13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وقال ابن أبي طي:‏ لما نسلم السلطان بعلبك وأزاح عللها،‏ عاد إلى حمص ونزل هبا،‏ فاتصل به ورود عزّ‏ الدينمسعود،‏ أخي سيف الدين صاحب الموصل،‏ نجدة ً للملك الصالح.‏ وكان سبب وروده أن جماعة من أمراء حلب لماكان السلطان نازلا على حلب أجمعوا آراءهم وكاتبوا سيف الدين وألزموه نجدة ابن عمه،‏ وأخبروه أن السلطانمتى ملك حلب لم يكن له قصد إلا الموصل؛ وأرسلوا بذلك أمين الدين ها شما ً خطيب حلب،‏ وقطب الدين ينال بنحسان وغرس الدين قليج.‏وكان سيف الدين منازلا لسنجار وفيها أخوه عماد الدين بن زنكي،‏ وكان عماد الدين قد أظهر الانتماء إلىالسلطان،‏ فأنجده السلطان بقطعة من جيشه فكسرهم،‏ وهنبهم عماد الدين هبم وبعسكره.‏فلما وصلت رسالة الحلبيين إلى سيف الدين صالح أخاه عماد الدين وحشد عسكره وأنفذ يجيبهم مع أخيه عز الدينمسعود،‏ فورد حلب بعد رحيل السلطان عنها إلى بعلبك؛ فاغتنم الحلبيون بُعد السلطان عنهم فاحتشدوا وخرجواجميعا ً حتى خيموا على حماة وأخذوا في حصارها.واتصل بالسلطان ذلك فرحل من بعلبك إلى حمص،‏ وبلغ عز الدينفعاد عن حماة ونزل قريبا من جباب التركمان إلى جهة العاصي إلى قريب من شيزر.‏ وأرسل النائب بحماة،‏ علي بنأبي الفوراس،‏ يقول له إنما وصلت في إصلاح الحال ووضع أوزار القتال،‏ وسأله مكاتبة السلطان فيما يجمع الكلمةويلم شعب الفرقة.‏ فكتب ابن أبي الفوارس بذلك إلى السلطان وحَس َّن له الص ُّلح،‏ وتلطف في ذلك غاية التلطف.‏وقدم أبو صالح بن العجمي وسعد الدين كمشتكين لطلب الصلح،‏ فأجاهبما السلطان إلى ما أرادا،‏ وتقرر الأمر علىأنه يرد إليهم جميع الحصون والبلاد،‏ ويقنع بدمشق وحدها،‏ ويكون نائبا للملك الصالح.‏ فلما عاين سعد الدينإجابة السلطان إلى الصلح والنزول عن جميع الحصون التي أخذها:‏ حمص وحماة وبعلبك،‏ طمع في جانب السلطانوتجاوز الحد في الاقتراح،‏ وطلب الرحبة وأعمالها.‏ فقال:‏ هي لابن عمي ولاسبيل إلى أخذها.‏ فقام سعد الدين منبين يديه نافرا،‏ وكان ذلك برأي أبي صالح ابن العجمي لأنه كان معه،‏ فاجتهد السلطان به أن يرجع فلم يفعل،‏وخرج إلى عز الدين مسعود،‏ وكان بعدُ‏ نازلا على حماة،‏ وحدثه مادار بينه وبين السلطان وهون عليه أبو صالح أمرالسلطان وأخبره بقل ّة من معه.‏وكان السلطان لما كوتب في أمر الصلح سار في خفّ‏ من أصحابه،‏ فلما علموا بذلك طمعوا في جانبه وعوّلوا علىلقائه وانتهاز الفرصة في أمره؛ فكاتب باقي أصحابه و استع دّ‏ لحرهبم،‏ وسار إلى أن نزل على قرون حماة،‏ وأخذ فيمدافعة الأيام حتى يقدم عليه باقي عسكره.‏ ورسلهم في التلطف للأحوال،‏ فلم ينجح فيهم حال.‏ وكانوا في ك ل ّ يوميعزمون على لقائه وقتاله،‏ فيبطل عزيمتهم بمراسلة يفتعلها،‏ تسويفا للأوقات وتقطيعا للزمان،‏ حتى يقدم عليهعسكره.‏ وكانت هيبته قد ملأت صدور القوم،‏ ولولا ذلك لكانوا قد ناهزوا الف ُرصة ونالوا منه الغرض.‏قال:‏ وفي يوم الأحد تاسع عشر رمضان التقوا،‏ ولم يكن بعد وصل السلطان من عسكره أحد؛ فتجمع أصحابالسلطان كردوسا واحدا،‏ وأخذوا يحملون يمنة ويسرة ويدافعون الأوقات رجاء أن يتصل هبم بعض العسكر.‏وضرى عسكر حلب والعسكر المو صليّ‏ على أصحاب السلطان حين شاهدوا قلتهم واجتماعهم،‏ وكاد أصحابالسلطان يولون الإدبار،‏ فوصل تقي الدين عمر عند الحاجة إليه لتمام سعادة السلطان،‏ فإنه لو تأخر ساعة انكسرعسكره؛ فوصل تقيّ‏ الدين في عسكر مصر وجماعة من الأمراء وهم غير عالمين بأن الحرب قائمة.‏ فلما رأوا الناسفي الكرّ،‏ والضرب الهبر،‏ حملوا جميعا بعد أن افترقوا في اليمنة واليسرة،‏ فصدموا عسكر الموصل صدمة ضعضعتهم.‏وكان السلطان في هذه المدة قد كاتب جماعة من عسكرهم واستفسدهم إليه،‏ وحمل إليهم الأموال.‏ وهذا هو الذيأبطأ هبم إلى أن وصلت عساكره،‏ وإلا لو كان عسكر حلب نصح لم يقدر السلطان على الثبوت ساعة.‏ فلما اشتد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!