13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

واستفتح كتابه بشرح منلقب صلاح الدين رحمه االله تعالى.‏ وصنف الإمام العالم عماد الدين الكاتب أبو حامد محمدبن محمد حامد الأصفهاني كتابين كلاهما مسجوع متقن بالألفاط الفصيحة والمعاني الصحيحة؛ أحدهما الفتحالقدسي،‏ اقتصر فيه على فتوح صلاح الدين وسيرته،‏ فاستفتحه بسنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.والثاني البرق الشاميذكر فيه الوقائع والحوادث من الغزوات والفتوحلت وغيرهما مما وقع من سنة وروده دمشق،‏ وهي سنة اثنتينوستين وخمسمائة إلى سنة وفاة صلاح الدين وهي سنة تسع وثمانين فاشتمل على قطعة كبيرة من أخبار أواخر الدولةالنورية.‏ إلا أن العماد في كتابيه طويل النفس في السجع والصف،‏ يمل الناظر فيه،‏ ويذهل طالب معرفة الوقائع عماسبق من القول و ينسيه.فحذفت تلك الأسجاع إلا قليلا منها،‏ استحسنتها في مواضعها،‏ ولم تك خارجة عنالغرض المقصود من التعريف بالحوادث والوقائع،‏ نحو ما ستراه في أخبار فتح بيت المقدس شرفه االله تعالى وانتزعتالمقصود من الأخبار،‏ من بين تلك الرسائل الطوال،‏ والأسجاع المفضية إلى الملال،‏ وأردت أن يفهم الكلام الخاصوالعام.‏ واخترت من تلك الأشعار الكثيرة قليلا مما يتعلق بالقصص وشرح الحال،‏ وما فيه نكتة غريبة،‏ وفائدةلطيفة.‏ووفقت على مجلدات من الرسائل الفاضلية،‏ وعلى جملة من من الأشعار العمادية مما ذكره في ديوانه دون برقه؛وعلى كتب أخر من دواوين وغيرها،‏ فالتقطت منها أشياء مما يتعلق بالدولتين أو بإحداهما؛ و بعضه سمعته من أفواهالرجال الثقات،‏ من المدكرين لتلك الأوقات.‏ فاختصرت جميع ما في ذلك من أخبار الدولتين،‏ وما حدث في مدهتمامن وفاة خليفة أو وزير،‏ أو أمير كبير،‏ أو ذى قدر خطير،‏ وغيرذلك.‏ فجاء مجموعا لطيفا،‏ كتابا طريفا،‏ يصلحلمطالعة الملوك والأكابر،‏ من ذوي المآثر والمفاخر.‏ وسميته " كتاب الروضتين في أخبار الدولتين " ‏.والله در حبيب بنأوس حيت يقول:‏ثم انقضت تلك السنون ... وأهلها فكأهنا وكأهنم أحلامفصلأما الدولة النورية فسلطاهنا لملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن عماد الدين أتابك وهو أبو سعيد زنكى بنقسيم الدولة آق سنقر التركي ويلقب زنكى أيضا ً بلقب والده قسيم الدولة،‏ ويقال لنور الدين ابن القسيم.‏وسنتكلم على أخبار أسلافه عند بسط أوصافه.‏ وقدمت من إجمال أحواله ما يستدل به على أفعاله.‏ذكر الحافظ أبو القاسم في تاريخه أنه ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة،‏ وأن جده آق سنقر ولى حلب وغيرها منبلاد الشام،‏ ونشأ أبوه زنكى بالعراق ثم ولى ديار للوصل والبلاد الشامية؛ وظهرت كفايته في مقابلة العدو عندنزوله على شيزر حتى رجع خائبا ً،‏ وفتح الرها،‏ والمعرة كفر طاب،‏ وغيرها من الحصون الشامية واستنقذها من أيدىالكفار.‏ فلما انقضى أجله قام ابنه نور الدين مقامه،‏ وذلك سنة إحدى وأربعين وخمسمائة؛ ثم قصد نور الدين حلبفملكها وخرج غازيا في أعمال تل باشر،‏ فافتتح حصونا كثيرة من جملتها قلعة عزاز،‏ ومرعش،‏ وتل خالد؛ وك َسَرإبرنس إنطاكية وقتله وثلاثة ا لاف فرنجي معه؛ وأظهر بحلب السنة وغير البدعة التي كانت لهم في التأذين،‏ وقمع هباوقمع الرافضة،‏ وبنى هبا المدارس،‏ ووقف الأوقاف،‏ وأظهر العدل،‏ وحاصر دمشق مرتين وفتحها في الثالثة،‏ فضبطأمورها وحصن سورها،‏ و بنى هبا المدارس والمساجد،‏ وأصلح طرقها،‏ ووسع أسواقها،‏ ومنع من أخذ ما كان يوخذمنهم من المغارم بدار الطبخ،‏ وسوق الغنم،‏ والكيالة،‏ وغيرها،‏ وعاقب على شرب الخمر،‏ واستنقذ من العدو ثغربانياس والمنيطرة وغيرهما.‏ وكان في الحرب ثابت القدم،‏ حسن الرمى،‏ صليب الضرب،‏ يقدم أصحابه،‏ و يتعرض

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!