13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

صار إليه من السلطان،‏ وسر قلوب الأصدقاء والأحباب بما حصل عليه من شريف الرتبة والمكان؛ واستدعى إلىحوزته الأصحاب والأهل،‏ ورو َّي بفسيح كرمه مَنْ‏ بعد منه وقرب من أهل الفضل؛ وتاب من الخمر وعدل عناللهو،‏ وتيقظ للتدبير وسها عن السهو،‏ وتقمص بلباس الدين،‏ وحفظ ناموس الشرع المبين؛ وشمر عن ساق الجدوالاجتهاد،‏ وأفاض على الناس من كرمه وَجُود جوده شآبيب فضله الغائب عن العهاد؛ وورد عليه القصادوالزوار،‏ و أ ُم َّ بنفائس الخطب وجواهر الأشعار.‏حدثني بعض الأمراء قال:‏ أقبل العاضد على السلطان الملك الناصر وأحبه محبة عظيمة،‏ وبلغ من محبته له أنه كانيدخل إليه القصر راكبا ً،‏ فإذا حصل عنده أقام معه في قصره اليوم والعشرة لايعلم أين مقره.‏قال:‏ ولما استولى الملك الناصر على الوزارة،‏ ومال إليه العاضد،‏ وحك َّمه في ماله وبلاده،‏ حسده من كان معه بالديارالمصرية من الأمراء الشامية،‏ كابن ياروق وجرديك وجماعة من غلمان نور الدين.‏ ثم إهنم فارقوه وصاروا إلى الشام.‏وحدثني أبي رحمه االله تعالى قال:‏ حدثني جماعة من أصحاب نور الدين أن نور الدين لما اتصل به وفاة أسد الدينووزارة صلاح الدين وما قد انعقد له من المحبة في قلوب الرعايا أعظم ذلك وأكبره،‏ وتأفف منه وأنكره،‏ وقال:‏كيف أقدم صلاح الدين أن يفعل شيئا ً بغير أمري!‏ وكتب في ذلك عدة كتب،‏ فلم يلتفت الملك الناصر إلى قوله،‏إلا أنه لم يخرج عن طاعته وأمره،‏ وأنه ما فارق قبول رأيه وإشارته.‏ وأمر نور الدين من بالشام من أهل صلاح الدينوأصحابه بالخروج إليه،‏ وطلب منه حساب مصر وما صار إليه.‏ وكان كثير ا ً ما يقول:‏ ملك ابن أيوب!‏ قلت:‏ هذاكله مما تقتضيه الطباع البشرية والجبلة الآدمية.‏ وقد أجرى االله سبحانه وتعالى العادة بذلك،‏ إلا من عصم االله،‏ ومنأنصف عذر،‏ ومن عرف صبر.‏ والذي أنكره نور الدين هو إفراط صلاح الدين في تفرقة الأموال واستبداده بذلكمن غير مشاورته؛ هذا مع أن ابن أبي طيّ‏ متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لايليق به،‏ فإن نور الدين رحمه االله كانقد أذل الشيعة بحلب وأبطل شعارهم وقوى أهل السنة؛ وكان والد ابن أبي طي من رؤس الشيعة فنفاه من حلب.‏وقد ذكر ذلك كله ابن أبي طي في كتابه مفرقا ً في مواضع،‏ فلهذا هو في الكتاب الذي له كثير الحمل على نورالدين رحمه االله،‏ فلا يُقبل منه ما ينسبه إليه مما لايليق به.‏ واالله أعلم.‏قال:‏ ولما ملك الملك الناصر مصر انتزع نور الدين حمص والرحبة من ناصر الدين ابن أسد الدين،‏ وفرق عمالهوأعطاه تل باشر ثم أخذها منه؛ ولقد كان يتألم لملك الملك الناصر.ويقال إنه لما مرض قال:‏ ما أخطأت إلا في إنفاذيأسد الدين إلى مصر بعد علمي برغبته فيها،‏ وما يحزنني شئ كعلمي بما ينال أهلي من يوسف بن أيوب.‏ ثم التفت إلىأصحابه فقال:‏ إذا أنا مت فصيروا بابني إسماعيل إلى حلب فإنه لايبقى عليه غيرها.‏قال ابن أبي طي:‏ ولقد كان يبلغ الملك الناصر من أقوال نور الدين وأقوال أصحابه أشياء تؤلمه وتمضه،‏ غير أنهيلقاها بصدر رحب،‏ وخلق عذب.‏ حدثني أبي عن ابن قاضي الدهليز،‏ وكان من خواص الملك الناصر،‏ قال:‏ جرىيوما ً بين يدي السلطان ذكر نور الدين فأكثر الترحم عليه،‏ ثم قال:‏ واالله لقد صبرت منه على مثل حز َّ المدى ووخزالإبر،‏ وما قدر أحد من أصحابه أن يجد عليّ‏ ما يعتده ذنبا ً؛ ولقد اجتهد هو بنفسه أ يضا ً أن يجد لي هفوة يعتدها عليّ‏فلم يقدر.ولقد كان يعتمد في مخاطباتي ومراسلاتي على الأشياء التي لايصبر على مثلها لعلي َّ أتضرر أو أتغير،‏ فيكونذلك وسيلة له إلى منابذتي،‏ فما أبلغته أربه يوما ً قط.‏قلت:‏ وقد وقفت على كتاب بخط نور الدين رحمه االله يشكر فيه من صلاح الدين رحمه االله تعالى،‏ وذلك ضد ما قالهابن أبي طي.‏ كتب نور الدين ذلك الكتاب إلى الشيخ شرف الدين بن أبي عصرون رحمه االله وهو بحلب ليوليه قضاءمصر.‏ صورته:‏ حسبي االله وكفى.‏ وفق االله الشيخ الإمام شرف الدين لطاعته وختم له بخير.‏ غير خافٍ‏ عن الشيخ ما

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!