13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

أمراءه،‏ وخص هبا أولياءه؛ وباع أماكن،‏ ووهب مساكن،‏ وعف ّى الآثار القديمة،‏ واستأنف السنن الكريمة.‏وقال ابن الأثير:‏ لما استولى صلاح الدين على القصر وأمواله وذخائره اختار منه ماا{اد ووهب أهله وأمراءه وباعمنه كثيرا؛ وكان فيه من الجواهر والأعلاق النفيسة مالم يكن عند ملك من الملوك،‏ قد جمع على طول السنين وممرالدهور،‏ فمنه القضيب الزمرد طوله نحو قبضة ونصف،‏ والحبل الياقوت،‏ وغيرهما؛ ومن الكتب المنتخبة بالخطوطالمنسوبة والخطوط الجيدة نحو مائة ألف مجلد.‏فصلولما خطب بالديار المصرية لبني العباس ومات العاضد انقرضت تلك الدولة،‏ وزالت عن الإسلام بمصر بانقراضهاالذلة.‏واستولى على مصر صلاح الدّين وأهله ونوابه،‏ وكل ُّهم من ق َب ِل نور الدين رحمه االله،‏ هم أمراؤه وخدمهوأصحابه.‏ وفيهم يق ُول العرقلة:‏أصبح الملك بعد آل عليّ‏ ... مشرقا بالملوك من آل شاذيوغدا الشرق يحسد الغرب للقو...م،‏ ومصرُ‏ تزهو على بغداذما حوَوْها إلا بحزم وعزم ‏...وصليل الفولاذ في الفولاذلا كفرعون والعزيز ومن كا ... ن هبا كالخصيب والأستاذيعني بالأستاذ كافور الإخشيد.‏ وقوله:‏ بعد آل علي،‏ يعني بذلك بني عبيد المستخلفين هبا،‏ أظهروا للناس أهنم شرفاءفاطميون،‏ فملكوا البلاد،‏ وقهروا العباد.‏ وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أهنم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهمصحيحا،‏ بل المعروف أهنم بنو عبيد.‏وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد اجملوسي،‏ وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا ً من أهل سَل َمْية من بلادالشام،‏ وكان حدادا؛ وعبيد هذا كان اسمه سعيدا ً،‏ فلما دخل المغرب تسمى بعبيد االله،‏ وزعم أنه علويّ‏ فاطميّ،‏وادعى نسبا ً ليس بصحيح،‏ لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية،‏ بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه،‏وهو ما قدمنا ذكره.‏ ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بالمهدي،‏ وبني المهدية بالمغرب ونسبت إليه.‏ وكانزند يقا ً خبيثا ً عدوا للإسلام،‏ متظاهر ا ً بالتشيع متستر ا ً به،‏ حر يصا ً على إزالة المل ّة الإسلامية؛ قتل من الفقهاء والمحدثينوالصالحين جماعة كثيرة،‏ وكان قصده إعدامهم من الوجود،‏ لتبقى العالم كالبهائم،‏ فيتمكن من إفساد عقائدهموضلالتهم،‏ واالله مت مّ‏ نوره ولو كره الكافرون.‏ ونشأت ذريّته على ذلك منطوين،‏ يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصةوإلا أسر ُّوه،‏ والدعاة لهم منبثون في البلاد،‏ يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد.وبقي هذا البلاء على الإسلام منأول دولتهم إلى آخرها،‏ وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين إلى سنة سبع وستين وخمسمائة.‏وفي أيامهم كثرت الرّافضة واستحكم أمرهم،‏ ووضعت المكوس على الناس واقتدى هبم غيرهم،‏ وأفسدت عقائدطوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيريةو ال د َّرَ‏ زْ‏ يّة؛ والحشيشية نوع منهم.‏ وتمكن دعاهتم منهملضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم.‏ وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة،‏ إلى أن من َّ االله علىالمسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل صلاح الدين،‏ فاستردّوا البلاد،‏ وأزالوا هذه الدولة عن رقاب العباد.‏وكانوا أربعة عشر مستخلفا ً،‏ ثلاثة منهم بإفريقية،‏ وهم الملقبون بالمهدي والقائم والمنصور،‏ وأحد عشر بمصر وهمالملقبون بالمعزّ،‏ والعزيز،‏ والحاكم،‏ والظاهر،‏ والمستنصر،‏ والمستعلي،‏ والآمر،‏ والحافظ،‏ والفائز،‏ والعاضد؛ يدعونالشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي،‏ حتى أشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!