من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق
من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق
من اعتراضات ابن هشام الأنصاري على أبي حيان الأندلسي - جامعة دمشق
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعر<strong>من</strong><strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري<strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيالأستاذ الدكتورحسن*موسى الشاعرالملخصأبو <strong>حيان</strong> الأندلسي و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري عالمان متعاصران، عاشا فيالقرن الثا<strong>من</strong> الهجري، وهما <strong>من</strong> كبار نحاة العربية.حضر أبو <strong>حيان</strong> <strong>من</strong> الأندلس، واستقر في مصر، وصار شيخ النحاة فيعصره، قبل أن يولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>. وحين بدأ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يطلب العلم لم يلازم أبا <strong>حيان</strong>،ولم يقرأ عليه، بل كان كثير المخالفة له، شديد الانحراف عنه، لا يكاد يذكره فيمصنفاته إلا رادا ً عليه أو معترضا ً.وعليه يهدف هذا البحث إلى تتبع أبرز <strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،كما وردت في مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، مع التوثيق والتوضيح، ثم دراسة هذه العلاقةبينهما، وبيان مظاهرها، ومحاولة تعليلها لدى القدامى والمتأخرين <strong>من</strong> العلماء.*قسم اللغة العربية – كلية العلوم والآداب -ال<strong>جامعة</strong> الهاشمية- الأردن165
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيالعربية.أبو <strong>حيان</strong> الأندلسي و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري عالمان متعاصران، <strong>من</strong> كبار نحاةأما أبو <strong>حيان</strong>فهو أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي الجياني الغرناطي، ولدفي غرناطة سنة 654ه، وتلقى العلم والمعرفة <strong>على</strong> أساتذتها، فدرس القراءات <strong>على</strong>شيخه أبي جعفر بن الطباع، وتلق َّى العربية عن أبي الحسن الأبذي، وأبي جعفر بنالزبير، و<strong>ابن</strong> أبي الأحوص، و<strong>ابن</strong> الضائع. وسمع الكثير ببلاد الأندلس وإفريقية. قيلإنه هاجر <strong>من</strong> الأندلس بسبب خلاف نشأ بينه وبين شيخه <strong>ابن</strong> الطباع، الذي وشى بهإلى الأمير محمد بن نصر، الذي أمر بإحضاره للتنكيل به، ولكن أبا <strong>حيان</strong> اختفى ثمركب البحر ولحق بالمشرق، وأخذ يطوف في الشمال الإفريقي، وبعد أن أدى فريضةالحج استقر به المقام في مصر.قدم أبو <strong>حيان</strong> مصر سنة 679ه وهو في الخامسة والعشرين <strong>من</strong> عمره،وقرأ<strong>على</strong> عدد <strong>من</strong> العلماء ، حتى صار شيخ النحاة في عصره، وإمام المفسرين في وقته،وانتصب للاشتغال والتصنيف، وقرأ عليه الناس، وصنف الكتب المشهورة.و<strong>من</strong> أشهر تلاميذه: تقي الدين السبكي، وجمال الدين الإسنوي، و<strong>ابن</strong> عقيل، و<strong>ابن</strong>أم قاسم، والسمين الحلبي، وناظر الجيش، والسفاقسي، و<strong>ابن</strong> مكتوم.وقد ترك مصنفات عدة في التفسير والنحو والصرف والأدب واللغة والتاريخوالفقه وغيرها. و<strong>من</strong> أشهر مصنفاته: البحر المحيط في التفسير،إتحاف الأريب بمافي القرآن <strong>من</strong> الغريب، التذييل والتكميل في شرح التسهيل، تذكرة النحاة، ارتشافالضرب <strong>من</strong> لسان العرب.وتوفي أبو <strong>حيان</strong> بالقاهرة سنة1745ه.،302/4(1)289، السيوطي:انظر في ترجمته: <strong>ابن</strong> حجر: الدرر الكا<strong>من</strong>ة <strong>ابن</strong> قاضي شهبة: طبقات النحاة واللغويينبغية الوعاة خديجة الحديثي: أبو <strong>حيان</strong> النحوي – رسالة دكتوراه.280/1، د.166
