خيال املهندسني<br />
فيها اأيّ عائق، وكل الأفكار، مهما بدت صعبة ومعقّدة، قابلةٌ للتنفيذ.<br />
على مدى 40 سنة اأمضيتها يف دبي، ما الأسس التي اعتمدتها<br />
لتبني هذه السمعة الطيبة املرتبطة بالنجاح الدائم؟<br />
يف كل جمالت العمل عليك اللتزام بثالثة مبادئ لتنجح: الأول<br />
النزاهة والصدق يف املعاملة، الثاين اللتزام، والثالث هو املعرفة<br />
واخلربة. العمل بهذه الأقانيم ينعكس على املهندس والشركة سلباً اأو<br />
اإيجاباً، ولسيما يف جمالٍ ضيّق نسبياً، حيث الكل يعرف الكل.. تعلّمت<br />
يف اجلامعة اأن الناجحني يف العامل ليسوا من حصلوا على درجات<br />
جيدة يف التخرج، بل هم من التزموا الصدق يف املعاملة والتنفيذ..<br />
الناحية املهمة اأيضاً هي اأن دولة الإمارات رحبت باللبنانيني اأفضل<br />
ترحيب، لدرجة اأننا لن نكون قادرين على ردّ اجلميل لها، مهما فعلنا.<br />
واأذكر واحدةً من املاآثر الكثرية عن الراحل سمو الشيخ راشد، خالل<br />
فرتة احلرب يف لبنان، يوم قدمت اإىل دبي طائرةٌ من بريوت، على<br />
متنها عائالت لبنانية ل ميلك اأفرادها تاأشريات دخول، فاأمر سموّه<br />
بالسماح لهم بالدخول، وبتوفري الإقامة وكل ما يحتاجون اإليه..<br />
ما اأبرز املشاريع التي قمت بتنفيذها، وتفخر بها؟<br />
كثرية، منها اأبنية على شارع الشيخ زايد نالت العديد من اجلوائز،<br />
وكذلك اأطول مركز تسوق يف اأبوظبي، هو »اخلالدية مول«، واأبراج ل<br />
ميكن حصرها، مثل »101«، و»تورش تاور«، وبنايات ل »جمموعة<br />
الفجر«.. املهم ذكره اأن اأصحاب املشاريع ل يختارون من ينفذها<br />
بشكل عشوائي، بل بعد تقدميات وعروض منافسة من اأكر من مصدر،<br />
واختيارهم لنا يوؤكد على اأهمية موقعنا.<br />
اأدعو الشباب اإىل الإميان باهلل وبلبنان<br />
قمت بالتصميم الهندسي ملبنى اجلامعة الأمركية يف<br />
دبي.. ورئيسها الأستاذ الياس اأبو صعب بات اليوم وزيراً<br />
للرتبية والتعليم العايل يف لبنان.. كيف تصف انتقال<br />
اللبناين الناجح خارج بلده، اإىل تويل مسوؤوليةٍ رسمية فيه؟<br />
وهل تشجع على ذلك؟<br />
طبعاً.. لكن عودة الناجح اإىل وطنه يحتاج اإىل تلقيه التشجيع منه،<br />
لأن حب الوطن ل يكفي لوحده.. معايل الوزير اأبو صعب رجل علم جنح<br />
يف كل جمالٍ خاضه، ولقد بنينا معاً اجلامعة الأمريكية يف دبي، واأذكر<br />
اأين اعرتضتُ يومها حلصولنا على قطعة اأرض صغرية اعتربتُ اأنها<br />
ل تكفي، وطالبت بعشرة اأضعاف مساحتها، فحصلت على خمسة<br />
اأضعاف، واأخال اليوم اأن اجلميع يتمنى لو حصلنا عليها كاملةً، اإذ<br />
باتت اجلامعة تستوعب خمسة اآلف طالب، بعدما انطلقت بحوايل<br />
300 طالب، وذلك بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ حممد بن راشد<br />
اآل مكتوم للعلم وحبه له والتشجيع عليه، وبفضل ما للجامعة من سمعةٍ<br />
طيبة. الأستاذ الياس اأبو صعب مشهودٌ له جناحه يف كل منصبٍ توله،<br />
واأمتنى لو كان اأمثاله يف لبنان كراً.<br />
للمساهمة يف اإعادة النهضة اإىل لبنان.. كيف ترى املغرتب<br />
يف هذا الإطار؟<br />
نحن ل نعدّ حضورنا يف دول اخلليج اغرتاباً.. ميكن وصفنا بغري<br />
املقيمني يف بلدهم، ومعظمنا يقومون بزيارة لبنان بشكلٍ دائم، وكلنا<br />
على استعداد للعودة اإليه متى دعت احلاجة.. يف السنوات السابقة عاد<br />
الكثريون اإىل لبنان، على اأمل الستقرار فيه بشكلٍ دائم، وتاأسيس<br />
اأعمالهم هناك، لكن الظروف مل تساعدهم. غالبية اللبنانيني بانتظار<br />
استقرار الأوضاع يف لبنان للعودة اإليه، مع الإشارة اإىل اأننا نواظب على<br />
تقدمي اأفكار ومشاريع خلدمة بلدنا، لكن العائق الدائم هو البطء يف<br />
مسار الإجراءات التنفيذية. براأيي اأن ما يحتاج اإليه لبنان هو اأن توفر<br />
الدولة البنى التحتية الالزمة، والأنظمة املسهلة لأصحاب املشاريع<br />
لتنفيذها، وعندها »خذوا ما يدهش العامل«!<br />
خلال الأزمة املالية العاملية، عرفت كل القطاعات صعوبات<br />
جمّ ة، ولسيما قطاع البناء.. كيف تعاملت مع تلك املرحلة،<br />
ولسيما بوجود عددٍ كبر من املوظفني لديك؟<br />
يعمل عندنا حوايل 300 مهندس وموظف من اأصحاب الشهادات<br />
واخلربات. من خالل ما عايشته، تكوّنت لديّ القناعة باأن التصاعد<br />
يف وترية البناء واحلركة القتصادية ل ميكن اأن يستمر على الدوام،<br />
كما ل ميكن لأيّ اأزمة اأن تدوم طويالً، لذا ينبغي الستعداد ملثل هذه<br />
املراحل.. يف ما خص شركتنا، حصلنا على الكثري من املشاريع يف<br />
الفرتة التي سبقت الأزمة املالية العاملية، والتي توقعت حصولها، نتيجة<br />
سوابق حدثت يف العامل، توؤكد اأن الدورة القتصادية اأشبه بحركة<br />
صعود وهبوط متكررة اأو متبادلة. حركة البناء يف الإمارات تستهدف<br />
املستثمرين من غري الإماراتيني، بشكلٍ عام، وهوؤلء قاموا بتجميد<br />
استثماراتهم خالل الأزمة التي كانت عاملية، وليست حملية.<br />
كيف هي عاقتك بالوطن لبنان، على الصعيدين الشخصي<br />
واملهني؟<br />
مسؤوليتنا حماية لبنان<br />
الجنّ ة وعدم التخلي عنه<br />
لدينا مكتب يف لبنان، لكن مشاريعنا هناك ليست كبرية. ل شك يف اأن<br />
وطننا ميرّ مبرحلةٍ معقدة، دون اأن ننسى ما يعاين منه القطاع اخلاص،<br />
لناحية البريوقراطية وغياب التسهيالت املتوفرة هنا بشكلٍ ملفت،<br />
وخصوصاً مع حتوّل دبي اإىل مدينة ذكية يف شتى القطاعات، ومنها<br />
مثالً الستحصال على رخصة بناء اإلكرتونياً .Online وبالرغم من<br />
كل شيء، يبقى لبنان البلد الرائع املميز، والأمثلة عن جناح بنيه يف<br />
العامل ل حتصى ول تعدّ ، ولكن ثمة مشاكل يف الرتكيبة العمالنية فيه،<br />
منها اأزمة السري التي ميكن النخفيف منها بتشغيل حمطات القطار<br />
مثالً، كما حصل يف دبي، واأزمة توليد الكهرباء املستمرة منذ عقود،<br />
وغري ذلك من املشاكل التي تستدعي اإيجاد حلول لها.<br />
كاأحد الأفراد املوؤسسني ملجلس العمل اللبناين، ما الكلمة<br />
التي توجهها لأعضائه؟<br />
قبل 15 عاماً، كان سفري لبنان احلايل يف اأبوظبي حسن سعد قنصالً<br />
للبنان يف دبي، وكانت القنصلية اأمام احتمال اإقفال اأبوابها، نتيجة<br />
توجه وزارة اخلارجية اللبنانية اإىل تقليص النفقات املالية، اآنذاك،<br />
فتصدّ ى صاحب السمو الشيخ حممد بن راشد اآل مكتوم لالأمر، رافضاً<br />
اإقفالها، على اأن يتوىل سموّه تسديد بدل اإيجار مبناها! وحني اأبلغنا<br />
سعادة القنصل بهذا القرار، شعرنا جمدداً بعمق المتننان لسموّه،<br />
لكننا اعتربنا اأن هذا واجبنا، كاأبناء جالية لبنانية، فزار القنصل<br />
صاحب السمو الشيخ حممد الذي اأبلغه عن تقدميه الأرض املقام عليها<br />
مبنى القنصلية اليوم، فتربعت اأنا بتقدمي التصميم الهندسي ومتابعة<br />
الإجراءات الالزمة، وتربّع كل فردٍ باأمر معني، وبذلك بنينا هذا<br />
الصرح اللبناين، مبواكبة ومتابعة من صاحب السمو الشيخ حممد بن<br />
راشد املعروف بحبه الكبري للبنان.<br />
ما اأحب قوله هو اأن اللبناين ناجح يف كل العامل، بفضل ما ميلك<br />
من طاقات خالقة، واأيضاً للتزامه بالقوانني والقيم التي حتدّ ثنا<br />
عنها. اأمتنى من كل لبناين التنازل عن اأنانيته، فمن مسوؤوليتنا<br />
