13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

حلب وتجعلها كرسي مُلكك وتجتمع في خدمنك عساكر الشام؛ وأنا أعلم أن الأمر يصير جميعُه إليك لأن ملكالشام بحلب،‏ ومن ملك جلب استظهر على بلاد الشرق.‏ فركب وأمر أن لم ينادى في الليل في عساكر الشامبالاجتماع،‏ فاجتمعوا وساروا في خدمة نور الدين إلى حلب،‏ ودخلوها سابع ربيع الأول.‏ ولما دخلوا حلب جاءأسد الدين إلى تحت القلعة ونادى واليها،‏ وأصعد نور الدين إليها لي قرر أمره ومشى أحواله،‏ فكان نور الدين يرىله ذلك وأسد الدين يمن بأنه كان السبب في توليته.‏قال ابن الأثيرأ.‏ لمنا قتل أتابك الشهيد ركب الملك ألب أرسلان بن السلطان محمود،‏ وكان مع الشهيد،‏ واجتمعتالعساكر عليه وخدموه.‏ فأرسل جمال الدين الوزير إلى الصلاح يقول له:‏ المصلحة أن نترك لم ما كان بيننا وراءظهورنا،‏ ونسلك طريقا يبقى به الملك في أولاد صاحبنا،‏ ونعمر بيته جزاء لإحسانه إلينا؛ فإن الملك قد طمع فيالبلاد واجتمعت عليه العساكر؛ ولئن لم نتلاف هذا الأمر في أوله ونتداركه في بدايته ل َيَت َّسِعَن َّ الخرق ولا يمكن رقعه.‏فأجابه الصلاح إلى ذلك وحلف كل واحد منهما لصاحبه.‏ فركب الجمال إلى الملك فخدمه وضمن له فتح البلادوأطمعه فيها،‏ ومعه الصلاح،‏ وقالا له:‏ إن أتابك كان نا ئبا ً عنك في البلاد،‏ وباسمك كنا نطيعه فقبل قولهما،‏ وظنهحقا ً،‏ وقرهبما،‏ طمعا ً أن يكونا عونا له على تحصيل غرضه.وأرسلا إلى زين الدين بالموصل يعرفانه قتل الشهيدويأمرانه بالإرسال إلى سيف الدين غازي،‏ وهو ولد عماد الدين زنكي الأكبر،‏ وإحضاره إلى الموصل،‏ وكانبشَهْرَزَوْر،‏ وهي إقطاعُه من أبيه؛ ففعل زين الدين ذلك.‏ وكان نور الدين محمود بن الشهيد قد سار لما ق ُتل والدهإلى حلب فملكها،‏ وذلك بإشارة أسد الدين شيركوه عليه.‏ بذلك،‏ وقال الجمال الملك:‏ إن من الرأي أن يسيرالصلاح إلى مملوك نور الدين بحلب يدبر أمره،‏ وكانت حماة إقطاع الصلاح،‏ فأمره فسار،‏ وبقى الجمال وحده معالملك فأخذه وقصد الرقة.‏ فاشتغل بشرب الخمر والخلوة بالنساء،‏ وأراد أن يعطي الأمراء شيئا فمنعه خوفا من أنتميل قلوهبم إليه،‏ وقال:‏ لهم الإقطاع الجزيل والنعم الوافرة.وشرع الجمال يستميل العسكر ويحلف الأمراء لسيفالدين بن أتابك الشهيد واحد ا ً بعد واحد؛ وكل من حلف بأمره بالمسير إلى الموصل هاربا من الملك.‏ وأقام بالملك فيالرقة عدة أيام،‏ ثم سار به إلى ماكسين تركه هبا عدة أيام أيضا ً،‏ قد اشتغل بلذته عن طلب الملك ثم سار به نحوسنجار،‏ وكان سيف الدين غازي قد دخل الموصل واستقر هبا،‏ فقوى حينئذ جنان جمال الدين،‏ ووصل هو والملكإلى سنجار،‏ فأرسل إلى دُزدارها وقال له:‏ لا تسلم البلد ولا تمكن أحد ا ً من دخوله،‏ ولكن أرسل إلى الملك وقل لهإنا تبع الموصل،‏ فمتى دخلت الموصل سلمت إليك ففعل الد ُّزدار ذلك.‏ فقال الجمال للمك:‏ المصلحة أننا نسير إلىالموصل،‏ فإن مملوكا غازي،‏ إذا سمع بقربنا منه خرج إلى الخدمة،‏ فحينئذ نقبض عليه ونتسلم البلاد.‏ فساروا عنسنجار،‏ وكثر رحيل العسكر إلى الموصل هاربين من الملك؛ فبقى في قلة من العسكر،‏ فساروا إلى مدينة بلد وعبرلملك دجلة من هناك.‏ فلما عبرها دخل الجمال الموصل وأرسل الأمير عز الدين أبا بكر الدبيسي إلى الملك فيعسكر،‏ وهو في نفر يسير،‏ فأخذه وأدخله الموصل،‏ فكان آخر العهد به واستقر أمر سيف الدين،‏ وأقرزين الدينعلى ما كان عليه من ولاية الموصل،‏ وجعل الجمال وزيره.‏ وأرسلوا إلى السلطان مسعود فاستحلفوه لسيف الدينفحلف له وأقره على البلاد،‏ وأرسل له الخلع.‏ وكان سيف الدين هذا قد لازم خدمة السلطان مسعود في أيام أبيهسفر ا ً وحضرا ً،‏ وكان السلطان يحبه كثير ا ً ويأنس به ويبسطه.‏ فلما خوطب في اليمين وتقرير البلاد له لم يتوقف.‏ قالابن الأثير:‏ فانظروا إلى جمال الدين وحُسْن عهده وكمال مروءته ورعايته لحقوق مخدومه!!‏ وهذا المقام الذي ثبتفيه يعجز عنه عشرة آلاف فارس.‏ ولقد قلل من قال الناس ألف منهم كواحد؛ وهو معذور لأنه لم ير مثل جمال

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!