13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مراكب وقطع النيل في أثر أسد الدين بجميع جيوشه وجيوش الفرنج،‏ وسار أسد الدين إلى الجيزة وخيم هبا مقدارخمسين يوما ً،‏ واستمال قوما ً يقال لهم الأشراف الجعفريون والطلحيون والقرشيون،‏ فأنفذ أسد الدين إلى شاور يقولله:‏ أنا أحلف لك باالله الذي لا إله إلا هو،‏ وبكل يمين يثق هبا المسلم من أخيه،‏ أنني لاأقيم ببلاد مصر ولا أعاودإليها أبدا ً،‏ ولاامكن أحد ا ً من التعرض إليها،‏ ومن عارضك فيها كنت معك إ لبا ً عليه،‏ وما أؤم ِّل منك إلا نصرالإسلام فقط،‏ وهو أن العدو قد حَصَل هبذه البلاد،‏ والنجدة عنه بعيدة،‏ وخلاصه عسير،‏ وأريد منك أن نجتمع أناوأنت عليه،‏ وننتهز فيه الفرصة التي قد أمكنت والغنيمة التي قد ك ُتبت،‏ فنستأصل شأفته ونخمد ثأرته،‏ وما أظن أنهيعود يتفق للإسلام مثل هذه الغنيمة أ بد ا ً.‏فلما صار الرسول إلى شاور وأدى إليه الرسالة أمر به فقتل،‏ وقال:‏ ماهؤلاء الفرنج،‏ هؤلاء الف َرَج!‏ ثم أعلم الفرنجبما أرسل به إليه أسد الدين وأعلمهم بما أجابه،‏ وجدد لهم أيما نا ً وثقوا هبا.‏ وبلغ ذلك أسد الدين فأكل يديه أسفا ًعلى مخالفة شاور له في هذا الرأي،‏ وقال:‏ لعنه االله،‏ لو أطاعني لم يبق بالشام أحد من هؤلاء الفرنج!ونزل شاور فياللوق والمقسم،‏ وأمر بعمل الجسر بين الجيزة والجزيرة،‏ وأمر بالمراكب فشحنت بالرجال،‏ وأمرهم أن يجيئوا منخلف عسكر أسد الدين.‏ولما رأى أسد الدين ذلك كتب إلى أهل الإسكندرية يستنجدهم على شاور لأجل إدخاله الفرنج إلى دار الإسلاموتضييعه أموال بيت مال المسلمين فيهم؛ فقاموا معه وأمروا عليهم نجم الدين بن مصال،‏ وهو ابن أحد وزراءالمصريين،‏ وكان لجأ إلى الإسكندرية مست خفيا ً فظهر في هذه الفتنة.‏حدثني الشريف الإدريسي،‏ نزيل حلب،‏ قال:‏ كنت بالإسكندرية يومئذ فكتب معي ابن مصال كتا با ً إلى أسد الدين،‏وقال لي:‏ قل له إني أخبرك أن السلاح واصل.‏ وكان أنفذ لأسد الدين خزانة من السلاح،‏ قال فسبقتها بيومين،‏وحضرت بين يدي أسد الدين وأعطيته الكتب،‏ وشافهته بمقالة ابن مصال في معنى السلاح والآلات،‏ ثم وصلتالخزانة بعد يومين مع ابن أخت الأمير ابن عوف.‏ قال:‏ وبقينا على الجيزة يومين،‏ فوصل إلينا رسول ابن مدافع يخبرأسد الدين بقرب شاور منه ويأمره بالنجاة،‏ فترك أسد الدين الخيام والمطابخ وما يثقل حمله،‏ وسار سير ا ً حثيثا ً حتىقارب دَل َ جْة،‏ فأمر أسد الدين بنهبها فنهبت.‏ ونزل الناس لتغشية الدواب فلم تستتم عليقها حتى أمر أسد الدينبالرحيل وأوقد المشاعل ليلا وسرنا،‏ فإذا الجاووش ينادي في الناس بالرجوع،‏ وعاد أسد الدين إلى دجلة فنزلعليها،‏ فأصبحوا على ذلك والتقوا،‏ فقتل من أصحاب أسد الدين جماعة كبيرة واهنزموا.‏ وكان أسد الدين قد فرقأصحابه فريقين:‏ فر يقا ً معه وفر يقا ً جعله مع صلاح الدين وأنفذه ليأتي من خلف عسكر شاور،‏ فدخل الضعف منهذا الطريق.‏ ثم إن أصحاب أسد الدين تجمعوا وتماسكوا،‏ وعلموا أنه لاملجأ لهم إلا الصبر،‏ فتحالفوا على الموتوحملوا،‏ وطلع صلاح الدين من ورائهم.‏ فلم تزل الحرب قائمة إلى الليل،‏ فولت عساكر الإفرنج والمصريين الإدبار،‏وكاد مُر ِّي ملك الإفرنج يؤسر،‏ وصار شاور ومن سلم معه إلى منية ابن خصيب.‏ وسار أسد الدين على الفيوم إلىالإسكندرية فدخلها،‏ ونزل القصر وجعل فيه محبس الفرنج الذين أسرهم،‏ وكان فيها ابن الزبير متو ليا ً ديواهنا،‏فحمل إلى أسد الدين الأموال،‏ وقواه بالسلاح.‏ وخاف أسد الدين أن يقصده شاور والفرنج فيحصروه،‏ فربما تأذىبالحصار،‏ فأمر صلاح الدين بالمقام بالإسكندرية وترك عنده جماعة من العسكر،‏ ومن به مرض أو جراح أو ضعف،‏واستحلف له وجوه الإسكندرية وأوصاهم به،‏ ورحل في أقوياء عسكره قا صد ا ً إلى الصعيد.‏ ونزل الفرنج وشاورعلى الإسكندرية وحاصروها مدة ثلاثة أشهر بأشد القتال،‏ وبذل أهلها في نصرة الملك الناصر أموالهم وأنفسهم،‏وقتل منهم جماعة عظيمة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!