حماية هذا البلد اجلنّة وعدم التخلي عنه، فباأيّ حقّ نشوّه اأجمل<br />
ما وهبنا اخلالق من خريات وطبيعة؟ الوضع معقّد كثرياً، واحلل<br />
قد يحتاج اإىل معجزة، لكني موؤمن اأن لبنان سيعود اأفضل مما كان،<br />
والكل متحمّ س لذلك، وبانتظار الأجواء الالزمة، من اأمن واستقرار.<br />
ثمة 14 مليون لبناين خارج البلد، واأصحاب الثروات بينهم كثر،<br />
ولن يرتددوا يف سدّ العجز املايل والقيام بواجبهم الوطني، شرط<br />
توفر الظروف املناسبة، وقد شهدنا اأمراً مماثالً يوم اأطلق الرئيس<br />
الشهيد رفيق احلريري مشروع اإعادة اإعمار بريوت. واأنا اشجع<br />
كل شاب باأن يتعامل بجدّ ية يف كل عمل يقوم به، ليستمرّ منوذجاً<br />
للنجاح، واأن يبقى موؤمناً باهلل وبوطنه<br />
الملتقى 21<br />
20
بيئة<br />
في ربوع لبنان..<br />
أكبر محمية<br />
طبيعية<br />
وغابة أرز<br />
اأكثر ما يصيب اللبناين باحلرية هو حني يطرح عليه اأحدهم، من غري<br />
اللبنانيني، السوؤال التايل: »اأيّ منطقة لبنانية تنصحني بزيارتها؟«..<br />
لأن لهذا الشوؤال العشرات من الأجوبة، اإذ تغتني كل منطقة لبنانية مبا<br />
ل يحصى من عوامل اجلذب، الطبيعية منها والتاريخية والأثرية، اإىل<br />
جانب ما يحفل به لبنان من مواقع خصته بها الطبيعة، وجعلته قبلة<br />
السياحة املميزة يف منطقة الشرق الأوسط، كما جعلت اسمه على كل<br />
شفة ولسان يف ربوع العامل، وحوّلته احللم الذي يراود كل راغبٍ يف<br />
الستمتاع بطبيعته الساحرة، والتي اخرتنا منها هذه املرة »حمميّة اأرز<br />
الشوف«.<br />
اأن تتنزه يف اأحضان الطبيعة ليس اأمراً جديداًيف لبنان، اأما اأن تتنزه<br />
يف طبيعةٍ تزخر باأكرمن ثالثة ماليني اأرزة لبنانية، يرقى عمر بعضها<br />
اإىل 3 اآلف عام، فاأمر استثنائي بالتاأكيد! فهذه الأشجار التيتنتصب<br />
شموخاً وعنفواناً وصالبةً، تضفي جواً من الهيبة والحرتام على<br />
متاأمليها، والسكون التام املحيط بهاتخرقه زقزقات العصافري من<br />
وقت اىل اآخر، لتعود اأغصان الأرز فتفرض حضورها من جديد،كمن<br />
يحافظ على رهبة املكان وهيبته.<br />
من ميزات هذه املحمية الواقعة على املنحدرات الغربية لسلسة جبل<br />
لبنان، اأن مساحتها تبلغ حوايل 550 كلم2، وتتفاوت مستويات ارتفاعها<br />
من 1000 اإىل 2000 م عن سطح البحر، ومتتدّ من ضهر البيدر شمالً،<br />
حتى جبل نيحا جنوباً. هذه املحمية التي تُعترب حالياً اأكرب حممية<br />
طبيعية يف لبنان، اأنشئت يف العام 1966، وتضم ثالث غابات من الأرز<br />
والأشجار املتنوعة، هي: غابة معاصر الشوف، غابة الباروك وغابة<br />
عني زحلتا- مبهريه، وقد جرى تصنيفها يف العام 2005 ك »حممية<br />
مدىً حيوي« من قبل اليونيسكو »تشكل % 5 من مساحة لبنان«.<br />
كغريها الكثري من املناطق اللبنانية الغنية بروتها الطبيعية، تُعترب<br />
»حممية اأرز الشوف« قيمةً طبيعية وبيئية استثناية، يف لبنان واملنطقة،<br />
وتعجز الكلمات عن وصف جمال الصخور وروعة انسياب الأشجار<br />
والسواقي فيها..فهنا لوحاتٌ نادرة، بغطائها الأخضر، وسط مرتفعاتٍ<br />
شاهقة ومنحدرات شديدة، حتتضن تنوعاً بيولوجياً غنياً بالأشجار<br />
والنباتات املختلفة، واأعداداً كبرية من احليوانات والطيور املهددة<br />
بالإنقراض.<br />
السياحة البيئية<br />
ل شك يف اأن السياحة يف »حممية اأرز الشوف« بيئية بامتياز، اإذ<br />
يقصدها عشرات الآلف من الزوار سنوياً، بالرغم من الأوضاع<br />
الأمنية التي يعيشها لبنان يف الفرتة الأخرية، وتاأثريها السلبي على<br />
جذب الزوار املحليني، والقادمني من اخلارج، لكن اأيّ حمبّ للطبيعة ل<br />
ميكنه مقاومة سحرها، ولن يرتدد يف زيارتها، اأياً تكن العوائق الآنية.<br />
وامللفت يف هذه املحمية اأن اأصحاب البيوت املحيطة بها والقريبة<br />
منها- وانسجاماً مع موقعهم الطبيعي- يلعبون دورهم الكبري يف<br />
املساهمة بتوفري الإقامة والطعام للسياح والزوار، ومثلهم املرشدون<br />
املحليون الذين يرافقون الزوار ويزودونهم باملعلومات القيّمة، ويوؤمنون<br />
لهم سالمة تنقلهم منها واإليها وفيها، مشددين على اأهمية الأنشطة<br />
الملتقى 23<br />
22
بيئة<br />
تحقيق<br />
اجلذابة فيها: املشي يف الطبيعة، معاينة اأنواع الطيور واحليوانات<br />
الربية، مراقبة النجوم، التعرّ ف على اأنواع النباتات، ركوب الدراجات<br />
الهوائية، تسلّق اجلبال، التعرّ ف على التقاليد املحلية، بالإضافة اىل<br />
نشاطات التوعية البيئية والألعاب البيئية الهادفة، والسري على الثلج،<br />
وسط دروبٍ جبلية خمططة ومنظمة.<br />
وما مييز هذه املحمية هو موقعها اجلغرايف اجلاذب للطيور املهاجرة<br />
عرب القارات، وبيئتها احلاضنة للحيوانات الثديّة املتوسطة احلجم،<br />
كالذئب والنمر والقط الربي والغزال اجلبلي، واحتوائها على اآثار<br />
تاريخية، مثل قلعة نيحا، واملزارات الدينية املتمثلة بالكنائس ومقر<br />
النبي اأيوب، بالإضافة اإىل كونها موقعاً صحياً ومالذاً اآمناً للهرب من<br />
ضوضاء املدينة، وكذلك دورها الإقتصادي، اإذ تسهم هذه املحمية<br />
يف توفري فرص عمل للسكان املحليني، وتشكل مورد دخل اأساسياً لهم<br />
وخلزينة الدولة.<br />
من الطبيعي اأن يكون الصيد داخل املحمية ممنوعاً، وكذلك رعي<br />
املواشي وقطع الأشجار اأو استخراج مواد منها، كما ميُ نع تنفيذ<br />
املشاريع التي تضرّ بها، بقطر 500 م منها.. وللمحمية اأربعة مداخل<br />
تفتح اأبوابها لتسعة اأشهر يف السنة: من عني زحلتا، معاصر الشوف،<br />
قلعة نيحا، والباروك، وهذا الأخري يبقى مفتوحاً على مدار السنة<br />
إرثٌ وطني ثقافي<br />
وحضاري<br />
هذه املحمية جسّ دت ول تزال اإرثاً وطنياً ثقافياً وحضارياً<br />
مهماً، كونها حتتوي على تنوعٍ بيولوجي وحيوي فريد، وهي<br />
من اأكثر املحميات غنىً باحلياة الربية، وفيها % 25 من<br />
غابات اأشجار الأرز والبلوط والسنديان التي يبلغ عمر<br />
بعضها 200 سنة ويزيد، بالإضافة اإىل 500نوعٍ من النباتات<br />
الربية، 530 نوعاً من النباتات العطرية والطبية والصاحلة<br />
لالأكل، 24 نوعاً منالأشجار، منها ست اأشجار نادرة على<br />
املستوى العاملي، 32 نوعاً من الثديّات، 30 نبتة حتمل اإسم<br />
لبنان، منها اخلبيزة اللبنانية، الرببريس اللبناين، غرنوقي<br />
لبنان، والقرنفل السحاري اللبناين، اإىل جانب 250 نوعاً<br />
من الطيور، بينها اأربعة اأنواع مهددة بالنقراض عاملياً،<br />
كالدرسة الرماديةوالعويسق، و10 اأنواع مهددة بالنقراض<br />
اإقليمياً، كالنسر وعقاب سقعاء االصغرى، واأكثر من30<br />
نوعاً معششاً، كالبيدق والنسر واحلجل والهدهد، و27 نوعاً<br />
من الزواحف والربمائيات. تبقى الإشارة اإىل اأنه يشرف<br />
على هذه املحمية »جمعية اأرز الشوف«، بالتعاون مع برنامج<br />
الأمم املتحدة الإمنائيUNDPوالحتاد العاملي للحفاظ<br />
على الطبيعةIUCN، وبتمويلٍ من مرفق البيئة العاملي<br />
GEF واحلكومةاللبنانية.<br />
»مجلس دبي للتصميم<br />
واألزياء« يناقش خطة عمله<br />
المستقبلية<br />
تفعيالً لسرتاجتيته التي حدّ دها صاحب السمو الشيخ حممد بن<br />
راشد اآل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس جملس الوزراء، حاكم دبي،<br />
