13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ما ذكرنا الفسطاط إلا نسينا ... ما رأينا بالنيْربين والا َرزْه...ونصيري عليه نائل عز الد ين ذي الفضل،‏ خل ّد االله عزهفرّغ الكنز من ذخائر مال ٍ ... ما لئا ً من نفائس الحمد كنزههمة ٌ مستهامة بالمعالي... للدِ َّنايا أبيّة مشمئزهقال العماد:‏ وتوفرنا على الاجتماع في المغاني لاستماع الأغاني،‏ والتنزه في الجزيرة والجيزة،‏ والأماكن العزيزة،‏ومنازل ا لعزّ‏ والروضة،‏ ودار الملك والنيل والمقياس،‏ ومراسي السفن،‏ ومجاري الفلك والقصور بالقرافة،‏ وربوعالضيافة،‏ ورواية الأحاديث النبوية،‏ والمباحثة في المسائل الفقهية،‏ والمعاني الأدبية.‏قال:‏ واقترحنا على القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري أن يفرجنا في الأهرام،‏ فقد كنا شغفنا بأخبارها في الشام؛فخرج بنا إليها،‏ ودرنا تلك البرابي والبراري،‏ والرمال والصحاري،‏ وأحمدنا المقا ر َّ والمقاري؛ وهالنا أبو الهول،‏وضاق في وصفه مجال القول؛ ورأينا العجائب،‏ وروينا الغرائب،‏ واستصغرنا في جنب الهرمين ك ل َّ ما استعظمناه،‏وتداولنا الحديث في الهرم ومن بناه،‏ فك ل ٌ يأتي في وصفهما بما نقله،‏ لابما عقله،‏ واجتهدوا في الصعود إليه فلم يوجدمن توقله،‏ وحارت العقول في عقوده،‏ وطارت الأفكار عن تو َّهم حدوده؛ فياله من مولود للدهر قبل الطوفان،‏انقرضت القرون الخالية على آبائه وجدوده،‏ وسمار الأخبار يسمرون بذكر حديث أحداث عاده وثموده،‏ ويُدلإحكامه وعل ّوه على همة بانيه في بأسه وجوده.‏ وإن في الأرض الهرمين كما أن في السماء الفرقدين،‏ وهما كالطودينالراسخين،‏ وكالجبلين الشامخين؛ قد فنيت الد ُّهور وهما باقيان،‏ وتقاصرت القصور وهما راقيان،‏ وكأهنما لأُمّ‏ الأرضثديان،‏ وعلى ترائب التراب هندان،‏ ولسلطان العالم علمان،‏ وإلى مراقي الأملاك سُلمان،‏ وهما لليل والنهار رقيبان،‏ولرضوي ولشمام نسيبان،‏ ومن زحل والمريخ قريبان،‏ ولعوادي الخطوب خطيبان،‏ ولثور الفلك روقان،‏ ولشخصالكرة الترابية سافان.‏قلت:‏ ثم ذكر العماد جماعة ممن كان يقيم الضيافة له ولمثله من الفضلاء والأعيان؛ فذكر منهم الناصح مؤدب أولادالسلطان،‏ وله دا رٌ‏ مشرفة على النيل،‏ وذكر منهم اللسان الصوفي البلخي،‏ وكان له صحبة قديمو بنجم الدين أيوبوالد السلطان،‏ وله د ا رٌ‏ أيضا على شاطئ النيل برسم ضيافة من نزل به.‏قال:‏ ثم وقف السلطان داره على الصوفية من بعده،‏ وانتقل بعد سنين إلى الن َّعيم وخُلده.‏فصل في بيع الكتب وعمارة القلعة والمدرسة والبيمارستانقال العماد:‏ وكان لبيع الكتب في القصر ك ل ّ أسبوع يومان،‏ وهي تباع بأرخص الأثمان وخزائنها في القصر مرت َّبةالبيوت،‏ مقسمة الرّفوف،‏ مفهرسة بالمعروف.‏ فقيل للأمير هباء الدين قراقوش،‏ متولي القصر،‏ و الحال ّ والعاقد للأمر:‏هذه الكتب قد عاث فيها إلى أرضها؛ وهو تركيّ‏ لاخبرة لهى بالكتب،‏ ولادربة له بأسفار الأدب.‏ وكان مقصوددلالي الكتب أن يكسوها،‏ ويخرموها ويعكسوها.‏ فأخرجت،‏ وهي أكثر من مائة ألف،‏ من أماكنها،‏ وغ ُربت منمساكنها،‏ وخرّبت أوكارها،‏ وأذهبت أنوارها وشتت شملها،‏ و بتُ‏ حبلها،‏ واختلط أدبي ُّها بنجوميتها،‏ وشرعي ُّهابمنطقيها،‏ وطبي ُّها هبندسي ِّها،‏ وتواريخها بتفاسيرها،‏ ومجاهيلها بمشاهيرها.‏وكان فيها من الكتب الكبار،‏ وتواريخ الأمصار،‏ ومصنفات الأخبار،‏ ما يشتمل كل كتاب على خمسين أو ستينجزء ا ً مجلدا،‏ إذا فقد منها جزءٌ‏ لايخلف أبدا.‏ فاختلطت واختبطت،‏ فكان الدلال يخرج عشرة عشرة من كل فنكتبا ً مبترة،‏ فتسام بالدون،‏ وتباع باله ُون؛ والدلال يعرف ك ل ّ شدة،‏ وما فيها من عدة،‏ ويعلم أن عنده من أجناسها

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!