13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

والعطش شدة؛ ومات العدد الكثير من الناس والدواب ووصل في اثر هروهبم فارس الدين فوضع السيف فيمن ظفربه من أصحاب عباس،‏ وانتصب في الوزارة وتدبير الأمور موضعه.‏ ووصل إلى دمشق منهم من أنجاه الهرب علىأشنع صفة من العدم والعرى،‏ في آخر ربيع الآخر.‏قلت:‏ وفي ذلك يقول عمارة اليمنى من قصيدة له:‏لكم يا بنى رزيك،‏ لازال ظلكمسللتم على عباس بيض صوارم......مواطن،‏ سحب الموت فيها مواطرقهرتم هبا سلطانه وهو قاهروذكر الأمير أسامة بن منقذ في كتاب الاعتبار أن نصر بن عباس لما قتل ابن السلار وتوزر أبوه عباس كان نصريعاشر الخليفة الظافر ويخالطه،‏ وعباس كاره لذلك مستوحش من ابنه،‏ لعلمه بمذهب القوم وضرب بعض الناسببعض حتى يفنوهم وشرع الظافر مع ابن عباس في حمله على أبيه ومواصلته بالعطايا الكثيرة؛ ففاتحني في ذلك فنهيته.‏فأطلع والده على الأمر،‏ فاستماله أبوه ولطف به،‏ وقرر معه قتل الظافر،‏ وكانا يخرجان متنكرين،‏ وهما تربان سنهماواحد.‏ فدعاه إلى داره ورتب من أصحابه معه في جانب الدار نفرا ً؛ ثم لما استقر به اجمللس خرجوا عليه فقتلوه؛وذلك سلخ محرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة،‏ ورماه بجنب الدار وأصبح عباس جاء إلى القصر ضحوة هنار للسلام،‏فجلس في مجلس الوزارة ينتظر جلوس الظافر.‏ فلما تجاوز وقت جلوسه استدعى،‏ صاحب زمام القصر وقال:‏ مالمولانا ما جلس للسلام؟ فتبلد الأستاذ في الجواب؛ فصاح عليه وقال:‏ مالك لا تجاوُبني قال:‏ يامولاي؟ مولانا ماندري أين هو.‏ قال:‏ مثل مولانا يضيع!‏ ارجع واكشف الحال.‏ فمضى ورجع؛ فقال:‏ ما وجدنا مولانا.‏ فقال يبقىالناس بلا خليفة!‏ ادخل إلى الموالى إخوته يخرج منهم واحد لنبايعه.‏ فمض وعاد،‏ وقال:‏ الموالى يقولون لك مالنا فيالأمر شيء،‏ والدنا عزله عنا وجعله في الظافر،‏ والأمر لولده بعده.‏ قال:‏ أخرجوه حتى نبايعه.‏ قال:‏ وعباس قد قتلالظافر وعزم على ان يقول لإخوته أنتم قتلتموه ويقتلهم.‏ فخرج ولد الظافر،‏ ولعل عمره خمس سنين،‏ يحملهالأستاذ؛ فأخذه عباس فحمله وبكى،‏ وبكى الناس،‏ ثم دخل به إلى مجلس أبيه،‏ وهو حامله،‏ وفيه أولاد الحافظ.‏ قالابن منقذ:‏ ونحن في الرواق جلوس وفى القصر أكثر من ألف رجل من المصريين،‏ فما راعنا إلا قوم قد خرجوا مناجمللس مجتمعين إلى القاعة،‏ فإذا السيوف تختلف على إنسان؛ فقلت لغلام لي أرْمَن ِيّ:‏ انظر من هذا المقتول.‏ فمضىوعاد وقال:‏ ما هؤلاء مسلمين هذا مولاي أبو الأمانة جبريل بن الحافظ قد قتلوه،‏ وواحد قد شق بطنه يجذبمصارينه.‏ ثم خرج عباس وهو اخذ برأس الأمير يوسف تحت إبطه وفي رأسه ضربة سيف،‏ والذم،‏ يفور منها،‏ وأبوالبقاء ابن أخيهم مع ابنه نصر.‏ ثم أدخلوهما خزانة في القصر فقتلوهما،‏ وفي الخزانة ألف سيف مجرد قال،:‏ وكانذلك اليوم من أشد الأيام التي جرت عليّ‏ لأني رأيت من الفساد والبغي ما ينكره االله سبحانه وجميع خلقه.‏وذكر الأمير أسامة بن منقذ في ديوانه قال كان لعباس أربعمائة جمل تحمل أثقاله،‏ ومائتا بغل،‏ ومائتا جنيب.‏ فلماأراد الخروج من مصر يوم الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة،‏ وقد قام عليه أهل مصروعسكريتها،‏ فارسهم وراجعهم،‏ تقدم بشد خيله وجماله لتحمل ويخرج.‏ فلما صار الجميع على باب داره،‏ وقدملأت ذلك الفضاء إلى قصر السلطان إلى الايوان،‏ خرج غلام يقال له عنبر كان على أشغاله،‏ وغلمانه كلهم تحتيده،‏ فقال للجمالين والخ َربَنْديّة والرّكابية:‏ روحوا إلى بيوتكم وسيبوا الدواب.‏ ففعلوا ذلك،‏ وانحازوا إلى المصرينيقاتله معهم.‏ وكان ما جرى،‏ من هتميك الدواب لطفا من االله تعالى به،‏ فإهنا سدت الطريق بينه وبين المصريين.‏ومنعتهم من الوصول إليه،‏ وهم في خلق كثير،‏ ونحن في قلة ما نبلغ خمسين أرجلا؛ وغلمان عباس ومماليكه في ألفومائتي غلام بالخيول الجياد والسلاح التام،‏ وثمانمائة فارس من الأتراك؛ خرجوا كلهم من باب النصر ووقفوا في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!