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروأما <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>فهو جمال الدين عبد االله بن يوسف بن <strong>هشام</strong> الأنصاري، ولدفي القاهرة سنة 708ه، وتلقى <strong>على</strong> عدد <strong>من</strong> علماء عصره،فلزم الشيخ شهابالدين بن المرحل، وسمع <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong> ديوان زهير بن أبي سلمى، ولكنه لم يلازمه،بل كان كثير المخالفة له، وحضر دروس الشيخ تاج الدين التبريزي، وقرأ <strong>على</strong> الشيختاج الدين الفاكهاني،الحنبلي قبل وفاته بخمس سنين.وتفق َّه للشافعي ثم تحنبل،فحفظ مختصر الخرقي في الفقهأتقن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> العربية ففاق الأقران، وتخرج به جماعة <strong>من</strong> أهل مصر وغيرهم،حتى صار عالما مشهورا ً في العربية، وصنف الكتب القيمة، وذاع صيته في الأقطار،حتى قال <strong>ابن</strong> خلدون "ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقالله <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أنحى <strong>من</strong> سيبويه".وقد ترك <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عددا ً <strong>من</strong> المصنفات، <strong>من</strong> أشهرها: مغني اللبيب عن كتبالأعاريب، أوضح المسالك إلى ألفية <strong>ابن</strong> مالك، شرح شذور الذهب، شرح قطر الندى،شرح قصيدة بانت سعاد،شرح اللمحة البدرية، تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد.وتوفي <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بالقاهرة سنة2761ه.العلاقة بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:لقد حضر أبو <strong>حيان</strong> إلى مصر، وصار شيخ النحاة والمفسرين في عصره، قبلأن يولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، بل كان أبو <strong>حيان</strong> في الرابعة والخمسين عندما ولد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،وحين بدأ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يطلب العلم كان أبو <strong>حيان</strong> قد تجاوز الستين،فكان في قمةالنضج والعطاء، وقرأ عليه الناس طبقة بعد طبقة، ولكن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لم يلازمه ولم يقرأعليه، واكتفى بأن سمع <strong>من</strong>ه ديوان زهير بن أبي سلمى.(2)انظر في ترجمته: <strong>ابن</strong> حجر: الدرر الكا<strong>من</strong>ة 308/2، السيوطي: بغية الوعاةالبدر الطالع68/2، الشوكاني:.276/ 1167
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيواختار <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> العلامة شهاب الدين النحوي المعروف ب<strong>ابن</strong> المرحل، فلازمهوأخذ عنه، وكان يطريه ويفضله <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>وغيره، ويقول: كان الاسم فيزمانه لأبي <strong>حيان</strong>، والانتفاع ب<strong>ابن</strong> المرحل. وقد مات <strong>ابن</strong> المرحل في القاهرة سنة7443ه.وعمر أبو <strong>حيان</strong> طويلا ً، حتى نيف <strong>على</strong> التسعين، ولكن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بقي مزورا ًعنه، لا يكاد يذكره في مصنفاته إلا رادا ً عليه أو معترضا ً،حتى قال عنه <strong>ابن</strong> حجر:4كان كثير المخالفة لأبي <strong>حيان</strong>، شديد الانحراف عنه.