13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إلى تسليم البلد،‏ فسار إليهم وحاصرهم عشرة أيام.‏ فكاتب مجير الدين الفرنج وبذل لهم الأموال وقلعة بعلبك إنرحلوا نور الدين عنه.‏ فإلى أن اجتمعوا وجاءوا بلغهم أخذ نور الدين دمشق،‏ فعادوا بخفي حنين.‏ وأما نور الدينفإنه لما حاصرهم وضيق علي من به،‏ ثار الأحداث الذين كاتبهم نور الدين وسلموا إليه البلد من الباب الشرقي،‏فدخله بالأمان عاشر صفر،‏ وحصر مجير الدين في القلعة،‏ وراسله وبذل له.‏ الإقطاع الكثير،‏ من جملته مدينة حمص،‏فأجاب إلى تسليم القلعة وسار إلى حمص.‏وقال ابن أبى طي:‏ أنفذ نور الدين شيركوه رسولا إلى صاحب دمشق،‏ فخرج في تجمل عظيم ومعه ألف فارس،‏فعظم على مجير الدين ذلك وقال:‏ ما هذه رسالة،‏ هذه مكيدة؛ ولم يتجاسر على الخروج إلى لقائه ولا أحد من أمراءدمشق.‏ فاستوحش أسد الدين،‏ ونزل بمرج القصب،‏ وأغلظ لصاحب دمشق في المقال وأنقذ إلى نور الدين يعرفه بماجرى عليه.‏ فسار نور الدين في عساكره،‏ وزحف إلى البلد من شرقية،‏ وكانت الحرب في عاشر صفر،‏ وتولى أسدالدين القتال،‏ وأبلى الجهد،‏ فكر عساكر دمشق إلى الأسوار من قبلي البلد؛ ولم يكن أحد من المقاتلة على السور منذلك الجانب،‏ لأن نور الدين كان من شرقها وجل العسكر مقابله.‏ ورأى من كان مع نور الدين من الجاندريهوالحلبيين خلو السور من المقاتلة،‏ فتسرعوا إلى السور وتسلقوا به وحصلوا في الحال على الأسوار.‏ ويقال إن امرأةكانت على السور،‏ فدلت حبلا فصعدوا فيه،‏ وصار على السور جماعة ونصبوا السلالم،‏ وصعد جماعة أخرى ونصبواعلما وصاحوا بشعار نور الدين.‏ فوقع على أهل البلد الخذلان،‏ وكسر باب البلد ودخلت الخيالة منه وملك نورالدين دمشق.‏ وكان لأسد الدين اليد الطولي في فتحها،‏ فولاه نور الدين أمرها،‏ ورد إليه جميع أحوالها.‏ وفي هذهالسنة أقطعه نور الدين الرحبة.‏وقال الرئيس أبو يعلى:‏ في العشر الثاني من المحرم وصل الأمير أسد الدين شيركوه رسولا من نور الدين إلى ظاهردمشق،‏ وخيم بناحية القصب من المرج في عسكر يناهز الألف.،‏ فأنكر ذلك ووقع الاستخوان منه،‏ وإهمال الخروجإليه لتلقيه والاختلاط به،‏ وتكررت المراسلات فيما اقتضته الحال،‏ ولم تسفر عن سداد ولا نيل مراد،‏ وغلا سعرالأقوات لانقطاع الواصلين بالغلات.‏ووصل نور الدين في عسكر.‏ إلى شيركوه.‏ ثالث صفر وخيم بعيون الفاسريا،‏عند دومة،‏ ورحل في الغد ونزل بيت الآبار من الغوطة،‏ وزحف إلى البلد من شرقيه وزحف إليه من عسكرهوأحداثه الخلق الكثير؛ ووقع الطراد بينهم،‏ ثم عاد كل من الفريقين إلى مكانه.‏ ثم زحف يوما بعد يوم،‏ وتأكدالزحف يوم الأحد عاشر صفر،‏ وظهر العسكر الدمشقي فاندفع بين أيديهم حتى قربوا من سور باب كيسانوالدباغة من قبلي البلد،‏ وليس على السور أحد من العسكرية والبلدية لسوء تدبير صاحب الأمر غير نفر يسير لايوبه لهم.‏ فسرع بعض الرجالة إلى السور،‏ وعليه امرأة يهوديه،‏ فأرسلت إليه حبلا فصعد فيه وحصل على السور،‏ولم يشعر به أحد؛ وتبعه من تبعه وأطلعوا علما نصبوه على السور،وصاحوا:‏ نور الدين يامنصور وامتنع الأجنادوالرعية من الممانعة لما هم عليه من المحبة لنور الدين وعدله،‏ وحسن ذكره وبادر بعض قطاعي الخشب بفأسه إلىالباب الشرقي فكسر إغلاقه وفتحه،‏ فدخل منه العسكر وسعوا في الطرقات،‏ ولم يقف أحد بين أيديهم.‏ وفتح بابتوما أيضا ودخل الناس.‏ منه.‏ ثم دخل نور الدين وخواصه،‏ وسُر كافة الناس من الأجناد والعسكرية،‏ لما هم عليهمن الجوع وغلاء الأسعار والخوف من منازلة الفرنج.‏ الكفار.‏ وكان مجد الدين لما أحس بالغلبة والقهر قد اهنزم فيخواصه إلى القلعة وأنفذ إليه،‏ فأومن على نفسه وماله،‏ وخرج إلى نور الدين،‏ فطيب نفسه ووعده الجميل.‏ ودخلنور الدين القلعة في يوم الأحد المقدم ذكره،‏ وأمر بالمناداة بالأمان للرعية،‏ والمنع من انتهاب شيء من دورهم.‏وتسرع قوم من الرعاع والأوباش إلى سوق على وغيره،‏ فعاثوا وهنبوا،‏ وانفذ نور الدين إلى أهل البلد بما طيب

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!