رعاه اهلل، يوم اأصدر املرسوم الرقم /23/ لسنة 2<strong>013</strong>، والقاضي<br />
بتشكيل )جملس دبي للتصميم والأزياء(، واإحلاقه بسلطة منطقة دبي<br />
احلرة للتكنولوجيا والإعالم، يف خطوةٍ تعكس السرتاتيجية العامة<br />
لدولة الإمارات العربية املتحدة يف جمال تنويع روافد القتصاد املحلي،<br />
وتدعم توجهات دبي يف الهتمام باملجالت الإبداعية، واإعداد البيئة<br />
املالئمة لنمو وتقدم الصناعات القائمة على املعرفة، التاأم)جملس<br />
دبي للتصميم والأزياء(وناقش اأعضاوؤه اسرتاتيجية وخطة العمل<br />
املستقبلية، لتحقيق الهدف من اإنشائه، وهو تعزيز مكانة دبي،كوجهةٍ<br />
اإقليمية لالأزياء والتصميم يف منطقة الشرق الأوسط، وجعلها واحدةً<br />
من اأهم عواصم التصميم والأزياء يف العامل.<br />
كيف تصل إلى محمية أرز الشوف؟<br />
ميكن الوصول اإىل حممية اأرز الشوف انطالقاً من بريوت، باجتاه اجلنوب مروراً بالدامور، وصولً اإىل بيت الدين، عرب قرية كفرحيم، فبعقلني<br />
جنوباً ودير القمر شمالً، ومن معاصر الشوف نحو الباروك وعني زحلتا.. يستغرق الوصول اإىل املحمية عن طريق الساحل )الدامور( من 30<br />
اإىل 45 دقيقة، وميكن الوصول اإليها انطالقاً من بريوت باجتاه طريق الشام صوفر وبحمدون، وكذلك اتباع طريق كفريا، من البقاع الغربي.<br />
الملتقى 25<br />
24
.. وللمبدعين<br />
اللبنانيين حضورهم<br />
ودورهم<br />
وكان سمو الشيخ حمدان بن حممد بن راشد اآل مكتوم، ويل عهد<br />
دبي، رئيس املجلس التنفيذي يف دبي، قد اأصدريف وقتٍ سابق قراراً<br />
بتعيني اأعضاء جملس اإدارة )جملس دبي للتصميم والأزياء(، وجرى<br />
اختيار الدكتورة اأمينة الرستماينالرئيس التنفيذي للمجموعة- تيكوم<br />
لالستثمارات رئيساً للمجلس، اإىل جانب 14 عضواً من خرباء حكوميني<br />
واأكادمييني، وخرباء يف القطاع اخلاص والقطاعات غري الربحية،<br />
والذين متّت تسميتهم استناداً اإىل مهاراتهم القيادية وخرباتهم<br />
املديدة، وسجلهم احلافل بتقدمي مستوىً عالٍ من املبادرات..<br />
ولأن للجالية اللبنانية يف دبي دورها الفعّال يف منو عددٍ من<br />
القطاعات الهامة، مثل الإعالم والطريان والإعالن والتعليم والفنادق<br />
وغريها، مل يكن غريباً اأن يضمّ املجلس يف عداده خمسةً من اأبرز<br />
اللبنانيني الناجحني يف اأعمالهم، واملرتبطة اأسماوؤهم بتاريخٍ مشهودٍ له<br />
من العطاء والنجاح واملساهمة يف اإغناء ميادين التطور يف بلدهم الأم<br />
لبنان، كما يف هذه املدينة املزدهرة دبي، والذين يحظون باملكانة التي<br />
اأهلّتهم لأن يكونوا حمط ثقة بدورهم الفعال، وقدرتهم على املساهمة<br />
والبتكار، وهم: علي جابر، عميد )كلية حممد بن راشد لالإعالم(<br />
يف )اجلامعة الأمريكية يف دبي(، ورجا طراد، الرئيس التنفيذي<br />
)ملجموعة شركات ليو بورنيت( وبوبليسيس للشرقالأوسط وشمال<br />
اأفريقيا، وغسان حرفوش، الرئيس التنفيذي )لشركةشبكة تواصل<br />
الشرق الأوسط وشمال اأفريقيا، وراجي باتريك شلهوب، الرئيس<br />
التنفيذي )ملجموعة شلهوب(،ومصممة الأزياء املعروفة رمي عكرة..<br />
اإىل جانب اإخوانهم اأعضاء املجلس: ليلى سهيل، املديرة التنفيذية<br />
ملوؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة )نائباً لرئيس جملس اإدارة<br />
املجلس(، حممد الشاعل، املدير التنفيذي لقطاع التسجيل التجاري<br />
والرتخيص يف )دائرة التنمية القتصادية(، وروبرت بوث، الرئيس<br />
التنفيذي للعقارات يف )شركة اإعمار العقارية(، واإيادملص، الرئيس<br />
التنفيذي )ملاجد الفطيم القابضة(، وخالد الطاير، الرئيس التنفيذي<br />
للبيع بالتجزئة يف )جمموعة الطاير(، واآشوك ساولين، الرئيس<br />
الأسبق والعضو الفخري وعضو اإدارة )جلنة مدينة دبي للمنسوجات(..<br />
كما يضم املجلس: فريدة عبد اهلل قمرب العوضي، رئيسة )املجموعة<br />
املهنية للتصميم الداخلي( واملدير التنفيذي لشركة )سنمار<br />
للتصميم(، ونيشا جاكتياين، املدير التنفيذي )ملجموعة لندمارك(،<br />
وعزة فهمي، رئيسةجملس اإدارة ورئيسة مصممي )شركة عزة فهمي<br />
لتصميم املجوهرات(.<br />
وجرى اختيار ناز جربيل كرئيسةٍ تنفيذية للمجلس، وهي صاحبة<br />
اخلربة يف جمال التطوير السرتاتيجي للعالماتالتجارية العاملية<br />
أهداف ومقررات<br />
من مهام )جملس التصميم والأزياء( العمل على حتقيق<br />
جمموعة اأهداف، اأهمها الرتقاء مبكانة اإمارة دبي، كوجهة<br />
اإقليمية وعاملية للتصميموالأزياء، ومواكبة التطورات العاملية<br />
يف هذا املجال، والرتويج لدبي كمركزٍ رئيس لهذه الصناعة<br />
الإبداعيةاملهمة، واستقطاب الشركات واملوؤسسات العاملة يف<br />
هذا املجال، وضمان مساهمة قطاع صناعة التصميموالأزياء<br />
يف حتقيق التنمية املستدامة يف دبي، والإسهام بشكلٍ اإيجابي<br />
يف تنشيط احلركة السياحية والتجارية فيها، مبا يتماشى<br />
واسرتاتيجيتها التنموية، بالإضافة اإىل تطوير الكوادر املحلية<br />
املوهوبة يف هذا احلقل.<br />
وخلص الجتماع اإىل التفاق على الأولويات واملبادرات التي<br />
تسهم يف حتقيق الأهداف املرسومة، من خالل خطة زمنية<br />
ترتاوح بني العام والثالثة اأعوام، وتتضمن اإنشاء مدارس<br />
تصميم مهنية وتعليمية يف دبي، وتدشني مرافق حتتضن<br />
املواهب وترعاها، وتقدمي التدريب والنصح والإرشاد، وتوفري<br />
املوارد الضرورية، بالإضافة اإىل اإعداد تقومي سنويلالأحداث<br />
املتعلقة بالتصميم والأزياء داخل دبي.<br />
الملتقى 27<br />
26
صناعة<br />
لبنان يعتمد على الطاقة الشمسية<br />
إلنتاج الكهرباء<br />
تتجه دول العامل قاطبةً اإىل ترشيد استخدام الطاقة، واعتماد املشاريع<br />
الصديقة للبيئة يف العديد من املجالت.. كما باشر عددٌ من الدول يف<br />
منطقة الشرق الأوسط، العتماد على الطاقة الشمسية لدعم القطاع<br />
الكهربائي فيها، يف ظلّ ارتفاع كلقة توليد الطاقة غري املتجددة،<br />
وتالعب اأسعار النفط، فيما ل يزال لبنان متاأخراً، على هذا الصعيد،<br />
بالرغم من امتالكه ثروةُ شمسية وافرة تقدّ ر بنحو 300 يوم من الطقس<br />
LCEC التابع للوزارة املذكورة بالعمل على متويله...<br />
جرى طرح هذا املشروع يف عهد الوزير السابق للطاقة واملياه، جربان<br />
باسيل، واأطلقت مناقصته يف 23 نيسان/ اأبريل املاضي، واأبدت 12<br />
شركة اهتمامها به، ثم بداأ العمل عليه يف شهر متوز/ يوليو املنصرم،<br />
واأجنز منه % 80 حتى الآن، على اأن يجري تسليمه يف شهر شباط/<br />
فرباير املقبل. كما ينتج هذا املشروع طاقةُ بكلفة 7 سنت للكيلووات/<br />
»مشروع نهر<br />
بيروت إلنتاج<br />
الطاقة الشمسية«،<br />
ينير 10000 م2 من<br />
مساحة لبنان<br />
املشمس يف السنة، وينعم بنور الشمس لأكر من 8 اإىل 9 ساعات يومياً،<br />
ما يجعله قادراً على اخلروج من دوامة التقنني الكهربائي الذي يتجاوز<br />
6 ساعات يومياً، خارج بريوت الإدارية، وقد يرتفع اإىل 9 اأو 12 ساعة<br />
يومياً، يف معظم املناطق.<br />
اخلرب اجليد اأن بوادر النفراجات بداأت تظهر للمواطن اللبناين، اإثر<br />
الإعالن عن »مشروع نهر بريوت لإنتاج الطاقة الشمسية«، املشروع<br />