فرأيت في هذا البحث أن أقوم بتتبع أبرز <strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،كما وردت في مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،الظاهرة وتعليلها.وقد قسمت مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> إلى قسمين:أولا ً- شرح بعض الكتب لأبي <strong>حيان</strong>:مع التوثيق والتوضيح،ثم أقوم بدراسة هذهوقف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> موقف الن ِّد المتحدي لأبي <strong>حيان</strong>، فلا يكاد يذكره في مصنفاتهإلا مخالفا ً له أو معترضا ً عليه. وقد قام بشرح كتابين صغيرين لأبي <strong>حيان</strong>، بهدفالانتقاص <strong>من</strong>ه والرد عليه، وهما:كتاب 1-"الشذا في أحكام كذا"شرحه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>في كتاب سماه"فوح الشذا بمسألةكذا"، اكتفى بنقده في مقدمته، بتوجيه التقصير والخلل في تصنيفه إلى أبي <strong>حيان</strong>.فقال:..لمّا وقفت <strong>على</strong> كتاب"الشذا في أحكام كذا"لأبي <strong>حيان</strong>، رحمه االله،رأيته لم يزد <strong>على</strong> أن نسج أقوالا ً وحددها، وجمع عبارات وعددها، ولم يفصح كل َّالإفصاح عن حقيقتها وأقسامها، ولا بين ما يعتمد عليه مما أورده <strong>من</strong> أحكامها، ولانبه <strong>على</strong> ما أجمع عليه أرباب تلك الأقوال واتفقوا،ولا أعرب عما اختلفوا فيه.406/2)(3(4)الدرر الكا<strong>من</strong>ةالدرر الكا<strong>من</strong>ة 308/2. وانظر بغية الوعاة.69/2168
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروافترقوا. فرأيت الناظر في ذلك لا يحصل <strong>من</strong>ه بعد الكد والتعب إلا <strong>على</strong> الاضطرابوالشغب، فاستخرت االله في وضع تأليف مهذ ّب أبين فيه ما أجمل، واستئناف تصنيفمرت ّب أورد فيه ما أهمل، وسميته"كتاب 2-"اللمحة البدرية في علم العربية"5فوح الشذا بمسألة كذا"...بذلك استدراك النقص والتقصير في كلام أبي <strong>حيان</strong>.شرحه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> شرحا ً مستوفى، قاصدا ًيقول في مقدمته:.. فهذه نكت حررتها <strong>على</strong> "اللمحة البدرية في علم العربية" لأبي<strong>حيان</strong> الأندلسي، مكملة <strong>من</strong> أبوابها ما نقص، ومسبلة <strong>من</strong> أذيالها ما قلص...وقد بالغ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في الشرح والتفصيل، مبرزا ً مقدرته العلمية<strong>حيان</strong> بالإخلال والتقصير، فكان يبدأ كلام أبي <strong>حيان</strong> بقوله(أقول).وهذه أبرز <strong>اعتراضات</strong>ه في هذا الكتاب:6,.1حد أبو <strong>حيان</strong> الكلمة بقولهومتهما ً أبا(قال)، ويبدأ الشرح بقوله(الكلمة قول موضوع لمعنى مفرد). فجاء <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>وفصل القول في طريقة الحد، وشرطه ومعناه،ثم شرح ألفاظ أبي <strong>حيان</strong> بالتفصيل،ثم اعترض عليه لما يوهم كلامه في الحد <strong>من</strong> خطأ وفساد،(موضوع لمعنى)قولهفقال:وليس قولهوحده فصلا ً، كما قد يتوهم <strong>من</strong> لا نظر له...فهذا خطأ لماذكرناه آنفا ً <strong>من</strong> أن القول لا يكون إلا موضوعا ً، وأشد <strong>من</strong> هذا فسادا ً أن يتوهم أن(موضوع)وحده فصل، و(لمعنى)فصل ثانٍ...وتلخ ّص أنه لا فائدة لقوله(موضوع لمعنى) لأن ذلك مستفاد <strong>من</strong> الجنس، فلو أنه قال (الكلمة قول مفرد) لكان7أولى...2وفي تعريف الحرف قال أبو <strong>حيان</strong> (ويعرف الحرف بأن يعرى عن خواص الاسموالفعل)فيعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بأن هذا التعريف غير دقيق، ويقول: واعلم أن(5)(6)(7)فوح الشذا بمسألة كذا ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، ض<strong>من</strong> كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري: شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.271/7.152/1.159 _158/1169
