قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
كانوا تواقين إلى ترك بصماتهم.<br />
ويقول ]من جامعة روجترز[<br />
واصفا : »كانت حياته<br />
أعظم من احلياة الشخصية العادية...<br />
كان عدوانيا بشكل كبير في طريقة<br />
تصوره للمشكالت وتصور احللول.<br />
لقد كان رائعا في إقناع اآلخرين<br />
مبساعدته.«<br />
يصف لقاءه األول بنظرية<br />
الزمر ب »احلب من النظرة األولى«<br />
حيث التقى ب عام 1970.<br />
حينها كانت املؤسسة القومية للعلوم<br />
األمريكية (NSF) )1( تستضيف مدرسة<br />
صيفية حول نظرية الزمر في كلية<br />
،Bowdoin وكان مشاهير الرياضياتين<br />
يدعون إلى املؤسسة كل أسبوع<br />
إللقاء احملاضرات. وفي ذلك الوقت كان طالبا في<br />
الدراسات العليا، وهو يتذكر جيدا زيارة . وكان<br />
هذا الرياضياتي الشهير - الذي قَدِ م للتو من منزله الصيفي<br />
بالواليات املتحدة - مثيرا في مظهره وخطابه.<br />
يتذكر ما لفت انتباهه: »أنا لم أرَ قطُّ عالم<br />
رياضيات يرتدي بنطلونا ورديا فاحتا.«<br />
ويقول : »في عام 1972، كان معظم علماء<br />
الرياضيات يعتقدون أن البرهان لن يرى النور قبل نهاية<br />
القرن العشرين. غير أن نهاية هذا البرهان كانت بادية في<br />
األفق في غضون األربع سنوات املوالية. ويعود الفضل الكبير<br />
في بلوغ تلك النهاية بهذه السرعة إلى من خالل<br />
إيحاءاته اخلالقة في الطرائق املؤدية إلى البرهان، وكذا إلى<br />
- الذي كان أستاذا في معهد كاليفورنيا للتقانة -<br />
لتسريعه إنهاء البرهان.«<br />
وكان أحد أسباب ضخامة البرهان أنه ينص على أن<br />
قائمة الزُّمر املنتهية البسيطة قد أصبحت مكتملة. وهذا يعني<br />
أن القائمة حتتوي على جميع لبنات البناء )الزمر األساسية<br />
الالزمة(، وأنه ال وجود لغيرها. ففي كثير من األحيان، يكون<br />
إثبات عدم وجود شيء - مثل البرهان على عدم وجود املزيد من<br />
الزمر - يتطلب جهدا أكبر مما يتطلبه إثبات وجوده.<br />
وفي عام 1981، أعلن أن النسخة األولية<br />
للبرهان جاهزة، غير أن االحتفال بهذا اإلجناز مازال مبكرا.<br />
فقد ظهرت مشكلة شائكة في مقطع يقع في 800 صفحة،<br />
واستغرق اخلوض فيه بعض الوقت قبل أن يتم البت فيه<br />
فريق اإلنقاذ )من اليسار(: علماء الرياضيات ، ، ، ؛ كانوا<br />
يخشون أن يكونوا آخر من فهم العناصر األولية للنظرية العمالقة ما لم تتم صياغة نسخة مبسطة لهذا البرهان.<br />
بنجاح. وكان بعض الرياضياتين يزعمون من حن إلى آخر<br />
أنهم عثروا على عيوب أخرى في البرهان أو أنهم وجدوا زمرا<br />
جديدة تخرج عن نطاق القواعد املتبعة. لكن حتى هذا التاريخ،<br />
فشلت جميع تلك االدعاءات التي كانت ستطيح بالبرهان. ويقول<br />
إنه واثق متاما من أن هذا البرهان سيصمد.<br />
لقد عكف على النظر في وثائق النظرية<br />
املشتتة واملتداخلة بشكل غير منظم. وقد وصل الوضع<br />
إلى هذه احلال جرّاء التطور العشوائي للبحوث. وهكذا<br />
أقنع الرياضياتي - وفي عام 1982<br />
نصب االثنان كمينا ل لالنضمام إليهما - وذلك<br />
للمساعدة على القيام باملراجعة والتنقيح بهدف تقدمي<br />
عرض للبرهان أكثر وضوحا وتنظيما، حيث سيصبح<br />
هذا العمل ما سيسمى الحقا النسخة الثانية )أو اجليل<br />
الثاني( للبرهان. ويقول موضحا: »كان هدفنا<br />
عرض منطق وخطوات البرهان، ومن ثم إعفاء األجيال<br />
القادمة من احلاجة إلى إعادة اكتشاف احلجج واألدلة على<br />
صحته. وفضال عن ذلك، كان اجلهد يرمي إلى تقليص عدد<br />
صفحات البرهان البالغ 15 ألف صفحة إلى نحو 3000 أو<br />
4000 صفحة.«<br />
فكر في إصدار سلسلة من الكتب تُعنى<br />
بجمع كل املقاطع املشتتة في البرهان وتبسيط املنطق الصعب<br />
في بعض املقاطع، وإزالة التكرارات. وخالل الثمانينات من<br />
القرن العشرين، لم يكن البرهان في متناول اجلميع بل كان في<br />
the National Science Foundation )1(<br />
47 (2015) 12/11