قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015 nov-dec-2015
يخطر على البال. وقد بدأ الصيادون مباشرة بالتقاط تلك املخلوقات البحرية يدويا كما يلتقط األطفال بيوض الشوكوال في عيد الفصح. وتستخدم هذه املزرعة السمكية - إن جازت تسميتها كذلك - مقاربة جديدة حتاكي النظام الطبيعي على نطاق واسع. فمن ورائنا، وعلى امتداد هذا اخلليج وخلجان أخرى مجاورة، هناك صفوف الحصر لها من األقفاص اململوءة بصغار أصداف األسقلوب )1( التي سترمى إلى املاء وتبقى إلى أن تكبر مبا فيه الكفاية ليصار إلى جنيها من قبل هؤالء السابحن بجانبي. وخالفا لذلك، التوجد هناك أقفاص أو حظائر مُسيّجة. كذلك التوجد مُخصِّ بات )2( أو تغذية صناعية أو مضادات حيوية. ويقول ]املسؤول العلمي في الشركة[: »إننا نستخدم نظاما مائيا غذائيا متكامال يطلق عليه (IMTA) )3( ، حيث تكون مخلفات أحد األنواع غذاء لنوع آخر.« ويعتبر هذا النظام IMTA للمزارع السمكية مفهوما واسع االنتشار ظهر بأشكال مختلفة في بعض البلدان مثل كندا واسكتلندا والواليات املتحدة والنرويج. وتقوم فكرته على تربية أنواع متعددة يتغذى بعضها مبخلفات بعضٍ ؛ مما يخفف من تلوث املاء. وأكثر أمناط هذا النظام شيوعا هي وجود سلسلة من األقفاص املتجاورة حيث تتغذى كائنات أحد األقفاص مبخلفات )4( القفص اآلخر. وأشهر هذه األنظمة، على سبيل املثال، مشروع خليج فاندي )5( في كندا الذي يستخدم أقفاصا منسقة بطريقة تسمح مبرور الغذاء )6( مع تيار املاء من سمك سليمان إلى ثنائيات الصدفة ثم إلى أعشاب بحرية. لكن شركة زانگزيداو تنتهج مسلكا آخر مختلفا متاما. وفي احلقيقة، متثل جزيرة زانگزي وجزر أخرى كثيرة حولها ما يشبه القفص بحكم موقعها اجلغرافي. ولهذا، درس فريق بعناية حركة املغذيات )املخلفات( على طول الشواطئ، وقاموا أحيانا ببناء حيود )7( بحرية صناعية لتوجيه التيارات املائية التي تنقل املغذيات. وبعد ذلك، قاموا بزراعة املناطق احمليطة باجلزر والغنية باملغذيات بأصداف األسقلوب الصغيرة التي متت تربيتها كي تنمو وتزدهر بعد أن تتم إزالة مفترساتها. وهكذا تصبح املياه غنية بشكل طبيعي ببعض األنواع املختارة. وتراقب الشركة بعض املؤشرات الرئيسية كدرجة احلرارة، ولكن في غالب األحيان تُترك احليوانات وشأنها - حتمي نفسها بنفسها - إلى أن يقوم غواصون بجمعها بانتظام. ليس هناك صيد عشوائي )8( - أي صيد أنواع غير مرغوب فيها كما هي احلال في الصيد البري، كما أن التلوث قليل أيضا. وتقوم الشركة بإعادة تصنيع الصدف على شكل كتل خرسانية لتكوين شعاب جديدة مستقبال. إن أهم ما مييز هذا املشروع حقا هو حجمه. ويقول ]املختص بعلم األحياء من جامعة برونزويك اجلديدة، ويعمل في مشروع خليج فاندي[: »عندما قرروا إنشاء زراعة مائية في خليج صغير، جتاوزوه إلى أبعد من ذلك بكثير، وهو ما قد يكون مستحيال في العالم الغربي. إن األمر مختلف متاما.