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي.3قول المصنف (بأن يعرى عن خواص الاسم والفعل) إما أن يريد جميع خواصها،أو الخواص المذكورة، فإن أراد الأول فهو إحالة <strong>على</strong> مجهول، لأنه لم يذكرجميع الخواص، وإن أراد الثاني قلنا هناك كلمات لا تقبل الخواص التي ذكرها،8وليست حروفا بالاتفاق...وفي تعريف الإعراب قال أبو <strong>حيان</strong> (الإعراب تغير في الكلمة لعامل).ويفصل <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> في معنى الإعراب لغة، ويذكر له سبعة معانٍ، ثم ينتقل إلىمعناه اصطلاحا ً، فيذكر لذلك مذهبين ؛ الأول اختيار الشلوبين و<strong>ابن</strong> خروف و<strong>ابن</strong> مالكو<strong>ابن</strong> الحاجب أن الإعراب هو الأثر الذي يجلبه العامل في آخر الكلمة،والإعراب عند هؤلاء لفظي.والثاني:اختيار عبد القاهر والأعلم ومتأخري المغاربة،الإعراب تغير في الكلمة لعامل، قال: والإعراب عند هؤلاء معنوي.و<strong>من</strong>هم المصنف،قال:أنثم يشرح تعريف أبي <strong>حيان</strong>، ويعترض عليه بأن عادة النحاة النص <strong>على</strong> محلّالإعراب، وهو الآخِر، قال: وقد حاد المصنف عن هذه الطريقة فأبهم محل ّه، وليس9ذلك بحسن..4ويكرر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في <strong>اعتراضات</strong>ه <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>، أن كلامه مختصر إلى درجةالإجحاف ففي باب المضمر يقول: لما فرغ <strong>من</strong> ذكر المعارف شرع في سرد10تفاصيلها باختصار مجحف <strong>على</strong> ما وضع عليه كتابه.وفي باب الفاعل يقول: ولقد أجحف المصنف بالفاعل جدا ً، حيث لم يذكر له11رسما ً ولا حدا.(8) شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.175/1.186 _ 183/1.242/1.304/1(9)(10)(11)170
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفي باب الاشتغال يقول:وهو باب متسع الأطراف،ولقد بالغ المصن ّف فيالإجحاف به ماشاء، ولو شاء أحد أن يسرد جميع أبواب النحو <strong>على</strong> هذا النحو فيورقة لقدر <strong>على</strong> ذلك، ولكن لا فائدة فيه.12.5أحمد).وغير ال<strong>من</strong>صرف يذكره أبو <strong>حيان</strong> مرتين:والثاني في باب مستقل قبل نهاية الكتاب.قال أبو <strong>حيان</strong> في إعراب ما لا ينصرفالأولى عند بيان علامات الإعراب،(وغير ال<strong>من</strong>صرف يجر بالفتحة نحوفيعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> هذا النقص والاختصار، فيقول: وفي كلام المصنفنقص، وإتمامه أن يقول: إلا إن أضيف أو وليته أل فإنه يجر<strong>حيان</strong>13حينئذٍ بالكسرة..ثم يشير <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> إلى ذكر المصنف للموضوع في باب مستقل، في قول أبي(غير ال<strong>من</strong>صرف لا ينون ولا يكسر، فإن أضيف دخلته الألف واللام، وك ُسِر،نحو: بإبراهيمكم، وبالأبيض).ويتخيل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>من</strong> يرد عليه اعتراضه، ما دام قد ذكره المصنف، ولكنه يصر<strong>على</strong> الاعتراض عليه <strong>من</strong> عدة جهات، فيقول:باب(ما لا ينصرف)ثلاث جهات،إحداها:المختصر المجحف.