13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ويؤثره اسمه يوسف كان يدخر هذه الأموال له.‏ فقال الس ُّلطان:‏ أنا يوسُف وقد أخذت ماخُبئ لي.‏ فتعجب الناسمن ذلك.‏قال:‏ ولم َّا فرغ من منبج نزل على عزاز ونصب عليها عدّة مجانيق،‏ وج دّ‏ في القتال وبذل الأموال.‏قال العماد:‏ ثم َّ نزل الس ُّلطان على حصن عزاز وقطع بين الحلبيين وبين الفرنج الجواز.‏ وهو حصن منيع رفيع،‏فحاصره ثمانية وثلاثين يوما.‏ وكان الس ُّلطان قد أشفق على هذا الحصن من موافقة الحلبيين للفرنج،‏ فإن الغيظحملهم على مهادنة الفرنج وإطلاق ملوكهم الذ ّين تعب نور الدين رحمه االله تعالى في أسرهم،‏ فرأى ا لس ُّلطان أنيحتاط على المعاقل،‏ ويصُوهنا صون العقائل؛ فتسل ّمها حادي عشر ذي الحجة بعد مدة حصارها المذكورة.‏وقال العماد قصيدة،‏ منها:‏أعطاه ربّ‏ العالمين دولة ... عزّة ُ أهل الدّين في إعزازهاحاز العُلا ببأسه وجوده وهو أحق الخلق باجتيازهابجده أفنى كنوز ا ً فني ال......ملوك في الج دّ‏ على اكتنازهامهلك أهل الش ِّرك طرا:‏ رُومها ... أرمنها إفرنجها،‏ إنجازهاتفاخر الإسلام من سلطانه تفاخر الفرس بابراوازها...تَهَن َّ من فنح عز از ٍ نصرة ... أوقعت العداة في اعتزازهاواليوم ذلت حلب،‏ فإهنا ... كانت تنال ا لعز َّ من عزازهاوحلب تنفي كمشتكينها ... كما انتفت بغداد من قيمازهابرزت في نصر الهدى بحج َّة ... و ضوحُ‏ هنج الحقّ‏ في إبرازهاكم حام ل ٍ للرمح عاد مبديا ... عجز عجوز الحيّ‏ عن عكازهاارفع حظوظي من حضيض نقصها وع د ِّ عَنْ‏ هُمّاز ِها ل ُمّازها...والشعر لابد له من باعث ... كحاجة الخيل إلى مهمازهاقال:‏ وأغار عسكر حلب على عسكرنا في مدة مقامنا على عزاز،‏ فأخذوا على غرّة وغفلة ما تعجل ّوه،‏ وعادوا؛فركب أصحابنا في طلبهم فما أدركوا إلا فارسا ً واحدا،‏ فأمر السلطان بقطع يده بحكم حرده.‏ فقلت للمأمور،‏وذلك بمسمع من السلطان،‏ تمهّل ساعة لعل ّه يقبل مني شفاعة.‏ ثم قلت:‏ هذا لايحل ّ،‏ وقدرّك بل ْ دينك عن هذه يجل.‏ومازلت أكرر عليه الحديث حتى تبسم،‏ وعادت عاطفته ورحم،‏ وأمر بحبسه،‏ وسرّني سلامة نفسه.‏ودخل ناصر الدين بن أسد الدين،‏ وقال:‏ ما هذا الفشل والوني،‏ وإن سكتم أنت فما أسكت أنا.‏ ودمدم وزمجر،‏وغضب وزأر،‏ وقال:‏ لِمَ‏ لا يُقت ل ُ هذا الرّجل ولماذا اعتقل!‏ فوعظه السّلطان واستعطفه،‏ وسكن َّ غيظه وتعطفه،‏ وتلاعليه:‏ ‏(وَلا َ تَز ِرُ‏ وَ‏ از ِرَة ٌ و ِزْرَ‏ أخْرى).‏ وأ ُطلق سراحه،‏ وتم َّ في نجاته نجاحه.‏فصل في وثوب الحشيشية على السلطان مرّة ثانية على عزاز،‏ وكانت الأولى على حلبقال العماد:‏ وفي حادي عشر ذي القعدة قفز الحشيشية على السلطان ليلة الأحد وهو نازل على عزاز.‏ وكانللأمير جاولي الأسدي خيمة قريبة من المنجنيقات،‏ وكان السلطان يحضر فيها ك ل ّ يوم لمشاهدة الآلات وترتيبالمهمات،‏ وحضّ‏ الرّجال،‏ والحث على القتال؛ وهو با رٌ‏ ببث أياديه،‏ قا رٌ‏ على الدهر بكف عواديه؛ والحشيشية فيزي الأجناد وقوف،‏ والرّجال عنده صفوف،‏ إذ قفز و اح دٌ‏ منهم فضرب رأسه بسكينه،‏ فعاقته صفائح الحديدالمدفونة في لمته عن تمكينه،‏ ولفحت المدية خدّه فخدشته.‏ فقوّى السّلطان قلبه،‏ وحاش رأس الحشيش إليه وجذبه،‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!