« ففي الوقت الذي يغطي فيه مشروع فاندي بضعة هكتارات فقط ويضم تسعة أطواف لتربية بلح البحر )9( ، والذي يقوم بترشيح املخلفات السائلة، فإن مساحة مزرعة جزيرة زانگزي تعادل أربعة أضعاف مساحة شيكاغو. كما أن خليج فاندي ينتج سنويا نحو 200 طن من عشب البحر و300 إلى 400 طن من بلح البحر، بينما تنتج مزرعة جزيرة زانگزي 60 ألف طن من عشب البحر كمنتج ثانوي في غالب األحيان، وهو يُسوّق محليا. ولكن الربح احلقيقي يأتي من إنتاج 200 طن من قنفذ )11( البحر و300 طن من احملار )10( ، و700 طن من القواقع البحرية و2200 طن من أذن البحر وكمية ضخمة من األسقلوب املربى، scallop )1( )2( أو: أسمدة. Integrated Multitrophic Aquaculture )3( )4( أو: مغذيات. Bay of Fundy )5( )6( أو: املخلفات. reefs )7( bycatch )8( mussel rafts )9( oyster )10( sea snails )11( (2015) 12/11 6
تعتمد مزرعة زانگزيداو على حركة التيارات البحرية لتوزيع املغذيات على مختلف األنواع. ويقوم املزارعون بفرز محار األسقلوب قبل وضعها في املاء )إلى اليسار(، وغطس )إلى اليمني( ملراقبة منو خيار البحر )في األعلى إلى اليسار(، وحتضير كتل كبيرة مصنعة من أصداف محار األسقلوب )في األعلى إلى اليمني( الستخدامها في توجيه التيارات املائية. تبلغ 50 ألف طن في العام. وتعتبر هذه العملية منتجة للغاية، األمر الذي جعل شركة زانگزيداو تنشئ مؤخرا صناعة سياحية لصيد األسماك التي تتجول في اخللجان وتتغذى بالالفقاريات املزدهرة هناك. ويقول : »إن هذا النمط من الزراعة املائية ال ينجح إال إذا أنشئ على نطاق واسع. ولكي يكون مجديا اقتصاديا، يحتاج إلى مساحة ال تقل عن مئة كيلو متر مربع، أي ما يعادل مساحة مدينة صغيرة. كما أن إنشاء مزرعة من هذا القبيل، يحتاج إلى كثير من البحوث العلمية عن حركية مياه احمليطات.« يدير شاشة حاسوبه لعرض خريطة مفصلة للجزر مبينة أين تتركز املغذيات وأين يكون املردود في ذروته. وتعتمد معظم هذه العوامل، تركيز املغذيات وحجم املردود، على حركة التيارات املائية في احمليط، والتي ميكن ل التحكم فيها إلى حد ما من خالل إلقاء بعض الكتل اخلرسانية في املاء، والتي تضاهي بأحجامها أحجام الثالجات، لتشكيل شعاب صناعية. وقد ألقى إلى اآلن نحو 20 ألف كتلة من هذه الكتل في مياه البحر. ويقول بعض الغربين إن مزرعة زانگزيداو ال تستخدم حقا النظام ،IMTA نظرا ألنها ال تزرع أو جتني أسماكا زعنفية ميكن ملخلفاتها، من حيث املبدأ، أن تغذي الالفقاريات. ولكنهم يفضلون مصطلحا آخر أقل تقنية، مثل مزرعة بحرية )1( . وفي كلتا احلالتن، فإن مزرعة زانگزيداو تثير الدهشة من حيث احلجم والكفاءة. ومع ذلك، فهي ليست بأي حال من األحوال خالية من العيوب. فعلى سبيل املثال، وطبقا ألحد مندوبي املزرعة، فإن أكثر من نصف مساحتها عميق جدا بحيث ال ميكن الصيد فيها يدويا، ولذلك ال يزال الصيادون يستخدمون شباك صيد ثقيلة وصلبة، بعرض خمسة أمتار لكل شبكة، ويتم سحبها على طول قاع