13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وأنواعها،‏ وقد شارك غيره في ابتياعها،‏ حتى إذا لفق كتا با ً قد تقوم عليه بعشرة،‏ باعه بعد ذلك لنفسه بمائة.‏قال:‏ فلما رأيت الأمر حضرت القصر،‏ واشتريت كما أشتروا،‏ ومريت الأطباء كما مروا،‏ واستكثرت من المتاعالمبتاع،‏ وحويت نفائس الأنواع.‏ ولما عرف السلطان ما ابتعته،‏ وكان بمئتين،‏ أنعم علي َّ هبا،‏ وأبرأ ذم َّتى من ذهبها؛ ثموهب لي أيضا من خزانة القصر ما عينت عينه من كتبها.‏ودخلت عليه يوما ً وبين يديه مجلدات كثيرة انتقيت له من القصر،‏ وهو ينظر في بعضها،‏ ويبسط يدي لقبضها،‏وقال:‏ كنت طلبت عينتها،‏ فهل في هذه منها شئ؟ فقلت:‏ كلها،‏ وما أستغنى عنها،‏ فأخرجتها من عنده بحمال،‏وكان هذا منه بالإضافة إلى سماحه أقل نوال.‏قال:‏ وكان السلطان لما تملك مصر رأى أن مصر والقاهرة لك ل ّ واحدة منهما سور لايمنعها،‏ فقال:‏ إن أفردت ك ل ّواحدة بسور احتاجت إلى جند مفرد يحميها،‏ وإني أرى أن أدير عليهما سور ا ً واحد ا ً من الشاطئ إلى الشاطئ.‏وأمر ببناء قلعة في الوسط عند مسجد سعد الدولة على جبل المقطم،‏ فابتدأ من ظاهر القاهرة ببرج في المقسم،‏وانتهى به إلى أعلى مصر ببروج وصلها بالبرج الأعظم.‏ ووجدت في عهد السلطان بيتا ً رفعه النواب،‏ وأكمل فيهالحساب،‏ ومبلغه،‏ وهو دائر البلدين مصر والقاهرة بما فيه من ساحل البحر والقلعة بالجبل،‏ تسعة وعشرون ألفاوثلاثمائة ذراع وذراعان؛ من ذلك ما بين قلعة المقسم على شاطئ النيل والبرج بالكوم الأحمر بساحل مصر عشرةآلاف وخمسمائة ذراع،‏ ومن القلعة بالمقسم إلى حائط القلعة بالجبل بمسجد سعد الدوة ثمانية آلاف وثلاثمائة واثنانوتسعون ذراعا،‏ ومن جانب حائط القلعة من جهة مسجد سعد الدولة إلى البرج بالكوم الأحمر سبعة آلاف ومائتاذراع،‏ ودائر القلعة بجبل مسجد سعد الدولة ثلاثة آلاف ومائتان وعشرة أذرع.‏ وذلك طول قوسه في أبدانهوأبراجه من النيل إلى النيل،‏ على التحقيق والتعديل،‏ وذلك بالذراع الهاشمي بتولي الأمير هباء الدين قراقوشالأسدي.‏وبنى القلعة على الجبل،‏ وأعطاها حقها من إحكام العمل،‏ وقطع الخندق وتعميقه وحفر واديه وتضييق طريقه.‏وهناك مساجد يعرف أحدها بمسجد سعد الدولة،‏ فاشتملت القلعة عليها ودخلت في الجملة.‏ وحفر في رأس الجبلبئر ا ً ينزل فيها بالدرج المنحوتة من الجبل إلى الماء المعين،‏ ولم يتأت له هذا كله في سنين متقاربة لولا أعانه رب ُّه المعُين.‏وتوفي السلطان وقد بقي من السور مواضع والعمارة فيه مستمرة،‏ ووظائف نفقاهتا مستدرة.‏قال:‏ وأمر ببناء المدرسة بالتربة المقدسة الشلفعية ورتب قواعدها بفرط الألمعية،‏ وتولاها الفقيه الزاهد نجم الدينالخبوشاني،‏ وهو الشيخ الصالح الفقيه الورع،‏ ا لتقيّ‏ ا لنقيّ.‏قال:‏ وأمر باتخاذ د ار ٍ في القصر بمارستانا ً للمرضى،‏ واستغفر االله تعالى بذلك واسترضى؛ ووقف على البيمارستانوالمدرسة وقوفا ً،‏ وقد أبطل منكر ا ً وأشاع معروفا ً؛ وأضرب عن ضرائب فمحاها،‏ وهبّ‏ إلى مواهب فأسداها،‏ واهتمبفرائض ونوافل فأداها.‏فصل في خروج السلطن إلى الإسكندرية وغير ذلك من بواقي حوادث هذه السنةقال العماد:‏ ثم َّ خرج من القاهرة يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان،‏ واستصحب ولديه الأفضل علي َّا ً والعزيزعثمان،‏ وجعل طريقه على دمياط،‏ ورأى في الحضور بالثغر ومشاهدته الاحتياط،‏ وكان له هبا سبيّ‏ كثير جلبهالأسطول،‏ فامتد مقامه بظاهر البلد يومين،‏ ووهب لي منه جارية.‏ثم َّ وصلنا إلى ثغر الإسكندرية وترددنا مع السلطان إلى أخيه الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي،‏ وداومناالحضور عنده،‏ واجتلينا من وجهه نور الايمان وسعده؛ وسمعنا عليه ثلاثة أيام،‏ الخميس والجمعة،‏ والسبت،‏ رابع

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!