الأول من نوعه يف لبنان، والأول عاملياً، لناحية التنفيذ. هذا املشروع<br />
اأطلقته وزارة الطاقة، ضمن اخلطة الوطنية للطاقة، وجرت املوافقة<br />
عليه من قبل احلكومة اللبنانية، ليبداأ :املركز اللبناين حلفظ الطاقة<br />
ساعة، وهي عبارة عن تكلفة املشروع الأساسية مقسمة على 30 سنة،<br />
اأي العمر الإفرتاضي للمشروع، مقارنةً بكلفة اإنتاج الكهرباء يف موؤسسة<br />
كهرباء لبنان، والتي تتجاوز 18 سنتاً للكيلووات/ ساعة.<br />
يقسم املشروع اإىل ثماين مراحل، على امتداد 3000 م2، ليغذي<br />
مساحة 10000 م2 من الطاقة الكهربائية املستمدة من الطاقة<br />
الشمسية. اأما املرحلة الأوىل منه فاأصبحت عند خواتيمها، وهي<br />
متتد على مسافة 600 م، بقدرة 1.08 ميغاوات، توؤمن الإكتفاء<br />
الذاتي لألف وحدة سكنية. هذه املرحلة موؤلفة من 3600 لوح شمسي،<br />
ومقسمة على 30 جمموعة، ما يسهل عملية الصيانة املتمثلة باإزالة<br />
الملتقى 29<br />
28
صناعة<br />
املهندس سركيس فرح<br />
الغبارعنها، من جهة، واملحافظة على شروط السالمة البيئية، من<br />
جهةٍ اأخرى، من خالل تاأمني دخول الهواء والشمس اإىل جمرى النهر.<br />
والهدف هو الوصول اإىل اإنتاج 200 ميغاوات من الطاقة الكهربائية<br />
من الطاقة الشمسية، ليتم ربطها مباشرةً مبوؤسسة كهرباء لبنان<br />
التي ستتوىل مهمة التوزيع.<br />
يف هذا الشاأن، اأكد املدير التنفيذي ملشاريع الطاقة املتجددة املهندس<br />
سركيس فرح اأن »اختيار نهر بريوت فكرة سباقة، حيث ستتم الستفادة<br />
من بقعٍ غري معتمدة، سخرناها خلدمة لإنتاج الطاقة، ولإفادة املجتمع<br />
اللبناين وتعويض النقص«... مضيفاً اأن »الهدف املنشود هو حتقيق 12<br />
% من اإنتاج الطاقة من الطاقة املتجددة، على مشارف العام 2020،<br />
ومشروع نهر بريوت ليس سوى حلقةٍ من سلسلة املشاريع التي جترى<br />
دراستها لتنفيذها«.<br />
وتطرق فرح اإىل عمل الألواح الشمسية، شارحاً التقنية اخلاصة بها<br />
بالقول »اإنها عبارة عن خاليا ضوئية متالصقة ،Polycristalline<br />
متتص احلرارة والضوء، لتتحرك وحتوّل الطاقة الشمسية اىل طاقة<br />
كهربائية.. توضع الألواح يف مكانٍ تطاله الشمس، وما هي مركبة بزاوية<br />
الإنحدار املالئمة باجتاه اجلنوب، فستنتج قدراً اأكرب من الطاقة، وهي<br />
مصممة لتتحمل سرعة رياح تبلغ 135 كلم/ ساعة«.<br />
واأضاف فرح: »الهدف من هذا املشروع اقتصادي وبيئي، ويتجلى<br />
بتوفري 500 األف دولر على خزينة الدولة، املتمثلة باستهالك األف<br />
طنّ من الفيول، ويف املساهمة بتدعيم سوق نظام الطاقة الشمسية،<br />
كما يوفر- من اجلانب البيئي- حوايل 1096 طنّ من انبعاث ثاين<br />
اأوكسيد الكربون يف الهواء، والذي يسببه احرتاق األف طن من الفيول،<br />
ناهيك عن تقرير تقييم الأثر البيئي الذي اأجرته وزارة البيئة، فاأثبت<br />
اأثره الإيجابي، من خالل تدعيم ركائز النهر والسالمة البيئية وحسن<br />
استخدام الروة النهرية«.<br />
اأما املدير العام لشركة »فينيكس- اأساكو« الأستاذ ربيع الأسطا، فاقل<br />
»اإن الشركة هي اإحدى الشركات الأربع التي فازت يف عملية فض<br />
العروض، وقدّ مت السعر الأدنى لتنفيذ املشروع، واملحدد عند 3 ماليني<br />
و100 األف دولر، ما وفر %20 من املبلغ املرصود للمشروع«، مشدداً<br />
»اأن اجلدولة الإقتصادية لهذا املشروع اإيجابية جداً، ما يعني اأن فرتة<br />
اسرتداد الإستثمار ترتاوح من 5 اإىل 7 سنوات، فيما العمر الإفرتاضي<br />
لهذا النظام يقدّ ر بثالثني سنة، وهذا ل يعني توقف هذا املشروع عندما<br />
يتجاوز سنواته الثالثني، بل اإن قدرته الإنتاجية تخف تدريجاً«...<br />
واأخرياً، يبدو اأن لبنان وضع نفسه على سكة التطور الإقتصادي<br />
النوعي، واجته اإىل اعتماد الطاقة البديلة، اإذ اأطلق يف اأيلول/ سبتمرب<br />
املاضي مشروع الطاقة البديلة يف منطقة الزهراين، كما جرى الإعالن<br />
عن مناقصتني بقدرة 1 ميغاوات يف املرحلة الأوىل، وصولً اىل 30 و 50<br />
ميغاوات يف املرحلة الثانية، بالإضافة اىل اإمكانية قيام مشروع مماثل<br />
يف حمطة البداوي، لعلنا نصل اإىل مرحلة اإلغاء التوليد عرب الفيول،<br />
وبالتايل خفض فاتورة الكهرباء العامة، واستعادة ثقة اللبنانيني<br />
بقدرتهم على التغيري<br />
تكمن اأهمية مشروع نهر بريوت للطاقة الشمسية ليست يف قيمته املادية فقط، بل يف حتريكه<br />
السوق الشمسية. فمنذ بدء تنفيذه يف اأواخر عام 2<strong>013</strong>، مت تركيب اأنظمة فوتوفولطية يف<br />
اأنحاء لبنان بقدرة اإجمالية تصل اإىل 30 ميغاواط يف موؤسسات القطاع اخلاص، من مصانع<br />
ومدارس ومستشفيات وغريها. ويف حني رسا تنفيذ املشروع على حتالف »فينيكس اأساكو«<br />
الذي تقدم بالسعر الأدنى، فاإن الشركات الثنتي عشرة التي شاركت يف املناقصة تعمل حالياً<br />
على تركيب الالقطات الفوتوفولطية يف املناطق لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية.<br />
مع تركيب ما بني 200 و300 ميغاواط اإضافية بحلول سنة 2020 اإذا فُ تح للقطاع اخلاص باب<br />
اإنتاج الكهرباء الشمسية وربطها بشبكة موؤسسة كهرباء لبنان. فقد اأقر جملس النواب قانوناً يف<br />
نيسان )اأبريل( 2014، تعمل احلكومة على اإعداد اآليات تنفيذه، يسمح للحكومة باإعطاء رخص<br />
لإنتاج الكهرباء بناء على اقرتاحي وزارة الطاقة واملياه ووزارة املال. وقد مت تقدمي القرتاح،<br />
وهو يناقش حالياً يف جملس الوزراء. اأما الصيانة فاأهم ما فيها تنظيف الألواح الشمسية من<br />
الغبار، وهو سيتم باستخدام خراطيم املياه، فضالً عن تغيري الألواح التي تنكسر لسبب ما.<br />
ويقام سياج بعلو ثالثة اأمتار على ضفتي النهر ملنع الوصول اإىل الألواح، مع حراسة دائمة<br />
وكامريات مراقبة على امتداد احلقل الشمسي. النهر الشمسي لن يكون لإنتاج الكهرباء فقط،<br />
بل ياأمل القائمون عليه باأن يكون »واحة تنظيم مدين«. وذلك عرب خطة مستقبلية تتضمن<br />
حديقة عامة تركز على ترويج مفاهيم الطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة، واإقامة ممر للعبور<br />
مشياً على »اجلسر الشمسي« الذي يفصل بني بريوت وجبل لبنان يف منطقة برج حمود ويعترب<br />
اأعرض جسر نهري يف لبنان. وستقام لوحة اإعالمية يراها املارة تظهر كمية الكهرباء املنتجة<br />
يف الأوقات املختلفة، وكمية النبعاثات الكربونية التي يتم تفاديها، والفوائد البيئية للمشروع.<br />
كما للمشروع قيمة اإضافية اأنه يعترب احلقل الشمسي الأول يف العامل الذي يقام فوق جمرى<br />
نهر. وقد اأقيم يف الأردن مشروع من هذا النوع على قناة يف العقبة، كما تنفذ الهند خطة<br />
طموحة لإقامة حقول شمسية على قنواتها<br />
املائية. وهناك مشروع وشيك حلقل شمسي يف<br />
منطقة الزهراين، حيث حمطة »تابالين« لتكرير<br />
النفط املتوقفة عن العمل منذ سنني طويلة.<br />
املنشاآت هناك تستعمل لتخزين الوقود، وثمة<br />
مساحة واسعة من الأرض تابعة لوزارة الطاقة،<br />
متكن اإقامة حقل شمسي عليها بتمويل من<br />
منشاآت النفط. والهدف اإنتاج ميغاواط واحد<br />
يف املرحلة الأوىل، يضاف اإليها 2 ميغاواط بعد<br />
الربط على شبكة موؤسسة كهرباء لبنان. وقد<br />
مت تقدمي تسعة عروض، ويتوقع اختيار الشركة<br />
