13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

تصل إليه مع مقدم يعول عليه.‏ وقد كانوا عاهدوا الفرنج على أن يكونوا يد ا ً واحدة على من يقصدهم من عساكرالمسلمين،‏ قاحتج عليه وغولط.‏ فلما عرف ذلك رحل ونزل بمرج يبوس،‏ و بعض العسكرية بيعفور.‏ فلما قرب مندمشق وعرف من هبا خبره ولم يعلموا أين قصده،‏ وقد كانوا راسلوا الإفرنج بخبره،‏ قرروا معهم الإنجاد عليه،‏وكانوا قد هنضوا إلى ناحية عسقلان لعمارة غزة،‏ ووصلت أوائلهم إلى بانياس.‏ وعرف نور الدين خبرهم فلم يحفلهبم،‏ وقال لا أنحرف عن جهادهم،‏ وهو مع ذلك كافّ‏ أيدي أصحابه عن العيث والإفساد في الضايع،‏ وأمربإحسان الرأي في الفلاحين والتخفيف عنهم،‏ والدعاء له مع ذلك متواصل من أهل دمشق وأعمالها،‏ وسائر البلادوأطرافها وكان الغيث قد انحبس عن حَوْرَ‏ ان والمرج والغوطة،‏ ونزح أكثر أهل حوران عنها لل ْمَحْل واشتداد الأمر.‏فلما وصل نور الدين إلى بعلبك اتفق نزول المطر يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة،‏ وأقام إلى مثله،‏ فروّى الآكاموالوهاد،‏ وجرت الأودية،‏ وزادت الأهنار،‏ وامتلأت برك حوران ودارت أرحيتها،‏ وط د ما صوّح من النباتوالزرع غض َّا طريا،‏ وجد الناس بالدعاء لنور الدين وقالوا هذا ببركته وحُسْن مَعْدلته وسيرته.‏ ثم رحل من منزلهبالأعوج،‏ ونزل بجسر الخشب المعروف بمنازل العساكر في السادس والعشرين من ذي الحجة،‏ وأرسل إلى مجيرالدين والرئيس،‏ وقال:‏ إنني ما قصدت بنزول هذا المنزل طلبا لمحاربتكم ولا منازلتكم،‏ و إنما دعاني إلى هذا الأمركثرة شكاية المسلمين من أهل حَوْران.‏ والعربان بأن الفلاحين أخذت أموالهم وسُبيت نساؤهم وأطفالهم بيدالأفرنج،‏ وعدم الناصر لهم ولا يسعني،‏ مع ما أعطاني االله،‏ وله الحمد،‏ من الاقتدار على نصرة المسلمين وجهادالمشركين،‏ وكثرة المال والرجال،‏ أن أقعد عنهم ولا أنتصر لهم،‏ مع معرفتي بعجزكم عن حفظ أعمالكم والذبّ‏عنها،‏ والتقصير الذي دعاكم إلى الاستصراخ بالإفرنج على محاربتي،‏ وبذ ْلكم لهم أموال الضعفاء والمساكين منالرعية ظ ُل ْما ً لهم وتعدّيا ً عليهم.‏ وهذا ما لا يرضي االله تعالى ولا أحد ا ً من المسلمين؛ ولابد من المعونة بألف فارسمُزاحِي العل ّة،‏ تُجرّدُ‏ مع من يوثق بشجاعته من المقدّمين،‏ لتخليص ثغر عسقلان وغزّة.‏ قال:‏ فكان الجواب عن هذهالرسالة:‏ ليس بيننا وبينك إلا السيف،‏ وسُيوافينا من الإفرنج ما يُعينُنا على دفعك إن قصدتنا ونزلت إلينا.‏ فلما عادالرسول هبذا الجواب ووقف عليه،‏ أكثر التعجب منه والإنكار له،‏ وعزم على الزحف إلى البلد ومحاربته في غد ذلكاليوم.‏ فأرسل االله من الأمطار وتدارُكها ودوامها ما منعه من ذلك.‏ثم دخلت سنة خمس واربعين وخمسمائةففي مستهل المحرم تقررالصلح بين نور الدين وأرباب دمشق.‏ والسبب في ذلك أن نور الدين أشفق من سفك دماءالمسلمين إن أقام على حرهبا والمضايقة لها،‏ بعد ما اتصل به من أخبار دعته إلى ذلك.‏ واتفق أهنم بذلوا له الطاعةوإقامة الخطبة له على منبر دمشق بعد الخليفة والسلطان،‏ وكذا السكة،‏ ووقعت الأيمان على ذلك.‏ وخلع نور الدينعلى مجير الدين خلعة كاملة بالطوق،‏ وأعاده مكرما محترما ً،‏ وخطب له على منبر دمشق يوم الجمعة رابع عشرمحرم.‏ثم استدعى الرئيس إلى المخيم وخلع عليه خلعة كاملة أ يضا ً وأعاده إلى البلد.‏ وخرج اليه جماعة من الأجنادو الخو اصّ‏ إلى المخيم واختلطوا به ووصل من استماحه من الطلاب والقراء والضعفاء،‏ بحيث ما خاب فاصدُه،‏ ولاأكدى سائله.‏ ورحل عن مخ ّيمه عا ئد ا ً إلى حلب بعد إحكام ما قرر وتكميل ما دبّر.‏قلت:‏ وفي فلك يقول القسراني:‏لك االله؛ إن حاربت فالنصر والفتح ... وإن شئت صلحا ًعُ‏ د َّ من حَزمك الصلحوهل أنت إلا السيف في كل حالة ... فط َور ا ً له ح دّ‏ وطور ا ً له صفحسقيت الرّدينيات حتى رددهتا... تَرَن َّ حُ‏ من سكر ف ح ل ّ القنا تصحو

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!