قدرات النياندرتاليني العقلية
nov-dec-2015
nov-dec-2015
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الدواء النانوي، بتصميمه وغطائه<br />
احلِ مائي، أكثر قابلية للوصول إلى<br />
األورام دون تخريبه من قبل اجلسم.<br />
)(<br />
أدوية مُ وِّ هة<br />
ليس استخدام التقانة النانوية مع أدوية العالج الكيميائي<br />
فكرة جديدة. فأدوية مثل األبراكسان Abraxane لنقائل<br />
سرطان الثدي )1( وإيليگارد Eligard لسرطان البروستات<br />
املتقدم، واملوجودة اآلن في األسواق، هي أدوية نانوية<br />
.nanodrugs لكن هذه املواد الصيدالنية تهاجم بعض األورام<br />
فقط، وبالتالي فاملزيد من العالجات مطلوبٌ . والتطورات<br />
الالحقة في الهندسة سمحت للعلماء بتكوين بنية النواقل<br />
النانوية، بحيث تعمل بدقة أكبر ضد عرض أوسع من أمراض<br />
السرطان. ويبدو أن العالجات النانوية the nanotherapies<br />
اخلاضعة للتجريب اآلن - عبر حقنها وريديا - أكثر فاعلية<br />
في إزالة األورام.<br />
وأغلب هذه العالجات النانوية األحدث يُغلف لبا يحتوي<br />
على الدواء ضمن غمد ناعم مرصع بالگليكول عديد اإليثيلني<br />
،polyethylene glycol وهي مادة صناعية تقوم بدور عاملٍ<br />
حاجب. وهذا احلاجب هو غطاءٌ من جزيئات ماء جتذبها مادة<br />
الغمد the sheath material فتحيطه بسائل اجلسم املشترك.<br />
ويساعد املاء على إحصار الشحنات الكهربية للجزيئة والتي<br />
تنذر اجلهاز املناعي، وإال فإنها ستنذره بوجود مادة غريبة.<br />
وتغطي الدارئة the buffer السائلة أيضا حواف<br />
اجلسيمات النانوية ،the nanoparticles فتجعلها ملساء<br />
جدا لتؤمن جناتها من أي من احلراس التابعين للجهاز<br />
املناعي كاألضداد. ويساعد حجم اجلسيمات النانوية أيضا،<br />
وهو أكبر إلى حد ما من أدوية العلالج الكيميائي التقليدية،<br />
على ضمان عدم حتطيمها سريعا من قبل إنزميات اجلسم.<br />
ومقاومة التقويض )2( هذه متنح الدواء وقتا أكبر للوصول إلى<br />
الورم والقيام بعمله. فعلى سبيل املثال، إن أول دواء مرخص<br />
للمعاجلة النانوية nanotherapy للسرطان، واسمه دوكسيل<br />
،Doxil له عمر-النصف )3( half-life في مجرى الدم يسمح<br />
له بالبقاء ملدة أطول كثيرا من نظيره املستخدم في العالج<br />
الكيميائي التقليدي، وهو الدوكسوروبيسني doxorubicin<br />
)كالهما يُستعمالن في معاجلة سرطان املبيض(. وبتصميمه<br />
وغطائه الوقائي، فإن الشكل ذا احلجم النانوي ميتلك الفرصة<br />
األفضل للوصول إلى األورام من دون أن يُحطّ مه اجلسم.<br />
والقوام املرن األملس لألدوية األحدث من منط القذائف النانوية<br />
يسمح لها أيضا بتخطي إحدى العقبات النهائية: النظام البيئي<br />
الشاذ الكثيف للنسيج اخلبيث الذي ميكن أن تعلق فيه األشياء<br />
األكثر قساوة.<br />
ويقبع السلالح النهائي للجسيمات النانوية اجلديدة في<br />
أعماقها الداخلية. فاللب احملتوي على الدواء ميكن أن يتحطم<br />
باحلمض، ولذا فهو سيتحلل بسهولة ويحرر شحنة األدوية التي<br />
يحملها فقط عندما يترك البيئة املعتدلة للدم ويصل إلى مقصده<br />
الورمي الذي يحتوي على مستويات حمضية أعلى بكثير.<br />
ولتوجيه أفضل للنواقل النانوية نحو السرطان وبعيدا<br />
عن اخلاليا السوية، يحاول علماء آخرون إضافة بقع إلى<br />
سطوحها اخلارجية حتمل جزيئات مختارة من األضداد التي<br />
تنجذب إلى بروتينات تكون عادة غزيرة على خاليا السرطان.<br />
وبروتنٌ مثل مستقبل عامل النمو البشروي EGFR هو مثال<br />
على هذه البروتينات، وقد قام ]املهندس البيولوجي<br />
من جامعة كاليفورنيا في لوس أجنلوس[ بتجارب متهيدية<br />
نشرت عام 2013 في مجلة ،Advanced Materials وأظهرت<br />
هذه التجارب إمكانية تغليف اجلسيمات النانوية باألضداد<br />
DRUGS IN DISGUISE ()<br />
metastatic breast cancer )1(<br />
degradation )2(<br />
)3( الزمن الذي يستغرقه نصف كمية مادة مشعة ممتصة من نسيج حيّ أو من كائن حي<br />
كي تضمحل هذه املادة بشكل طبيعي هو ما يسمى عمر- النصف البيولوجي.<br />
15 (2015) 12/11