13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

صغيرهم وكبيرهم،‏ حليما ً عنالمذنين،‏ سريع الانفعال للخير.‏ حد َّثني والدي قال:‏ استدعاني يوما وهو بالجزيرة،‏وكنت أتولى أعمالها،‏ فلامني في بعض الأمر.‏ فقلت:‏ أخاف من الاستقصاء؛ لو دُعي على بعض هؤلاء الملوك،‏وأومأت إلى أولاده،‏ لكانت شعرة منه تساوي الدنيا ومافيها،‏ ولنا مواضع تحتمل العمارة لو عمرت لتحصل منهاأضعاف هذا.‏فقال:‏ جزاك االله خير ا ً!‏ لقد نصحت وأديت الأمانة،‏ فاشرع في عمارة هذه الاماكن.‏ ففعلت،‏ وكبرتمنزلتي عنده،‏ ولم يزل يثني عليّ.‏قال:‏ وكان كثير الصبر والاحتمال من أصحابه.‏ لقد صبر من نوابه زين الدين وجمال الدين وغيرهما على مالم يصبرعليه سواه.‏ وكان حسن الاتفاق مع اخيه الملك العادل نور الدين كثير المساعدة والإنجاد له بنفسه وعسكرهوأمواله؛ حضر معه المصاف َّ بحارم وفتحها وفتح بانياس.‏ وكان يخطب له في بلاده باختيار من غير خوف.‏ وكانإحسانه إلى أصحابه متتابعا ً من غير طلب منهم ولاتعريض.‏ وكان يبغض الظلم وأهله،‏ ويعاقب من يفعله.‏ قال:‏وباالله أقسم إذا فكرت في الملوك أولاد زنكي:‏ سيف الدين ونور الدين وقطب الدين،‏ وما جمع االله فيهم من مكارمالأخلاق،‏ ومحاسن الأفعال،‏ وحسن السيرة،‏ وعمارة البلاد،‏ والرفق بالرعية؛ إلى غير ذلك من الأسباب التي يحتاجالملك إليها،‏ أذكر قول الشاعر:‏من تلقَ‏ منهم تقل ْ لاقيت سيدهم...مثل النجوم التي يسري هبا الس َّاريقلت:‏ وقرأت بخط الشيخ عمر الملا،‏ رحمه االله،‏ في كتاب كتبه إلى بعض الصالحين وسأله فيه الدعاء لقطب الدينصاحب الموصل وقال فيه:‏ " يأخي،‏ لو ذهبت أشرح لك سيرته في بلاده وعيش رعيته في ولايته أطلت وأضجرت.‏غير أني أذكر لك ماخصه االله به من الأخلاق الصالحة:‏ هو من أكثر الناس رحمة،‏ وأشدهم حياء،‏ وأعظمهم تواضعا ً،‏وأقلهم طمعا ً،‏ وأزهدهم في الظلم،‏ وأكثرهم صبرا ً،‏ وأبعدهم غضبا ً،‏ وأسرعهم رضا.‏ وهو من هذه الأخلاق علىحدٍ‏ أحبه أنا محبة لاأقدر أصفها،‏ وبيني وبينه إخاء ومزاورة،‏ يزورني وأزورهفصل. "قال ابن الأثير:‏ ولما بلغ نور الدين وفاة أخيه قطب الدين وملك ولده سيف الدين بعده،‏ واستيلاء عبد المسيحواستبداه بالأمور،‏ وحكمه على سيف الدين أنف من ذلك وكبر لديه،‏ وشق عليه.‏ وكان يبغض عبد المسيح لما يبلغهمن خشونته على الرعية والمبالغة في إقامة السياسة:‏ وكان نور الدين رحمه االله تعالى لينا ً رفيقا ً عادلا،‏ فقال:‏ أنا أولىبتدبير أولاد أخي وملكهم.‏ ثم سار من وقته فعبر الفرات عند قلعة حعبر أول المحرم.‏ثم دخلت سنة ست وستين وخمسمائةوقصد الر َّق َّة فامتنع هبا شيئا ً من الامتناع،‏ ثم سلمها على شئ اقترحه.‏ فاستولى نور الدين عليها وقرر أمورها؛ وسارإلى الخابور فملكه جميعه؛ ثم ملك نصيبين وأقام يجمع العساكر،‏ فإنه كان قد سار جريدة،‏ فأتاه هبا نور الدين محمدبن قرا أرسلان صاحب الحصن وديار بكر،‏ واجتمعت عليه العساكر؛ وقد كان ترك أكثر عسكره بالشام لحفظثغوره وأطرافه من الفرنج وغيرهم.‏ فلما اجتمعت العساكر سار إلى سنجار فحصرها،‏ وأقام عليها،‏ ونصب اجملانيق،‏وكان هبا عسكر كبير من الموصل.‏ فكاتبه عامة الأمراء الذين بالموصل يحثونه على الس ُّرعة إليهم ليسلموا البلد إليهوأشاروا بترك سنجار،‏ فلم يقبل منهم،‏ وأقام حتى ملك سنجار وسلمها إلى ابن أخيه الأكبر عماد الدين زنكي.‏ ثمسار إلى الموصل فأتى مدينة بَل َد وعبر دجلة في مخاضة عندها إلى الجانب الشرقي،‏ وسار فنزل شرقي الموصل علىحصن نينوى،‏ ودجلة بينه وبين الموصل.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!