13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ربّ،‏ كما ملكتها يوسف الص - ديق من اولاد يعقوب...يملكها في عصرنا يوسف الص ادق من أولاد أيوبمن لم يزل ضرّاب هام ِ العدا حقا ً ‏...وضرّاب العراقيبثم إن أسد الدين جدَ‏ في السير على البرّ،‏ وترك بلاد الإفرنج عن يمينه،‏ فوصل إلى الديار المصرية وقصد إطفيح،‏وعبر النيل عندها إلى الجانب الغربي،‏ ونزل بالجزيرة مقابل مصر،‏ وتصرّف في البلاد الغربية وأقام هبا نيفا ً وخمسينيوما ً.‏وكان شاور لما بلغه مجئ أسد الدين قد راسل الفرنج يستغيث هبم ويستصرخهم؛ فأتوه على الصعب والذلول،‏ فتارةيحثهم طمعهم في ملك مصر على الجد والتشمير،‏ وتارة يحدوهم خوفهم من أن يملكها العسكر الن ُّوري علىالإسراع في المسير؛ فالرجاء يقودهم والخوف يسوقهم.‏ فلما وصلوا إلى مصر عبروا إلى الجانب الغربي؛ وكان أسدالدين والعسكر الن ُّوري قد ساروا إلى الصعيد فبلغوا مكا نا ً يعرف بالبابين،‏ وسارت العساكر المصرية،‏ والفرنجوراءهم،‏ فأردركوهم به في الخامس والعشرين من جمادي الأولى.‏وكان شيركوه قد أرسل إليهم جواسيس،‏ فعادوا وأخبروه بكثرة عددهم وعددُهم،‏ وجدهم في طلبه؛ فعزم علىقتالهم ولقائهم،‏ وأن تحكم السيوف بينه وبينهم.‏إلا أنه خاف من أصحابه أن تضعف نفوسهم عن الثبات في هذا المقام الخطير الذي عطبهم فيه أقرب من السلامة،‏لقلة عددهم وبعدهم عن بلادهم؛ فاستشارهم،‏ فكلهم أشار عليه بعبور النيل إلى الجانب الشرقي والعود إلى الشام،‏وقالوا له:‏ إن نحن اهنزمنا،‏ وهو الذي لاشك فيه،‏ فإلى أين نلتجئ وبمن نحتمي،‏ وكل من في هذه الديار من جنديوعامي وفلاح ع دو ُّ لنا،‏ ويودون لو شربوا دمتءنا؛ وحق لعسكر عدهتم ألفا فارس قد بعدُوا عن ديارهم وقلناصرهم أن يرتاع من لقاء عشرات ألوف،‏ مع أن كل أهل البلاد عدو لهم فلما قالوا ذلك قام إنسان من المماليكالن ُّورية يقال له شرف الدين بزغش،‏ وكان من الشجاعة بالمكان المشهور،‏ وقال:‏ من يخاف القتل والجراح والأسرفلا يخدم الملوك بل يكون فلاحا ً أو مع النساء في بيته؛ واالله لئن عدتم إلى الملك العادل من غير غلبة وبلاء تعُذرونفيه ليأخذن إقطاعاتكم و ليعودن َّ عليكم بجميع ما أخذتموه إلى يومنا هذا،‏ ويقول لكم:‏ أتأخذون أموال المسلمينوتفرون عن عدوهم،‏ وتسلمون مثل هذه الديار المصرية يتصرف فيها الكفار؟!‏ قال أسد الدين:هذا رأيي وبهأعمل،‏ ووافقهما صلاح الدين يوسف بن أيوب،‏ ثم كثر الموافقون لهم على القتال،‏ فاجتمعت الكلمة على اللقاء.‏فأقام بمكانه حتى أدركه المصريون والفرنج وهو على تعبئة،‏ وقد جعل الأثقال في القلب يتكثر هبا،‏ ولأنه لم يمكنه أنيتركها بمكان آخر فينهبها أهل البلاد.‏ثم َّ إنه جعل صلاح الدين ابن أخيه في القلب،‏ وقال له ولمن معه:‏ إن الفرنج والمصريين يظنون أنني في القلب فهميجعلون جمرهتم بإزائه وحملتهم عليه،‏ فإذا حملوا عليكم فلا تصدقوهم القتال ولاهتلكوا نفوسكم،‏ واندفعوا بينأيديهم؛ فإذا عادوا عنكم فارجعوا في أعقابكم.‏ واختار من شجعان أصحابه جمعا ً يثق إليهم ويعرف صبرهموشجاعتهم،‏ ووقف هبم في الميمنة.‏ فلما تقابل الطائفتان فعل الفرنج ما ذكره أسد الدين وحملوا على القلب ظنا ًمنهم أنه فيه،‏ فقاتلهم من به قتالا يسيرا ً،‏ ثم اهنزموا بين أيديهم،‏ فتبعوهم.‏ فحينئذ حمل أسد الدين فيمن معه على منتخلف عن الفرنج الذين حملوا على القلب من المسلمين فهزموهم،‏ ووضع السيف فيهم فأثخن،‏ وأكثر القتلوالأسر،‏ واهنزم الباقون.‏ فلما عاد الفرنج من أثر المنهزمين الذين كانوا في القلب رأوا مكان المعركة من أصحاهبمبلقعا ً ليس هبا منهم ديار،‏ فاهنزموا أ يضا ً.‏ وكان هذا من أعجب ما يؤرخ:‏ أن ألفي فارس هتزم عساكر مصر وفرنج

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!