13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الدمشقي رحمه االله تعالى،‏ وحضر السلطان صلاح الدين جنازته ودفن في مقابر باب الصغير.‏وفيها قدم دمشق أبو الفتوح عبد الس َّلام بن يوسف بن محمد بن مقلد الدّمشقي الأصل البغدادي المولد التنوخيالجماهري الصوفي ابن الصوفي؛ ذكره العماد في الخريدة وقال:‏ كان صديقي،‏ وجلس للوعظ وحضر عنده صلاحالدين وأحسن إليه،‏ وعاد إلى بغداد.‏...وذكر العماد من أشعاره مقطعات،‏ منها في الحقائق،‏ وأنشدها في مجلسه:‏يامالكا ً مُهجتي،‏ يامنُتهى أملي ياحاضرا ً شاهد ا ً في القلب والفكرخلقتني من تراب أنت خالقه ... حتى إذا صرتُ‏ تمثالا ً من الص ُّورأجريت في قالبي رُوحا ً منورة ... تمر ُّ فيه ك َجَرْي الماء في الشجر...جمعت بين صفا رُوح ٍ منوّرة وهيك ل ٍ صنعته من معدنٍ‏ كدرإن غبت فيك فيا فخري وياشرفي وإن حضرت فيا سمعي ويابصري......أو احتججت فسري منك في و لهٍ‏ ... وإن ْ خطرتُ‏ فقلبي منك في خطرتبدو فتم حوُ‏ رسومي ثم تثبتُها وإن تغيبت عنّي عشتُ‏ بالأثرثم دخلت سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةقال العماد:‏ والسّلطان مقيم بظاهر حلب،‏ فعرف أهلها أن ّ العق ُوبة أليمة،‏ والعاقبة وخيمة.‏ فدخلوا من باب التذلل،‏ولاذوا بالتوسل وخاطبوا في التّف ّضل،‏ وطلبوا الص ُّلح؛ فأجاهبم،‏ وعفا وعفّ،‏ وكفى وكفّ؛ وأبقى للملك الصالححلب وأعمالها،‏ واستقرى كل عثرة لهم وأقالها؛ وأراد له الإعزاز،‏ فرد عليه عزاز.‏وقال ابن شداد:‏ أخرجوا إليه ابنة ً لنور الدين صغيرة سألت منه عزاز فوهبها إياها.‏قال ابن أبي طيّ.‏ لما تم ّ الصلح وانعقدت الأيمان،‏ عوّل الملك الصالح على مراسلة السلطان وطلب عزاز منه،‏ فأشارالأمراء عليه بإنفاذ أخته،‏ وكانت صغيرة،‏ فأ ُخرجت إليه؛ فأكرمها السلطان إكر اما ً عظيما ً،‏ وقدم لها أشياء كثيرة،‏وأطلق لها قلعة عزاز وجميع مافيها من مال وسلاح وميرة وغير ذلك.‏وقال غيره:‏ بعث الملك الصالح أخته الخاتون بنت نور الدين إلى صلاح الدين في الليل فدخلت عليه،‏ فقام قا ئما ًوقبّل الأرض وبكى على نور الدين؛ فسألت أن يردّ‏ عليهم أزاز فقال سمعا وطاعة،‏ فأعطاها إياها وقدّم لها منالجواهر والتحف والمال شيئا كثيرا.واتفق مع الملك الصالح أن ّ له من حماة وما فتحه إلى مصر،‏ وأن يطلق الملكالصالح أولاد الداية.‏قال العماد:‏ وحلفوا له على ك ل ّ ماشرطه،واعتذروا عن ك ل ّ ما أسخطه.‏ وكان الص ُّلح عاما ً لهم وللمواصلة وأهلديار بكر؛ وك ُتب في نسخة اليمن أنه إذا غدر منهم وا ح دٌ‏ وخالف،‏ ولم يفِ‏ بما عليه حالف،‏ كان الباقون عليه يد ا ًواحدة،‏ وعزيمة متعاقدة،‏ حتى يفئ إلى الوفاء والوفاق،‏ ويرجع إلى مرافقة الرّفاق.‏فلما انتظم الصلح ذكر السلطان ثأره عند الاسماعيلية وكيف قصدوه بتلك البلية؛ فرحل يوم الجمعة لعشر بقين منالمحرّم،‏ فحصر حصنهم مصياث ونصب عليه اجملانيق الكبار،‏ وأوسعهم قت لا ً وأسرا ً،‏ وساق أبقارهم،‏ وخرّب ديارهم،‏وهدم أعمارهم،‏ وهتك أستارهم،‏ حتّى شفع فيهم خاله شهاب الدين محمود بن تكش صاحب حماة،‏ وكانوا قدراسلوه في ذلك لأهنم جيرانه،‏ فرحل عنهم وقد انتقم منهم.‏قال:‏ وكان الفرنج قد أغاروا على البقاع،‏ فخرج إليهم شمس الدّين محمد بن عبد الملك المعروف بابن المقدم،‏ وهو

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!