13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

عسكر دبيس وقتل منهم وأسر خلق كثير.‏ وكان لعماد الدين زنكي أثر حسن في هذه الوقعة،‏ أيضا بين يديالخليفة،‏ وذلك في أول الحرم سنة سبع عشرة.‏ وأما دبيس فإنه لما اهنزم لحق بالملك طغرل بن السلطان محمد وصارمعه من خواص أصحابه،‏ وكان عاصيا ً على أخيه السلطان محمود.‏ وأمر السلطان محمود البرسقي أن يرجع إلىالموصل،‏ فعاد واستدعى زنكي من البصرة ليسير معه إلى الموصل؛ فقال زنكي لأصحابه:‏ قد ضجرنا مما نحن فيه؛ كليوم قد ملك البلاد أمير ونؤمر بالتصرف على اختياره وإرادته.‏ ثم تارة بالعراق وتارة بالموصل وتارة بالجزيرة وتارةبالشام.‏ فسار من البصرة إلى السلطان محمود فأقام عنده.‏ وكان يقف إلى جانب تخت السلطان عن يمينه لا يتقدمعليه أحد،‏ وهو مقام والده قسيم الدولة من قبله،‏ وبقي ولده من بعده.‏ثم أتي السلطان الخبر أن العرب قد اجتمعت وهنبت البصرة،‏ فأمر زنكي بالمسير إليها وأقطعه إياها لما بلغه عنه منالحماية لها في العام الماضي وقت اختلاف العساكر والحروب.‏ ففعل ذلك فعظم عند السلطان وزاد محله.‏ وكان قدجرى بين برتقش الزكوى شحنة بغداد وبين الخليفة المسترشد باالله نفرة،‏ فتهدده المسترشد،‏ فسار عن بغداد إلىالسلطان في رجب سنة تسع عشرة شاكيا من المسترشد،‏ وحذر السلطان جانبه،‏ وأعلمه أنه قد جمع العساكر عازما ًعلى منعه من العراق.‏ فسار السلطان إلى بغداد وجرى بينه و بين المسترشد حروب ووقائع،‏ ثم ا صطلحا ً وعدا إلىما كانا عليه؛ وأقام السلطان ببغداد إلى عاشر ربيع الآخر،‏ ونظر فيمن يصلح أن يلي شحنكية بغداد،‏ والعراق يأمنمعه من الخليفة ويضبط الأمور.‏ فولى ذلك زنكي مضافا إلى ما بيده من الإقطاع وسا ًر السلطان عن بغداد.‏وفي سنة عشرين وخمسمائة قتل آق سنقر البرسقي بالجامع العتيق بالموصل بعد الصلاة يوم الجمعة،‏ ثار به منالباطنية ما يزيد على عشرة أنفس،‏ فقتل بيده منهم ثلاثة،‏ وقتل رحمه االله.‏ وكان عادلا لين الأخلاق حسن العشرة،‏وكان يصلى كل ليلة صلاة كثيرة ولا يستعين في وضوئه بأحد.‏ فقرر السلطان ولده عز الدين مسعود ا ً على ما كانلأبيه من الأعمال،‏ وهي الموصل وديار الجزيرة وحلب وحماة وجزيرة ابن عمر وغيرها.‏ وكان شابا عاقلا فضبطالبلاد،‏ ولم تطل أيامه؛ وتوفى سنة إحدى وعشرين،‏ وولى الأمر بعده أخوه الصغير.‏ وقام بتدبير دولتيهما الأميرجاولى،‏ وهو مملوك تركي من مماليك أبيهما،‏ فجرت الأمور على أحسن نظام.‏فصل في ولاية زنكي الموصل وغيرها من البلاد التي كانت يد البرسقيوذلك في شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين.‏ وسيب ذلك أن عز الدين البرسقي لما توفى وقام بالبلاد بعده أخوهالصغير وتولى أمره جاولى أرسل إلى السلطان محمود يطلب ان يقر البلاد عليه؛ وكان المرسل بذلك،‏ القاضي هباءالدين أبو الحسن علي بن المشزوي وصلاح الدين محمد للباغيساني.‏ فحضرا بغداد ليخاطبا السلطان في ذلك،‏ وكانايخافان جاولى ولا يرضيان بطاعته والتصرف بحكمه.‏ وكان بين الصلاح و بين نصير الدين جقر مصاهرة،‏ فأشارعليهما أن يطلبا البلاد لعماد الدين زنكيم،‏ ففعلا وقالا للوزير:‏ قد علمت أنت والسلطان أن بلاد الجزيرة والشامقد استولى الفرنج على أكثرها وفي تمكنوا منها وقويت شوكهم،‏ وكان البرسقي يكف بعض عاديتهم،‏ فمند قتلازداد طمعهم.‏ وهذا ولده طفل صغر ولا بد للبلاد من شهم شجاع يذب عنها و يحمي حوزهتا؛ وقد أهنينا الحالإليكم لئلا يجرى خلل أووهن على الإسلام والمسلمين فنحصل نحن بالإثم من االله تعالى واللوم من السلطان.‏ فأنسالوزير ذلك إلى السللطان فأعجبه وقال:‏ من تريان يصلح لهذه البلاد؟ فذكرا جماعة فيهم عماد الدين زنكي،‏ وعظمامحله أكثر من غيره.‏ فأجاب السلطان إلى توليته لما علم من شهامته كفايته؛ فولى البلاد جميعها،‏ وكتب منشوره هباوسار من بغداد إلى البوازيج ليملكها و يتقوى هبا و يجعلها ظهره إن منعه جاولى عن البلاد.‏ فلما استولى عليها سارعنها إلى الموصل،‏ فخرج جاولى إلى لقائه وعاد في خدمته إلى الموصل،‏ فسيره إلى الرحبة وأعمالها،‏ وأقام،‏ بالموصل

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!