املنفذة قريباً وبدء العمل يف اأيار )مايو( 2015.<br />
وستكون الكلفة اأقل والتنفيذ اأسرع مما يف<br />
مشروع نهر بريوت، اإذ سيقام احلقل الشمسي<br />
على الأرض من دون حاجة اإىل مد جسور فوق<br />
املياه، وميكن اإجناز املرحلة الأوىل قبل نهاية<br />
2015. قد تكون املشكلة يف لبنان قلة الأراضي<br />
املتاحة، لكن هناك اأماكن عامة متكن اإقامة<br />
حقول شمسية عليها. ل يجوز اأن تبقى النظرة<br />
اإىل البلد كاأنه عقار للبيع ممنوع استخدامه<br />
للمصلحة العامة..<br />
الملتقى 31<br />
30
تحقيق<br />
المناطق الحرة<br />
في دبي..<br />
جنّ ة المستثمرين<br />
دبي.. النموذج<br />
تستحوذ مدينة دبي على حصة الأسد من املناطق احلرة التي جرى اإنشاوؤها لقطاعات وصناعات حمددة، من ضمنها قطاع تقنية املعلومات<br />
والتصالت، الإعالم، املالية، الذهب واملجوهرات، والرعاية الصحية، وكل منطقة تختص باجتاهٍ معني، فال يقوم تنافسٌ بينها، بل نظرة تكاملية<br />
شاملة، بفضل التخصص الذي تسعى كلٌّ منها اإىل توفريه.<br />
المناطق الهرّة هي جزءٌ من أراضضي الدولة، لكنها تقع خارج «الٕقليم الجمركي»، وبالرغم من أن الٕجراءات الجمركية العادية لا يطبق<br />
عليها، فإنها تخضضع للرقابة الجمركي.<br />
وتعدّ المناطق الهرة في أيامنا هذه ركيزةً أسساسسية لاقتصادات المنطقة،مع الٕششارة إلى أن أول منطقة حرة عرفتها منطقة الششرق الٔوسسط<br />
أقيمت في ميناء العقبة الٔردني، العام ١٩٧٣، أما اليوم فتهتضضن دولة الٕمارات العربية المتهدة مناطق حرة أكثر من أيّ بلد آخر في<br />
المنطقة، مع أكثر من ٣٨ منطقة حرة تجتذب المسستشمرين من ششتى أنهاء العالم، تمشل نهو ربع العدد الٕجمالي من المناطق الهرة في<br />
العالم العربي.<br />
وللمناطق احلرة يف دبي قصة جناح متتد على مدار العقود<br />
الثالثة املاضية.. فمنذ نشاأة اأول منطقة حرّ ة يف جبل علي، منتصف<br />
الثمانينيات من القرن املاضي، وتتواصل مسريتها اإيجابيةً ومشجعة،<br />
وفق جميع املقاييس، مع اإسهامها بشكلٍ فعال يف جذب الستثمارات<br />
من خمتلف اأنحاء العامل.<br />
تعدّ اإمارة دبي منوذجاً رائداً يف املناطق احلرة، بتوفريها امتيازات<br />
جاذبة، وعدداً من حوافز الستثمار للشركات الأجنبية.. ويُعترب تاأسيس<br />
شركةٍ جتارية يف اإحدى املناطق احلرة يف دولة الإمارات عموماً، ويف دبي<br />
خصوصاً، من اخليارات اجلاذبة للمستثمرين الأجانب، بفضل التسهيالت<br />
واحلوافز التي تقدّ مها هذه املناطق للمستثمرين، ولعل اأبرزها:<br />
• اإتاحة حق التملك % 100 لروؤوس الأموال الأجنبية، دون احلاجة<br />
اإىل شريكٍ حملي.<br />
• غياب قيود التوظيف اأو الكفالة، مع املساعدة يف توفري العمالة<br />
وخدمات الدعم الإضافية، مثل الكفالة والسكن.<br />
• اإعفاء كامل من الرسوم اجلمركية على املواد اخلام واملعدات<br />
املستوردة.<br />
• عدم وجود ضريبة على الصادرات والواردات.<br />
• حرية حتويل راأس املال والأرباح بالكامل.<br />
• اإعفاء الشركات من الضرائب ملدة 15 سنة قابلة للتجديد ملدةٍ مماثلة.<br />
• عدم وجود ضرائب على الدخل الشخصي.<br />
لكل منطقة حرة سلطةٌ مستقلة تناط بها مسوؤولية اإصدار تراخيص<br />
التشغيل، ومساعدة الشركات لتاأسيس الأعمال فيها، وميكن للمستثمر<br />
تسجيل شركة جديدة على هيئة موؤسسة منطقة حرة، اأو ترخيص<br />
فرع اأو مكتب متثيلي للشركة القائمة اأو الشركة الأم، حمليةً كانت اأم<br />
اأجنبية. وتعدّ موؤسسة املنطقة احلرة شركة ذات مسوؤولية حمدودة،<br />
وتكون حمكومةً بالقوانني والأنظمة املعمول بها يف املنطقة احلرة حيث<br />
تاأسست، ول تخضع موؤسسة املنطقة احلرة لبنود قانون الشركات<br />
التجارية، اإل يف حال حصولها على اجلنسية الإماراتية.<br />
المنطقة الهرة في جبل علي «جافزا»<br />
يف عام ٢٠١٤ حازت املنطقة احلرة جلبل علي »جافزا« على<br />
جائزتني: اأفضل الشركات الكبرية يف الشرق الأوسط وشمال اأفريقيا،<br />
واأفضل منطقة حرة للعام 2014 عن فئة الشركات الكبرية يف دولة<br />
الإمارات، وذلك خالل فعالية توزيع »جوائز اأفضل املناطق احلرة يف<br />
منطقة الشرق الأوسط وشمال اأفريقيا« التي نظمتها جملة »اأف دي<br />
اآي« التابعة لصحيفة »فايننشال تاميز« ومقرها اململكة املتحدة..<br />
وجاء هذا الختيار بناءً على معايري عدة، اأهمها املرافق املتميزة<br />
وسهولة ممارسة الأعمال واحلوافز والقيمة مقابل املال، وموقعها<br />
السرتاتيجي املهم.<br />
املنطقة احلرة يف جبل علي، والتي تعترب اأحد اأكرب مطوري املناطق<br />
الملتقى 33<br />
32
تحقيق<br />
القتصادية واللوجستيات يف العامل، جرى بناوؤها فوق مساحة 48<br />
كلم2، وتُعترب من املناطق احلرة الأكرب والأسرع منواً يف العامل، وتقع<br />
بني ميناء جبل علي - اأكرب سادس ميناء بحري يف العامل- ومطار اآل<br />
مكتوم الدويل- اأكرب مطار شحن يف العامل- وهي املنطقة احلرة<br />
الوحيدة يف العامل التي تقع بني كيانني لوجستيني كبريين، وتقوم<br />
بتيسري نقل السلع من البحر اإىل اجلو يف 20 دقيقة فقط، وموقعها<br />
اجليد يتيح لشركائها اأسرع وصول اإىل سوقٍ تضم ملياري شخص يف<br />
جنوب وغرب اآسيا ودول الكومنولث املستقلة واأفريقيا.<br />
وبالرغم من بدايتها املتواضعة، يف العام 1985، من كيانٍ صغري<br />
يضم 19 شركة فقط، فاإنها حققت منواً كبرياً، لتستقطب اأكثر من<br />
7100 شركة من 100 دولة، ول يزال خط منوها متصاعداً، اإذ نحجت<br />
)جافزا(، يف العقد الأول من تاأسيسها، يف استقطاب 500 شركة،<br />
ليتضاعف هذا الرقم يف منتصف عقدها الثاين، وليزداد من ثم بنحو<br />
اأربعة اأضعاف، خالل السنوات العشر املاضية.<br />
ويف العام 2007، بداأت باستخدام اأكرب نظام لإدارة عالقات العمالء<br />
)CRM( يف املنطقة، ما ساعدها على اإجناز حوايل املليون معاملة<br />
سنوياً، تشمل تاأشريات الدخول والرخص التجارية والإيجارات<br />
وغريها من اخلدمات.<br />
ويف العام 1996 حصلت على شهادة )الآيزو(، لتصبح اأول منطقة<br />
حرة حتوزها على مستوى دولة الإمارات، تال هذا الإجناز فوزها<br />
بجائزة )برنامج دبي لالأداء احلكومي املتميز( للعام 2004، و)جائزة<br />
دبي للجودة( للعامني 2004 و 2010.<br />
منطقة جبل علي ..<br />
اعتبار املنطقة احلرة يف جبل علي من اأسرع املناطق احلرة منواً يف<br />
العامل، يستند اإىل ما حققته على مدى السنوات الأربع املاضية، ونذكر<br />
على سبيل املثال:<br />
• منو قاعدة عمالئها بنسبةٍ تزيد عن %. 60<br />
• زيادة اإيراداتها مبعدلٍ وسطي يبلغ %، 34 على اأساسٍ سنوي.<br />
المناطق الهرة في دبي<br />
مدينة دبي للٕنترنت- واحة دبي للسسيليكون- مدينة دبي<br />
الطبية- مركز دبي المالي العالمي- مجمع دبي للتقنيات<br />
الهيوية والٔبهاش- مركز دبي للسسلع المتعددة - مدينة<br />
دبي للمسساعدات الٕنسسانية- مجمع دبي للتقنيات الهيوية<br />
والٔبهاش - مركز دبي للزهور - مجمع الذهب والٔلماسس -<br />
قرية المعرفة - مدينة دبي اللوجسستية - مدينة دبي الملاحية<br />
- مدينة دبي للٕعلام - منطقة دبي الهرة للتعهيد - مدينة<br />
دبي للاسستوديوهات - المنطقة الهرة للٕنتاج الٕعلامي -<br />
