قدرات النياندرتاليني العقلية

nov-dec-2015 nov-dec-2015

17.03.2016 Views

يخطر على البال.‏ وقد بدأ الصيادون مباشرة بالتقاط تلك املخلوقات البحرية يدويا كما يلتقط األطفال بيوض الشوكوال في عيد الفصح.‏ وتستخدم هذه املزرعة السمكية - إن جازت تسميتها كذلك - مقاربة جديدة حتاكي النظام الطبيعي على نطاق واسع.‏ فمن ورائنا،‏ وعلى امتداد هذا اخلليج وخلجان أخرى مجاورة،‏ هناك صفوف الحصر لها من األقفاص اململوءة بصغار أصداف األسقلوب )1( التي سترمى إلى املاء وتبقى إلى أن تكبر مبا فيه الكفاية ليصار إلى جنيها من قبل هؤالء السابحن بجانبي.‏ وخالفا لذلك،‏ التوجد هناك أقفاص أو حظائر مُسيّجة.‏ كذلك التوجد مُخصِّ‏ بات )2( أو تغذية صناعية أو مضادات حيوية.‏ ويقول ‏ ‏]املسؤول العلمي في الشركة[:‏ ‏»إننا نستخدم نظاما مائيا غذائيا متكامال يطلق عليه (IMTA) )3( ، حيث تكون مخلفات أحد األنواع غذاء لنوع آخر.«‏ ويعتبر هذا النظام IMTA للمزارع السمكية مفهوما واسع االنتشار ظهر بأشكال مختلفة في بعض البلدان مثل كندا واسكتلندا والواليات املتحدة والنرويج.‏ وتقوم فكرته على تربية أنواع متعددة يتغذى بعضها مبخلفات بعضٍ‏ ؛ مما يخفف من تلوث املاء.‏ وأكثر أمناط هذا النظام شيوعا هي وجود سلسلة من األقفاص املتجاورة حيث تتغذى كائنات أحد األقفاص مبخلفات )4( القفص اآلخر.‏ وأشهر هذه األنظمة،‏ على سبيل املثال،‏ مشروع خليج فاندي )5( في كندا الذي يستخدم أقفاصا منسقة بطريقة تسمح مبرور الغذاء )6( مع تيار املاء من سمك سليمان إلى ثنائيات الصدفة ثم إلى أعشاب بحرية.‏ لكن شركة زانگزيداو تنتهج مسلكا آخر مختلفا متاما.‏ وفي احلقيقة،‏ متثل جزيرة زانگزي وجزر أخرى كثيرة حولها ما يشبه القفص بحكم موقعها اجلغرافي.‏ ولهذا،‏ درس فريق ‏‏ بعناية حركة املغذيات ‏)املخلفات(‏ على طول الشواطئ،‏ وقاموا أحيانا ببناء حيود )7( بحرية صناعية لتوجيه التيارات املائية التي تنقل املغذيات.