13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الخشاب من دمشق بحفظ البلد،‏ وعول أولاد الداية على الاستيلاء على حلب،‏ وحلف لهم جماعة من القلعيينوالحلبيين وأنفذوا خلف أبي الفضل بن الخشاب،‏ فامتنع من الصعود إليهم وترددت بينهم الرسالة؛ وتحزب الناسبحلب،‏ السنة مع بني الداية والشيعة مع أبن الخشاب؛ وجرت أسباب اقتضت أن أنزل حسن بن الداية جماعة منالقلعيين وأهل الحاضرة وزحفوا إلى دار ابن الخشاب فملكوها وهنبوها،‏ واختفى ابن الخشاب.‏وأتصلت هذه الأخبار بمن في دمشق فأخذوا الملك الصالح وساروا إلى حلب،‏ في الثالث والعشرين من ذي الحج َّة،‏وسار مع الملك الص َّالح سعد الدين كمشتكين،‏ وجُرديك،‏ وإسماعيل الخازن،‏ وسابق الدّين عثمان بن الدّاية،‏ وقدوكلت الجماعة به وهو لايعلم.‏ وساروا إلى حلب وخرج الناس إلى لقائهم.‏وكان حسن قد رتّب في تلك الليلة جماعة من الحلبيين ليصبح ويصلبهم؛ فلم َّا خرج إلى لقاء الملك الصالح ووقعتعينه عليه ترج َّل ليخدم هو وجماعة من أصحابه،‏ فتقدم جرديك وأخد بيده،‏ وشتمه وجذبه،‏ فأركبه خلفه رديفا ً،‏وق ُبض سابق الدّين أخوه في الحال،‏ و تُ‏ خُط َّفت أصحاهبم جميعهم،‏ واحتيط عليهم وساروا مجدّين حتى سبقوا الخبر إلىالقلعة وصعدوا إليها،‏ وقبضوا على شمس الدّين علي ابن الداية من فراشه،‏ وحمل إلى بين يدي الملك الصالح؛فاستقبله أحد مماليك نور الدين المعروف بالجفنية،‏ فركله برجله ركلة دحاه هبا على وجهه،‏ فانشقت جبهته.‏ ثمصفدوا جميعا وحبسوا في جُبّ‏ القلعة،‏ وقبضوا على جميع الأجناد الذين حلفوا لأولاد الداية،‏ وأ ُخرجوا جميعا ً منالقلعة.‏قلت:‏ وفي آخر هذه السنة توفي مرّي الفرنجي الملك ال ّي كان حاصر القاهرة وأشرف على أخذ الديّار المصرّية.‏وفي كتاب فاضلي:‏ ورد كتاب من الدّاروم يذكر أنه لما كان عشية الخميس تاسع ذي الحجة هلك مرّي ملكالفرنج،‏ لعنه االله،‏ ونقله إلى عذاب كاسمه مشتقا وأقدمه على ‏(نار ٍ تَل َظ َّى،‏ لا َ يَصْ‏ لا َها َ إلا َّ الأشْقى).‏ثم دخلت سنة سبعين وخمسمائةقال ابن أبي طيّ:‏ ففي أول ّها ضمن القطب ابن العجمي وأبو صالح وابن أمين الدّولة لجرديك إن قتل ابن الخشابرد ُّوا عليه جميع ماهنب له في دار ابن أمين الدولة.‏ فدخل على الملك الصالح وتحدّث معه وأخذ خاتمه أما نا ً لابنالخشاب،‏ ونودي عليه،‏ فحضر وركب إلى القلعة،‏ فقتل وعل ّق رأسه على أحد أبراج القلعة.‏وبقي الملك الصالح في قلعة حلب ومضى العماد الكاتب إلى الموصل.‏ قال:‏ وعزمت على خدمة سيف الدّين صاحبهاوقد أخذ من بلاد الجزيرة إلى ح دّ‏ الفرات،‏ ومضى إليه ابن العجمي للإصلاح فأصلح بين ابني ا لع مّ‏ وعلق رهنإخوة مجد الدين في الاعتقال،‏ وضيّقوا عليهم في القيود والأغلال،‏ وألزموهم بتسليم الحصون،‏ وتقديم الرهون،‏ إلىأن غصبوا دورهم،‏ وخربوا معمورهم.‏قال : وكان الم ّوفق خالد بن القيسراني قد وصل،‏ ونحن بدمشق،‏ من مصر فلزم داره ولم يدخل مع القوم.‏فأما صلاح الدين فإنه اعتقد أن نور الدين يتولاه بعده إخوة مجد الدين،‏ فلما جرى ماجرى ساءه ذلك وقال:‏ أناأحقّ‏ برعى العهود،‏ وا لسعيّ‏ المحمود،‏ فإنه إن استمرت ولاية هؤلاء تفرقت الكلمة اجملتمعة،‏ وضاقت المناهج المتسعة،‏وانفردت مصر عن الشام،‏ وطمع أهل الكفر في بلاد الإسلام.‏ وكتب إلى ابن المقدّم ينكر ما أقدموا عليه من تفريقالكلمة،‏ وكيف اجترءوا على أعضاء الدّولة وأركاهنا،‏ بل أهلها وإخواهنا،‏ وأنه يلزمه أمرهم وأمرها،‏ ويضره ضرهموضرها.‏ فكتب ابن المقدم إليه يردعه عن هذه العزيمة،‏ ويقبح له استحسان هذه الشيمة،‏ ويقول له:‏ " لا يقال عنكإنك طمعت في بيت من غرسك،‏ وربّاك وأسسك،‏ وأصفى مشربك،‏ وأضفى ملبسك،‏ وأجلى سكونك لملك مصر

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!