من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق

مجلة جامعة دمشق – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروأما ابن هشامفهو جمال الدين عبد االله بن يوسف بن هشام الأنصاري،‏ ولدفي القاهرة سنة ‎708‎ه،‏ وتلقى على عدد من علماء عصره،فلزم الشيخ شهابالدين بن المرحل،‏ وسمع من أبي حيان ديوان زهير بن أبي سلمى،‏ ولكنه لم يلازمه،‏بل كان كثير المخالفة له،‏ وحضر دروس الشيخ تاج الدين التبريزي،‏ وقرأ على الشيختاج الدين الفاكهاني،‏الحنبلي قبل وفاته بخمس سنين.‏وتفق َّه للشافعي ثم تحنبل،‏فحفظ مختصر الخرقي في الفقهأتقن ابن هشام العربية ففاق الأقران،‏ وتخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم،‏حتى صار عالما مشهورا ً في العربية،‏ وصنف الكتب القيمة،‏ وذاع صيته في الأقطار،‏حتى قال ابن خلدون ‏"ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقالله ابن هشام أنحى من سيبويه".‏وقد ترك ابن هشام عددا ً من المصنفات، من أشهرها:‏ مغني اللبيب عن كتبالأعاريب،‏ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،‏ شرح شذور الذهب،‏ شرح قطر الندى،‏شرح قصيدة بانت سعاد،شرح اللمحة البدرية،‏ تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد.‏وتوفي ابن هشام بالقاهرة سنة2‎761‎ه.‏العلاقة بين ابن هشام وأبي حيان:‏لقد حضر أبو حيان إلى مصر،‏ وصار شيخ النحاة والمفسرين في عصره،‏ قبلأن يولد ابن هشام،‏ بل كان أبو حيان في الرابعة والخمسين عندما ولد ابن هشام،‏وحين بدأ ابن هشام يطلب العلم كان أبو حيان قد تجاوز الستين،‏فكان في قمةالنضج والعطاء،‏ وقرأ عليه الناس طبقة بعد طبقة،‏ ولكن ابن هشام لم يلازمه ولم يقرأعليه،‏ واكتفى بأن سمع منه ديوان زهير بن أبي سلمى.‏(2)انظر في ترجمته:‏ ابن حجر:‏ الدرر الكامنة 308/2، السيوطي:‏ بغية الوعاةالبدر الطالع68/2، الشوكاني:‏.276/ 1167