‏ وبعد ذلك،‏ قاموا بزراعة املناطق احمليطة باجلزر والغنية باملغذيات بأصداف األسقلوب الصغيرة التي متت تربيتها كي تنمو وتزدهر بعد أن تتم إزالة مفترساتها.‏ وهكذا تصبح املياه غنية بشكل طبيعي ببعض األنواع املختارة.‏ وتراقب الشركة بعض املؤشرات الرئيسية كدرجة احلرارة،‏ ولكن في غالب األحيان تُترك احليوانات وشأنها - حتمي نفسها بنفسها - إلى أن يقوم غواصون بجمعها بانتظام.‏ ليس هناك صيد عشوائي )8( - أي صيد أنواع غير مرغوب فيها كما هي احلال في الصيد البري،‏ كما أن التلوث قليل أيضا.‏ وتقوم الشركة بإعادة تصنيع الصدف على شكل كتل خرسانية لتكوين شعاب جديدة مستقبال.‏ إن أهم ما مييز هذا املشروع حقا هو حجمه.‏ ويقول ‏ ‏]املختص بعلم األحياء من جامعة برونزويك اجلديدة،‏ ويعمل في مشروع خليج فاندي[:‏ ‏»عندما قرروا إنشاء زراعة مائية في خليج صغير،‏ جتاوزوه إلى أبعد من ذلك بكثير،‏ وهو ما قد يكون مستحيال في العالم الغربي.‏ إن األمر مختلف متاما.«‏ ففي الوقت الذي يغطي فيه مشروع فاندي بضعة هكتارات فقط ويضم تسعة أطواف لتربية بلح البحر )9( ، والذي يقوم بترشيح املخلفات السائلة،‏ فإن مساحة مزرعة جزيرة زانگزي تعادل أربعة أضعاف مساحة شيكاغو.‏ كما أن خليج فاندي ينتج سنويا نحو 200 طن من عشب البحر و‎300‎ إلى 400 طن من بلح البحر،‏ بينما تنتج مزرعة جزيرة زانگزي 60 ألف طن من عشب البحر كمنتج ثانوي في غالب األحيان،‏ وهو يُسوّق محليا.‏ ولكن الربح احلقيقي يأتي من إنتاج 200 طن من قنفذ )11( البحر و‎300‎ طن من احملار )10( ، و‎700‎ طن من القواقع البحرية و‎2200‎ طن من أذن البحر وكمية ضخمة من األسقلوب املربى،‏ scallop )1( )2( أو:‏ أسمدة.‏ Integrated Multitrophic Aquaculture )3( )4( أو:‏ مغذيات.‏ Bay of Fundy )5( )6( أو:‏ املخلفات.‏ reefs )7( bycatch )8( mussel rafts )9( oyster )10( sea snails )11( (2015) 12/11 6

