13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إلى الجبّ‏ وصاح على حسن وشتمه وتوّعده،‏ فسكن حسن وأمسك،‏ وأنزل جرديك الجبّ،‏ فكان عند أولادالداية،‏ وأسمعه حسن كل مكروه.‏قال:‏ وكتب أبي إلى حلب حين أتصل به قبض أولاد الداية وجرديك،‏ وكانوا تعصّبوا عليه حتى نفاه نور الدين منحلب،‏ قصيدة منها:‏بُنو فلانة أعوان الضّلالة قد ... قضى بذلهم الأفلاك والقدروأصبحوا بعد عزّ‏ الملك في صفد وقعر مظلمة يغشى لها البصروجرّد الدهر في جرديك عزّمته......والدهر لا مل جا ٌ منه ولاوزرقال:‏ ولم يزل السلطان مقيما على الر َّسْتَن،‏ ثم طال عليه الأمر،‏ فسار إلى جباب التركمان،‏ فلقيه أحد غلمانجرديك وأخبره بما جرى على جرديك من الاعتقال والقهر،‏ فرحل السلطان من ساعته عائد ا ً إلى حماة،‏ وطلب منأخي جرديك تسليم حماة إليه،‏ وأخبره بما جرى على أخيه،‏ ففعل؛ وصعد السلطان إلى قلعة حماة واعتبر أحوالها،‏وولاها مبارز الدين عليّ‏ بن أبي الفوارس،‏ وذلك مستهل جمادى الآخر.‏وسار السلطان إلى حلب ونزل على أنف جبل جوشن فوق مشهد الدكة ثالث جمادى وامتدت عساكره إلى الخناقيةوإلى السعدى.‏ وكان من بحلب يظنون أن السلطان لايقدم عليهم،‏ فلم يرعهم إلا وعساكره قد نازلت حلب،‏وخيمته تضرب على جبل جوشن،‏ وأعلامه قد نشرت؛ فخافوا من الحلبيين أن يسلموا البلد كما فعل أهل دمشق،‏فأرادوا تطييب قلوب العامة،‏ فأشير على ابن نور الدين أن يجمعهم في الميدان ويقبل عليهم بنفسه ويخاطبهم بلسانهأهنم ا ل ْوَزَرُ‏ والملجأ.‏ فأمر أن ينادى باجتماع الناس إلى ميدان باب العراق،‏ فاجتمعوا حتى غصّ‏ الميدان بالناس،‏ فنزلالصالح من باب الدرجة وصعد من الخندق،‏ ووقف في رأس الميدان من الشمال وقال لهم:‏ ياأهل حلب أنا ربيبكمونزيلكم،‏ واللا ّجئ إليكم،‏ كبيركم عندي بمنزلة الأب،‏ وشابكم عندي بمنزلة الأخ،‏ وصغيركم عندي يحل محلالولد.‏ قال:‏ وخنقته العبرة،‏ وسبقته الدمعة،‏ وعلا نشيجه؛ فافتتن الناس وصاحوا صيحة واحدة،‏ ورموا بعمائمهم،‏وضجوا بالبكاء والعويل،‏ وقالوا:‏ نحن عبيدك وعبيد أبيك،‏ نقاتل بين يديك،‏ ونبذل أموالنا وأنفسنا لك؛ وأقبلواعلى الدعاء له والترحم على ابيه.‏فصلوكانوا قد اشترطوا على الملك الصالح أنه يعيد إليهم شرقية الجامع يصّلون فيها على قاعدهتم القديمة وأن يُجهر بحيّ‏على خير العمل والأذان والتذكير في الأسواق؛ وقدّام الجنائز بأسماء الأئمة الاثنى عشر،‏ وأن يصلوا على أمواهتمخمس تكبيرات،‏ وأن تكون عقود الأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسني،‏ وأن تكونالعصبية مرتفعة،‏ والناموس وازع لمن أراد الفتنة؛ وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين رحمه االله.‏فأجيبوا إلى ذلك.‏قال ابن أبي طيّ:‏ فأذن المؤذنون في منارة الجامع وغيره بحيّ‏ على خير العمل وصلى أبي في الشرقية مسبلا ً،‏ وصلىوجوه الحلبيين خلفه،‏ وذكروا في الأسواق وقدّام الجنائز بأسماء الأئمة،‏ وصلوا على ألموات خمس تكبيرات،‏ وأذنللشريف في أن تكون عقود الحلبيين من الإمامية إليه،‏ وفعلوا جميع ما وقعت الأيمان عليه.‏قال ابن أبي طيّ:‏ وكانت هذه السنة شديدة البرد كثيرة الثلوج عظيمة الأمطار هائجة الأهوية؛ وكان السلطان قدجعل أولاد الداية عُلالة له وسببا يقطع به ألسنة من ينكر عليه الخروج إلى الشام وقصد الملك الصالح،‏ ويقول:‏ أنا

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!