مجمع التقنية - منطقة دبي للسسيارات والٓليات.<br />
كما يتم التخطيط لٕقامة المناطق الهرة التالية:<br />
مدينة دبي الٔكاديمية (دبي القابضضة) - المنطقة الهرة لقطع<br />
غيار السسيارات - المنطقة الهرة لمواد البناء - مدينة دبي<br />
للسسجاد - مركز دبي للتصميم - مدينة دبي للطاقة (دبي<br />
القابضضة) - مدينة دبي للٔقمششة- المنطقة الهرة للششاحنات<br />
والمعدات الشقيلة - المجمع التقني.<br />
والاهم طبعاً هو المنطقة الهرة في جبل علي، والمنطقة الهرة<br />
في مطار دبي الدولي، دون تجاهل أهمية السسوق الهرّ ة في<br />
مطار دبي.<br />
• زيادة اإسهاماتها يف الناجت املحلي الإجمايل لدبي، بنسبة %، 25<br />
على اأساسٍ سنوي.<br />
• توفريها اأكثر من 160.000 فرصة عمل يف دولة الإمارات<br />
العربية املتحدة.<br />
• استحواذها على نسبة % 12 من اإجمايل الشحن اجلوي يف مطار<br />
دبي الدويل.<br />
• تشكيل صادرات )جافزا( اأكثر من % 50 من صادرات دبي،<br />
وتقدّ ر قيمتها مبا يزيد عن 69 مليار دولر اأمريكي.<br />
• استقطابها اأكثر من % 20 من جممل الستثمارات الأجنبية يف<br />
دولة الإمارات العربية املتحدة.<br />
المنطقة الهرة في مطار دبي<br />
هي موؤسسة تدير عمليات استرياد وتصدير الصناعات واخلدمات<br />
املختلفة.. ومنذ تاأسيسها العام 1996، غدت الوجهة الأكثر متيزاً<br />
بني املناطق احلرة للشركات العاملية، وصارت الأسرع يف استقطاب<br />
الستثمارات الأجنبية، لتصبح املنطقة احلرة الأسرع منواً يف الشرق<br />
الأوسط. وترتاوح الصناعات فيها بني املالحة والسيارات والأزياء<br />
ومنتجات اجلمال، فضالً عن السلع الستهالكية وتقنيات املعلومات<br />
والتصالت، وتعمل على تهيئة الأجواء املناسبة للبدء بعمل الشركات،<br />
بالإضافة اإىل الإعفاءات الضريبية واجلمركية، والتحصيل الكامل<br />
للعائدات السنوية،، وامللكية الكلية للشركة.. وتقوم املنطقة احلرة<br />
يف مطار دبي باملساعدة على اإنشاء الشركات اخلاصة وترخيصها<br />
وتسجيلها، بالإضافة اإىل الشركات التي ترغب يف اإنشاء فروعٍ حمليةٍ لها.<br />
الموقع والمرافق<br />
تتميز املنطقة احلرة يف مطار دبي مبوقعها ومرافقها الأحدث يف<br />
نوعها، اإذ تضم مرافق فريدة، فضالً عن اتصالها ب مطار دبي الدويل<br />
الذي اختري كثاين اأكر املطارات ازدحاماً يف العامل، يف حركة املسافرين<br />
الدوليني، واخلامس عاملياً، يف حركة الشحن اجلوي، العام 2<strong>013</strong>.<br />
الشركات القائمة يف املنطقة احلرة ملطار دبي تستفيد من الدعم<br />
املتوفر، ومن خدمة العمالء على مدار الساعة، مع التخليص السريع<br />
للبضائع، من خالل مركز اخلدمات اللوجستية املتخصص، وتتضمن<br />
املرافق التابعة لها قاعات للموؤمترات ومقاهي ومصارف.<br />
الٕيرادات<br />
وفق اإحصائيات العام 2<strong>013</strong>، سجلت )دافزا( زيادةً يف اإيرادات<br />
الملتقى 35<br />
34
تحقيق<br />
املبيعات بنسبة %، 42 مقارنةً بالعام ، 2012 وبلغت نسبة مساهمتها<br />
يف جتارة دبي اخلارجية %، 8 فيما بلغ اإجمايل مساهمتها يف الناجت<br />
املحلي لإمارة دبي %، 4.7 بزيادة عن اإجمايل املساهمة يف السنة<br />
السابقة والبالغة %2.15، كما سجلت منواً يف اإجمايل الأصول مبعدل<br />
سنوي بلغ % 11.9 خالل الفرتة من العام 2010 حتى العام 2<strong>013</strong>.<br />
١٦٠٠ ششركة عالمية<br />
حتتضن املنطقة احلرة ملطار دبي 1600 شركة من خمتلف اأنحاء<br />
العامل، وتشمل عدداً كبرياً من القطاعات الصناعية الرئيسية، مثل<br />
اأودي، واإيرباص، وكالرينس وهاينز، وتنشط يف جمالتٍ متنوعة، تلبّي<br />
احتياجات السوق الشرق اأوسطية والآسيوية والأفريقية، ما يحقق ترابطاً<br />
جتارياً يعزز من العالقات القتصادية بني الإمارات ودول العامل.<br />
وتتنوع اأنشطة الشركات العاملة يف املنطقة احلرة ملطار دبي، اإذ<br />
يشكل قطاع املواد الكهربائية والإلكرتونية %17، والهندسة ومواد البناء<br />
%11، والطريان %9، والشحن واخلدمات اللوجستية %8، ثم البرتول<br />
والغاز والتصالت. كما شكلت تراخيص الشركات التجارية النسبة<br />
العليا، بواقع %68، والقطاع اخلدماتي %31.<br />
وتوظف الشركات العاملة يف املنطقة احلرة ملطار دبي )دافزا( اأكر<br />
من 15 األفاً من الكوادر البشرية املوؤهلة واملاهرة، بزيادة %10 عن<br />
العام املاضي.<br />
وشكلت الشركات الأوروبية والأمريكية النسبة الأعلى يف العدد<br />
الكلي ملجموع الشركات العاملة يف املنطقة، بلغت %39، تليها الشركات<br />
اخلليجية بنسبة %38، والشركات الآسيوية بنسبة %17.<br />
مششاريع حالية<br />
تشيّد املنطقة احلرة مشروعاً جديداً يشمل مبنىً مكوّناً من سبع<br />
طبقات خمصصة ملكاتب جديدة لشركاتٍ عاملية، ومبنى خمصصاً<br />
لشركاء )دافزا( السرتاتيجيني، من خمتلف املوؤسسات احلكومية،<br />
ومركز اأعمال وصالة األعاب رياضية، بالإضافة اإىل ركن املطاعم.<br />
وحدّ ثت )دافزا( حمطة التربيد املركزي، وزادت قدرتها بنسبة %40،<br />
باستخدام اأحدث التقنيات.<br />
(دافزا) والهكومة الذكية<br />
سجلت )دافزا( اإشادةً واسعة من قبل الزوار والعارضني يف معرض<br />
)جايتكس( الأخري، وحتديداً يف خدمة الشبكة الالسلكية )واي فاي(<br />
اجلديدة التي جتعلها ضمن املناطق احلرة الأوىل يف العامل، لناحية<br />
تزويد املتعاملني واملوظفني بخدمات الشبكة الالسلكية واخلدمات<br />
الذكية جماناً، التزاماً منها بدعم مبادرة حتويل دبي اإىل )مدينة<br />
مزايا خاصة (بجافزا)<br />
بالٕضضافة إلى الميزات العامة للمناطق الهرة في الٕمارات،<br />
توفر الٔعمال التجارية في المنطقة الهرة لجبل علي إمتيازات<br />
عدة، منها:<br />
• إمكانية ترحيل روءوسس الٔموال والٔرباه إلى الخارج<br />
بنسسبة .٪ ١٠٠<br />
• إعفاء الششركات من الضضراءب لمدة ٥٠ عاماً.<br />
• غياب القيود على العملات.<br />
• توفر إجراءات مبسسطة وسسريعة لٕنششاء الششركات.<br />
• إمكانية تملك الششركات للعقارات في (جزر النخيل)،<br />
أو أي ٍّ من العقارات التي تملكها ششركة نخيل ذ. م. م.<br />
أو الممتلكات العقارية التي وافقت عليها سسلطة المنطقة<br />
الهرة في جبل علي.<br />
ذكية( قادرة على توفري كامل اخلدمات بكفاءة، عرب اأنظمةٍ ذكية<br />
ومرتابطة، وتوفري الإنرتنت العايل السرعة يف الأماكن العامة.<br />
السسوق الهرة في مطار دبي<br />
على مساحة اأكثر من 5,400 م2، متتد )سوق دبي احلرة( التي ل<br />
تختلف عن اأحد الأسواق التجارية الشهرية للتسوق يف وسط مدينة<br />
دبي، وتنتشر فيها جمموعةٌ كبرية من املتاجر التي يتوفر فيها كل شيء،<br />
من املجوهرات والعطور والأزياء التي صممها كبار املصممني، حتى<br />
األعاب الأطفال والأجهزة الإلكرتونية املمتازة، باأفضل الأسعار.<br />
هذه السوق التي احتفلت اأخرياً مبرور واحدٍ وثالثني عاماً على<br />
اإنشائها، تصدرت يف العام 2<strong>013</strong> املرتبة الأوىل عاملياً، كاأكرب موؤسسة<br />
لتجزئة املطارات يف العامل، بناءً على دراسةٍ حتليلية اأعلنت عنها<br />
موؤسسة )جيرنيشني ريسريتش( البحثية املستقلة واملتخصصة يف<br />
شوؤون الأسواق احلرة وجتزئة السفر. وتُعترب املرّ ة الرابعة التي حتتل<br />
