13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يصلح أمورها و يقرر قواعدها.‏ فولى نصير الدين دزدارية قلعة الموصل وفوضى إليه أمر الولاية جميعها،‏ وجعلالدزدارية في البلاد جميعها له،‏ وجعل الصلاح محمد الياغبساني أمير حاجب الدولة،‏ وجعل هباء الدين قاضي قضاةبلاده جميعها وما يفتحه من البلاد،‏ ووفي لهم بما وعدهم.‏ وكان هباء الدين أعظم الناس عنده منزلة وأكرمهم عليه،‏وأكثرهم انبساطا معه وقربا منه،‏ ورتب الأمور على أحسن نظام وأحكم قاعدة.‏وكان الفرنج قد اتسعت بلادهم،‏ وكثرت أجنادهم،‏ وعظمت هيبتهم،‏ وزادت صولتهم،‏ وامتدت إلى بلاد المسلمينأيديهم،‏ وضعف أهلها عن كف عاديهم،‏ وتتابعت غزواهتم،‏ وساموا المسلمين سوء العذاب،‏ واستطار في البلاد شررشرهم،‏ وافتدت مملكتهم من ناحية ماردين وشبختان إلى عريش مصر لم يتخللها من ولاية المسلمين غير حلب وحماةوحمص ودمشق.‏ وكانت سراياهم تبلغ من ديار بكر إلى آمد ومن ديار الجزيرة إلى نصيبين ورأس عين؛ أما أهلالرّقة وحر إن فقد كانوا معهم في ذل وهوان.‏ وانقطعت الطرق إلى دمشق إلا على الرحبة والبر؛ ثم زاد الأمروعظم الشر،‏ حتى جعلوا على أهل كل بلد جاورهم خراجا وإتا ًوة،‏ يأخذوهنا منهم ليكفوا أذيتهم عنهم.‏ ثم لميضعوا بذلك حتى أرسلوا إلى مدينة دمشق واستعرض والرقيق ممن أخذ من الروم والأرمن وسائر بلاد النصرانية،‏وخيروهم بين المقام عند أرباهبم والعود إلى أوطاهنم؛ فمن اختار المقام تركوه ومن اثر العود إلى أهله أخذوه؛ وناهيكهبذه الحالة ذلة للمسلمين و صغارا ً.‏ وأما أهل حلب فإن الفرنج أخذوا منها مناصفة أعمالها حتى في الرحا التي علىباب الجنان،‏ وبينها وبين المدينة عشرون خطوة.‏ وأما باقي بلاد الشام فكان حال أهلها أشد من حال هذين البلدين.‏فلما نظر االله سبحانه إلى بلاد المسلمين ولاها عماد الدين زنكي فغزا الفرنج في عقر ديارهم وأخذ للموحدين منهمبثأرهم،‏ واستنقذ منهم حصونا ومعاقل.‏ وسيأتي تفصيل ذلك وما فتحه من البلاد الإسلامية هو وابنه من بعده إنشاء االله تعالى.‏فصلثم شرع زنكي رحمه االله في أخذ البلاد؛ فافتتح جزيرة ابن عمر ثم مدينة إربل في رمضان سنة اثنتين وعشرين،‏ ثم عادإلى الموصل.‏ وسار في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين إلى سنجار فتسلمها وسير منها الشحن إلى الخابور فملكة،‏ثم قصد الرحبة فلكت قسرا،‏ ثم افتتح نصيبين وسا ًر إلى حران.‏ وكانت الرها وسروج وغيرهما من ديار الجزيرةالفرنج،‏ لعنهم االله،‏ وأهل حران معهم في ضيق عظيم؛ فراسلوا زنكي بالطاعة واستحثوه على الوصول إليهم ففعل،‏وهادن الفرنج مدة يسيرة يعلم أنه يفرغ فيها من الاستيلاء على ما بقى من البلاد الشامية والجزرية.‏ وكان أهمالأشياء عنده عبور الفرات،‏ وملك مدينة حلب وغيرها من البلاد الشامية.‏ فلما عبر الفرات ملك مدينة منبجوحضن بزاعة،‏ وحاصر حلب ثم فتحت له فرتب أمورها،‏ وسار عنها إلى حماة فملكها وقبض على صاحب حمصوحصرها،‏ وذلك سنة ثلاث وعشرين.وفي سنة أربع وعشرين اتفق صاحب آمد مع صاحب حصن كيفا وغيرهمامن الملوك وجمعوا عساكر نحو عشرين أ لفا ً وقصدوا زنكي فلقيهم فهزمهم وملك سَرْجَة ودارا.‏ ثم على الجهمادفنازل حصن الأثارب،‏ وكان أضر شيء على أهل حلب،‏ فجمع الفرنج جمعا عظيما فهزمهم وقتلهم مقتله عظيمةوبقيت عظام القتلى بتلك الأرض مدة طويلة.‏ ثم رجع إلى حن فملكه عنوة فأخربه ومحا أثره،‏ وأزال من تلكالأرض ضرره.‏ ثم رحل إلى حصن حارم فحصره،‏ فأنقذ من لم يحضر المعركة من الفرنج ومن نجا منها يسألون الصلحويبذلون له المناصفة على ولاية حارم،‏ فأجاهبم ذلك لأن عسكره كان قد كثرت فيهم الجراحات والقتل فأراد أنيستريحوا،‏ فهادهنم وعاد عنهم وقد أيقن المسلمون بالشام بالأمن وحلول النصر،‏ وسيرت البشائر إلى البلاد بذلك،‏وفيها استولى زنكي على مدينة حماة وما فيها،‏ وكان فيها هباء الدين سونج بن تاج الملوك بورى،‏ فأخذه ورجاله ثم

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!