13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

فأعلم كمال الدين الشهيد أتابك بذلك،‏ فقال:‏ لا أرى هذا رأيا ً،‏ فإن البلد ضيق الطرُق والشوارع،‏ ومتى دخلالعسكر إليه لا يتمكنون من القتال فيه لضيقه،‏ وربما كثر المقاتلون لنا فنعجز عن مقاومتهم لأهنم يقاتلون علىالأرض والسطوحات،‏ وإذا دخلنا البلد اضطررنا إلى التفرق لضيق المسالك فيطمع فينا أهله.‏ وعاد عن ذلك العزمبحرمه وحذره.‏ومن العجب أن محمد بن بورى صاحب دمشق توفى وأتابك يحصره،‏ فضبط أثر الأمور يتغير بالناس حال.‏ وأرسلإلى بعلبك فأحضر ولده مجير الدين آبق بن محمد بن بورى،‏ ورتبه في الملك أبيه،‏ فمشى الحال بتمكين معين الدين أثروحسن تدبيره.‏ وهذا مجير الدين آبق هو الذي منه أخذ نور الدين بن زنكي دمشق كما سيأتي.‏ ولما دخل مجير الديندمشق أقطع معين الدين أثر×‏ فأرسل إليها نائبه وتسلمها.‏ فلما علم الشهيد ذلك سار إلى بعلبك،‏ وحصرها عدةشهور،‏ فملكها عنوة،‏ وترك هبا نحم الدين أيوب والد صلاح الدين دزدارا ً،‏ وزعم على العود عنها إلى دمشق،‏فجاءته رسل صاحبها ببذل الطاعة والخطبة،‏ فأجابه إلى ذلك،‏ وعاد عن قصد دمشق،‏ وقد خطب له فيها وصارأصحاهبا في طاعته وتحت حكمه.‏قال يحيى بن أبى طي الحلبي:‏ واتفق أن الامراء نزلوا من بعلبك أفسدوا ذخائرها فقبض عليهم أتابك زنكي وقتلبعضهم وصلبهم،‏ وكان ولى قتلهم صلاح الدين محمد بن أيوب الياغساني فحكى أنه أحضر إليه في جملة الامراءشيخ مليح الشيبة،‏ ومعه ولدله أمرد كأنه فلقة قمر فقال الشيخ لصلاح الدين،‏ سألتك بحياة المولى أتابك إلا صلبتنيقبل ولدي لئلا أراه يعالج سكرات الموت!‏ وبكى وكان نجم الدين أيوب واقفا،‏ فرحم الشيخ وبكى،‏ وسال صلاحالدين في إطلاقه فقال:‏ ما أفعل خوفا من المولى أتابك.‏ فذهب نجم الدين إلى أتابك وسأله في الشيخ وولده ما قاله؛فأذن بإطلاقه وإطلاق من بقى من الجماعة،‏ ووهيه نصف بعلبك.‏ وقيل إن نجم الدين ورد على أتابك وهو قد ملكبعلبك فسأله في الأمراء فأطلقهم له،‏ وولاه بعبك،‏ وكتب له ثلثها ملكا،‏ واستقر فيها هو وأهله؛ ولم يزل هبا إلى أيامنور الدين محمود بن زنكي،‏ فأخرجه منها على مما سنذكره.‏ثم إن أتابك بعد ملكة بعلبك سار إلى دمشق،‏ فنزل البقاع.‏ فوردت هدية صاحب دمشق،‏ ويطلب العود و يعطيهخمسين كل ألف دينار،‏ ويعطيه حمص.‏ فأشار نجم الدين على زنكي بقبول ذلك،‏ وقال هذا مال كثير،‏ وقد حصل بلاتعب،‏ و بلد كبير بلا عناء،‏ ودمشق بلد عظيم،‏ وقد ألف أهله هذا البيت وتمرنوا على سياستهم وقد بلغتهمالأحوال التي جرت بعلبك.‏ فامتنع زنكي من قبول ما أشار به؛ ففاته فلك ولم يظفر بغرضه.‏فصلثم سار أتابك الشهيد في هذه السنة،‏ وهي سنة أربع وثلاثين،‏ إلى بلاد الفرنج فأنار عليها،.‏ واجتمع ملوك الفرنجوساروا إليه،‏ فلقيهم بالقرب من حصن بارين،‏ وهو للفرنج؛ فصبر الفريقان صبرا لم يسمع بمثله إلا ما يكى عن ليلةالهرير.‏ ونصر االله المسلمين،‏ وهرب ملوك الفرنج وفرساهنم،‏ فدخلوا حصن بارين،‏ وفيهم ملك القدس،‏ لأنه كانأقرب حصوهنم،‏ وأسلموا عدهتم وعنادهم،‏ وكثر فيهم الجراح.‏ ثم سار الشهيد إلى حصن بارين فحصره حصراشديدا؛ فراسلوه في طلب للأمان ليسلموا و يسلموا الحصن،‏ فأبى إلا أخذهم قهرا.‏ فبلغه أن من بالساحل منالفرنج قد ساروا إلى الروم والفرنج يستنجدوهنم،‏ وينهون إليهم ما فيه ملوكهم من الحصر عليهم؛ فجمعواوحشدوا وأقبلوا إلى الساحل،‏ ومن بالحصن لا يعلمون بشيء من ذلك لقوة الحصر عليهم.‏ فأعادوا مراسلته فيطلب الإمان،‏ فأجاهبم وتسلم الحصن وساروا،‏ فلقيتهم أمداد النصرانية،‏ فسأوهم عن حالهم فأخبروهم بتسليم

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!