13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الإحصاء،‏ قد ملأوا الأرض وحجبوا بقسطلهم السماء؛ فحرّض نور الدين أصحابه،‏ وفرق نفائس الأموال علىشجعان الرجال.‏فلما قاربه الفرنج رحل عن حارم إلى أرْتاح وهو إلى لقائهم مرتاح؛ وإنما رحل طمعا ً أن يتبعوه،‏ ويتمكن منهم إذالقوه.‏ فساروا حتى نزلوا علم عِم َّ،‏ وهو على الحقيقة تصحيف مالقوه من الغم؛ ثم تيقنوا أنه لاطاقة لهم بقتاله،‏ولاقدرة لهم على نزاله؛ فعادوا إلى حارم وقد حرمتهم كل خير،‏ وتبعهم نور الدين.‏فلما تقربوا اصطفوا للقتال؛ وبدأت الفرنج بالحملة على ميمنة المسلمين،‏ وهبا عسكر حلب وفخر الدين،‏ فبددوانظامهم،‏ وزلزلوا أقدامهم،‏ وولوا الأدبار،‏ وتبعهم الفرنج.‏ وكانت تلك الفر َّة من الميمنة عن اتفاق ورأي دبروه،‏ومكر بالعدو مكروه،‏ وهو أن يبعدوا عن راجلهم فيميل عليهم من بقي من المسلمين،‏ ويضعوا فيهم السيوف،‏ويرغموا منهم الأنوف،‏ فإذا عاد فرساهنم من أثر المنهزمين لم يلقوا راجلا يلجئون إليه،‏ ويعود المنهزمون في آثارهم،‏وتأخذهم سيوف االله من بين أيديهم ومن خلفهم.‏ فكان الأمر على مادبروا؛ فإن الفرنج لما تبعوا المنهزمين عطفزيد الدين في عسكر الموصل على راجلهم،‏ فأفناهم قت لا ً وأسرا ً،‏ وعادت خيّالهم ولم يمعنوا في الطلب،‏ خوفا ً علىراجلهم من العطب،‏ فصادفوا راجلهم على الصعيد معف َّرين،‏ وبدمائهم مضرجين؛ ف َسُقِط في أيْدي ِهْم وَرَأ َوْا أ َن َّهْم قدْ‏ضل ُّوا،‏ وخضعت رقاهبم وذلوا.‏ فلما رجعوا عطف المنهزمون أعنتهم،‏ وعادوا،‏ فبقي العدو في الوسط وقد أحدق هبمالمسلمون من كل جانب.فحينئذ حمى الوطيس،‏ وباشر الحرب المرؤس والرئيس،‏ وقاتلوا الفرنج قتال من يرجوبإقدامه النجاة،‏ وحابوا حرب من أيس من الحياة.‏ وانقضت العساكر الإسلامية عليهم انقضاض الصقور على بغاثالطيور،‏ فمزقوهم بددا ً،‏ وجعلوهم قدد ا ً.‏ فألقى الفرنج بأيديهم إلى الأسار،‏ وعجزوا عن الهزيمة والفرار،‏ وأكثرالمسلمون فيهم القتل،‏ وزادت عدة القتلى على عشرة الآف.‏ وأما الأسرى فلم يحصوا كثرة،‏ ويكفيك د لي لا ً علىكثرهتم أن ملوكهم أسروا،‏ وهم الذين من قبل ذ ُكروا.‏وسار نور الدين بعد الكسرة إلى حارم،‏ فملكها في الحادي والعشرين من شهر رمضان.‏ وأشار أصحابه عليه بالمسيرإلى أنطاكية ليملكها،‏ لخلوها ممن يحميها ويدفع عنها،‏ فلم يفعل،‏ وقال:‏ أما المدينة فأمرها سهل،‏ وأما القلعة التي لهافهي منيعة لاتؤخذ إلا بعد طول حصار،‏ وإذا ضيقنا عليهم أرسلوا إلى صاحب القسطنطينية وسلموها ‏'ليه؛ ومجاورةبيمند أحب إلي ّ من مجاورة ملك الروم.‏و بث َّ سراياه في تلك الأعمال والولايات فنهبوا وسبوا،‏ وأوغلوا في البلاد حتى بلغوا اللاذقية والسويداء وغيلاذلك،‏ وعادوا سالمين.‏ثم إن نور الدين أطلق بيمند أنطاكية بمال جزيل أخذه منه،‏ وأسرى كثيرة من المسلمين أطلقهم.‏وقال الحافظ أبو القاسم:‏ كسر نور الدين الروم والأرمن والفرنج على حارم،‏ وكان عدهتم ثلاثين أ لفا ً.‏ قال:‏ ووقعبيمند في أسره في نوبة حارم،‏ وباعه نفسه بمال عظيم أنفقه في الجهاد.‏قلت:‏ وبلغني أن نور الدين رحمه االله تعالى لما التقى الجمعان،‏ أو قبيله،‏ انفرد تحت تل حارم وسجد لربه عز وجل،‏ومرغ وجهه وتضرع،‏ وقال:‏ يارب!‏ هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك،‏ وهوؤلاء عبيدك وهم اعداؤك؛ فانصر أولياءكعلى اعدائك.‏ إيش فضول محمود في الوسط؟ يشير إلى أنك يارب إن نصرت المسلمين فدينك نصرت،‏ فلا تمنعهمالنصر بسبب محمود إن كان غير مستحق للنصر.‏وبلغني أنه قال:‏ اللهم انصر دينك ولاتنصر محمود ا ً.‏ من هو محمود الكلب حتى يُنصر!‏ وجرى بسبب ذلك منامحسن نذكره في أخبار سنة خمس وستين عند رحيل الفرنج عن دمياط بعد نزولهم عليها؛ وهذا فتح عظيم ونصر

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!