13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

يُسِر ُّون كفرا ً،‏ يظهرون تشي َّعا ً ... ليستتروا شيئا ً،‏ وعمهّم الجهلأما مافعله هؤلاء من الانتساب إلى عليّ‏ رضوان االله عليه والتستر بالتشيع فقد فعله جماعة القرامطة،‏ وصاحب الزنجالخارج بالبصرة،‏ وغيرهم من المفسدين في الأرض على ماعرف مِنْ‏ سيرهم من وقف على أخبار الناس،‏ وكلهمكذبة في ذلك وإنما غرضهم التقرب إلى العوام والجهال،‏ واستتباعهم لهم،‏ واستجلاهبم إلى دعوهتم بذلك البلاء،‏ويفعل االله مايشاء.‏ ولايغُتر بأبيات الشريف الرضي في ذلك،‏ فقد حصل الجواب عنها في كتاب الكشف بوجوهحسنة،‏ وباالله التوفيق.‏وقد صنف الشريف العابد الدمشقي،‏ رحمه االله،‏ كتابا ً في إبطال نسبهم إلى عليّ‏ بن أبي طالب رضي االله عنه،‏ وفصلذلك تفصيلا حسنا ً،‏ وأطنب في ذكر أخبار إخواهنم من القرامطة،‏ لعنهم االله تعالى.‏فصل في ذكر غزو الفرنج في هذه السنةقال ابن شداد:‏ واستمرت القواعد على الاستقامة،‏ وصلاح الدين كلما استولى على خزانة مال وهبها،‏ وكلما فتحله خزائن ملك أهنبها،‏ ولايُبقى لنفسه شيئا ً.وشرع في التأهب للغزاة،‏ وقصد بلاد العدو،‏ وتعبئة الأمر لذلك،‏وتقرير قواعده.‏وأما نور الدين فإنه عزم على الغزاة،‏ واستدعى صاحب الموصل ابن أخيه،‏ فوصل بالعساكر إلى خدمته.‏ وكانتغزوة عرقة فأخذها نور الدين ومعه ابن أخيه في المحرم سنة سبع وستين.‏وقال ابن أبي طي:‏ جمع نور الدين عساكره وخرج إلى عرقة ونازلها،‏ وقاتلها،‏ أياما ً حتى فتحها،‏ واحتوى على جميعمافيها،‏ وغنم الناس غنيمة عظيمة.‏قال ابن الأثير:‏ خرجت مراكب من مصر إلى الشام فأخذ الفرنج في اللاذقية مركبين منها مملوءتين من الأمتعةوالتجار،‏ وغدروا بالمسلمين،‏ وكان نور الدين قد هادهنم فنكثوا.‏ فلما سمع نور الدين الخبر استعظمه،‏ وراسل الفرنجفي ذلك،‏ وأمرهم بإعادة ماأخذوه،‏ فغالطوه،‏ واحتجوا بأمور منها:‏ أن المركبين كانا قد دخلهما ماء البحر لكسرفيهما؛ وكانت العادة بينهم أخذ كل مركب يدخله الماء،‏ وكانوا كاذبين،‏ فلم يقبل مغالطتهم.‏ وكان رضي االله عنهلايهمل أمر ا ً من أمور رعيته؛ فلم يردوا شيئا ً،‏ فجمع العساكر من الشام والموصل والجزيرة،‏ وبث السرايا فيبلادهم،‏ بعضهم نحو أنطاكية،‏ وبعضهم نحو طرابلس،‏ وحصر هو حصن عرقة وأخرب ربضه،‏ وأرسل طائفة منالعسكر إلى حصني صافيثا والعريمة،‏ فأخذهما عنوة وكذلك غيرهما؛ وهنب وخرّب،‏ وغنم المسلمون الكثير،‏ وعادواإليه وهو بعرقة فسار في العساكر جميعها إلى قريب طربلس يخرب ويحرق وينهب.‏ وأما الذين ساروا إلى أنطاكيةفإهنم فعلوا في ولايتها مثل ما فعل من النهب والتحريق والتخريب بولاية طرابلس،‏ فراسله الفرنج وبذلوا إعادة ماأخذوه من المركبين،‏ ويحدد معهم الهدنة؛ فأجاهبم.‏ وكانوا في ذلك كما يقال:‏ اليهودي لايعطي الجزية حتى يُلطم،‏فكذلك الفرنج ما أعادوا أموال التجار بالتي هي أحسن،‏ فلمّا نُهبت بلادهم وخربت أعادوها.‏قال:‏ وكان لوالدي في المركبين تجارة مع شخصين،‏ فلما أعادوا إلى الناس أموالهم لم يصل إلى كل إنسان إلا اليسير.‏وكان يُحمل المتاع فكل من كان اسمه عليه أو على ثوب أخذه.‏ وكان في الناس من يأخذ ماليس له،‏ وكان أحدهذين المضاربين فيه أمانة،‏ وكان نصرانيا ً،‏ فلم يأخذ إلا ما عليه اسمه وعلامته،‏ فذهب من ماله ومالنا شئ كثير هبذاالسبب.‏ وكان الذي حصل من مالنا أكثر من الذي حصل له،‏ فلما عاد إلينا سل ّم الذي لنا إلى والدي،‏ فامتنع منأخذه وقال:‏ خذ أنت الجميع فإنك أحوج إليه وأنا في غنى عنه؛ فلم يفعل؛ فقال خذ النصف وأنا النّصف،‏ واجتهد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!