13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

فهي بعد الاجتماع أجزاء.‏...وتخطفته يد الردى في غيبتي هبني حضرت،‏ فكنت ماذا أصنع؟ قال ابن أبي طي الحلبي:‏ وهو الأمير نجم الدين أيوببن شاذي،‏ ولايُعرف في نسبه أكثر من والده شاذي.‏ وحدثني أبي رحمه االله قال:‏ كان تقي الدين عمر يزيد فيقول:‏شاذي بن مروان.‏ قلت:‏ وسمعت أنا من يقول شاذي بن مروان بن يعقوب.‏قال ابن أبي طي:‏ وقد أدّعى ابن سيف الإسلام لما ملك اليمن أهنم منة بني مروان ابن محمد الجعدي المعروفبالحمار،‏ يعنى آخر خلفاء بني أمية.‏ قال:‏ وقد نقبت عن ذلك فأجمع الجماعة من آل أيوب أن هذا كذب،‏ وأن جميعآل أيوب لايعرفون جد َّ ا ً فوق شاذي.‏ وكذلك أخبرني السلطان الملك الناصر رحمه االله.‏قلت:‏ ودليل صحة ذلك أني وقفت على كتاب وقف الرّباط النجمي بدمشق ولم يزد فيه على نجم الدين أبو سعيدأيوب بن شاذي العادلي.‏ وابن سيف الإسلام هذا هو أبو الفداء اسماعيل،‏ بن طغتكين بن أيوب بن شاذي،‏ ابن أخيالسلطان صلاح الدين؛ ملك اليمن بعد أبيه وتعاظم إلى أن ولي نفسه الخلافة وادعى أنه من بني أمية،‏ وعزم علىإعادة الخلافة من بني هاشم إلى بني أمية؛ وله في ذلك أشعار كثيرة؛ وتلقب بالإمام الهادي بنور االله المعز لدين االلهأمير المؤمنين،‏ ومدحه كثير من الشعراء بذلك وزينوا له فعله وما هو فيه.‏ فمن شعره:‏وإني أنا الهادي الخليفة والذي أدوس رقاب الغُلب بالض ُّم َّر الج ُرْدولاب دّ‏ مِنْ‏ بغداد أطوي ربوعها...وأنشرها نشر السماسر للبردوأنصب أعلامي على شرفاهتا ... وأ ُحيي هبا ماكان أسسه جدّيو يُ‏ خطبُ‏ لي فيها على كل منبر وأظهر دين االله في الغور والنّجد...ثم قال ابن أبي طيّ:‏ وكان نجم الدين أيوب عدلا مرضيا كثير الص َّلات والص ِّلات،‏ غزير الصدقات والخيرات،‏ يحبّ‏العلماء،‏ ويميل إلى الفضلاء؛ وكان مُمَدّحا،‏ مدحه العماد الكاتب بجملة قصائد.‏قال:‏ وكان مولد نجم الدين أيوب شبختان،‏ كذا حكاه مؤيد الدين ابن منقذ.‏ وحدّثني جماعة أن مولد نجم الدينكان بجبل جور،‏ وربى في بلد الموصل.‏ ونشأ شجاعا باسلا،‏ وخدم السلطان محمد بن ملكشاه فرأى منه أمانة وعقلا ً،‏وسد اد ا ً وشهامة؛ فولا ّه قلعة تكريت،‏ فقام في ولايتها أحسن قيام وضَبَطها أكرم ضبط،‏ وأجلى من أرضها المفسدينوقطاع الطريق وأهل العيث،‏ حتى عمرت أرضها،‏ وحسن حال أهلها،‏ وأمنت سبلها.‏فلما ولي السلطان مسعود الملك أقطع قلعة تكريت جملاهد الدّين هبروز الخادم شحنة بغداد ومُتولي العراق؛ وكانهذا هبروز أمير ا ً ينفذ أمره في جميع العراق إلى الموصل إلى أصفهان،‏ وكانت خيله خمسة الآف فارس؛ فأقر الأمير نجمالدين في ولاية تكريت،‏ وأضاف إليه النظر في جميع الولاية المتاخمة له،‏ وقرر أمره عند السلطان مسعود وجعل هبروزقلعة تكريت خزانة أمواله وبيت عقائله،‏ وجعل جميع ذلك منوطا بالأمير نجم الدين ومعَعْذ ُوقا ً هبمته.‏وكان نجم الدين عظيما ً في أنفس الناس بالدين والخير وحسن السياسة؛ وكان لايمر أحد من أهل العلم والدين به إلاحمل إليه المال والضيافة الجليلة،‏ وكان لايسمع بأحد من أهل الدين في مدينة إلا أنفذ إليه.‏وقد ذكر العماد الكاتب في سيرة السلجوقية الأمير نجم الدين وقرّضه وأثنى عليه،‏ وذكر من دينه وعفته ووفورأمانته وكثرة خيره أشياء حسنة؛ وحكى قضية عمّه العزيز حين حبس عنده بقلعة تكريت من جهة الوزير الدركزينيوأمره بقتله،‏ فأبى نجم الدين إلى أن قتله هبروز بنفسه بأمر الدركزيني.‏ثم إن السلطان مسعود ا ً حشد وخرج في أخذ السلطنة وطمع هو وأتابك زنكي بن آق سنقر في بغداد،‏ وجرداعسكر ا ً ضخما وسارا إلى تكريت طامعين في بغداد،‏ وانصل هذا الخبر بقراجه السّاقي،‏ وهو أتابك ابن السلطان

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!