قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
املختص بعلم اإلنسان، بالتساؤل عن الطريقة التي متكنه<br />
من استخدام البشر لإلجابة عن أسئلة مثل السؤال عن<br />
ال<strong>قدرات</strong> املعرفية التي كانت لدى النياندرتالين.<br />
وبدأت اخلطة بالتبلور. فقد حصل وفريقه،<br />
خالل بحثهم عن األمراض على تسلسالت كاملة للجينوم<br />
إضافة إلى صور مسوح التصوير بالرنني املغنطيسي<br />
(MRI) ألدمغة مئات املرضى. وقاموا بتطوير طريقة<br />
إحصائية لقياس تأثيرات بعض املتغيرات اجلينية<br />
املرتبطة باملرض في السمات التي ميكن مالحظتها.<br />
لقد أدرك وفريقه أن بطريقتهم اإلحصائية<br />
ميكنهم استخدام جينومات النياندرتاليين والبيانات<br />
اجلينية والتصوير MRI ملجموعته من البشر األحياء<br />
لتقدير تأثيرات مجموعة املتغيرات اجلينية الكاملة<br />
للنياندرتاليين - املعروفة بالنمط اجليني املتعدد<br />
- polygenotype في السمات املرتبطة باإلدراك املعرفي.<br />
وتشير النتائج التي حصلوا عليها إلى أن عدة مناطق<br />
رئيسية من الدماغ كانت أصغر لدى النياندرتالين عما هي<br />
عليه لدى أفراد اإلنسان احلديث، ويشمل ذلك: منطقة املادة<br />
الرمادية السطحية التي تساعد على معاجلة املعلومات في<br />
الدماغ، ومنطقة البروكا Broca التي تبدو معنية في <strong>قدرات</strong><br />
اللغة، ومنطقة اللوزة الدماغية )1( amygdala the التي تتحكم<br />
في العواطف والدوافع. وتشير هذه النتائج أيضا إلى أن<br />
النياندرتاليين كانت لديهم كمية أقل من املادة البيضاء،<br />
وهذا ما يفسر انخفاض عمليات اتصال اخلاليا العصبية<br />
فيما بينها في أدمغتهم. وهناك سمات أخرى ستؤثر في<br />
قدرتهم على التعلم وتذكر الكلمات. ويؤكد في<br />
عرضه الكتشافاته في االجتماع السنوي جلمعية علماء<br />
اإلنسان الفيزيائين األمريكين في كالكاري في الشهر<br />
2014/4 »أن النياندرتالين كانوا بالتأكيد أقل مهارة معرفيا،<br />
وأنا مستعد للمراهنة على ذلك.«<br />
وبالطبع, فإن عدم وجود نياندرتالين أحياء اآلن يعني<br />
عجز عن تقدير إمكانياتهم املعرفية ومن ثم تأكيد<br />
أو نفي استنتاجاته، إال أن هناك، نظريا، أسلوباً آخر الختبار<br />
حدسه، إذ سيكون من املمكن استخدام التقانة احلالية في<br />
دراسة الوظائف اخللوية الدماغية للنياندرتالين من خالل<br />
التعديل اجليني خلاليا أفراد البشر احلديثن لتحوز على<br />
تسلسالت احلمض النووي النياندرتالي وبرمجتها لتصبح<br />
خاليا عصبية )2( ثم مراقبة هذه اخلاليا النياندرتالية في<br />
أطباق پتري .petri dishes وعند ذلك ميكن للعلماء أن يدرسوا<br />
)3(<br />
<strong>قدرات</strong> اخلاليا العصبية على نقل النبضات الكهربائية<br />
وانتقالها إلى مناطق مختلفة من الدماغ وإنتاج استطاالت<br />
عصبية neurites تساعد اخلاليا على االتصال فيما بينها،<br />
على سبيل املثال. ويشير إلى أنه على الرغم من<br />
وجود قضايا أخالقية عالقة عندما يتعلق األمر بخلق خاليا<br />
نياندرتالية، إال أن هذا العمل ميكن أن يساعد الباحثن<br />
بالفعل على حتديد اجلينات املسؤولة عن اضطرابات دماغ<br />
اإلنسان احلديث إذا كانت التغيرات اجلينية تخرب وظائف<br />
اخلاليا العصبية. وميكن لهذه النتائج في املقابل أن تقود<br />
إلى اكتشاف أهداف ألدوية جديدة.<br />
ولكن اجلميع ليسوا مستعدين الستخالص استنتاجات<br />
حول عقل النياندرتال من الدنا. فقد الحظ <br />
]من جامعة ويسكونسن-ماديسون[ أنه من املمكن أن<br />
النياندرتالين كانوا يحملون متغيرات جينية كانت تؤثر<br />
في وظيفة الدماغ، ولكن لم تكن لتلك املتغيرات مقابالت<br />
لدى البشر احلاليين ملقارنتها بهم. كما بين أنه إذا كان<br />
على املرء أن يتنبأ بلون بشرة النياندرتالين استنادا إلى<br />
اجلينات التي يتشاركون فيها مع أفراد البشر احلديثن،<br />
فإنه سيستنتج أن لون بشرتهم كان قامتا. ومع ذلك يعرف<br />
العلماء حاليا أن املعلومات عن بعض اجلينات التي كانت<br />
لدى النياندرتالين لم تعد متداولة ومن احملتمل أنها كانت<br />
تخفف من لون بشرتهم. ولكن املشكلة األكبر في محاولة<br />
التحقق في طريقة عمل أدمغة النياندرتالين استنادا إلى<br />
جيناتهم، وفق قول ، هي في عجز القسم األكبر<br />
من الباحثن عن معرفة طريقة تأثير اجلينات في التفكير في<br />
نوعنا البشري. ويؤكد قائال: »نحن نكاد ال نعرف<br />
شيئا في علم اجلينات )4( genetics عن إدراك النياندرتالين<br />
بسبب أننا ال نعرف تقريبا أي شيء في علم اجلينات عن<br />
إدراك البشر احلديثن.«<br />
)(<br />
معارف من اللقى األثرية<br />
ونظرا حملدودية املعلومات التشريحية التي ميكن أن توفرها<br />
دراسة األحافير وحقيقة أن بحوث الدنا القدمي ما زالت<br />
في مهدها، يعتقد الكثير من الباحثن أن النافذة احلقيقية<br />
ARCHAEOLOGICAL INSIGHTS ()<br />
)1( اللوزة الدماغية )أو اللوزة العصبية أو اجلسم اللوزي(: هي جزء من الدماغ يقع<br />
داخل الفص الصدغي من املخ أمام احلصن، وهي تشارك في اإلدراك وتقييم<br />
العواطف واملدارك احلسية واالستجابات السلوكية املرتبطة باخلوف والقلق، وهي<br />
تراقب باستمرار ورود أي إشارة خطر من حواس اإلنسان.<br />
)2( neurons؛ أو: عصبونات.<br />
electrical impulses )3(<br />
)4( أو: علم الوراثة.<br />
(2015) 12/11<br />
62