احمليط، األمر الذي يتسبب غالبا في إيذاء القاع. كما أن منتجات مزرعة زانگزيداو باهظة الثمن. ويباع خيار البحر في الصن، وهو كائن صغير خشن املظهر شبيه باحللزون عدمي القوقعة وقريب من جنم البحر، مبا يعادل 250 دوالراً للقطعة الواحدة. وهكذا، فإن الطعام البحري املستدام في الصن يبدو محصورا باألثرياء في املقام األول، كما هي احلال في الواليات املتحدة وأوروبا. )( االهتمام بجميع املستهلكني بيد أن احلجم غير املسبوق للمشروع يلوّح إلى إمكانية إيجاد حل للطلب الصيني الضخم على املأكوالت البحرية. وتكمن الفكرة في إتاحة املأكوالت البحرية املستدامة للمستهلكن بجميع مستويات دخولهم. وفي هذا الصدد يقول ]رئيس مجموعة زانگزيداو[: »إن تسويق املنتجات املستدامة في الصن هو حتدٍ كبير، على األقل في الوقت الراهن«، مضيفا أن »املستهلكن ستكون لهم الكلمة الفصل من خالل التساؤل التالي: ما الفائدة التي أجنيها من ذلك؟« BRINGING CONSUMERS ALONG () ocean ranch )1( 7 (2015) 12/11
- Page 1 and 2: ackground. cale املجلد 31 ا
- Page 3 and 4: the logotype is newspapers and a si
- Page 5 and 6: »مجلة العلوم« ت
- Page 7: أيضا ترسيخ وجودها ا
- Page 11 and 12: )1( متناهية من البرك
- Page 13 and 14: ويقول ]مدير إحد
- Page 15 and 16: 13 (2015) 12/11
- Page 17 and 18: الدواء النانوي، ب
- Page 19 and 20: طب النانو قريبا ضما
- Page 21 and 22: Gentle on the Heart () )1( implants
- Page 23 and 24: AUTONOMOUS NANOMEDS () مراجع
- Page 25 and 26: استعملت احملركات ،R
- Page 27 and 28: في وقت مبكر من السن
- Page 29 and 30: مقاطع أسطوانية تُ
- Page 31 and 32: في كل مكان لتقليص ت
- Page 33 and 34: األنفس، فإن قدرا
- Page 35 and 36: لنا وهو الكلب املست
- Page 37 and 38: ألن الناس كانوا يتن
- Page 39 and 40: تغيرات مشابهة في أن
- Page 41 and 42: )( زحزحة فرص إذا كان
- Page 43 and 44: في مقاطعة ووهان أنت
- Page 45 and 46: الفيزياء احلديثة ل
- Page 47 and 48: 90° 90° 180° 90° 90° 180° 90
- Page 49 and 50: كانوا تواقين إلى تر
- Page 51 and 52: ويالحظ أن ال10
- Page 53 and 54: درع واقية: يرتدي ع
- Page 55 and 56: clinical trials في غرب إفر
- Page 57 and 58: ملاذا يفتك اإليبوا
تعتمد مزرعة زانگزيداو<br />
على حركة التيارات<br />
البحرية لتوزيع املغذيات<br />
على مختلف األنواع.<br />
ويقوم املزارعون بفرز محار<br />
األسقلوب قبل وضعها في<br />
املاء )إلى اليسار(، وغطس<br />
)إلى اليمني( ملراقبة منو<br />
خيار البحر )في األعلى<br />
إلى اليسار(، وحتضير كتل<br />
كبيرة مصنعة من أصداف<br />
محار األسقلوب )في األعلى<br />
إلى اليمني( الستخدامها في<br />
توجيه التيارات املائية.<br />
تبلغ 50 ألف طن في العام. وتعتبر هذه العملية منتجة للغاية،<br />
