قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
نظرية الزُّمر<br />
)(<br />
رياضيات عمل روابط<br />
ترتبط نشأة نظرية الزمر ارتباطا وثيقا مبأساة. لقد ظهرت<br />
في القرن التاسع عشر مع ، الثوري العجول الفرنسي<br />
الذي كان سعيه إلى اإلطاحة بالنظام امللكي في بالده يعادل<br />
حبه لدفع الرياضيات إلى األمام قدر املستطاع. وخالل سنوات<br />
املراهقة، اكتشف طرقا مبتكرة حلل بعض املعادالت،<br />
فتمكن من إيجاد جسور بن مجاالت متباعدة في الرياضيات.<br />
كان عبقريا ولكنه لم يكن محظوظا حيث توفي<br />
وعمره 20 عاما وذلك عام 1832؛ إذ كان ضحية لرصاصة<br />
أصابت معدته خالل مبارزة من أجل فتاة كان مولعا بها.<br />
وقد تكهن املؤرخون بأن املبارزة رمبا كانت محاولة اغتيال،<br />
أو انتحاراً مبيتاً، أو مثاال مأساويا ملخاطر عشق غير متبادل.<br />
وأشارت دراسات حديثة إلى احتمال وجود مسدس واحد حمل<br />
بالرصاص، لكنه لم يكن املسدس الذي كان بحوزة الشاب<br />
املوهوب. وكان قد كتب في رسالة ليلة مبارزة: »سأموت<br />
ضحية ملدللة سيئة السمعة وملخدوعيها.« وفي رسالة أخرى<br />
خطها في تلك الليلة، وضع العديد من أفكاره حول الزمر.<br />
وخالل قرن ونصف بعد وفاته ازدهرت نظرية الزمر انطالقا من<br />
هذه الكلمات األخيرة التي تركها رجل يحتضر. ولم متضِ عقود<br />
حتى صارت الزمر حقال قائما بذاته.<br />
الزمرة، في الرياضيات، هي مجموعة من األشياء غير احملددة<br />
واملرتبطة فيما بينها بعملية معينة. وعلى سبيل املثال، فاألعداد<br />
الصحيحة تشكل زمرة عند تزويدها بعملية اجلمع. كما أن<br />
الدورانات لشكل هندسي التي حتافظ على مظهر ذلك الشكل<br />
متثل زمرة ]انظر املقال الرئيسي[. وتستخدم الكيمياء نظرية الزمر<br />
لوصف تناظرات البلور أو البنية اجلزيئية، وهذا أمر مهم يعتبر<br />
مبثابة مفتاح فهم اخلصائص الفيزيائية للمادة. كما أن بعض<br />
املفاهيم الرياضياتية املستخدمة في تصميم الكودات - codes<br />
وفكها - كاملفتاح العام للتشفير )1( ، تعتمد على نظرية الزمر.<br />
وبعد وفاة ، تسابق علماء الرياضيات لبناء الزمر<br />
وتفكيكها ودراستها. وفي البداية، كان البحث فيها يبدو بحثا<br />
مجردا، ولكن عاملة الرياضيات األملانية وجدت في مطلع<br />
القرن العشرين صلة بن التناظر - أي نظرية الزمر - وقوانن<br />
االنحفاظ الفيزيائية. )على سبيل املثال، ال ميكن تدمير الطاقة أو<br />
خلقها(. لقد مهد عملها املتميز الطريق لعلماء الفيزياء النظرين<br />
الستخدام نظرية الزمر من أجل فهم جيد للتناظر الكامن وراء<br />
اجلسيمات األساسية )2( - وكذا التنبؤ بوجود عدد كبير منها لم<br />
يكن قد اكتشف بعد. وهكذا تطورت نظرية الزمر حتى جتاوزت<br />
حدودها وأصبحت أداة قوية إلدراك نسيج الواقع.<br />
متناول نخبة من اخلبراء املتمرسين دون غيرهم. لقد اشتغل<br />
علماء الرياضيات في هذا البرهان منذ عقود وكانوا يرغبون<br />
في أن يكونوا قادرين على مشاطرة األجيال القادمة في هذا<br />
اإلجناز. ومن شأن النسخة الثانية من البرهان أن تزيل بعض<br />
مخاوف من أن تضيع سدى تلك اجلهود التي<br />
بذلوها بن الكتب الضخمة في املكتبات املغبرة.<br />
لم يعش طويال حتى يشهد آخر قطعة من<br />
البرهان تأخذ مكانها، كما أنه لم يحضر االحتفال في منزل<br />
و . فقد توفي في عام 1992 إثر إصابته<br />
بسرطان الرئة. ويتذكر أن »لم يتوقف<br />
عن العمل قط.« ويستطرد: »كانت لدينا ثالث محادثات قبل يوم<br />
من وفاته، كانت كلها تدور حول البرهان. ولم تكن هناك عبارات<br />
وداع أو حديث في أمور أخرى، ال كالم إال عن البرهان.«<br />
)(<br />
إعادة البرهان من جديد<br />
صدر املجلد األول للنسخة الثانية من البرهان عام 1994. وكان<br />
النص استعراضياً أكثر من النص الرياضياتي املألوف ولم<br />
يشمل سوى قسمن من بن الثالثن قسما املقترحة التي من<br />
املفترض أن تغطي متاما برهان النظرية العمالقة. ونشر املجلد<br />
الثاني عام 1996، وتواصل صدور املجلدات الواحد تلو اآلخر<br />
حتى نشر املجلد السادس عام 2005.<br />
يقول إن مقاطع النسخة الثانية من البرهان أكثر<br />
انسجاما من املقاطع األصلية. ويوضح ذلك بالقول: »األجزاء<br />
التي نشرت كانت مكتوبة بشكل أكثر اتساقا وأفضل تنظيما،«<br />
مضيفا: »من الناحية التاريخية، فإنه من املهم أن يكون البرهان<br />
بأكمله في مكان واحد. وإال أصبح نوعا من الفولكلور، مبعنى<br />
ما. وحتى لو كنت تعتقد أن البرهان قد أُجنز متاما، فإنه<br />
يصبح من املستحيل التحقق من ذلك.«<br />
لقد أنهى و املجلد السابع هذا الصيف،<br />
وهناك مجموعة صغيرة من الرياضياتين الذين حققوا تقدما<br />
في املجلدين الثامن والتاسع. ويقدر أن البرهان<br />
املختصر سوف يتطلب في نهاية املطاف 10 أو 11 مجلدا، وهو<br />
ما يعني أنه لم ينشر من البرهان المُنقَّح سوى نصفه.<br />
The Math of Making Connections ()<br />
PROVING IT AGAIN ()<br />
cryptography )1(<br />
fundamental particles )2(<br />
(2015) 12/11<br />
48