17.03.2016 Views

قدرات النياندرتاليني العقلية

nov-dec-2015

nov-dec-2015

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وعلى الرغم من أن حجم أدمغة النياندرتالين وصل تقريبا<br />

إلى حجم أدمغتنا،‏ فإن تطورها املستقل ترك إمكانيات<br />

كثيرة لظهور اختالفات في الدماغ مستقلة عن حجمه،‏ كتلك<br />

االختالفات التي تؤثر في االتصال بن مناطقه.‏<br />

)(<br />

إشارات جينية<br />

وقد تأتي تلميحات من بعض تلك االختالفات من حتليل<br />

الدنا .DNA فمنذ أن نشر مشروع جلينوم genome<br />

النياندرتالين في عام 2010، بحث علماء الوراثة في الدنا<br />

الستنتاج طريقة ملقارنة النياندتالين باإلنسان العاقل.‏ ومن<br />

املثير لالهتمام أن يتضح أن النياندرتالين كانوا يحملون<br />

متغيراً‏ جلن يشبه كثيرا ما نحمله نحن البشر يدعى املتغير<br />

FOXP2 الذي كان يعتقد أنه يؤدي دورا في عملية التكلم<br />

واللغة.‏ إال أن أجزاء أخرى في جينوم النياندرتالين تبدو<br />

أنها تتباين مع جينوماتنا بشكل ملحوظ.‏ إذ يبدو،‏ من جهة،‏<br />

أن النياندرتاليين كانوا يحملون صيغا مختلفة جلينات<br />

أخرى مرتبطة باللغة تشمل الصيغة .CNTNAP2 ومن جهة<br />

ثانية،‏ فإن من بن 87 جيناً‏ لدى أفراد اإلنسان احلديث التي<br />

تختلف عن نظرائها عند النياندرتالين وعند مجموعة بشرية<br />

قدمية أخرى من الهومينني ‏)أشباه البشر(‏ ،hominin<br />

الدينيسوڤانيني )1( Denisovans ،the هناك عدة جينات كانت<br />

تؤثر في منو الدماغ وعمله الوظيفي.‏<br />

ومع ذلك،‏ فإن االختالفات في الكودات اجلينية the<br />

genetic codes بين النياندرتالين والبشر احلديثن ال متثل<br />

كامل القصة؛ إذ إن تشغيل وإلغاء تأثير عمل اجلينات ميكن<br />

أن يؤدي إلى متييز البشر احلديثن عن النياندرتالين،‏ أيضا،‏<br />

وهكذا فإن املجموعتن كانتا تختلفان في الطريقة والظروف<br />

اللتان كانتا تنتجان بها املواد املكودة بجيناتهما.‏ وبالفعل،‏<br />

يبدو أن املتغير FOXP2 ذاته كان يُعبر بصورة مختلفة لدى<br />

النياندرتالين عنه لدى أفراد اإلنسان العاقل مع أن البروتن<br />

املصنوع منه هو ذاته.‏ وقد بدأ العلماء بدراسة تعديل اجلينات<br />

لدى النياندرتالين ولدى مجموعات بشرية أخرى منقرضة من<br />

خالل دراسة أمناط من العالمات الكيميائية املعروفة بعالمات<br />

مجموعات املثيل methyl groups لدى اجلينومات القدمية.‏<br />

واملعروف أن هذه العالمات تؤثر في النشاط اجليني.‏<br />

إال أن السؤال الكبير يكمن فيما إذا كانت االختالفات<br />

في تسلسلالت الدنا وفعالية اجلينات تترجم اختالفات في<br />

اإلدراك واملعرفة.‏ وحتقيقا لهذه الغاية،‏ ظهرت أدلة مثيرة<br />

من دراسة األفراد احلالين الذين يحملون نسبة مئوية<br />

صغيرة من دنا النياندرتالين أنها كانت نتيجة للتزاوج<br />

)(<br />

تركة <strong>النياندرتاليني</strong><br />

كشف حتليل الدنا املأخوذ من أحافير <strong>النياندرتاليني</strong>،‏ أن<br />

<strong>النياندرتاليني</strong> كانوا يتزاوجون بأفراد اإلنسان العاقل بعد أن<br />

ترك نوعنا إفريقيا.‏ ونتيجة لهذا التزاوج الطويل األمد يوجد<br />

الدنا النياندرتالي في كثير من البشر احلاليني.‏<br />

إن نسبة<br />

%2.1 - %1.5<br />

من الدنا الالإفريقي لدى البشر<br />

احلديثني تأتي من دنا <strong>النياندرتاليني</strong>.‏<br />

إن أي شخص حالي ال ميتلك إال كمية قليلة من الدنا النياندرتالي.‏<br />

ولكن ليس كل شخص يحمل األجزاء نفسها.‏ ففي الواقع،‏ إن ضم<br />

أجزاء الدنا النياندرتالي من عينة كبيرة من البشر احلديثني،‏ مكّن<br />

العلماء من إعادة بناء نسبة - 35 %70 من جينوم <strong>النياندرتاليني</strong>.‏<br />

يستمر وجود نسبة<br />

%70 - %35<br />

من جينوم <strong>النياندرتاليني</strong> في مجمع جينات<br />

gene pool الناس اليوم.‏<br />

الطويل األمد بن النياندرتالين وأفراد اإلنسان العاقل.‏<br />

لقد قام عالم الوراثة ‏ ‏]من معهد البحوث<br />

الطبية احليوية في تكساس[‏ بإجراء دراسة ملدة طويلة على<br />

عائالت كبيرة في منطقة سان أنطونيو بهدف العثور على<br />

اجلينات املسؤولة عن أمراض معقدة مثل داء السكري.‏<br />

وفي السنوات القليلة املاضية بدأ ‏‏ بدراسة<br />

بنية الدماغ ووظيفته لدى عينات األفراد املشاركن في<br />

الدراسة.‏ فقد بدأ ‏،‏ وهو أحد علماء علم األحياء<br />

GENETIC HINTS ()<br />

Neandertal Legacy ()<br />

)1( إنسان دينيسوڤا:‏ هو نوع من األنواع املنقرضة من البشر من جنس هومو.‏ وقد<br />

اكتُشف في الشهر 2010/3 في كهف دينيسوڤا Denisova بالقرب من جبال التاي<br />

بسيبيريا وعاش نحو ما قبل 41 000 سنة خلت.‏<br />

61 (2015) 12/11

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!