13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

هبجوم عسكر الشام عليهم؛ فلما رأوهم رحلوا إلى بلبيس،‏ ونزل أسد الدين بالمقس.‏ ثم رحل ملك الفرنج ونزلعلى فاقوس واتبعه أسد الدين ونزل على بلبيس.‏وكان لما اتصل بشاور وصول أسد الدين إلى صَدْر أنفذ شمس الخلافة إلى ملك الفرنج يستطلق له منه بعض المال؛فصار إليه واجتمع به،‏ وقال:‏ قد ق ل َّ علينا المال.‏فقال ملك الفرنج:‏ اطلب منه ما شئت قال:‏ أشتهي أن هتب ليالنصف.‏ قال:‏ قد فعلت.‏ فقال شمس الخلافة:‏ ما بلغني أن ملكا في مثل حالك وقدرتك علينا وهب مثل هذه الهبةلقرم هم في مثل حالنا.‏ فقال ملك الفرنج:‏ أنا أعلم أنك رجل عاقل وأن شاور ا ً ملك،‏ وأنكما ما سألتماني أنأهبكما هذا المال العظيم إلا َّ لأمر قد حدث.‏ فقال له:‏ صدقت.‏ هذا أسد الدين قد وصل إلى صدر نُصرة لنا،‏ ومابقي لك مقام،‏ وشاور يقول لك أرى لك أن ترحل ونحن باقون على الهدنة فإنه أوفق لك ولنا،‏ وإذا حصل هذاالرجل عندنا أرضيناه من هذا المال بشئ وحملنا الباقي إليك متى قدرنا،‏ وإن نحن أخرجنا في رضاهم أكثر من هذاالمال عدنا عليك بما يبقى علينا من المقدار.‏ فقال ملك الفرنج:‏ أنا راض ٍ بذلك وإن بقي على شئ حملته إليكم؛وعول على الرحيل؛ فقال له:‏ بعد أن تطلق طي َّ ابن شاور وجميع من في عسكرك من الأسارى ولا تأخذ من بلبيسبعد انصرافك شيئا ً.‏ فأجابه إلى جميع ذلك.‏ولما رحلت الفرنج عن القاهرة نزل أسد الدين بأرض يقال لها اللوق،‏ وأخرج إليه شاور الإقامات الحسنة والخدمالكثيرة ولما اجتمعا قال شاور لاسد الدين:‏ قد رأيت من الرأي أن أخرج أنا وأنت وأن ندرك الفرنج ونوقع هبم.‏فقال أسد الدين:هذا كان رأيي والفرنج على البر الغربي وليس لهم وزر،‏ وأما الآن فلا،‏ لأهنم على البر المتصلببلادهم ونحن فقد خرجنا من البر في أسوأ حال من الضعف والتعب؛ وقد كفانا االله شرهم ونحن إلى الراحةوالاستجمام أحوج.‏ولما نزل أسد الدين باللوق أرسل له العاضد هدية عظيمة وخلعا ً كثيرة،‏ وأخرج إلى خدمته أكابر أصحابه.‏ ثم إنهخرج إليه في الليل سر ا ً متنكرا ً،‏ واجتمع به في خيمته،‏ وأفضى إليه بأمور كثيرة،‏ منها قتل شاور،‏ ثم عاد إلى قصره.‏وكان شاور قد رأى ليلة نزل أسد الدين على القاهرة كأنه دخل دار الوزارة فوجد على سرير ملكه رجلا وبينيديه دواة الوزارة وهو يوقع منها بأقلامه،‏ فسأل عنه،‏ فقيل هذا محمد رسول االله صلى االله عليه وسلم.‏ولما حصل أسد الدين بالديار المصرية وانفصل عنها الفرنج أمنت البلاد،‏ وتراجع الناس إلى بيوهتم وأخذوا فيإصلاح ما شعثه الفرنج وأفسدوه.‏ وتقاطر الناس إلى خدمة أسد الدين فتلقاهم بالرحب والسعة وأحسن إليهم.‏وأما شاور فإنه أخذ في التود ُّد إلى أسد الدين والتقرب إلى قلبه بجميع ما وجد السبيل إليه،‏ وأقام له ولعسكره الميرةالكثيرة والنفقات الغزيرة،‏ حتى استحوذ على قلبه،زنوى تبيقيته في ملكه وصفا له قلبه حتى نفذ اليه سرا:احرسنفسك عن عساكر الشام.‏واما عسكر الشام فاهنم لما رأوا طيب بلاد مصر وكثرة خيرها وسعة اموالها تافت اتفسهم الى الاقامة هبا،واختارواسكناها ، ورغبوا فيها رغبة عظيمة ؛فقوى الطمع اسد الدين في الاستيلاء بملكها،‏ ثم علم انه لا يتم ذلك وشاوربا ق ٍ فيها ‏،فأخذ في اعمال الحيلة عليه وكان العاضد قد تقدم اليه بقتله ؛ فجمع اصحابه وشاورهم في امر شاور ،وقال لهم:قد علمتم رغبتي في هذه البلاد ومحبتي لها وحرصي عليها،‏ لا سيما وقد تحققت ان عند الفرنج منها ماعندي،‏ وعلمت اهنم قد كشفوا عورهتا ، وعلموا مسالك رقعتها،‏ وتيقنت اني متى خرجت منها عادوا اليهاواحتَووُا عليها؛وهي معظم دار الاسلام وحلوبة بيت مالهم؛ وقد قوى عندي ان اثب عليها قبل وثوهبم،‏ واملكهاقبل مملكتهم ، واتخلص من شاور الذي يلعب بنا وهبم ، ويغرنا ويغرهم،‏ ويضرب بيننا و بينهم ؛ وقد ضيع اموال

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!