13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

حكم عليه وكان المكس.‏ في مصر يؤخذ من كل مائة دينار خمسة وأربعون د ينار ا ً وهذا لم تتسع له نفس غيره.‏ وكانيتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائنا من كان،‏ القوى والضعيف عنده في الحق سواء.‏ وكان يسمع شكوىالمظلوم ويتولى كشف حاله بنفسه،‏ ولا يكل ذلك إلى حاجب ولا أمير.‏ فلا جَرَمَ‏ سار ذكره في شرق الأرضوغرهبا.‏قال:‏ ومن عدله أنه كان يعظم الشريعة المطهرة ويقف عند أحكامها ويقول نحن شحن لها نُمضي أوامرها.‏ فمناتباعه أحكامها أنه كان يلعب بدمشق بالكرة،‏ فرأى إنسانا يحدث آخر وبومئ بيده إليه،‏ فارسل إليه يساله عنحاله.‏ فقال:‏ لي مع الملك العادل حكومة،‏ وهذا غلام القاضي ليحضره إلى مجلس الحكم يحاكمني على الملك الفلاني.‏فعاد إليه ولم يتجاسر أن يعرفه ما قال ذلك الرجل وعاد يكتمه؛ فلم يقبل منه غير الحق،‏ فذكر له قوله.‏ فألقىالجوكان من يده وخرج من الميدان وسار إلى القاضي،‏ وهو حينئذ كمال الدين ابن الشهرزورى،‏ وأرسل إلىالقاضي يقول له إنني قد جئت محا كما فاسلك معى ميل ماتسلكه مع غيرى.‏ فلما حضر ساوى خصه وخاصمهوحاكمة فلم يثبت عليه حق؛ وثبت الملك لنور الدين.‏ فقال نور الدين حينئذ للقاضي ولمن حضر:‏ هل ثبَت لهعندي حق؟ قالوا لا.‏ فقال:‏ اشهدوا أنني قد وهبت له هذا الملك الذي قد حاكمني عليه،‏ وهُوَ‏ ل َهُ‏ دُوني؛ وقد كنتأعلم أن لا حق له عندي وإنما حضرت معه لئلا يظن بي أني ظلمته،‏ فحيث ظهر أن الحق لي وهبته له قال اين الأثير:‏وهذا غاية العدل والإنصاف،‏ بل غاية الإحسان،‏ وهي درجة وراء العدل.‏ فرحم االله هذه النفس الزكية الطاهرة،‏المنقادة للحق،‏ الواقفة معه.‏قلت:‏ وهذا مستكثر من ملك متأخر بعد فساد الأزمنة وتفرق الكلمة؛ وإلا فقد انقاد إلى المضي إلى مجلس الحكمجماعة من المتقدمين مثل عمر وعلي ومعاوية رضي االله عنهم،‏ ثم حكى نحو ذلك عن أبي جعفر المنصور.‏ وقد نقلناذلك كله في التاريخ الكبير،‏ وفيه عن عبد االله بن طاهر قريب من هذا،‏ لكنه أحضر الحاكم عنده ولم يمض إليه.‏ وقدبلغني أن نور الدين رحمه االله تعالى استُدعى مرة أخرى بحلب إلى مجلس الحكم بنفسه أو نائبه؛ فدخل حاجبه عليهمتعجبا وأعلمه أن رسول الحاكم بالباب،‏ فانكرعليه تعجبه وقام رحمه االله مسرعا ووجد في أثناء طريقه ما منعه منالعبور من حفر جب بعض الحشوش واسخراج ما فيه؛ فوكل م ثم وكيلا وأشهد عليه شاهدين بالتوكيل ورجع.‏قال ابن الأثير:‏ ومن وعدله انه لم يكن يعاقب العقوبة التي يعاقب هبا الملوك في هذه الأعصار على الظنة والتهمة،‏ بليطلب الشهود على المتهم،‏ فإن قامت البينة الشرعية عاقبه العقوبة الشرعية من غير تعد فدفع االله إذا الفعل عنالناس من الشر ما يوجد في غير ولايته مع شدة السياسة والمبالغة في العقوبة والأخذ بالظنة،‏ وأمنت بلاده معسعتها،‏ وقل المفسدون بيركة العدل واتباع الشرع المطهر.‏ قال:‏ وحكى لي من أثق به أنه دخل يوما إلى خزانةالمالفرأى فيها مالا أنكره،‏ فسأل عنه،‏ فقيل إن القاضي كمال الدين أرسله وهو من جهة كذا.‏ فقال:‏ إن هذا المال ليسلنا،‏ ولا لبيت المال في هذه الجهة شىء.‏ وأمر برده وإعادته إلى كمال الدين ليرده على صاحبه.‏ فأرسله متولي الخزانةإلى كمال الدين،‏ فرده إلى الخزانة وقال:‏ إذا سال الملك العادل عنه فقولوا له عنى إنه له.‏ فدخل نور الدين إلىالخزانة مرة أخرى،‏ فرآه،‏ فأنكر على النواب،‏ وقال لهم:‏ ألم أقل لكم يعاد هذا المال على أصحابه؟ فذكروا له قولكمال الدين،‏ فرده إليه وقال الرسول:‏ قل لكمال الدين أنت تقدر على حمل هذا،‏ وأما أنا فرقبتي دقيقة لا أطيقحمله،‏ والمخاصمة عليه بين يدي االله تعالى.‏ يُعاد قولا ً و احد ا ً.‏قال:‏ ومن عدله أيضا بعد موته وهو من أعجب ما يحكى أن إنسانا كان بدمشق غريبا ً،‏ استوطنها وأقام هبا لما رأىمن عدل نور الدين رحمه االله.‏ فلما توفى تعدى بعض الأجناد على هذا الرجل،‏ فشكاه،‏ فلم ينصف.‏ فنزل من القلعة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!