13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نفوسهم وأزال نقرهتم.‏ وأخرج مجير الدين ما كان له في دوره بالقلعة والخزائن من المال والآلات والأثاث علىكثرته إلى الدار الأتابكية،‏ دار جده،‏ وأقام أياما.‏ ثم تقدم إليه بالمسير إلى حمص في خواصه ومن أراد السكون معه منأسبابه وأتباعه،‏ بعد أن كتب له المنشور بإقطاعه عدة ضياع بأعمال حمص،‏ برسمه ورسم جنده؛ وتوجه إلى حمصعلى القضيه المقررة.‏ ثم أحضر نور الدين غد ذلك اليوم أماثل الرعية من القضاة والفقهاء والتجار وخوطبوا بما زادفي إيناسهم وسرور نفوسهم،‏ وحسن النظر لهم بما يعود بصلاح أحوالهم تحقيق آمالهم؛ فأكثروا الدعاء له،‏ والثناءعليه،‏ والشكر الله تعالى على ما أصارهم إليه.‏ ثم تلا ذلك أبطال حقوق دار البطيخ وسوقي البقل،‏ وضمان الأهنار،‏وأنشأ بذلك المنشور،‏ وقرئ على المنبر بعد صلاة الجمعة.‏ فاستبشر الناس بصلاح الحال،‏ وأعلن الناس برفع الدعاء،‏إلى االله تعالى بدوام أيامه،‏ ونصرة أعلامه.‏فصلوقال ابن الأثير:‏ لما استقر نور الدين في البلد عمل مع أهله مكرمة عظيمة،‏ وأظهر فيهم عدلا عاما.‏ قلت:‏ قد تقدمذكره في أول الكتاب،‏ وسيأتي منه أشياء مفرقة فيما بعد.‏قال:‏ وألق الإسلام جرانه بدمشق،‏ وثبتت أوتاده؛ وأيقن الكفار بالبوار،‏ ووهنوا واستكانوا؛ وصار جميع ما بالشاممن البلاد الإسلامية بيد نور الدين.‏ وأما مجير الدين فإنه أقام بحمص وراسل أهل دمشق في إثارة الفتنة فانتهى الأمرإلى نور الدين،‏ فخاف أن يحدث ما يشق تلاقيه،‏ بل ربما ً تعذر،‏ لا سيما مع مجاورة الإفرنج.‏ فأخذ حمص من مجيرالدين وعوضه عنها مدينة بالس،‏ فلم يرضها؛ وسارعن الشام إلى العراق،‏ فأقام ببغداد وابنى دار ا ً تجاور المدرسةالنظامية،‏ وتوفى هبا.‏قال:‏ ولما ملك نور الدين دمشق خافه الفرنج كافة،‏ علموا أنه لا يقعد عنهم وعن غزو بلادهم،‏ والمبادرة إلى قتالهم؛فراسله كل كند وقمص وتقربوا إليه.‏ ثم إن من بتل باشر راسلوه وبذلوا له تسليما فأرسل إلى الأمير حسانالمنبجي،‏ وهو من أكابر أمراء نور الدين،‏ وإقطاعه منبج،‏ فأمره أن يتسلمها منهم.‏ فسار إليها،‏ وتسلمها،‏ وحصتها،‏ورفع إليها ذخائر كثيرة.‏قال الرئيس أبو يعلى:‏ وقد كان مجاهد الدين بزان أطلق يوم الفتح من الاعتقال وأعيد إلى داره.‏ ووصل الرئيسمؤيد الدين المسّيب إلى دمشق،‏ مع ولده النائب عنه في صرخد،‏ إلى داره،‏ معوّلا على لزومها،‏ وترك التعرض لشيءمن التصرفات والأعمال.‏ فبدا منه من الأسباب المعربة عن إضمار الفساد،‏ والعدول إلى خلاف مناهج السداد،‏والرشاد،‏ ما كان داعيا إلى فساد النية فيه.‏ وكان في إحدى رجليه فتح قد طال به ونسيه.‏ ثم لحقه مرض وانطلاقمتدارك أفرط عليه،‏ واسقط قوته،‏ مع فهاق متصل وق ُلاع في فيه زائد.‏ فقضى نحبه في رابع ربيع الأول،‏ ودفن فيداره،‏ واستبشر الناس هبلاكه،‏ والراحة من سوء أفعاله.‏قال:‏ ووردت الأخبار بقتل خليفة مصر الملقب بالظافر بن الحافظ،‏ وأقيم ولده عيسى مقامه،‏ وهو صغير يناهز ثلاثسنين،‏ ولقبوه بالفائز،‏ وعباس الوزير.‏ ثم ورد الخبر بأن الأمير فارس الدين طلائع بن رزيك،‏ وهو من أكابر الأمراءالمقدمين،‏ والشجعان المذكورين لما انتهى إليه الخبر وهو غائب عن مصر قلق لذلك وامتعض،‏ وجمع واحتشد،‏ وقصدالعود إلى مصر.‏ فلما عرف عباس بما جمع خاف الغلبة،‏ فتأهب للهرب في خواصه وأسبابه وحرمه،‏ وما هتيأ من ماله،‏وسار هبذا.‏ فلما قرب من أعمال عسقلان وغزة خرج إليه جماعة من خيالة الإفرنج،‏ فاغتر بكثرة من معه وقلة منقصده فلما حملوا عليه فشل أصحا ًبه وأعانواعليه،‏ واهنزم أقبح هزيمة،‏ هو وابنه الصغير واسر ابنه الكبير،‏ الذي قتلالعادل ابن السلار،‏ مع ولده وحرمه،‏ وماله وكراعه،‏ وحصلوا في أيدى الفرنج؛ ومن هرب لقي من الجوع

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!