فيها صدارة اأسواق العامل، بعد الأعوام 2008 و2009 و2010، متقدمةً<br />
هذه املرة على الأسواق احلرة يف مطارات )اإنشيون( بفي سيول،<br />
و)تشانغي( يف سنغافورة، و)هيثرو( يف لندن.<br />
جواءز حازت عليه السسوق<br />
فازت )سوق دبي احلرة( بجائرة اأفضل سوق حرة لتجزئة السفر يف<br />
الشرق الأوسط، للمرة الرابعة عشرة، خالل حفل توزيع جوائز جملة<br />
)اأخبار الأسواق احلرة الدولية- دي اأف اأن اآي( ملنطقة اآسيا واملحيط<br />
الهادئ، والتي اأقيمت يف سنغافوره، بالتزامن مع انعقاد )معرض<br />
وموؤمتر احتاد الأسواق احلرة العاملية(. وتسلّم اجلائزة سمو الشيخ<br />
اأحمد بن سعيد اآل مكتوم، رئيس هيئة الطريان املدين يف دبي. وتعد<br />
جوائز )اأخبار الأسواق احلرة الدولية( مبثابة احتفالية بالأفضل يف<br />
قطاع صناعة الأسواق احلرة يف منطقة اآسيا واملحيط الهادئ، ومتُ نح<br />
وفقاً لنتيجة التصويت الذي يُديل به شركاء هذه الصناعة، حيث<br />
اأُرسلت استمارات التصويت اخلاصة عرب الإنرتنت اإىل جمموعات<br />
متخصصة يف شوؤون الأسواق احلرة، شملت موؤسسات جتزئة وموردين<br />
ووكالء وموزعني عاملني يف املنطقة، كما وُزعت استمارات التصويت<br />
من خالل قاعدة بيانات جملة الأسواق احلرة الدولية<br />
الملتقى 37<br />
36
اقتصاد<br />
ما هو قانون اإلمتثال<br />
الضريبي األميركي على<br />
الحسابات األجنبية FATCA؟<br />
د. بول مرقص:<br />
لبنان باشر استعدادته<br />
لتطبيق هذا القانون<br />
في عالمٍ يششهد أزماتٍ مالية وتغييرات سسياسسية أثقلت كاهل القطاع المصرفي، وفي ظل فورة مبيّضضي الٔموال، وسسعيهم الداءم إلى البهش<br />
عن بلدان تفتقد إلى أنظمة الهماية الفاعلة، ما يجعلها عرضضةً للخرق، دون إثارة الكشير من الششكوك والتسساوءلات، أو البلدان التي توءمّ ن<br />
للمودعين لديهاحمايةً مالية وسسريةً مصرفية متقدمة، ما يششجع البعضض على ايداع أموالهم فيها، للتهرب من الضضراءب والتصرف بها<br />
بعيداً عن رقابة سسلطاتهم المهلية عموماً، والضضريبية خصوصاً، إزاء هذا التطور الهاءل في الٔسساليب المسستخدمة لتبييضض الٔموال وتمويل<br />
الٕرهاب وغيرها من العمليات المالية غير المششروعة، انبرت السسلطات التششريعية في العالم، وبالتعاون مع المصارف والموءسسسسات المالية، إلى<br />
العمل على مكافهتها، وتحديداً ما يُعرف ب (التهرب غير المششروع من الضضريبة) الذي يُعتبر في عددٍ من الٔنظمة القانونية جرماً من<br />
جراءم تبييضض الٔموال، وأبرز المتصدين له الولايات المتهدة الٔميركية التي أصدرت ما يعرف ب (قانون الٕمتشال الضضريبي الٔميركي على<br />
الهسسابات الٔجنبية) أو ،FATCA Foreign account tax compliance act لمكافهة هذا الجرم ومنع التهرب من الضضريبة.<br />
اسستناداً إلى المرجع القانوني الدكتور بول مرقصص الذي كان أول من أطلق دراسسةً باللغة العربية عن هذا القانون الذي يهمل الكشير من<br />
الٕششكاليات التي كان لا بدّ من الٕضضاءة عليها، بعد التعرّف على مضضمونه:<br />
ماذا في القانون؟<br />
تنص الأحكام الرئيسة يف قانون FATCA على وجوب قيام كل<br />
املصارف الأجنبية، غري الأمريكية، بالإضافة اىل املوؤسسات املالية<br />
الأخرى، مثل )صناديق الستثمار، وشركات الضمان، وصناديق<br />
الئتمان، وموؤسسات الصريفة والتمويل الإسالمي(، باإعالم مصلحة<br />
الضرائب الأمريكية عن اأيّ عمالء لهم عالقة بالوليات املتحدة<br />
الأمريكية، تزيد اأرصدة حساباتهم الدائنة عن خمسني األف دولر،<br />
اأو عن املساهمني بنسبة اأكثر من % 10 يف راأسمال شركة اأجنبية، اأو<br />
املرتبطني بجمعيات اأو بعمليات ائتمان، وذلك مبوجب اإبالغٍ حتدّ ده<br />
مصلحة الضرائب الأمريكية.<br />
هذا القانون يرمي اإىل اإفادة مصلحة الضرائب الأمريكية من جانب<br />
املصارف واملوؤسسات املالية يف العامل ،Reporting كما يدخل يف<br />
صلب املصلحة املالية الأمريكية املباشرة، اأكر منه يف ميدان مكافحة<br />
تبييض الأموال، اإذ من املتوقع اأن جتني مصلحة الضرائب الأمريكية<br />
اأكثر من 100 مليار دولر سنوياً، نتيجة تطبيقه!<br />
من هم الذين تششملهم أحكام هذا القانون؟<br />
تشمل جميع الأشخاص الذين لهم صلة، بشكلٍ اأو باآخر بالوليات<br />
املتحدة الأمريكية، كالأمريكيني املقيمني يف اخلارج، وحاملي اجلنسية<br />
الأمريكية، اإىل جانب جنسيتهم الأصلية، واملولودين يف الوليات املتحدة<br />
الأمريكية )اإل اإذا تخلّوا عن جنسيتهم(، بالإضافة اإىل املقيمني فيها.<br />
حال هذا القانون يف لبنان:<br />
يسعى لبنان اإىل تطوير اأنظمته القانونية، وتعزيز مكامن الضعف يف<br />
التشريعات املطبقة، وهو يف حالة استنفار لعتماد الأساليب والتقنيات<br />
احلديثة ملكافحة هذه النشاطات اخلطرية، واللتزام بالتايل باملعايري<br />
الدولية، حيث اأوضح )مصرف لبنان( اأن املصارف على استعداد<br />
لتطبيق ال ،FATCA بعد اإخضاع هذا املوضوع للدرس، كي )نكون<br />
على بيّنة من مراحل التنفيذ، ومواءمتها بني النظام املصريف اللبناين-<br />
وفق القوانني املرعية- وبني املصارف املراسلة(، وصولً اإىل وضع اتفاقٍ<br />
مع الوليات املتحدة الأمريكية، على غرار ما تسعى اإليه الدول الأوروبية<br />
مع اخلزينة الأمريكية، وتتمثل يف السعي اإىل تطوير اإطار عمل جلمع<br />
واإرسال املعلومات عن حسابات )الأوف شور( العائدة اإىل اأشخاصٍ<br />
من الوليات املتحدة الأمريكية من مصارفهم اإىل اخلزينة الأمريكية.<br />
وبغية تطبيق هذا القانون الأمريكي اجلديد يف لبنان، على املصارف<br />
اللبنانية والعربية واملوؤسسات املالية املعنية مراجعة لوائح عمالئها<br />
بدقة، كاأن تتحرى عن املساهمني الأمريكيني يف الشركات بنسبة 10<br />
% اأو اأكثر، واخلاضعني للضريبة يف الوليات املتحدة الأمريكية.. كما<br />
يجب عليها اأن تطلب من عمالئها الراغبني يف الستمرار بالتعامل<br />
الملتقى 39<br />
38
اقتصاد<br />
مناهج تطبيق القانون:<br />
طُ رحت اإحتمالتٌ عدة لتطبيق القانون، ليتمّ التفاق على ثالثة<br />
مناهج اأساسية للتطبيق:<br />
املنهج الأول معروف ب ،FFI Agreement Approach<br />
ومبوجبه تقوم املوؤسسات املالية الأجنبية بتوقيع اتفاقيات تعاون<br />
مباشرة مع مصلحة الضرائب الأمريكية، ويف هذه احلالة تكون<br />
املوؤسسات املالية هي التي تقوم بالتصريح مباشرةً اإىل مصلحة<br />
الضرائب الأمريكية. اأما املوؤسسات املالية التي تشكل فرعاً ملوؤسسة<br />
مالية ،Group فعليها اأن توافق اإفرادياً على مضمون القانون، اإل<br />
يف حال جرى توقيع بروتوكول مع املصرف املركزي. اأما املنهج الثاين،<br />
املعروف باملنهج احلكومي، فله مساران: املسار التباديل واملسار غري<br />
التباديل. املسار الأول اتبعته خمس دول اأوروبية )بريطانيا، اأملانيا،<br />
فرنسا، اإيطاليا واإسبانيا(، ووفقاً لهذا املنهج، تكون السلطات يف<br />
هذه الدول هي التي توقع معاهدات ضريبية مع مصلحة الضرائب<br />
الأمريكية، وهي التي تصرّ ح عن املعلومات التي تستحصل عليها من<br />
املوؤسسات املالية املوجودة على اأراضيها.. ويف املقابل، توافق الوليات<br />
املتحدة الأمريكية على تقدمي املعلومات عن املكلفني بالضريبة يف تلك<br />