يضاف حتى ينك ّر،فإن قلت: فإذا ثبت أنه استثنى ذلك فيلم يحسن الاعتراض عليه. قلت: بل يت ّجه الاعتراض عليه <strong>من</strong>تأخير الشيء عن موضعه.الثالثة:أن تمثيله14العجمة، والعجمة وحدها لا تؤث ّر.بقولهفهو والحالة هذه ب<strong>من</strong>زلة قولكالثانية:(بإبراهيمكم)(لجام)،تكرير المسألة في هذاغير سديد؛ لأن العلم لافي أنه ليس فيه غير(12)(13)(14)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.7/2.195/1.196/1171
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي.6وفي باب غير ال<strong>من</strong>صرف، يعود <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> مرة أخرى ليت ّهم أبا <strong>حيان</strong> بالإخلال،فيقول:15ترتيب..7وقد تبين مما هذ ّبته في هذا الباب ما في كلام المؤلف <strong>من</strong> إخلال وسوءوفي باب إعمال اسم الفاعل، قال أبو <strong>حيان</strong> (واسم الفاعل إن كان فيه الألف واللامعمل ماضيا ً ومستقبلا ً وحالا ً، نحو جاء الضارب زيدا ًأمس أو الآن أو غدا ً..)فيتهم <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> هذا التعبير بالعجمة والنقص،عبارة فيها عجمة ونقص.أما العجمة فجعله) لأ ((بأل)، أو إن كان مقرونا ً بأل. وأما النقص فحق ّه أن يقيدفيقول: قوله)(إن كان فيه أل)في اسم الفاعل ، وكان الجيد أن يقالأل) بأن تكون موصولة،لأنها متى قدرت للتعريف اقتضى القياس أن لا تعمل شيئا ً، نص <strong>على</strong> ذلك أصحاب16الأخفش، وهو الحق ّ ل<strong>من</strong> تأمل..8وفي باب التمييز، يعرفه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لغة ً، ويستشهد له، ثم يتهم أبا <strong>حيان</strong> بإفسادالتعريف اصطلاحا ً، فيقول: وأما في الاصطلاح فقال <strong>ابن</strong> عصفور: كلّ اسم نكرة<strong>من</strong>صوب مفسر لما انبهم <strong>من</strong> الذوات. وتلق ّف <strong>من</strong>ه أبو <strong>حيان</strong> هذا الحد، وأسقط <strong>من</strong>هقوله (نكرة <strong>من</strong>صوب)17فأفسده..918ثم يقول أيضا ً: وقد تبين بما شرحناه إخلال حد أبي <strong>حيان</strong>.ويستمر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بتعقب أبي <strong>حيان</strong> في هذا الباب، واتهامه بإدخال أحكام الباب19في الحد، ثم يقول: وهي طريقة رديئة ركيكة.وفي باب حروف الجر، ذكر أبو <strong>حيان</strong> خمسة وعشرين حرفا ً للجر، وجعل <strong>من</strong>هاالهمزة، و<strong>من</strong>، و (م) بضم الميم وكسرها وفتحها.(16)(17)(18)(19)(20)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.359/2.92_ 91/2.185/2.188/2.193/2172
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا ً: اشتملت هذه الأسطر اليسيرة <strong>من</strong> هذه اللمحةالصغيرة <strong>على</strong> نقود كثيرة،... <strong>من</strong>ها أنه أودع هذه المقدمة – <strong>على</strong> صغرها- حروفا ً غيرمشهورة،20موهمة..10ثم إنه خلطها بالمشهورة،وفي باب عطف النسق،الإعراب دون الحكم، وهي:فأوهم ذلك كثرتها،وعبر عن بعضها بعبارةذكر أبو <strong>حيان</strong> حروف العطف التي تشرك فيأو، وأم، ولا، وبل، ولكن. فاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>لتسويته بين أو وأم، فقال: وما اختاره المؤلف <strong>من</strong> أنالإعراب دون الحكم،21الصبح لذي عينين.