13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

لبعلبك وضاق الأمر على من هبا،‏ وخاف نجم الدين أن تؤخذ عنوة ً ويناله أذى؛ فأرسل في تسليم القلعة وطلبإقطاعا ً ذكره،‏ فأجيب إلى ذلك.‏ وحلف له صاحب دمشق عليه،‏ وسلم القلعة،‏ ووفى له بما حلف عليه من الإقطاعوالتقدم،‏ وصار عنده من أكابر الأمراء.‏واتصل أخوه أسد الدين شيركوه بالخدمة النورية،‏ بعد قتل الشهيد،‏ وكان يخدمه في أيام والده،‏ فقربه نور الدينوأقطعه،‏ ورأى منه في حروبه ومشاهده آ ثار ا ً يعجز عنها غيره لشجاعته وجرأته،‏ فزاده إقطاعا ً وقر با ً حتى صارت لهحمص والرحبة وغيرهما؛ وجعله مقدم عسكره.‏فلما تعلقت الهمة النورية بملك دمشق أمر أسد الدين فراسل أخاه نجم الدين،‏ وهو هبا،‏ في ذلك،‏ فطلب منهالمساعدة على فتحها،‏ فأجاب إلى ما يراد منه؛ وطلب هو وأسد الدين من نور الدين كثير ا ً من ا ٌقطاع والأملاك ببلددمشق وغيرها،‏ فبذل لهما ما طلبا منه،‏ وحلف لهما عليه،‏ فوفى لهما لما ملكها،‏ وصارا عنده في أعلى المنازل،‏ لاسيمانجم الدين،‏ فإن جميع الأمراء كانوا لايقعدون عند نور الدين إلا أن يأمرهم أو أحدهم بذلك،‏ إلا نجم الدين،‏ فإنهكان إذا دخل إليه قعد من غير أن يؤمر بذلك.‏فلما كان سنو تسع وخمسين عزم نور الدين على إرسال العساكر إلى مصر،‏ ولم ير هذا الأمر الكبير أقوم ولاأشجعمن أسد الدين،‏ فسي َّره.‏وكان سبب ذلك أن شاور بن مجير أبا شجاع السعدي،‏ وهو الملقب أمير الجيوش الذي يقول فيه عُمارة منقصيدة:‏ضجر الحديد من الحديد،‏ وشاور ... في نصر آل محمد لم يضجرحلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفروهو وزير الملقب بالعاضد لدين االله آخر المستخلفين بمصر،‏ كان قد وصل إلى دمشق في سنة ثمان وخمسين،‏ سادسربيع الأول،‏ إلى نور الدين مستن جد ا ً به على من أخذ منه منصبه قهر ًا.‏ وكانت عادة المصريين أنه إذا غلب شخصصاحب المنصب وعجز صاحب المنصب عن دفعه،‏ وعرفوا عجزه،‏ وقعّوا للقاهر منهم ورتبوه ومكنوه،‏ فإن قوهتمإنما تكون بعسكر وزيرهم،‏ وهو الملقب عندهم بالسلطان،‏ وما كانوا يرون المكاشفة،‏ وأغراضهم مستتبة وقواعدهممستقرة من أول زماهنم على هذا المثال.‏وكان شاور قد غلب على الوزارة وانتزعها من بني رزيك وقتل العادل بن الصالح ابن رزيك الذي وزر بعد أبيه،‏واسمه رزيك،‏ ويلقب بالناصر أيضا ً،‏ وهو الذي استحضر القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني منالاسكندرية واستخدمه بحضرته وبين يديه في ديوان الجيش،‏ على ما ذكره عمارة اليمني،‏ في كتاب الوزراء المصرية.‏وقال:‏ غرس منه للدولة،‏ بل للملة،‏ شجرة مباركة متزايدة النماء،‏ أصلها ثابت وفرعها في السماء.‏ ثم خرج علىشاور نائب الباب،‏ وهو أمير يقال له ضرغام بن سوار ويلقب بالمصور،‏ فجمع له جموعا ً كثيرة لم يكن له هبا قِبل،‏فغلبه وأخرجه من القاهرة وولده طي َّا ً،‏ واستولى على الوزارة.‏ فرحل شاور إلى الشام قا صد ا ً خدمة نور الدينمستصرخا ً به ومستنصرا ً،‏ فأحسن نور الدين لقاءه وأكرم مثواه،‏ فطلب منه شاور إرسال العساكر إلى مصر ليعودإليها،‏ ويكون له فيها حصة،‏ ذكرها له،‏ ويتصرف على أمره وهنيه،‏ واختياره.ونور الدين يقدم في ذلك رجلاويؤخر أخرى،‏ تارة تحمله رعاية قصد شاور وطلب الزيادة في الملك والتق َّوى على الفرنج،‏ وتارة يمنعه خطر الطريقوكون الفرنج فيه،‏ إلا أن يوغلوا في البر فيتعرضوا لخطر آخر مع الخوف من الفرنج أيضا ً.‏ثم استخار االله تعالى وأمر أسد الدين بالتجهز للمسير معه قضاءً‏ لحق الوافد المستصرخ،‏ وجَس َّا للبلاد،‏ و تطلعا ً على

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!