الدول، ممن لديهم حسابات يف الوليات املتحدة الأمريكية، تطبيقاً<br />
ملبداأ املعاملة باملثل. اأما يف املسار الثاين، غري التباديل، فال تطبيق<br />
ملبداأ املعاملة باملثل، بل يتم التصريح فقط من جانب الدول املوقعة<br />
مع مصلحة الضرائب الأمريكية. واأخرياً، ثمة منهج ثالث، معروف ب<br />
Intergovermental Agreement Approach (Japan<br />
،and Switzerland model ويتميز باأن هدف التفاقيات<br />
املوقعة مبوجبه، بني الدول ومصلحة الضرائب الأمريكية، هو فقط<br />
حثّ املوؤسسات املالية على اللتزام باأحكام ال .FATCA<br />
منذ صدوره، سبّب قانون الإمتثال الضريبي الأمريكي على احلسابات<br />
الأجنبية ،FATCA اإرباكاً ملحوظاً لدى الدول والأنظمة القانونية<br />
واملوؤسسات املصرفية واملالية املعنية، لناحية كيفية تطبيقه، ولسيما يف<br />
الأنظمة التي تعتمد السرية املصرفية. وبالرغم من الدعوات املتكررة<br />
للحوؤول دون تطبيقه واللتزام به، اتضح لهذه املوؤسسات اأن التزام هذا<br />
القانون والتكيَف مع شروطه اأمرٌ ل مفر منه، فبداأت غالبية املصارف<br />
العربية، ومن بينها املصارف اللبنانية، وانطالقاً من مصلحتها يف<br />
استمرار التعامل مع املوؤسسات املصرفية واملالية الأجنبية واملصارف<br />
املراسلة، النظر يف اإعداد ورش العمل الالزمة، براجمياً وتقنياً، للتوافق<br />
مع القانون الأمريكي اجلديد، مبواكبة )جمعية املصارف يف لبنان(<br />
التي بداأت باإطالق ورش العمل لذلك. فهل ستُكشف فاعليته املرتقبة يف<br />
السنوات املقبلة؟ وهل ستكون التعليمات التنفيذية والتطبيقية كافية<br />
وواضحة لتفعيل هذا القانون قريباً؟<br />
معها التوقيعَ على كتابٍ يتيح ملصلحة الضرائب الأمريكية رفع السرية<br />
املصرفية عن حساباتهم هذه.<br />
الانتقادات:<br />
اأثار هذا القانون حفيظة املسوؤولني يف املصارف والشركات املالية<br />
يف بلدانٍ عدة، اأوروبية وعربية واآسيوية، اعتربت اأن تنفيذ الجراءات<br />
املتعلقة بالقانون قد تكون مكلفة، من الناحية املالية، كما اأن اأحكامه<br />
تخالف السرية املصرفية املعمول بها يف بلدانٍ كثرية، لدرجة اأن<br />
البعض اعترب القانون اجلديد )جتنيداً( للموؤسسات املالية من<br />
خمتلف اأنحاء العامل، لتكون مبثابة سالح يف يد السلطات الضريبية<br />
الأمريكية.<br />
كذلك يثري هذا القانون تساوؤلتٍ عدة حول اإمكانية تطبيقه، ولسيما<br />
يف ظل عدم وضوح اأحكامه بالكامل، اإىل جانب النقص يف املوارد<br />
البشرية لدى املصارف واملوؤسسات املعنية، مع عمليات الصرف<br />
وخفض عدد املوظفني التي تتم حول العامل. يضاف اإىل ذلك الكلفة<br />
العالية التي يتطلبها تطبيق اأحكام القانون، سواء قررت املصارف<br />
اللتزام به اأم ل.<br />
الملتقى 41<br />
40
نشاطات<br />
مجلس العمل يحيي<br />
عيد اإلستقالل<br />
يف مواكبة الحتفالت بعيد الستقالل التي عمّ ت لبنان وبلدان النتشار،<br />
اأقام جملس العمل اللبناين يف دبي والإمارات الشمالية، حفل عشاء ساهراً،<br />
بحضور رئيس واأعضاء جملس الإدارة، وعدد كبري من املدعوين من اأبناء<br />
اجلالية اللبنانية وضيوفهم.<br />
احلفل الذي اأقيم يف مطعم القصر- فندق دبي مارين، بتاريخ 11-28-<br />
2014، توىل فيه تقدمي املتحدثني والفقرات املتنوعة نائب رئيس املجلس<br />
الدكتور كامل مرقص، واألقى خالله رئيس جملس العمل اللبناين، السيّد<br />
شارل جحا، كلمةً من وحي املناسبة، شدّ د فيها على اأهمية التمسك بالأمل يف<br />
مواجهة الياأس الذي يحاول البعض بثّه يف نفوس اللبنانيني<br />
الملتقى 43<br />
42
نشاطات<br />
الملتقى 45<br />
44
نشاطات<br />
كلمة الرئيس<br />
شارل جحا<br />
في حفل عيد<br />
االستقالل<br />
اأيها الأصدقاء ..<br />
اأيتها السيدات، اأيها السادة...<br />
لقاوؤنا يتكرر... اإنه الإستقالل...<br />
يف مثل هذا التاريخ تكسرت قيودُ الذل والعبودية على مذبح احلرّ ية، ووُلد الستقالل...<br />
هذا الستقاللُ الذي كان حلماً واأمالً راوَدَ اأجدادَ نا، وانتظروا بزوغَ فجره بصربٍ وجهدٍ واأناة...<br />
وبشهادةٍ عمادُ ها التضحيةُ والعنفوان... وبعزّ ةٍ وكرامة لبناء جمدِ لبنان.. لقد تخطوا الذات..<br />
نعم تخطوا الذات لكي نَرِ ثَ استقاللً غري جمزاأ، وحرّ يةً غريَ منقوصة.<br />
فاأين نحن، ل بل اأين القائمون على الوطن واأبنائه، يف الداخل كما هنا، نعم هنا يف اخلارج،<br />
مِ ن تخطي الذات والبتعادِ عن التفرقة، ونشرِ روح املحبة بني اجلميع؟<br />
شوؤالٌ ل بدّ من طرحه دائماَ لكي نحصن الوطنَ ونصون الستقالل وندافع عن احلرية...<br />
احلرية التي نعني ليست حريةَ الوجود والعيش دون فاعلية.. ول احلرية التي توؤدّي اإىل اإذلل<br />
الوطن واملواطنني وتسخريهم خلدمتنا، لأنانيتنا.. وملصاحلنا الشخصية... ول هي حرية<br />
الالمسوؤولية يف ما يتعلّقُ بالضرورات الجتماعية والقتصادية واملدنية.. بل اإنها حريةُ الوجود<br />
الفاعل واملساواة والراأي الصريح والبنّاء... حريةً العمل املسوؤول... وحرية اختيارِ الأصلحِ<br />
لبناء جمتمعٍ فاعل ومزدهر، حمصّ ن باملساواة بني اأبناء الوطن بجميع فئاته، وبجناحيه املقيم<br />
واملغرتب... لكنّ هذه احلريةَ تفرتضُ مفهوماً كامالً لإنسانٍ يعملُ »على تخطي ذاته بذاته«.<br />
اأما الستقاللُ ، اأيّها الأصدقاء، فهو فعلُ اإميانٍ وعهدٍ مستمرّ ين:<br />
اإميانٌ : بالنضال الدائم والعمل الدوؤوب لصونه، لأن الستقالل ليس مرحلةً، اإمنا هو مراحلُ<br />
مستمرة ودائمة ل تنتهي، بل تنتقل من جيلٍ اإىل جيل، بهدف تعزيزه وتطويره.<br />
وعَ هْ دٌ: باحلفاظ على الوطن، هذا الوطنِ الذي اختصر اأحدُ رجالت الستقالل الرئيس بشارة<br />
اخلوري معانيه بكلماتٍ ، فقال:<br />
»الوطن ليس لفئةٍ دون اأخرى، بل هو للجميع، لنا هواوؤه ولنا ماوؤه، تظللنا منه السماءُ، وجتمعنا<br />
اأرضُ ه يف احلياة، ويضمنا ترابه بعد املمات«.<br />
نُذَ لُّ بذلّهِ ، ونُكرّ مُ بكرامته.. فالوطن ل يقوم بالأفراد، مهما كانوا بارزين، بل بالتضحيةِ التي<br />
جتعل منهم كتلةً واحدة يف اليوم العصيب، اإذ اإنه ل يُحرتَ َمُ فردٌ ما مل يكن وطنُه حمرتماً.<br />
اأصدقائي..<br />
اأعتذر عن الإطالة، ول بدّ من اخلتام، وختامها مسك.. اإذ اإننا- وملناسبة العيد الوطني لدولة<br />
الإمارات العربية املتحدة، بتاريخ الثاين من ديسمرب، نتوجه ببالغ التقديرِ ووافرالتحية لرئيس<br />
الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد اآل نهيان، واإىل نائب رئيس الدولة رئيس جملس الوزراء حاكم<br />
دبي سمو الشيخ حممد بن راشد اّل مكتوم، وسمو الشيوخ احلكام، واإىل شعب الإمارات الطيب،<br />
باملعايدةِ القلبية، مع اأطيب متنياتنا لهم ولدولة الإمارات احلبيبة بدوام التقدّ م والزدهار.<br />
واأخرياً<br />
باإسمي، وبالنيابة عن جملس اإدارة جملس العمل اللبناين يف دبي والإمارات الشمالية، اأشكر<br />
حضوركم ومساهمتكم يف اإجناح هذا احلفل، متمنياً لكم سهرةً ممتعة، وكل عيد استقالل<br />
واأنتم باألف خري...<br />
عاش لبنان<br />
دبي مارين يف 2014/11/28<br />
حفل عيد الستقالل اللبناين<br />
دبي - الإمارات العربية املتحدة<br />
46