ثاني ًاهو المشهور في التصانيف،( و( وأ (أم)-كتب خاصة ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:والصحيح خلافه،يشركان فيوقد تبينرجعت إلى مصنفات <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأخرى، فوجدت له <strong>اعتراضات</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>في المصنفات التالية: شرح شذور الذهب، ورسالة في توجيه النصبالشواهد وتلخيص الفوائد، ومغني اللبيب.1- شرح شذور الذهب:ذكر <strong>ابن</strong> مالك في باب أفعال المقاربة "حرى"زيد أن يفعلَ.فاعترض عليه أبو <strong>حيان</strong>،، وتخليص22<strong>من</strong> أفعال الرجاء ، كقولك: حرىوعدها زيادة <strong>من</strong>ه،فقال:وزاد <strong>ابن</strong> مالك"حرى"، ويحتاج ذلك إلى استثبات، وذكره أبو سهل الهروي في كتاب "أسفار الفصيح"23<strong>من</strong>ونا ً. ..قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>: ولا أعرف <strong>من</strong> ذكر(حرى)<strong>من</strong> النحويينغير <strong>ابن</strong> مالك. وتوهم أبو<strong>حيان</strong> أنه وهم فيها، وأنما هي حرى بالتنوين اسما ً لا فعلا ً،(21)(22)(23)(24)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةالتسهيل صارتشاف الضرب.259/2.320/2.59.1222/3173
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيوأبو <strong>حيان</strong> هو الواهم، بل ذكرها أصحاب كتب الأفعال <strong>من</strong> اللغويين كالسرقسطي و<strong>ابن</strong>طريف، وأنشدوا عليها شعرا ً، وهو قول الأعشى:جرا..1إن يق ُلْ هن <strong>من</strong> بني عبد شمسٍ2- رسالة في توجيه النصب24فحرى أن يكون ذاك، وكانا– في إعراب فضلا ً ولغة ً وخلافا ً وأيضا ً وهل<strong>من</strong>قل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> رأيين لأبي <strong>حيان</strong> في هذه الرسالة، ثم رد عليه فيهما، وهما:في توجيه قولهميكون صفة لِ "درهما ً" ؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:"فلان لا يملك درهما ً فضلا ً عن دينار". هل يجوز في"فضلا" أنزعم أبو<strong>حيان</strong> أن ذلك لا يجوز؛ لأنه لايوصف بالمصدر إلا إذاأريدت المبالغة، لكثرة وقوع ذلك الحدث <strong>من</strong> صاحبه، وليس ذلك بمراد هنا. قال أبو<strong>حيان</strong>: وأما القول بأنه يوصف بالمصدر <strong>على</strong> تأويله بالمشتق، أو <strong>على</strong> تقدير المضاففليس قول المحققين.ويعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> متعجبا ً، لأن القائل بالتأويل الكوفيون، يؤولون عدلا ًبعادل ورِضى بمرضي، والقائل بالتقدير البصريون، يقولون ذو عدلٍ وذو رِضى. قال<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وإذا كان كذلك ف<strong>من</strong> المحق ّقون ؟ثم ينقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قول <strong>ابن</strong> عصفور في المسألة، وأنه إذا قصدت المبالغة فالاتفاق<strong>على</strong> أنه لا تأويل ولا تقدير. قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وهذا الذي قاله <strong>ابن</strong> عصفور هو الذي فيذهن أبي <strong>حيان</strong>، ولكنه نسي فتوهم أن <strong>ابن</strong> عصفور قال إنه لا تأويل مطلقا ً، ف<strong>من</strong> هنا25واالله أعلم- دخل عليه الوهم.–.2في توجيه قولهمالارتشاف،جرا". "هلمحيث قال أبو <strong>حيان</strong>:نقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عن أبي <strong>حيان</strong> شرح هذا التعبير <strong>من</strong>وهلم جرا،معناه تعالوا <strong>على</strong> هينتكم متثبتين،(25)(26)شرح شذور الذهبرسالة في توجيه النصب.268.23 _ 22174
