13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قتل والخيل قد أطبقت عليهم،‏ فنزلوا عن الخيل وألقوا أسلحتهم وأذعنوا بالأمان،‏ فأخذوا جميعا ً قبضا ً بالأيدي.‏وسار إلى حارم ففتحها،‏ وأراد النزول على أنطاكية فلم يتمكن لشغل قلبه بمن في مصر من المسلمين؛ فانحرفقا صد ا ً لدمشق،‏ ونزل على بانياس،‏ فافتتحها.وأغار على بلد طبرية وجمع أعلام الفرنج وشعافهم وجعلها في عيبةوسلمها إلى نَج َّاب،‏ وقال له:‏ أريد أن تُعمل الحيلة في الدخول إلى بلبيس،‏ وتخبر أسد الدين بما فتح االله علىالمسلمين،‏ وتعطيه هذه الأعلام والشعاف،‏ وتأمره بنشرها في أسواق بلبيس،‏ فإن ذلك مما يفت ُّ في أعضاد الكفارويدخل الوهن عليهم.‏ ففعل ذلك.‏ فلما رأى الفرنج الأعلام والشعاف قلقوا لذلك وخافوا على بلادهم،‏ وسألواشاور ا ً الإذن في الانفصال.‏ فانزعج شاور لذلك،‏ وخاف من عاقبة الأمر،‏ وسألهم ا لت َّم ُّه ل أياما ً؛ وجمع أمراءهللمشورة،‏ فأشاروا عليه بمصالحة أسد الدين.‏ وتكفل إتمام الصلح له الأمير شمس الخلافة؛ فأنفذه إليه،‏ فتم الصلحعلى يديه،‏ على أن يحمل شاور إلى أسد الدين ثلاثين ألف دينار أخرى.‏وحكى أن شاور ا ً أرسل إلى أسد الدين،‏ وهو محصور ببلبيس،‏ يقول له:‏ اعلم أنني أبقيت عليك ولم أمكن الفرنجمنك لأهنم كانوا قادرين عليك؛ وإنما فعلت ذلك لأمرين:‏ أحدهما أني ما أختار أن أكسر جاه المسلمين وأ ُقويالفرنج عليهم.‏ والثاني أني خفت أن الفرنج إذا فتحوا بلبيس فيها،‏ وقالوا هذه لنا؛ لأنا فتحناها بسيوفنا؛ وما من يومكان يمضي بمصر إلا وأنا أ ُنفذ إلى كبار الفرنج الجملة من المال،‏ وأسألهم أن يكسروا همة الملك عن الزحف.‏قال:‏ وأقام أسد الدين بظاهر بلبيس ثلاثة أيام،‏ ورحلت الفرنج إلى جهة الساحل،‏ وسار أسد الدين قا صد ا ً الشام،‏وجهل مسيره على البر ِّية.‏واتفق أن البرنس أرناط صاحب الك َرَك والش َّوْبَك تأول ليمينه التي حلفها لأسد الدين،‏ وقال:‏ أنا حلفت أني ما ألحقأسد الدين ولا عسكره في البر،‏ وأنا أريد ألحقه في البحر.‏ وركب في البحر وصار في يوم واحد إلى عسقلان،‏وخرج منها إلى الكرك والشوبك وجمع عسكره المقيم هناك،‏ وقعد مر تقبا ً خروج أسد الدين من البرية ليوقع به.‏وعلم أسد الدين بمكيدة أرناط بالحدس والتخمين،‏ فسلك طر يقا ً من خلف المكان الذي كان فيه أرناط:‏ شق إلىالغور وخرج من البلقاء،‏ وسلمه االله تعالى منه.‏ ودخل دمشق فاجتمع بنور الدين وأخبره بالأحوال،‏ وأعلمه بضعفديار مصر،‏ ورغبه فيها وشوقه إلى ملكها،‏ فرغب فيها نور الدين وأمره بتجنيد الأجناد واستخدام الرجال.‏وأما شاور فإنه بعد رحيل أسد الدين والفرنج إلى بلادهم عاد إلى القاهرة،‏ ولم يكن له همة إلا تتبع من علم أن بينهوبين أسد الدين معرفة أو صحبة.‏ وكان استفسد جماعة من عسكر أسد الدين منهم خشترين الكردي وأقطعهشطنوف؛ وقتل شاور جماعة من أهل مصر وشردّ‏ آخرين.‏ثم توجه أسد الدين في ربيع الأول سنة اثنتين وستين قا صد ا ً الديار المصرية،‏ وكتم أخباره،‏ فما راع شاور ا ً إلا ورودكتاب مُر ِّي ملك الافرنج،‏ يعرفه فيه أن أسد الدين قد فصل عن دمشق بعساكره قا صد ا ً ديار مصر.‏ فطلب شاورمنه إعادة النجدة،‏ والمقرر من المال يصل إليه على ماكان يصل إليه في العام الماضي.‏ فسار مُر ِّي في عساكر الفرنجإلى مصر على جانب البحر،‏ وكان أسد الدين سا ئر ا ً في البر،‏ فسبقه الفرنج ونزلوا على ظاهر بلبيس،‏ وخرج شاوربعساكر مصر واجتمع بالملك،‏ وقعدوا جميعا ً في انتظار أسد الدين.‏وعلم أسد الدين باجتماع الفرنج بشاور على بلبيس،‏ فنكب عن طريقهم وأم الجبل،‏ وخرج على إطفيح،‏ وهي فيالجنوب من مصر،‏ وشن الغارة هناك.‏ واتصل بشاور خبره،‏ فسار في عساكره،‏ والفرنج في صحبته،‏ يقفو أثره.‏واتصل بأسد الدين ذلك فأندفع بين أيديهم حتى بلغ شرونة من صعيد مصر،‏ وتحي َّل في مراكب ركبها،‏ وعدى إلىالبر الغربي.‏ ولما استكمل تعديته أدرك شاور بعض ساقته ومنقطعي عسكريته،‏ فأوقع هبم.‏ وأحضر شاور أيضا ً

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!