13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الحرام،‏ فما أبق سوى الجزية والخراج،‏ وما تحصل من قسمة الغلات على قويم المنهاج.‏ قال وأمرني بكتابة مناشيرلجميع أهل البلاد فكتب أكثر من ألف منشور؛ وحسبنا ما تصدق به على الفقراء في تلك الأشهر فذلك على ثلاثينألف دينار.‏ وكانت عادته في الصدقة أن يحضر جماعة من أماثل البلد من كل محله،‏ و يسألهم عمن يعرفن في جوارهممن أهل الحاجة،‏ ثم يصرف إليهم صدقاهتم.‏وكان برسم نفقة الخاصة في كل شهر من جزية أهل للذمة مبلغ ألفىقرطيس،‏ يصرفه في كسوته ونفقته وحوائجه المهة،‏ حتى أجرة خياطه،‏ وجامكية طباخه،‏ ويستفضل منه ما يتصدق بهأخر الشهر.‏ واما ما كان يهدي إليه من هدايا الملوك وغيرهم فإنه كان لا يتصرف في شيء منه،‏ لا قليل ولا كثير،‏إذا اجتمع يخرجه إلى مجلس القاضي يحصل ثمنه،‏ ويصرف في عمارة المساجد المهجورة.‏ وتقدم بإحصاء ما في محالدمشق فاناف على مائة مسجد،‏ فأمر بعمارة ذلك كله وعين له وقوفا ً.‏ قال:‏ ولو اشتغلت بذكر وقوفه وصدقاته فيكل بلد لطال الكتاب ولم يبلغ إلى أمد.‏ أبيته الدالة على خلوص نيته تغنى عن خبرها بالعيان،‏ ويكفي أسوار البلدانعن الرابط المدارس على اختلاف المذاهب واختلاف المواهب،‏ وفي شرح طوله طول،‏ وعمله الله مبرور مقبول.‏وواظب على عقد مجالس الوعاظ،‏ ونصب الكرسي لهم في القلعة له للإنذار والاتعاط،‏ وأكبرهم الفقيه قطب الدينالنيسابوري،‏ وهو مشغوف ببركة أنفاسه،‏ واغتنا ًم كلامه واقتباسه.‏ ووفد من بغداد ابن الشيخ أبي النجيب الأكبر،‏وبسط له في كل أسبوع المنبر،‏ وشاقه وعظه،‏ وراقه معناه ولفظه.‏ وكذلك وفد إليه من أصبهان الفقيه شرف الدينعبد المؤمن بن شَوَرْوَه،‏ وما أثمن تلك الأيام وابرك تلك الشتوه.‏فال:‏ ولما أسقط نور الدين الجهات المحظورة،‏ والشبه المحذوره،‏ عزل الشحن،‏ وصرف عن الرعية بصرفهم المحن،‏وقال للقاضي الدين ابن الشهرزوري:‏ انظر أنت في ذلك واحمل أمور الناس على الشريعة.‏ قال:‏ ولم يكن لمالالمواريث الحشرية حاصل،‏ ولا الديوانه طائل،‏ فجعل نور الدين ثلث ما يحصل فيه لكمال الدين الحاكم،‏ فوفره نوابهوكثروه،‏ وما كان نور الدين يحاسب القاضي على شيء من الوقوف،‏ ويقول:‏ أنا قلدته على أن يتصرف بالمعروف؛ومال من مصارفها وشروط واقفها يأمره بصرفه في بناء الأسوار وحفظ الثغور،‏ وكانت دولته نافذة الأوامر منتظمةالأمور.‏قلت:‏ وحكى الشيخ أبو البركات الحسن بن هبة الله أنه حضر مع عمه لحالفظ أبي القاسم رحمه االله مجلس نور الدينلسماع شيء من الحديث،‏ فمر في أثناء الحديث أن النبي صلى االله عليه وسلم خرج متقلد ا ً سيفا؛ فاستفاد نور الدينأمر ا ً لم يكن يعرفه وقال:‏ كان النبي صلى االله عليه وسلم يتقلد السيف!‏ يشير إلى التعجب من عادة الجند،‏ إذ همعلى خلاف ذلك يربطونه بأوساطهم.‏ قال:‏ فلما كان من الغد مررنا تحت القلعة والناس مجتمعون ينتظرون ركوبالسلطان.‏ فوفقنا ننظر إليه معهم،‏ فخرج نور الدين رحمه االله من القلعة وهو متقلد السيف وجميع عسكره كذلك.‏فرحمة االله على الملك الذي لم يفرط في الاقتداء بالنبي صلى االله عليه وسلم بمثل هذه الحالة،‏ لما بلغته رجع بنفسه وردجنده عن عوائدهم،‏ اتباعا لما بلغه عن نبيه صلى االله عليه وسلم؛ فما الظن بغير ذلك من السنن.‏ ولقد بلغني أنه أمربإسقاط ألقابه في الدعاء على المنابر،‏ ورأى له وزيره موفق الدين خالد بن القيسراني الشاعر في منامه أنه يغسلثيابه،‏ وقض ذلك عليه.‏ ففكر ساعة،‏ ثم أمره بكتابه إسقاط المكوس،‏ وقال:‏ هذا تفسير منامك،‏ وكان في هتجدهيقول:‏ ارحم العشار المكاس و بعد أن أبطل ذلك استعجال من الناس في حل وقال:‏ واالله ما أخرجناها إلا في جهادعدو الإسلام،‏ يعتذر بذلك إليه عن أخذها منهم.‏ وعلى الجملة كان نور الدين رحمه االله تعالى فردا في زمانه من بينسائر الملوك.‏ ولو لم يكن إلا استماعه للموعظة وانقياده لها،‏ وإن اشتملت على ألفاظ قد أغلظ له فيها قرأت في.تاريخ إربل لشرف الدين ابن المستوفى رحمة االله:‏ قال المنتخب الواعظ،‏ هو أبو عثمان المنتخب بن أبي محمد البحتري

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!