13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قال الرئيس أبو يعلى:وفى العشر الثاني من جمادى الآخر تواصلت الأخبار بوصول ولد السلطان مسعود في خلقكثير للنزول على أنطاكية.‏ وأوجبت الصورة تقرير المهادنة بين نور الدين وملك الإفرنج؛ وتكررت المراسلاتبينهما والاقتراحات والمشاجرات،‏ بحيث فسد الأمر ولم يستقر على مصلحة،‏ ووصل نور الدين إلى مقر عزه فيبعض عسكره،‏ وأقر باقيه ومقدميه مع العرب بإزاء أعمال المشركين.‏قال:‏ وفى ثالث رجب توجه نور الدين إلى ناحية حلب وأعمالها لتجديد مشاهدهتا،‏ وإمعان النظر في حمايتها عندماعاث المشركون فيها،‏ وقربت عساكر الملك ابن مسعود منها.‏ قال بعد ذلك:‏ وقد تقدم من ذكر نور الدين وهنوضهفي عساكره من دمشق إلى بلاد الشام عند انتهاء الخبر إليه بتجميع أحزاب الفرنج،‏ خذلهم االله تعالى،‏ وقصدهم لهاوطمعهم،‏ يحكم ما حدث من الزلازل والرجفات المتتابعة لها،‏ وما هدمت من الحصون والقلاع والمنازل في أعمالهاوثغورها لحمايتها والذب عنها إيناس من سلم من أهل حمص وشزر،‏ وكفر طاب،‏ وحماة،‏ وغيرها،‏ بحيث اجتمعإليهم العدد الكثير والجم الغفير،‏ من رجال المعاقل والأعمال والتركمان.‏ وخيم هبم بإزاء جمع الفرنج بالقرب مزنأنطاكية،‏ وحصرهم،‏ بحيث لم يقدر فارس منهم على الإقدام على الفساد.‏ فلما مضت أيام من شهر رمضان عرضلنور الدين ابتداء مرض حماد؛ فلما اشتد به،‏ وخاف منه على نفسة،‏ استدعى أخاه نصرة الدين أمير أميران،‏ وأسدالدين ‏!شيركوه،‏ وأعيان الأمراء والمقدمين،‏ وأوصى إليهم ما اقتضاه رأيه،‏ واستصوبه،‏ وقرر معهم كون أخيه نصرةالدين القائم في منصبه من بعده،‏ والساد لثلمة فقده،‏ لاشتهاره بالشهامه وشدة البأس،‏ ويكون مقيما بحلب؛ ويكونأسد الدين في دمشق في نيابة نصرة الدين واستحلف الجماعة على هذه القاعدة فلما تقررت اشتد به المرض،‏ فتوجهفي محفة إلى حلب وحصل في قلعتها،‏ وتوجه أسد الدين إلى دمشق لحفظ أعمالها من فساد الإفرنج وتواصلتالأراجيف نور الدين فقلقت النفوس،‏ وأزعجت القلوب،‏ فتفرقت جموع المسلمين،‏ واضطربت الأعمال وطمعالفرنج فقصدوا مدينة شيزر وهاجموها وحصلو فيها فقتلوا،‏ وأسروأ،‏ وهنبوا.‏ وتجمع من عدة جهات خلق وكثير منرجال الاسماعيليه وغيرهم،‏ وظهرو عليهم،‏ فقتلوا منهم وأخرجوهم من شيزر.‏ واتفق وصول نصرة الدين إلى حلبفأغلق والى القلعة،‏ مجدالدين،‏ في وجهه الأبواب وعص عليه.‏ فثارت أحداث حلب،‏ وقالوا هذا صاحبنا وملكنا بعدأخيه فزحفوا في.‏ السلاح إلى بابا لبلد وكسروا أغلفة؛ ودخل نصرة الدين في أصحابه وحصل في البلد.‏ وقامتلأحداث على وإلى القلعة باللوم والنكار والوعيد،‏ واقترحوا على،‏ نصرة الدين اقتراحات من جملتها إعادة رسمهمفي التأذين بحى عَل َى خَيْرَ‏ ا لعَمَ‏ ل،‏ مُ‏ حَم َّ دٌ‏ وعَلِى ُّ خَيْرُ‏ البشر.‏ فأجاهبم إلى ما رغبوا فيه،‏ وأحسن القول لهم والوعد،‏ونزل في داره.‏ وأنقذ والى القلعة إليه والى الحلبيين يقول:‏ موله نور الدين حي في نفسه وما كان إلى ما فعل حاجة.‏فقيل الذنب في ذلك للوالي؛ وصعد إلى القلعة من شاهد نور الدين حيا يفهمه،‏ ما يقول وما يقال له.‏ فأنكر ما جرىوقال:‏ أنا أصفح للأحداث عن هذا الفعل الخطل ولا أؤاخذهم بالزلل؛ وما طلبوا لصلاح حال اخى وولى عهدىمن بعدى وشاهد الأخبار وانتشرت البشائر في الأقطار بعافيته فأنست القلوب،‏ بعد الاستيحياش،‏ وابتهجتالنفوس بعد القلق والانزعاج؛ وتزايدت العافيه،‏ وصرفت الهممم إلى مكانات المقدمين،‏ بالعود إلى جهاد الملاعينوكان نصرة الدين قد ولى مدينة حران وما أضيف إليها،‏ وتوجه نحوها ولما تناصرت إلأخبار بالبشائر إلى أسد الدينبدمشق بعافية نور الدين واعتزامه على استدعاء العساكر الإسلامية للجهاد،‏ سارع بالنهوض من دمشق إلى حلب؛ووصل إليها في خيله،‏ فاجتمع بنور الدين فأكرم لقيا،‏ وشكر مسعاه وشرعوا في حماية الأعمال،‏ من شر عصبالكفر والضلال.‏قال:‏ ونظمت هذه الأبيات في هذا المعنى:‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!