13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

دولة من دانت البلاد له ... وعمّها ظل ّه فأغناهالا َ ب ِسِو اها تليق هبجتها ولا سواه تبغى رعاياهاقال أبر يعلى:وفى عاشر المحرم نزلت أوائل عسكر نور الدين على أرض عذراء من عمل دمشق وما والاها.‏ وفيالغد قصد فريق وافر منهم ناحية السهم والنيرب؛ وكمنوا عند الجبل لعسكر،‏ دمشق.‏ فلما خرج منها إليهم أسرعالنذير إليهم فحذرهم وقد ظهر الكمين،‏ فاهنزموا إلى البلد.‏ وفي الغد نزل نور الدين بعسكره على عيون فاسريا بينعذراء ودومة،‏ وامتدوا إلى تلك الجهات،‏ ونزلوا من الغد في أراضي حجيرا وراو ية في الخلق الكثير والجم الغفير،‏وانبثت أيدى المفسدين من العكر الدمشقي والأوباش،‏ من أهل العيث والفساد،‏ في زروع الناس،‏ فحصدوها،‏ وفيالثمار فأفنوها،‏ بلا مانع ولا دافع.‏ وتحرك السعر وانقطعت السابلة،‏ ووقع التأهب للحصار.‏ ووافت رسل نور الدينإلى ولاة البلد يقول:‏ أناما أوثر إلا ّ صلاح أمر المسلمين،‏ وجهاد المشركين،‏ وخلاص من في أيديهم من الأسارى.‏ فإنظهرتم معي في عسكر دمشق وتعاضدنا على الجهاد،‏ فذلك المراد.‏ فلم يعد الجواب إليه بما يرضاه،‏ فنزل في أرضمسجد القدم وما والاه من الشرق والغرب،‏ و بلغ منتهى الخيم إلى المسجد الجديد قبلى البلد.‏ قلت:‏ هو الذييسمى في زماننا بمقبرة المعتمد،‏ بين مسجد القدم ومسجد فلوس.‏ فال:‏ وهذا منزل ما نزله أحد من مقدمى العساكرفيما سلف من السنين.‏ وأهمل الزحف إلى البلد إشفاقا من قتل النفوس.‏ ووصلت الأخبار باحتشاد الفرنجواجتماعهم لإنجاد أهل دمشق،‏ فضاقت صدور أهل الصلاح،‏ وزاد إنكارهم لمثل هده الأحوال المنكرة؛ والمناوشاتفي كل يوم متصلة من غير مزاحمة ولا محاربة.‏ فلم يزل ذلك إلى ثالث عشر صفر؛ فرحل العسكر النورى من هذهالمنزلة ونزل في أراضي فذايا وحلفبلتين والخامسين المصاقبة للبلد،‏ وما عرف فى قديم الزمان من أقدم على الدنومنها.‏ ثم رحل في العشرين من صفر إلى ناحية دَارَايّا لتواصل الإرجاف بقرب عساكر الإفرنج من البلد لقوة عزمهعلى لقائهم.‏ وصار العسكر النورى في عدد لا يحصى،‏ وفي كل يوم يزداد بما يتواصل من الجهات وطوائفالتركمان.‏ ونور الدين هذه الحال لا يأذن لأحد من عسكره في التسرع إلى قتال أحد من المسلمين؛ وكانوا،‏ يعنيأهل البلد،‏ يحملهم الجهل والغرور،‏ على التسرع والظهور،‏ ولا يعودون إلا خاسرين مغلولين.‏ وأقام على هذهالصورة،‏ ثم رحل إلى ناحية الأعوج لقرب عسكر الإفرنج وعزمهم على قصده.‏ واقتضى رأيه الرحيل إلى جهةالزبداني اس جرار ا ً لهم.‏ وأفرق من عسكره فر يقا ً يناهز أربعة آلاف فارس مع جمإعة من المقدمين،‏ ليكونوا في أعمالحَوْرَ‏ ان مع العرب لقصد الإفرنج ولقائهم،‏ وترقبا لوصولهم،‏ وخروج العسكر الدمشقي إليهم،‏ واجتماعهم هبم،‏ ثميقاطع عليهم.‏ واتفق أن عسكر الفرنج رحل عقيب رحيله إلى الأعوج،‏ ونزل به في ثالث ربيع الأول،‏ ودخل منهمخلق كثير إلى البلد لقضاء حوائجهم.‏ وخرج مجير الدين ومؤيد الدين في خواصهما وجماعة وافرة من الرعية،‏واجتمعوا بملكهم وخواصه،‏ وما صادفا نحده شيئا مما هجس في النفوس من كثرة ولا وقوة.وتقرر بينهم النزولبالعسكرين على حصن بصرى لتملكه واستغلال اعماله.‏ ثم رحل عسكر الإفرنج إلى رأس الماء،‏ ولم يتهيأ خروجالعسكر الدمشقي إليهم،‏ لعجزهم واختلافهم.‏ وقصد من كان بحوران من العسكر النوري،‏ ومن انضاف إليهم منالعرب في خلق كثير،‏ ناحية الإفرنج للايقاع هبم والنكاية فبهم.‏ والتجأ عسكر الإفرنج إلى لجأة حوران الاعتصامهبا،‏ ونمى الخبر إلى نور الدين فرحل ونزل على عين الجر من البقاع،‏ عائدا إلى دمشق،‏ وطالبا قصد الفرنج والعسكرالدمشقي.‏ وكان الإقرنج حين اجتمعوا مع العسكر الدمشقي قد قصدوا بصرى لمضايقتها ومحاربتها فلم يتهيا ذلكلهم،‏ وظهر إليهم سرخاك واليها في رجاله،‏ وعادوا عنها خاسرين.‏ وانكفأ عسكر الإفرنج إلى أعماله،‏ وراسلوا مجير

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!