تعتمد مزرعة زانگزيداو على حركة التيارات البحرية لتوزيع املغذيات على مختلف األنواع.‏ ويقوم املزارعون بفرز محار األسقلوب قبل وضعها في املاء ‏)إلى اليسار(،‏ وغطس ‏)إلى اليمني(‏ ملراقبة منو خيار البحر ‏)في األعلى إلى اليسار(،‏ وحتضير كتل كبيرة مصنعة من أصداف محار األسقلوب ‏)في األعلى إلى اليمني(‏ الستخدامها في توجيه التيارات املائية.‏ تبلغ 50 ألف طن في العام.‏ وتعتبر هذه العملية منتجة للغاية،‏ األمر الذي جعل شركة زانگزيداو تنشئ مؤخرا صناعة سياحية لصيد األسماك التي تتجول في اخللجان وتتغذى بالالفقاريات املزدهرة هناك.‏ ويقول ‏:‏ ‏»إن هذا النمط من الزراعة املائية ال ينجح إال إذا أنشئ على نطاق واسع.‏ ولكي يكون مجديا اقتصاديا،‏ يحتاج إلى مساحة ال تقل عن مئة كيلو متر مربع،‏ أي ما يعادل مساحة مدينة صغيرة.‏ كما أن إنشاء مزرعة من هذا القبيل،‏ يحتاج إلى كثير من البحوث العلمية عن حركية مياه احمليطات.«‏ يدير ‏‏ شاشة حاسوبه لعرض خريطة مفصلة للجزر مبينة أين تتركز املغذيات وأين يكون املردود في ذروته.‏ وتعتمد معظم هذه العوامل،‏ تركيز املغذيات وحجم املردود،‏ على حركة التيارات املائية في احمليط،‏ والتي ميكن ل‏ التحكم فيها إلى حد ما من خالل إلقاء بعض الكتل اخلرسانية في املاء،‏ والتي تضاهي بأحجامها أحجام الثالجات،‏ لتشكيل شعاب صناعية.‏ وقد ألقى ‏‏ إلى اآلن نحو 20 ألف كتلة من هذه الكتل في مياه البحر.‏ ويقول بعض الغربين إن مزرعة زانگزيداو ال تستخدم حقا النظام ،IMTA نظرا ألنها ال تزرع أو جتني أسماكا زعنفية ميكن ملخلفاتها،‏ من حيث املبدأ،‏ أن تغذي الالفقاريات.‏ ولكنهم يفضلون مصطلحا آخر أقل تقنية،‏ مثل مزرعة بحرية )1( . وفي كلتا احلالتن،‏ فإن مزرعة زانگزيداو تثير الدهشة من حيث احلجم والكفاءة.‏ ومع ذلك،‏ فهي ليست بأي حال من األحوال خالية من العيوب.‏ فعلى سبيل املثال،‏ وطبقا ألحد مندوبي املزرعة،‏ فإن أكثر من نصف مساحتها عميق جدا بحيث ال ميكن الصيد فيها يدويا،‏ ولذلك ال يزال الصيادون يستخدمون شباك صيد ثقيلة وصلبة،‏ بعرض خمسة أمتار لكل شبكة،‏ ويتم سحبها على طول قاع احمليط،‏ األمر الذي يتسبب غالبا في إيذاء القاع.‏ كما أن منتجات مزرعة زانگزيداو باهظة الثمن.‏ ويباع خيار البحر في الصن،‏ وهو كائن صغير خشن املظهر شبيه باحللزون عدمي القوقعة وقريب من جنم البحر،‏ مبا يعادل 250 دوالراً‏ للقطعة الواحدة.‏ وهكذا،‏ فإن الطعام البحري املستدام في الصن يبدو محصورا باألثرياء في املقام األول،‏ كما هي احلال في الواليات املتحدة وأوروبا.‏ )( االهتمام بجميع املستهلكني بيد أن احلجم غير املسبوق للمشروع يلوّح إلى إمكانية إيجاد حل للطلب الصيني الضخم على املأكوالت البحرية.‏ وتكمن الفكرة في إتاحة املأكوالت البحرية املستدامة للمستهلكن بجميع مستويات دخولهم.‏ وفي هذا الصدد يقول ‏ ‏]رئيس مجموعة زانگزيداو[:‏ ‏»إن تسويق املنتجات املستدامة في الصن هو حتدٍ‏ كبير،‏ على األقل في الوقت الراهن«،‏ مضيفا أن ‏»املستهلكن ستكون لهم الكلمة الفصل من خالل التساؤل التالي:‏ ما الفائدة التي أجنيها من ذلك؟«‏ BRINGING CONSUMERS ALONG () ocean ranch )1( 7 (2015) 12/11

