من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق

اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسيثم أشار إلى شدة انحرافه عن أبي حيان،‏ وقارن ذلك بانحراف أبي حيان نفسهعن ابن مالك.‏ ورأى أن انحراف ابن هشام عن أبي حيان يقوم على علم وفكرٍ‏ورأي،‏ في حين أن انحراف أبي حيان عن ابن مالك كان في أغلب الأحيان يدفعإليه الهوى ويمليه الحقد ويوجبه الحسد107.وأخيرا ً،‏ يبدو لي أن سبب الخلاف بينهما يعود إلى عدة أسباب ؛ منها ما قيل من حدةمزاج أبي حيان،‏ بدليل تعرضه لعدد من العلماء المعاصرين له،‏ كالأستاذ أبيجعفر بن الطباع في غرناطة،‏ مما دعا أبا حيان إلى الرحلة عن بلده في الأندلس،ثم تعق ّبه لعدد من العلماء السابقين،كالزمخشري وابن عطية والحوفيوالعكبري وابن مالك،‏ الذي أكثر من تعقبه له في مصنفاته،‏ فقيض االله لأبي حيانمن يتعقبه ويعترض عليه.‏وليس غريبا أن ينشد أبو حيان شعرا ً له،‏ يعرض فيه بخصومه:‏فلا أذهب الرحمن عن ّي الأعادياعداتي لهم فضلٌ‏ علي ومِن َّة ٌ 108وهم نافسوني فاجتنيت ُ المعالياهم بحثوا عن زل ّتي فاجتنبتها هذا من ناحية،‏ ومن ناحية أخرى كان ابن هشام معتدا ً بنفسه،‏ شديد الثقة بعلمه،‏يأبى الانصياع لغيره،‏ مما أدى إلى التنافر بينهما منذ البداية.‏ مع أنه يدعو في شعرهإلى احتمال الصبر والذلّ‏ في طلب العلم،‏ كقوله:‏ومن يصطبر للعلم يظفر بنيلِهومن لا يذلّ‏ النفس في طلب العلاومن يخطب الحسناء يصبر على البذلِ‏109يسيرا ً يعش ْ دهرا ً طويلا ً أخا ذلّ‏وقد يضاف إلى ذلك تفضيل أبي حيان لبعض طلبته على غيرهم،‏ كتفضيله لابنعقيل الذي كان ملازما ً له،‏ وصار يشهد له بالمهارة والتفوق،‏ حتى قال:‏110أديم السماء أنحى من ابن عقيل".‏ وما أظن ابن هشام يرضى بذلك.‏‏"ما تحت(108)(109)(110)المدرسة النحوية في مصر والشامطبقات الشافعية للأسنويالدر الكامنة.412.458/1.309/2190