13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

كتاب :الروضتين في أخبار النورية و الصلاحية: المؤلفأبو شامة المقدسيقال ابن الأثير:‏ سار نور الدين إلى بلاد جوسلين وهي القلاع التي شمالي حلب منها تل باش.‏ وعين تاب،‏ وعزاز،‏وغيرها من الحصون.‏ فجمع جوسلين الفرنج فارسهم وراجلهم،‏ ولقوا نور الدين.‏ وكانت بينهم حرب شديدةانجلت عن اهنزام المسلمين وظفر الفرنج،‏ وأخذ جوسلين سلاح دار كان لنورالدين أسيرا،‏ أخذ مامعه من السلاحفأنفذه إلى السلطان مسعود بن قليج أرسلان السلجوقي صاحب قونية وأقصرا وغيرهما من تلك الأعمال،‏ وكاننرر الدين قد تزوج ابنته وأرسل مع السلاح إليه يقول:‏ قد أنفذت لك بسلاح صهرك،‏ وسيأتيك بعد هذا غيره.‏فعظمت هذه الحادثة على نور الدين وأعمل الحيلة على جوسلين،‏ وعلم أنه إن هو جمع العساكر الإسلامية لقصدهجمع جوسلين الفرنج وحذر وامتنع فاحضر نور الدين جماعة من التركمان وبذل لهم الرغائب من الإقطاع والأموالإن هم ظفروا بجوسلين،‏ إما قتلا وإما أسرا.‏ فاتفق أن جوسلين خرج في عسكره وأغار على طائفة من التركمانفنهب وسبى،‏ فاستحسن من السبي امرأة منهم خلا معها تحت شجرة؛ فعاجله التركمان،‏ فركب فرسه ليقاتلهمفأخذو.‏ أسيرا،‏ فصانعهم على مال بذله لهم؛ فرغبوا فيما واجابو إلى ذلك،‏ وأخفوا أمره عن نور الدين.‏ فأرسلجوسلين في إحضار المال،‏ فأتى بعض التركمان إلى نائب نور الدين بحلب فأعلمه الحال،‏ فسير معه عسكر ا ً أخذواجوسلين من التركمان قهرا؛ وكان نور الدين حينئذ بحمص.‏ وكان أسره من اعظم الفتوح على المسلمين،‏ فإنه كانشيطانا عاتيا من شياطين الفرنج،‏ شديد العداوة للمسلمين.‏ وكان هو يتقدم على الفرنج في حروهبم لما يعلمون منشجباعته وجودة رأيه،‏ وشدة عداوة للملة الإسلامية،‏ وقسوة قلبه على أهلها.‏ وأصيبت النصرانية كافة بأسره،‏وعظمت المصيبة عليهم بفقده؛ وخلت بلادهم من حاميها،‏ وثغورهم من حافظها؛ وسهل أمرهم على المسلمينبعده.‏ وكان كثير الغدر والمكر،‏ لا يقف على ي ين،‏ ولا يفي بعهد.‏ طالما صالحه نور الدين وهادنه،‏ فإذا أمن جانبهبالعهود والمواثيق نكث وغدر؛ فلقيه غدره،‏ وحاق به بكره،‏ ‏(وَل َا يَحِيقُ‏ ال ْمَك ْرُ‏ الس َّي ِّئ ُ إ ِل َّا ب ِأ َهْلِهِ).‏ فلما أسر تيسر فتحكثير من بلادهم وقلاعهم.‏ فمنها عين تاب،‏ وعزاز،‏ وقورس،‏ والراوندان،‏ وحصن البارة،‏ وتل خالد،‏ وكفر لاثا،‏وكفر سود،‏ وحصن بسرفوث بجبل بني عليم،‏ ودوك،‏ ومرعش،‏ وهنر الجوز،‏ وبرخ الرصاص.‏قال:‏ وكان نور الدين،‏ رحمه االله،‏ إذا فتح حصنا لا يرحل عنه حتى يملأه رجالا وذخائر تكفيه عشر سنين،‏ خوفا مننصرة تتجدد للفرنج على المسلمين،‏ فتكون الحصون مستعدة غير محتاجة إلى شيء.‏ وقال الشعراء في هذه الحادثةفأكثروا؛ منهم القيسراني.‏ قال يمدح نور الدين بعد صدوره عن دمشق واستقرار أمرها،‏ ويذكر قتل البرنز وأسرجوسلين وأخذ بلاده:‏دعا ما ادعى مَن غره النهى والأمرومن ثنت الدنيا الييما عناهناومن راهن الأقدار في صهوة العلاإذا الجد أمسى دون غايته المنىولم لا يلي أسنى الممالك مالك...فما الملك إلا ما حباك به القهر... تصرف فيما شاء عن إذنه الدهر......فلن تدرك الشعري مداه ولا الشعرفماذا عسى أن يبلغ النظم والنثر... زعيم بجيش من طلائعه النصرليهن دمشقا أن كرسي ملكها ... حبي منك صدر ا ً ظاق عن همه الصدروأنك نور الدين،‏ مُذ ْ زرت أرضها ... سمت بك حتى انحط عن نسرها النسر

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!