13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

عرّجنا على بلد،‏ ولاانتظرنا ما وراءنا من مدد؛ ونزلنا الغّسُولة وجُزنا حماة،‏ وخيّمنا في مرج بوقبيس.‏ وجاء الخبرأهنم في عشرين ألف فارس سوى سوادهم،‏ وماوراءهم من أمدادهم،‏ وأهنم موعودون من الفرنج بالنجدة،‏ وأهنميزيدون في ك ل ّ يوم قوّة وشدّة،‏ وماكان اجتمع من عسكرنا سوى ستة آلاف فارس.‏ فرتّب السلطان عسكره،‏وقوى بقوّة قلبه ل ْل َبه،‏ وأمد االله بحزب ملائكته حزبه.‏...ولما وصل المواصلة إلى حلب،‏ أطلقوا من كان في الأسر من ملوك الفرنج،‏ منهم أرناط إبرنس الكرك،‏ وجوسلينخال الملك،‏ وقرّروا معهم أن يدخلوا من مساعدهتم في الدّرك.‏ فلما عيّدنا وصل إلى السلطان الخبر بوصولهم إلى ت ل ّالسلطان،‏ فعبرْنا العاصي عند شَيْزَر،‏ ورتّبنا العسكر،‏ وأعدنا الأثقال إلى حماة.‏ثم وصف الوقعة إلى أن قال:‏ وركب السلطان أكتافهم فشل مِئِي ِهْم وآلافهم،‏ حتى أخرجهم عن خيامهم،‏ وأشْرَقهمبمائهم.‏ ووكل بسرادق سيف الدين غازي ومضاربه ابن أخيه فرخشاه،‏ وركض وراءه حتى علم أنه تعدّاه.‏ ووقعفي الأسر جماعة من الأمراء المقدمين،‏ ثم مَن َّ عليهم بالخلع بعد أن نقلهم إلى حماة وأطلقهم.‏ ثم ّ نزل في السرادقالسيفي فتسلمه بخزائنه ومحاسنه،‏ واصطبلاته ومطابخه،‏ وَرَواسي عِزّه ورواسخه،‏ فبسط في جميع ذلك أيدي الج ُود،‏وفرّقها على الحضور والشهود،‏ وأبقى منها نصيبا ً للر ُّسل والوفود.‏ ورأى في بيت الشّراب،‏ بل في السّرادق الخاصّ،‏طيور ا ً من القماري،‏ والبلابل،‏ والهزار،‏ والببغاء،‏ في الأقفاص،‏ فاستدعى أحد النّدماء مظفر الأقرع فآنسه،‏ وقال:‏خُذ ْ هذه الأقفاص،‏ واطلب هبا الخلاص،‏ واذهب هبا إلى سيف الدّين فأوصلها إليه وسل ّم منّا عليه،‏ وقل له عدْ‏ إلىاللعب هبذه الطيور،‏ فهي سليمة لاتوقعك في مثل هذا المحذور.‏قال:‏ ولما كسر القوم ولوا مدبرين إلى حلب،‏ فلم يقف بعضهم على بعض،‏ وظنوا أن العساكر وراءهم ركضا وراءركض؛ فتبعجت خيولهم،‏ وتموّجت سيولهم،‏ وما صدّقوا كيف يصلون إلى حلب ويغلقون أبواهبا،‏ ويسكنوناضطراهبا.‏ وأما سيف الدّين فإنه ركض في يومه من ت ل ّ السلطان إلى بزاعة،‏ وجاوز في سَوْقه الاستطاعة،‏ وفرقوفارق الجماعة.‏وفي كتاب ابن أبي طيّ‏ أن ميسرة سيف الدين انكسرت،‏ فتحرّك إلى جانبها ليكون ردْءًا لها ومددا ً،‏ فظن باقيالعسكر أنه قد اهنزم فاهنزموا،‏ فحقق ماكان وهما،‏ فسار على وجهه لايلوى على شئ؛ وتبعهم السلطان،‏ فهلكمنهم جماعة قتْ‏ لا ً وغرقا،‏ وأ ُسر جماعة كبيرة من وجوههم وأمرائهم؛ ثم رجع وأمر أصحابه برفع السيف عن الناس،‏وترْك التّعرّض لمن وُجد منهم بقتل أو هنب.‏وفرّق ماوجد في خزائن سيف الدين وسي َّر جواريه وحظاياه إلى حلب،‏ وأرسل إليه بالأقفاص وقال له:‏ عد إلىاللعب هبذه الطيور،‏ فإهنا أ ل ذ ّ من مقاساة الحرب.‏ ووجد السلطان عسكر الموصل كالحانة من كثرة الخمور والبرابطوالعيدان والجنوك والمغنين والمغنيات.‏قال:‏ واشتهر أنه كان مع سيف الدين أكثر من مائة مغنيّة،‏ وأن السلطان ا{ى ذلك لعساكره واستعاذ من هذهالبلية.‏ وكان أنفذ الأمراء الذ ّين أسرهم إلى حماة ثم ردّهم،‏ وخلعّ‏ عليهم وأرسلهم إلى حلب.‏وهنأ العماد السّلطان رحمه االله تعالى بقصيدة،‏ منها:‏فالحمد الله الذي إفضا لهُ‏ ... حل ْوُ‏ الجنا،‏ عالي الس َّنا،‏ وضاحهعاد ا لع دوّ‏ بظلمة من ظلمه ... في ليل وي ل ٍ قد خبا مصباحهوجنى عليه جهله بوقوعه ... في قبضة البازي ف َه ِيضَ‏ جناحهحمل السلاح إلى القتال،‏ ومادرى أن الذي يجنى عليه سلاحه

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!