قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
)(<br />
)1(<br />
بايتات<br />
املجلد 31 العددان 12/11<br />
نوڤمبر/ ديسمبر 2015<br />
صوتية<br />
األذن كاشفة رائعة لألمناط حتى إن العلماء يستخدمون البيانات<br />
الصوتية للكشف عن اخلاليا السرطانية وعن جسيمات من الفضاء.<br />
<br />
منذ ثالث سنوات تقريبا كان امللحّ ن <br />
يجلس أمام حاسوبه احملمول، وهو يستمع إلى ملف صوتي<br />
يكفي لدفع معظم الناس إلى النوم: كان صوت رفرفة خافتاً،<br />
كصوت عَلم بعيد يلوح في نسيم قاسٍ ، يتكرر مرارا وتكرارا،<br />
يعلو أحيانا، وأحيانا يصبح أكثر هدوءا.<br />
ولكن رجل صبور؛ فبعد خمس وأربعن دقيقة<br />
من جلسة استماعه توقفت الرفرفة، وحل محلها صوت أزيز<br />
يشبه زئير رياح عبر غابة. وكان الصوت »األصل املطلق<br />
لألزيز،« كما يتذكر.<br />
وفي الواقع كان الصوت ميثل شيئا قريبا لصوت الرياح:<br />
الرياح الشمسية، اندفاع هائج عبر الفضاء جلسيمات مشحونة<br />
مقذوفة من الشمس مبعدل مليون طن في الثانية الواحدة. وفي<br />
عام 2008 قامت املركبة الفضائية Wind التابعة لوكالة الفضاء<br />
األمريكية ناسا (NASA) بقياس املجال املغنطيسي الذي تولده<br />
هذه اجلسيمات عند اقترابها من األرض. فاملجال صامت<br />
متاما، لكنه يتذبذب في القوة واالجتاه. ويعمل ،<br />
وهو أيضا طالب دراسات عليا في جامعة ميتشگان على<br />
البيانات الشمسية، حيث قام بتطبيق خوارزميته اخلاصة<br />
لتحويل هذه التباينات إلى أصوات مسموعة.<br />
وهذه الترجمة لتلك البيانات أكثر من مجرد هواية، ففي<br />
سن الثالثن كان جزءاً من كادر متنام من الباحثن<br />
املكرسين لعلم الصوتنة :sonification أي حتويل البيانات<br />
التي تُعرض عادة بصريا أو رقميا إلى صوت. واألذن، وغالبا<br />
أكثر من العن، لديها قدرة استثنائية على التقاط فروقات<br />
طفيفة في أي منط، وهو أمر مفيد في اكتشاف ظواهر ليست<br />
واضحة في العرض البصري. وهي اآلن تساعد على اكتشاف<br />
أوجه نشاط فلكية مخفية وعلى متييز اخلاليا السرطانية من<br />
اخلاليا الطبيعية.<br />
ويقول عالم األعصاب > A . كينگ> ]من جامعة أكسفورد[<br />
إن آذاننا »ميكنها الكشف عن التغييرات التي حتدث في<br />
الصوت خلالل بضعة أجزاء من األلف من الثانية.« وعلى<br />
سبيل املقارنة، فإن قدرة العن على كشف خفقان ضوئي<br />
من 50 إلى 60 مرة في الثانية تقريبا. وإضافة إلى النشاط<br />
الشمسي والسرطان، استخدمت الصوتنة لدراسة ثوران<br />
البراكين ولتمييز أمناط التغيرات في جسيمات ترتبط<br />
باخللفية الكونية من املوجات امليكروية )2( ، وهي األشعة<br />
املتبقية من االنفجار الكبير .the big bang ومع ذلك، فالعديد<br />
من الباحثن ال يدركون فعالية هذه الطريقة. »أرى أنها أداة<br />
تنتظر استغاللها،« كما يقول عالم الفضاء ]من<br />
مركز ناسا گودارد لرحالت الفضاء[.<br />
)(<br />
استمع إلى البيانات<br />
وحتويل البيانات إلى صوت ليس فكرة جديدة. وعَ داد<br />
گيگر )3( ، الذي اختُرع في عام 1908، يُصدر نقرات في وجود<br />
جسيمات مشحونة نشطة. وفي الثمانينات من القرن املاضي<br />
جذب الفيزيائي ]من جامعة ]IOWA انتباه<br />
SOUND BYTES ()<br />
LISTEN TO THE DATA ()<br />
)1( bytes = ج: byte بايت وهو وحدة معلومات حاسوبية تتألف، في غالب األحيان،<br />
من 8 بتات bits؛ والبتة bit كما هو معلوم أصغر وحدة يعاجلها احلاسوب.<br />
فالبايت ميثل مجموعة بالغة الصغر؛ ولهذا تقاس ذاكرة احلاسوب بالكيلو بايت<br />
)1024 بايت( وامليكابايت )1024 كيلو بايت(، وهكذا... وعلى ما يبدو، فقد استُخدم<br />
املصطلح بايتات في عنوان املقال ترجمة ل »بيانات صوتية بالغة الصغر.«<br />
the microwaves )2(<br />
)3( counter the Geiger )التحرير(<br />
ترتبط األذنان مبوصالت دماغية سريعة جدا؛ مما يجعلها<br />
مستشعرة ممتازة لألمناط في البيانات.<br />
مت اكتشاف تواقيع الرياح الشمسية، وكذلك النجوم البعيدة<br />
باختصار<br />
بفضل عملية الصوتنة sonification هذه.<br />
وميكن أيضا أن يتم التشخيص السريع للخاليا السرطانية<br />
من خالل حتويل بصماتها اجلزيئية إلى أصوات.<br />
67 (2015) 12/11