13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

هذه البلاد في غير وجهها،‏ وقًّوى هبا الفرنج علينا ؛ وما كل وقت ندرك الفرنج ونسبقهم الى هذه البلاد التي قد قلرجالها وهلكت ابطالها ‏.فتنخلت الاراء بين الامراء انه لا يتم لهم امر الا بعد القبض على شاور؛وتفرقوا على ايقاعالقبض عليه.‏وكان شاور يركب في الاهبة العظيمة،والعدة الحسنة،‏ والالة الجميلة على عادهتم الاولى.وكان من جملة قواعدهم انالوزير اذا ركب حمل في موكبه الطبل والبوق.وكان شاور قليل الركوب،‏ فجعل الامراء يترصدونه ‏.ورأى اسدالدين قبل قبض شاور بليلة كأن شاور داخل اليه داره،‏ وناوله سيفه وعمامته ؛فتأوله اسد الدين بالقبض عليه واخذمنصبه.‏ثم ان شاورا ركب يوما في اهبته وجلالته ‏،فلما عاينه الامراء هابوه واحجموا عنه ، وكان يوما عظيما الضباب؛وكان خروج شاور من باب القنطرة للسلام على اسد الدين ؛فتقدم صلاح الدين فسلم عليه ودخل في موكبه ، ثمسايره ، ثم مد يده الى تلابيبه وصاح عليه فرجله.ولما رأى ذلك عسكر الشام قويت عزماهتم ووقعوا في عسكرشاور فنهبوا ما كان مع رجاله،وقتلوا منهم جماعة،‏ وحمل الملك الناصر شاورا راجلا الى خيمة لطيفة واراد قتله،‏ فلميمكنه قتله دون مشاورة اسد الدين.وفي الحال ورد على اسد الدين توقيع من العاضد على يد خادم يأمره فيه بقتلشاور ، فأنفذ التوقيع الى صلاح الدين فقتله في الحال،‏ وانفذ رأسه الى القصر.وبلغ الكامل بن شاور قتل ابيه فهربالى القصر وخلع العاضد على اسد الدين وقلده الوزارة ، وانفذ اليه فضة فيه رأس الكامل بن شاور ورؤوس اولاداخوته.‏ولما خرج منشور الوزارة الى اسد الدين امر بقراءته على رؤوس الاشهاد وفرح به غاية الفرح ، واعيدت قراءتهعليه عدة دفعات استحسانا لمعانيه،واستظرافا لما اودع من بدائع الكلام فيه.‏قال،ولما اتصل بنور الدين فتح الديار المصرية فرح بذلك فرحا شديدا،وواصل الحمد والثناء على االله تعالى اذ كانفي زمنه وعلى يده؛وامر بضرب البشائر في جميع ولايته وتزيين جميع بلاده؛وجلس الهنا بذلك ، وانشده الشعراء فيفتحها عدة اشعار.غير انه لما اتصل به ان اسد الدين وزر للعاضد واستبد بالامر في ذلك الصقع امضه ذلك واقلقه،‏وظهرت في مخايل قسماته وفلتات كلماته الكراهة،‏ واخذ في الفكرة في امره وسهر له ليالي،وافضى بسره الى مجدالدين بن الداية.حدثني جماعة عن شمس الدين على بن الداية،‏ اخي مجد الدين،‏ وحدثني الموفق محمود بن النحاسالفقيه الحلبي وقد جرى ذكر فتح مصر وان نور الدين ابتهج به،‏ فقال:واالله ما ابتهج به،‏ لقد كان وده الا يفتح والايصير اسد الدين وصلاح الدين الى ما صارا اليه.ولقد ظهرت الكراهية منه لذلك في الفاظه ووجهه.ولقد اعملالحيلة في افساد امر اسد الدين وصلاح الدين فما هتيأ له،‏ لا سيما يوم بلغه حصول صلاح الدين على خزائن مصر،‏فأنه اقام ثلاثة ايام لا يقدر احد ان يراه؛واهتم لذلك حتى افضى عليه الهم،‏ ولو لم يكن الفتح اليه منسوبا،‏ وعليهفضله محسوبا ‏،لما صبر على مل جرى،‏ ولا اغضى للملك الناصر على القذى.ولقد كاتب العاضد عدة دفعات فيامر الاسد والصلاح،‏ فلم يحصل له فيهما النجاح ، وكثيرا ما يوجد في كتب نور الدين الى العاضد التعريض بانفاذاسد الدين،‏ ولو امكنه اجملاهرة بالقول لقال.‏فمن بعض مكاتباته" :وقد افتقر العبد الى بعثته،واعوز عسكره يُمن نقيبته،‏ واشتد حزب الضلال على المسلمينلغيبته،لانه ما يزال يرمي شياطين الضلال بشهابه الثاقب،‏ ويُصمي معقل الشرك بسهمه النافذ الصائب " .قلت:لعل نور الدين رحمه االله انما اقلقه من ذلك كون اسد الدين وزر للعاضد فخاف من ميله الى القوم والىمذهبهم ‏،وان يفسد جنده عليه بذلك السبب.هذا ان صح ما نقله ابن ابي طي،‏ واالله اعلم.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!