13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أعدادهم وحصانة بلدهم.‏ وترددت المرسلات بينه وبينهم في طلب لتسليم إليه وإيماهنم وصيانة أموالهم،‏ فوتعالاحتجاج منهم بأن هذا أمر لا يمكنهم الدخول فيه إلا بعد انقطاع آمالهم من الناصر لهم،‏ والمعين على منيقصدهم.‏ وحملوا ما أمكنهم من التحف والمال،‏ ثم استمهلوا فأمهلوا.‏ ثم رتب نور الدين بعض العسكر للإقامةعليها والمنع لمن يصل إليها،‏ وهنض في باقية العسكر إلى ناحية أفامية،‏ وقد كان رتب الأمير صلاح الدين في فريقوافر من العسكر لمنازلتها ومضايقتها،‏ فالتمسوا الأمان.‏ فأومنوا على أنفسهم،‏ وسلموا البلد في ثامن عشر ربيعالأول،‏ وانكفأ نور الدين في عسكره إلى ناحية أنطاكية،‏ وقد انتهى الخبر بنهوض الفرنج من ناحية الساحل إلىصوب أنطاكية لإنجاد من هبا.‏ فاقتضت الحال مهادنة من في أنطاكية وموادعتهم،‏ وتقرير أن يكون ما قرب منالأعمال الحلبية له،‏ وما قرب من أنطاكية لهم.‏ ورحل عنهم إلى جهة غيرهم،‏ بحيث كان قد ملك في هذه التوبة مماحول أنطاكية من الحصون والقلاع والمعاقل وغيرها المغانم الج ّمة.‏وفصل عنه الأمير مجاهد الدين بزان في العسكر الدمشقي،‏ وقد كان له في هذه الوقعة ولمن في جملته البلاء المشهوروالذكر المشكور،‏ لما هو موصوف به من الشهامة والبسالة،‏ وإصابة الرأى،‏ والمعرفة بمواقف الحروب.‏وقال ابن أبى طي:‏ حمل أسد الدين على حامل صليب الفرنج فقتله،‏ وق ُتل البرنس صاحب أنطاكية وجماعة من وجوهعسكره،‏ ولم يقتل من المسلمين من يقوم به،‏ وعاد المسلمون بالغنائم والأسارى.‏ وكان لأسد الدين في هذه الحرباليد البيضاء ومدحه هبا بعض الشعراء الحلبين بقصيدة يقول فيها.‏إن كان آل فرنج أدركوا فلجا ... في يوم يغرا،‏ ونالوا منية الظفرففي الخطيم خطمت الكفر منصلتا ... أبا المظفر بالصمصامة الذكرنالوا بيغرا هنابا،‏ وانْتَهبْت لنا ... على الخطيم نفوس المعشر الأشر...واستقودوا الخيل عريا ً و استَق َدْتَ‏ لنا قوامص الكفر في ذل وفى صغرقال:‏ وحصل لأسد الدين من هذه الكسرة سلاح كثير،‏ وعدة أسارى وخيول كثيرة،‏ فأنفذ لأخيه نجم الدين منهاشيئا.وفي هذه السنة عظم أمر أسد الدين.‏وقال ابن الأثير:‏ سار نور الدين إلى حصن حارم،‏ وهو للفرنج،‏ فحصره وخرب ربضه،‏ وهنب سواده؛ ثم رحل عنهإلى حصن إنب فحصره.‏ فاجتمعت الفرنج مع البرنس صاحب أنطاكية وساروا إليه ليُرَح ِّل ُوه عن إنب فلم يرحل،‏بل لقيهم وتصاف الفريقان،‏ واقتتلوا،‏ وصبروا.‏ وظهر من نور الدين من الشجاعة والصبر في الحرب على حداثةسنه ما تعجب منه الناس.‏ وانجلت الحرب عن هزيمة الفرنج؛ وقتل المسلمون منهم خلقا ً كثيرا ً؛ وفيمن قتل البرنسصاحب أنطاكية،‏ وكان عاتيا ً من عتاة الفرنج،‏ وذوى التقدم فيهم والما ًل.‏ ولما قتل البرنس خلف ابنا صغيرا،‏ وهوبيمند،‏ فبقى مع أمه بأنطاكية؛ فتزوجت أمه ببرنس آخر وأقام معها بأنطاكية يدبر الجيش و يقودهم و يقاتل هبم إلىأن يكبر بيمند.‏ ثم إن نور الدين غزا بلد الفرنج غزوة أخرى وهزمهم وقتل فيهم وأسر،‏ وكان في الأسرى البرنسالثاني زوج أم بيمند.‏ فلما أسره تملك بيمند أنطاكية بلد أبيه وتمكن منه،‏ وبقى هبا إلى أن أسره نور الدين بحارم،‏ سنةتسع وخمسين وخمسمائة،‏ على ما نذكره إن شاء االله تعالى.‏وأكثر الشعراء مدح نور الدين وهتنئته هبذا الفتح وقتل البرنس،‏ وممن قال فيه القيسراني الشاعر من قصيدة أنشدهإياها يجسر الحديد،‏ الفاصل ببن عمل حلب وعمل أنطاكية،‏ أولها:‏هذى العزائم،‏ لا ما تدعى القضب وذى المكارم،‏ لا ما قالت الكتب...وهذه الهمم اللا ّتي متى خَطبت ... تعثرت خلفها الأشعار والخطب

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!