قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
(2015) 12/11<br />
اجلماهير بتسجيالت لعاصفة من البرد قرب كوكب زحل، حيث<br />
حول بيانات مرسلة من مركبة ڤويجر 1 و 2 إلى صوت »بينگ!<br />
بينگ!«، ناجت من اصطدام فُتات )1( bits مادة ثلجية باملسابر<br />
probes الفضائية خالل سيرها عبر حلقات الكوكب.<br />
ويعتقد عالم األعصاب ]من مركز زوريخ لعلم<br />
األعصاب[ أن األذن تستطيع التقاط أمناط دقيقة؛ ألن نظام<br />
السمع لدى الثدييات ينقل اإلشارات العصبية أسرع من<br />
معظم أجزاء الدماغ األخرى. وميتلك هذا النظام أكبر موصل<br />
معروف بن العصبونات ،neurons وهو مشبك عمالق يدعى<br />
كأس هيلد .the calyx of Held وهذا املوصل، الذي هو على<br />
شكل كأس زهرة، يحوِّل املوجات الصوتية إلى طفرات في<br />
نشاط اخلاليا العصبية. وللقيام بذلك، تطلق الكأس نواقل<br />
عصبية )2( - وهي رُسل الدماغ - 800 مرة في الثانية. وفي<br />
املقابل، ليس للمسار البصري مثل هذا االتصال العصبي<br />
السريع، ويذكر : »في احملصلة، هذه االختالفات<br />
في آلية العمل تعني أن احملفزات اخلفية عن العن، ميكن أن<br />
تلتقطها األذن بسهولة.«<br />
لتوليد الصوت من البيانات الصامتة، ميكن أن يعتمد<br />
العلماء على التقلبات في األشعة السينية وعلى أشعة گاما<br />
،gamma أو أي إشارة أخرى غير مرئية للعن، وأن يخصصوا<br />
صوتا مختلفا لكل تردد أو تغيير في شدته؛ ما يضع هذه<br />
التقلبات ضمن نطاق السمع البشري.<br />
وتكمن اخلدعة في معرفة املعنى وراء أي تغيير يسمعه<br />
العلماء. فلما سمع صوت »األزيز« في ذلك اليوم<br />
من عام 2012، لم تكن لديه فكرة في الواقع عما قد يعنيه ذلك<br />
الصوت. ومثله عالم فيزياء الفضاء ]باحث من مركز<br />
گودارد[ الذي كان قد قدَّم البيانات اخلام إلى .<br />
ولكن، عندما بدأ بالتدقيق في القياسات التي<br />
سجلتها أجهزة أخرى على منت املركبة الفضائية Wind خالل<br />
الفترة الزمنية نفسها، الحظ وجود عالقة غريبة بتسجيل<br />
. ففي كل مرة تقريبا يصدر ملف <br />
صوت »أزيز«، وجد نشاطا ملحوظا في كثافة<br />
جسيمات مشحونة معينة - أيونات الهليوم )3( - في الرياح<br />
الشمسية. وأحد االحتماالت هو أن تدفق األيونات، التي<br />
تلتف حول خطوط املجال املغنطيسي، تعيد بعضا من طاقتها<br />
إلى املجال املغنطيسي، فتتسبب<br />
في تذبذبه.<br />
ويكشف التفاعل طريقة النتقال<br />
الطاقة ذهابا وإيابا بن املجال<br />
واجلسيمات. وهذه النتيجة، في<br />
املقابل، قد تقدم أدلة جديدة عن<br />
واحد من أعمق أسرار الشمس:<br />
ملاذا غالفها اجلوي اخلارجي<br />
أكثر سخونة مئات املرات من<br />
سطحها املتهيج؟<br />
يقول إن ملف الصوت<br />
»كان وحيا )4( «، ويعزى الفضل في<br />
ذلك جزئيا إلى قدرة الصوت على ضغط املعلومات. واملركبة<br />
الفضائية Wind تقيس املجال املغنطيسي الذي حتمله الرياح<br />
الشمسية نحو 11 مرة في الثانية؛ بينما يبلغ معدل أخذ عينات<br />
الصوت، وفقا جلودة القرص املدمج، 44 100 قياسٍ في كل<br />
ثانية صوت ضمن نطاق السمع البشري. وإن ما يعادل سنة<br />
من القياسات امليدانية التي من شأنها أن تستغرق شهورا<br />
للتحليل بالعن، تصبح هكذا ساعتن فقط من الصوت.<br />
لقد نبهت هذه التغييرات الدقيقة العلماءَ إلى متايزات<br />
مهمة في الرياح الشمسية. وقبل عامن، أنتج <br />
ملفا صوتيا من قياسات لتيار اجلسيمات املغنطيسي<br />
للشمس جمعها مستكشف التركيب املتقدم )5( ، وهو<br />
ساتل satellite آخر لوكالة ناسا. وقام بتحويل اإلشارات<br />
التي تُظهر الوفرة النسبية لنوعن من أيونات الكربون في<br />
الرياح الشمسية إلى أصوات مسموعة - تلك التي انتزع<br />
منها أربعة من إلكتروناتها الستة، وأخرى جردت متاما<br />
من كامل اإللكترونات الستة. وأثناء االستماع إلى امللف،<br />
استشف همهمة على تردد 137.5 دورة في<br />
الثانية، وهو صوت قريب من النوتة املوسيقية C احلادة<br />
حتت C الوسطى.<br />
وأن تكون هناك همهمة أصال يعني أن املقادير النسبية<br />
لهذين النوعن من أيونات الكربون تقلبت على مرّ الزمن.<br />
وكانت األصوات املخصصة لأليونات املختلفة يتداخل<br />
بعضها ببعض بن احلن واآلخر. وبتعبير موسيقيّ أكثر،<br />
كانت األصوات تخلق تناغما.<br />
ويقول : »لقد بحثت في البيانات عن طريق<br />
االستماع إلى ما بين 20 إلى 30 من الباراميترات )6( ،<br />
وأدركتُ عندما وصلت إلى الكربون، وجود تناغم قوي جدا،<br />
ففكرت، إذا سمعتُ الكربون، ولم يلحظه أحد، رمبا هو أمر<br />
)1( وفي احلاسوب: بتات .bits<br />
neurotransmitters )2(<br />
helium ions )3(<br />
revelation )4(<br />
the Advanced Composition Explorer )5(<br />
)6( parameters؛ أو: مَعْلَمات.<br />
Ron Cowen<br />
كاتب عن العلوم ويقيم في سيلڤر سبرينگ بوالية ماريالند.<br />
68<br />
املؤلف