تعتمد مزرعة زانگزيداو<br />

على حركة التيارات<br />

البحرية لتوزيع املغذيات<br />

على مختلف األنواع.‏<br />

ويقوم املزارعون بفرز محار<br />

األسقلوب قبل وضعها في<br />

املاء ‏)إلى اليسار(،‏ وغطس<br />

‏)إلى اليمني(‏ ملراقبة منو<br />

خيار البحر ‏)في األعلى<br />

إلى اليسار(،‏ وحتضير كتل<br />

كبيرة مصنعة من أصداف<br />

محار األسقلوب ‏)في األعلى<br />

إلى اليمني(‏ الستخدامها في<br />

توجيه التيارات املائية.‏<br />

تبلغ 50 ألف طن في العام.‏ وتعتبر هذه العملية منتجة للغاية،‏<br />

األمر الذي جعل شركة زانگزيداو تنشئ مؤخرا صناعة<br />

سياحية لصيد األسماك التي تتجول في اخللجان وتتغذى<br />

بالالفقاريات املزدهرة هناك.‏<br />

ويقول ‏:‏ ‏»إن هذا النمط من الزراعة املائية ال ينجح إال<br />

إذا أنشئ على نطاق واسع.‏ ولكي يكون مجديا اقتصاديا،‏ يحتاج<br />

إلى مساحة ال تقل عن مئة كيلو متر مربع،‏ أي ما يعادل مساحة<br />

مدينة صغيرة.‏ كما أن إنشاء مزرعة من هذا القبيل،‏ يحتاج إلى<br />

كثير من البحوث العلمية عن حركية مياه احمليطات.«‏<br />

يدير ‏‏ شاشة حاسوبه لعرض خريطة مفصلة للجزر<br />

مبينة أين تتركز املغذيات وأين يكون املردود في ذروته.‏ وتعتمد<br />

معظم هذه العوامل،‏ تركيز املغذيات وحجم املردود،‏ على حركة<br />

التيارات املائية في احمليط،‏ والتي ميكن ل‏ التحكم فيها<br />

إلى حد ما من خالل إلقاء بعض الكتل اخلرسانية في املاء،‏<br />

والتي تضاهي بأحجامها أحجام الثالجات،‏ لتشكيل شعاب<br />

صناعية.‏ وقد ألقى ‏‏ إلى اآلن نحو 20 ألف كتلة من هذه<br />

الكتل في مياه البحر.‏<br />

ويقول بعض الغربين إن مزرعة زانگزيداو ال تستخدم حقا<br />

النظام ،IMTA نظرا ألنها ال تزرع أو جتني أسماكا زعنفية<br />

ميكن ملخلفاتها،‏ من حيث املبدأ،‏ أن تغذي الالفقاريات.‏ ولكنهم<br />

يفضلون مصطلحا آخر أقل تقنية،‏ مثل مزرعة بحرية )1( . وفي<br />

كلتا احلالتن،‏ فإن مزرعة زانگزيداو تثير الدهشة من حيث<br />

احلجم والكفاءة.‏ ومع ذلك،‏ فهي ليست بأي حال من األحوال<br />

خالية من العيوب.‏ فعلى سبيل املثال،‏ وطبقا ألحد مندوبي<br />

املزرعة،‏ فإن أكثر من نصف مساحتها عميق جدا بحيث ال<br />

ميكن الصيد فيها يدويا،‏ ولذلك ال يزال الصيادون يستخدمون<br />

شباك صيد ثقيلة وصلبة،‏ بعرض خمسة أمتار لكل شبكة،‏<br />

ويتم سحبها على طول قاع احمليط،‏ األمر الذي يتسبب غالبا<br />

في إيذاء القاع.‏ كما أن منتجات مزرعة زانگزيداو باهظة<br />

الثمن.‏ ويباع خيار البحر في الصن،‏ وهو كائن صغير خشن<br />

املظهر شبيه باحللزون عدمي القوقعة وقريب من جنم البحر،‏<br />

مبا يعادل 250 دوالراً‏ للقطعة الواحدة.‏ وهكذا،‏ فإن الطعام<br />

البحري املستدام في الصن يبدو محصورا باألثرياء في<br />

املقام األول،‏ كما هي احلال في الواليات املتحدة وأوروبا.‏<br />

)(<br />

االهتمام بجميع املستهلكني<br />

بيد أن احلجم غير املسبوق للمشروع يلوّح إلى إمكانية إيجاد<br />

حل للطلب الصيني الضخم على املأكوالت البحرية.‏ وتكمن<br />

الفكرة في إتاحة املأكوالت البحرية املستدامة للمستهلكن<br />

بجميع مستويات دخولهم.‏ وفي هذا الصدد يقول ‏<br />

‏]رئيس مجموعة زانگزيداو[:‏ ‏»إن تسويق املنتجات املستدامة<br />

في الصن هو حتدٍ‏ كبير،‏ على األقل في الوقت الراهن«،‏<br />

مضيفا أن ‏»املستهلكن ستكون لهم الكلمة الفصل من خالل<br />

التساؤل التالي:‏ ما الفائدة التي أجنيها من ذلك؟«‏<br />

BRINGING CONSUMERS ALONG ()<br />

ocean ranch )1(<br />

7 (2015) 12/11

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!