13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الراحة للجند.‏ ومتى تركنا الخيل على مرابطها صارت جماما لا قدرة لها على إدمان السير في الطلب،‏ ولا معرفة لهابسرعة الانعطاف في الكر والفر في المعركة.‏ فنحن نركبها ونروضها هبذا اللعب فيذهب جمامها وتتعود سرعةالانعطاف والطاعة لراكبها في الحرب.‏ فهذا واالله اللمى بعثني على اللعب بالكرة.‏ قال ابن الأثير:‏ فانظر إلى هذاالملك المعدوم النظير،‏ الذي يقل في أصحاب الزوايا والمنقطعين إلى العبادة مثله،‏ فإن من يجىء إلى اللعب يفعله بنيةصالحة حتى يصيرمن أعظم العبادات وأكبر القربات يقل في العالم مثله،‏ وفيه دليل على أنه كان لا يفعل شيئا إلا بنيةصالحة،‏ وهذه افعال العلماء الصالحين العاملين.‏قال:‏ وحكى لي عنه أنه حمل إليه من مصر عمامة من القصب الرفيع مذهبة،‏ فلم يحضرها عنده،‏ فوصفت له فلميلتفت إليها.‏ وبيناهم معه في حديثها و إذا قد جاءه رجل صوفي فامر هبا له؛ فقيل له إهنا لا تصلح لهذا الزجل ولوأعطى غيرها كان أنفع له.‏ قال:‏ أعطوها له فإني أرجو أن أعوض عنها في الآخرة.‏ فسُلمت له،‏ فسار هبا إلى بغدادفباعها.‏ بستمائة دينار أميري أو سبعمائة دينار.‏قلت:‏ قرأت في حاشية هذا المكان من كتاب ابن الأثير يخظ ابن المعطى إياها قال:‏ أعطاها الشيخ الصوفية عمادالدين أبى الفتح بن حمويه بغير طلب ولا رغبة،‏ فبعثها لملى همدان فبيعت بالف دينار.‏قال ابن الأثير:‏ وحكى لنا الأمير هباء الدين على بن السكرى،‏ وكان خصيصا بخدمة نور الدين قد صحبه من الصباوأنس به وله معه انبساط،‏ قال:‏ كنت معه يوما في الميدان بالرها والشمس في ظهورنا،‏ فكلما سرنا تقدمنا الظل؛فلما عدنا صار الظل وراء ظهورنا،‏ فاجرى فرسه وهو يلتف وراءه،‏ وقال لي:‏ أتدري لأي شىء أجرى فرسىوألتفت وراثي قلت:‏ لا.‏ قال:‏ قد شبهت ما نحن فيه بالدنيا،‏ هترب ممن يطلبها،‏ وتطلب من يهرب منها.‏ قلت رضىاالله عن ملك يفكر في مثل هذا.‏ وقد أنشدت بيتين في هذا المعنى:‏...مثل الززق الذي تطلبه مثل الظل الذي يمشي ملكأنت لاتدركه مت َّب ِعا ً ... فإذا ول ّيت عنه تبعكقال ابن الأثير:‏ وكان،‏ يعنى نور الدين رحمه االله،‏ يصلى كثيرا من الليل ويدعو و يستغفر ويقرأ،‏ ولايزال كذلك إلىأن يركب:‏جمع الشجاعة والخشوع لربه...ما أحسن المحراب في المحرابقال:‏ وكان عارفا بالفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة،‏ رضي االله عنه،‏ ليس عنده تعصب،‏ بل الإنصاف سجيته فيكل شىء.‏ وسمع الحديت وأسمعه طلبا ً للأجر.‏ وعلى الحقيقة فهو الذي جدد للموك اتباع سنة العدل والإنصاف،‏وترك المحرمات من المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك؛ فإهنم كانوا قبله كالجاهلية:‏ هم أحدهم بطنه وفرجه،‏ لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا،‏ حتى جاء االله بدولته فوقف مع أوامر الشرع ونواهيه،‏ وألزم بذلك أتباعه وذويه،‏فاقتدى به غيره منهم،‏ واستحيوا أن يظهر عنهم ماكانوا يفعلونه.‏ ومن سَن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عملهبا إلى يوم القيامة قال:‏ فإن قال قائل كيف يوصف بالزهد من له الممالك الفسيحة،‏ وتجبى إليه الأموال الكثيرة،‏فليذكر نبي االله سليمان بن داود عليهما السلام مع ملكه وهو سيد الزاهدين في زمانه.‏ ونبينا صلى االله عليه وسلمقد حكم على حضرموت واليمن والحجاز وجميع جزيرة العرب من حدود الشام إلى العراق،‏ وهو على الحقيقة سيدالزاهدين.‏ قال:‏ و إنما الزهد خلو القلب من محبة الدنيا لاخلو اليد عنها.‏قال:‏ وأما عدله فإنه كان أحسن الملوك سيرة وأعدلهم حكما.‏ فمن عدله أنه لم يترك في بلد من بلاده ضريبة ولامكسا ولا عشرا،‏ بل أطلقها رحمة االله جميعها في بلاد الشام والجزيرة جميعها والموصل وأعمالها وديار مصر وغيرها مما

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!