13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

فيصفح عن حاجته.‏ فخرج الجماعة إليه بالرسالة فشكر إحسان نور الدين وسكت عما وراء ذلك.‏ فسأله القومالجواب،‏ فقال:‏ إذا لم يبي َّت الرأي جاء فطير ا ً.‏ فعاد القوم إلى نور الدين وعرفوه مادار بينهم وبينه،‏ فأمرهم بالعودإليه من غد ذلك اليوم،‏ ففعلوا،‏ وطلبوا الجواب،‏ فسكت وأطال أيضا ً،‏ ثم قال:‏ إن رأي نور الدين،‏ أطال االله بقاءه،‏الاجتماع بي فله عل ُّو الرأي.‏ فعر َّفوا نور الدين بمقالته،‏ فأجاب نور الدين أن يكون الاجتماع على ظهر بالميدانالأخضر.‏ وركب نور الدين من الغد في وجوه دولته وخواص مملكته في أحسن زي وأكمل شارة.‏ فلما دخل الميدانركب شاور من الجوسق والتقيا في وسط الميدان بالتحية فقط،‏ ولم يترجل أحد منهما لصاحبه.‏ ثم سارا من موضعاجتماعهما،‏ وهو نصف الميدان،‏ إلى آخره،‏ ثم انفصلا من هناك وعاد نور الدين إلى قلعة دمشق،‏ وأخذ وقته ذلك فيجمع العساكر.‏وأما ضرغام فإنه حين استقر به الأمر أنشأ كتا با ً إلى نور الدين،‏ على يد علم الملك ابن النحاس،‏ يظهر فيه الطاعةويعر ِّض بخذلان شاور،‏ فأظهر نور الدين لعلم الملك القبول في الظاهر وهو شاور في الباطن،‏ وأجاب عن الكتاب،‏وانفصل علم الملك عن دمشق.‏ فلما كان بظاهر الكرك أخذه فيليب بن الرفيق الفرنجي وحصل على جميع ماكانمعه،‏ واهنزم علم الملك بنفسه وتوجه إلى الساحل وسار إلى مصر.‏وكان شاور قد أطمع نور الدين في أموال مصر ورغبه في ملكها،‏ وأنه إذا ملكها كان من قبله فيها.‏ولما بلغ شاور ا ً استتبابُ‏ أمر العسكر سأل عن المقدم عليه،‏ فقيل له أسد الدين شيركوه،‏ فلم يطب له ذلك،‏ لأنه ظنأن التقدمة تكون له،‏ فلما زُحم هبذا العود سُقط في يده،‏ وفت في عضده،‏ ولم يجد بد ا ً من المسير.فخرج واجتمعبأسد الدين وسارا جميعا ً حتى وصلوا أطراف البلاد المصرية ونزلوا على تل في الحوف قريب من بلبيس يعرف بتلبسطة،‏ وضربوا خيامهم هناك.‏ولما اتصل بضرغام خبر ورود شاور وأسد الدين بالعساكر الشامية جمع أمراء مصر واستشارهم؛ فأشار شمسالخلافة محمد بن مختار بأن تجتمع العساكر وتخرج جريدة وتلقى العساكر الشامية بصدر،‏ وهي على يومين منالقاهرة،‏ فإهنم لايثبتون،‏ لكوهنم خرجوا من البرية ضعفاء،‏ ولمكان قلة الماء عليهم،‏ لأن المسافر إلى مصر يحمل الماءمن أيْلة مسيرة ثلاثة أيام،‏ فلم يروا ذلك واختاروا أن يلقوهم على بلبيس.‏ فأمر ضرغام الأمراء بالخروج،‏ فخرجوافي أحسن زي وأكمل عدة،‏ والمقد َّم عليهم ناصر الدين مُل ْهم،‏ أخو ضرغام،‏ وجاءوا حتى أحاطوا بالتل الذي كانأسد الدين نازلا عليه.‏ولما عاين أسد الدين كثرة العساكر وأهنم قد ملكوا عليهم الجهات وسدوا منافذ الطرقات،‏ قال لشاور:‏ ياهذا،‏ لقدأرهقتنا وغررتنا،‏ وقلت إنه ليس بمصر عساكر،‏ فجئنا في هذه الشرذمة!‏ فقال له شاور:‏ لايهولنك ما تشاهد منكثرة الجموع فأكثرها الحاكة والفلاحون الذين يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا،‏ فما ظنكهبم إذا حمى الوطيسوكلبت الحرب!‏ وأما الأمراء فإن كتبهم عندي وعهودهم معي،‏ وسترى ذلك إذا لقيناهم.‏ ثم قال:‏ أريد أن تأمرالعساكر بالاستعداد للوثوب،‏ ففعل،‏ وهناهم شاور عن القتال.‏ووقف الفريقان مصطفين من غير حرب إلى أن حمى النهار والتهب الحديد على أجساد الرجال،‏ فضرب أكثر أهلمصر الخيم الصغار،‏ وخلعوا السلاح،‏ ونزلوا عن الخيول،‏ وجلسوا في الظل.‏ فأمر شاور الناس بالحملة فكان أسعدأهل مصر من ركب فرسه وأطلق عنانه وولى منهزم ًا.‏ وتركوا خيمهم وأموالهم ليس هبا حافظ،‏ فاحتوى عليهاأصحاب أسد الدين،‏ وأ ُسر شمس الخلافة وجماعة من أمراء المصريين،‏ ولم يمكن شاور من تقييدهم والاحتياط عليهمفهربوا.‏ وساق أسد الدين وشاور في أثر الناس،‏ ونزلوا على القاهرة وقاتلوها أياما ً.‏ وراسل شاو رُ‏ العاضد في إصلاح

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!