13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قلت.‏ وذكر أبو الفتح بنجه بن أبى الحسن بن بنجه الأشترى،‏ المعيد كان بالمدرسة النظامية،‏ في سيرة مختصرة جمعهالنور الدين،‏ وقد تقدم شيء منها،‏ رحمهما االله.‏ قال:‏ وبلغنا أن نور الدين خرج إلى الجهاد،‏ في سنة ست وخمسينوخمسمائة،‏ فقضى االله باهنزام عسكر المسلمين،‏ وبق الملك العادل،‏ مع شرذمة قليلة،‏ وطائفة يسيرة،‏ واقفا على تليقال له تل حبيش،‏ وقد قرب عسكر الكفار بحيث اختلط رجالة المسلمين.‏ مع رجالة الكفار فوقف الملك العادلبحذائهم موليا وجهه إلى قبلة الدعاء،‏ حاضرا بجميع قلبه،‏ مناجيا ربه يقول:‏ يارب العباد،‏ أنا العبد الضعيف،‏ ملكتنيهذه الولاية وأعطيتني هذه النهابة؛ عمرت بلادك،‏ ونصحت عبادك،‏ وأمرهتم بما أمرتني به،‏ وهنيتهم عما هنيتني عنه؛فرفعت المنكرات من بينهم،‏ وأظهرت شعار دينك في بلادهم؛ وقد اهنزم المسلمون،‏ وأنالا أقدر على دفع هؤلاءالكفار أعداء دينك ونبيك محمد صلى االله عليه وسلم،‏ ولا أملك إلا نفسي هذه،‏ وقد سلمتها إليهم ذابا عن دينكوناصرا لنبيك.‏ فاستجاب االله تعالى دعاءه،‏ وأوقع في قلوهبم الرعب،‏ وأرسل عليهم الخذلان؛ فوقفوا مواضعهم وماجسروا على الإقدام عليه،‏ وضنوا أن الملك العادل عمل عليهم الحيلة،‏ وأن عسكر المسلمين في الكمين،‏ فإن أقدمواعليه يخرج عساكر المسلمين من الكمين فلا ينفلت منهم أحد فوقفوا وما أقدموا علية.‏ قال ولولا أن ذلك إلهام مناالله تعالى لكانوا قد استأجروا المسلمين وما كان ينفلت واحد من المسلمين.‏ فوقف عسكر الكفار وبرز اثنان منهميحولان بين الصفين يطلبان البراز من المسلمين؛ فأمر الملك العادل لخطلخ الزاهد،‏ مولى الشهيد بالخروج إليهما،‏فخرج،‏ وجال بينهما ساعة،‏ وحمل على واحد منهما فقتله؛ ثم جال ساعة وعمل حيلة وخدعة،‏ ورجع إلى قريبصف الكفار،‏ وحمل على الآخر فقتله،‏ ورجع إلى الصف.‏قال:‏ وحدثنا الشيخ داود القدسي خادم قبر شعيب،‏ على نبينا وعليه السلام،‏ قال:‏ كان أعطاني ملك القدس بغلةكنت راكبا عليها،‏ يعني في ذلك اليوم،‏ واقفا مع الملك العادل؛ فلما وصل الكفار وقربوا منا شمت بغلتي رائحة خيلالكفار،‏ فصهلت تطلب خيلهم،‏ فسمعوا صهيل بغلتي،‏ فقالوا هذا داود راكب على البغلة مع نور الدين واقف،‏ولولا الحيلة والكمين من المسلمين لما وقفوا مع هذه الشرذمة القليلة،‏ والطائفة اليسيرة.‏ فتحقق ذلك في قلوهبمفوقفوا وما جهروا على الإقدام عليه.‏ قال:‏ فترجل كل من كان مع الملك العادل وتتشفعوا إليه،‏ وباسوا الأرض بينيديه،‏ وقالوا:‏ أيها الملك أنت بجميع المسلمين في هذا الموضع وفي هذا الإقليم؛ فإن جرى،‏ والعياذ باالله،‏ وهن وضعفمن استيلاء الكفار على المسلمين فمن الذي يقدر على تداركه ؟!‏ قال:‏ وحلف هذا الشيخ داود أهنم بعنان فرسهكرها ورحلوا من ذلك الموضع،‏ وما كان في عزم الملك العادل أن يرحل من ذلك الموضع.‏ فلما علم الكفار ذلك،‏وأنه ما كان عليهم حيلة ولا كمين،‏ ندموا على ذلك ندامة عظيمة.‏ قال:‏ وكان قبل هذه الوقعة بسنة كسر الملكالعادل الكفار وقتل منهم مقتله عظيمة وأسر منهم خلقا كثيرا،‏ على ما حكى عن صلاح الدين صاحب حمص أنهقال:‏ قد جاز التركمان علينا،‏ فحصل في الجريدة ألف أسير مع التركمان.هذا ما جاز على بلد حمص وحده.‏ وكانقد انفلت ملك القدس ودخل إلى قليعة؛ فلما جن عليه الليل خرج من القلعة ومضى.‏فصلقال أبو يعلى:‏ في رجب تجمع قوم من السفهاء العوام وعزموا على التحريض لنور الدين على إعادة ما كان أبطلوسامح به أهل دمشق من رسوم دار البطيخ وعرصة البقل والأهنار،‏ وصاهنم من إعنات شرار الضمان وحوالةالأجناد.‏ وكرروا لسخف عقولهم الخطاب،‏ وضمنوا القيام بعشرة آلاف دينار بيض؛ وكتبوا بذلك حتى أجيبوا إلىما راموا.‏ وشرعوا في فرضها على أرباب الأملاك من المقدمين والأعيان والرعايا،‏ فما اهتدوا إلى صواب،‏ ولا نجحلهم قصد في خطاب ولا جواب وعسفوا الناس بجهلهم بحيث تألموا وأكثروا الضجيج والاستغاثة إلى نور الدين؛

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!