األمر الذي جعل شركة زانگزيداو تنشئ مؤخرا صناعة<br />
سياحية لصيد األسماك التي تتجول في اخللجان وتتغذى<br />
بالالفقاريات املزدهرة هناك.<br />
ويقول : »إن هذا النمط من الزراعة املائية ال ينجح إال<br />
إذا أنشئ على نطاق واسع. ولكي يكون مجديا اقتصاديا، يحتاج<br />
إلى مساحة ال تقل عن مئة كيلو متر مربع، أي ما يعادل مساحة<br />
مدينة صغيرة. كما أن إنشاء مزرعة من هذا القبيل، يحتاج إلى<br />
كثير من البحوث العلمية عن حركية مياه احمليطات.«<br />
يدير شاشة حاسوبه لعرض خريطة مفصلة للجزر<br />
مبينة أين تتركز املغذيات وأين يكون املردود في ذروته. وتعتمد<br />
معظم هذه العوامل، تركيز املغذيات وحجم املردود، على حركة<br />
التيارات املائية في احمليط، والتي ميكن ل التحكم فيها<br />
إلى حد ما من خالل إلقاء بعض الكتل اخلرسانية في املاء،<br />
والتي تضاهي بأحجامها أحجام الثالجات، لتشكيل شعاب<br />
صناعية. وقد ألقى إلى اآلن نحو 20 ألف كتلة من هذه<br />
الكتل في مياه البحر.<br />
ويقول بعض الغربين إن مزرعة زانگزيداو ال تستخدم حقا<br />
النظام ،IMTA نظرا ألنها ال تزرع أو جتني أسماكا زعنفية<br />
ميكن ملخلفاتها، من حيث املبدأ، أن تغذي الالفقاريات. ولكنهم<br />
يفضلون مصطلحا آخر أقل تقنية، مثل مزرعة بحرية )1( . وفي<br />
كلتا احلالتن، فإن مزرعة زانگزيداو تثير الدهشة من حيث<br />
احلجم والكفاءة. ومع ذلك، فهي ليست بأي حال من األحوال<br />
خالية من العيوب. فعلى سبيل املثال، وطبقا ألحد مندوبي<br />
املزرعة، فإن أكثر من نصف مساحتها عميق جدا بحيث ال<br />
ميكن الصيد فيها يدويا، ولذلك ال يزال الصيادون يستخدمون<br />
شباك صيد ثقيلة وصلبة، بعرض خمسة أمتار لكل شبكة،<br />
ويتم سحبها على طول قاع احمليط، األمر الذي يتسبب غالبا<br />
في إيذاء القاع. كما أن منتجات مزرعة زانگزيداو باهظة<br />
الثمن. ويباع خيار البحر في الصن، وهو كائن صغير خشن<br />
املظهر شبيه باحللزون عدمي القوقعة وقريب من جنم البحر،<br />
مبا يعادل 250 دوالراً للقطعة الواحدة. وهكذا، فإن الطعام<br />
البحري املستدام في الصن يبدو محصورا باألثرياء في<br />
املقام األول، كما هي احلال في الواليات املتحدة وأوروبا.<br />
)(<br />
االهتمام بجميع املستهلكني<br />
بيد أن احلجم غير املسبوق للمشروع يلوّح إلى إمكانية إيجاد<br />
حل للطلب الصيني الضخم على املأكوالت البحرية. وتكمن<br />
الفكرة في إتاحة املأكوالت البحرية املستدامة للمستهلكن<br />
بجميع مستويات دخولهم. وفي هذا الصدد يقول <br />
]رئيس مجموعة زانگزيداو[: »إن تسويق املنتجات املستدامة<br />
في الصن هو حتدٍ كبير، على األقل في الوقت الراهن«،<br />
مضيفا أن »املستهلكن ستكون لهم الكلمة الفصل من خالل<br />
التساؤل التالي: ما الفائدة التي أجنيها من ذلك؟«<br />
BRINGING CONSUMERS ALONG ()<br />
ocean ranch )1(<br />
7 (2015) 12/11