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفيوانتصاب جرا <strong>على</strong> أنه مصدر في موضع الحال، أي جارين، قاله البصريون.26وقال الكوفيون مصدر لأن هلم جروا، وقيل انتصب <strong>على</strong> التمييز."جرا"ويعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> بأنه وهم في كلامه، إذ ذكر أن الكوفيين قالواإنه مصدر، والبصريين قالوا بأنه حال، مع أن الفريقين لم يتكلموا <strong>على</strong>إعراب ذلك، ثم يذكر اعتراضين عليه، أحدهما: أن هذا التفسير لا ينطبق <strong>على</strong> المراد،والثاني: إفراده تعال مع أنه خطاب للجماعة، وإنما يقال تعالوا. قال: وكأنه توهم أن27تعال اسم فعل.3- تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد:.1أشار <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> مرتين إلى أبي <strong>حيان</strong> في هذا الكتاب، معترضا ً عليه:عند الاستدلال بقول الشاعر:وما أصاحب <strong>من</strong> قومٍ فأذكرهممحل الشاهد قوله"هم"إلا يزيدهم حبا ً إليفإنه فاعل"يزيد"،28همفكان حق ّه أن يتصل به فيقال:إلايزيدونهم حبا ً إلي. فأوقع الضمير ال<strong>من</strong>فصل موقع الضمير المتصل للضرورة الشعرية.29وهذا البيت <strong>من</strong> شواهد <strong>ابن</strong> مالك في شرح التسهيل.30قال أبو <strong>حيان</strong> في شرح التسهيل :وهذا البيت في الحماسة صدرهأنشده المصنف (يعني <strong>ابن</strong> مالك)، وهو:لم ألق َ بعدهم حيا ً فأَخ ْبرهم...31مخالف لماقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وزعم أبو <strong>حيان</strong> أن الناظم حرف صدر هذا البيت، وأن صوابه:لم ألق بعدهم حيا ً فأخبرهم...(27)(28)(29)(30)(31)(32)ارتشاف الضربرسالة في توجيه النصبتخليص الشواهدشرح التسهيل ل<strong>ابن</strong> مالكالتذييل والتكميل لأبي <strong>حيان</strong>الحماسة لأبي تمام.2307/5.49 _ 47.83.156/1.248/2.136/2175
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيورد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> قائلا:ولا مستند له في ذلك، إلا أنه وجده في حماسة أبيتمام هكذا، والذي أورده الناظم هو رواية <strong>ابن</strong> قتيبة في طبقات الشعراءالمبرد أيضا ً كذلك،إلا أنه أورده بالفاء في أوله،فقال:32، ورواه33الضمير....2إذا اضطر الشاعر فصلأقول: و<strong>من</strong> العجيب أن أبا <strong>حيان</strong> لم يتهم الناظم بتحريف صدر البيت، كما زعم<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، وإنما أشار إلى أنه في الحماسة مخالف لإنشاد المصنف.عند34أمثال َك ُم" .ب<strong>من</strong>زلةالاستدلال بقراءة سعيد بن جبير(ما)"إنِ الذين تدعون <strong>من</strong> دون االله عبادا ًوهي قراءة شاذة خرجها <strong>ابن</strong> جني في المحتسب <strong>على</strong> أنالنافية، فأعملإعمال ) نإ ((ما)، قال:هذه (إن)وفيه ضعف ؛ لأن إن هذه لم35تختص بنفي الحاضر اختصاص ما به، فتجري مجرى ليس في العمل..36قال أبو <strong>حيان</strong> : وهذا التخريج يؤدي إلى عدم مطابقة أحد الخبرين الآخر، وقدخرجت هذه القراءة في شرح التسهيل <strong>على</strong> وجه غير ما ذكروه،وهو أن إن المخففة<strong>من</strong> الثقيلة، وأعملها عمل المشددة.. لكنه نصب في هذه القراءة خبرها، كقول الشاعر:إذا اسود جنح الليل فلتأت ول ْتكن خطاك خفافا ً، إن حراسنا أُسدافاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في هذا التوجيه، ورده بأمور قائلا: لميثبت الأكثرون إعمال) نإ (النصب في الجزأين، وتأولوا ما أوهم ذلك، ثم القائلون بهلم يذكروه إلا مع التشديد لا مع التخفيف، ثم التناقض الذي توهمه مدفوع لأنهم أمثالهم37في أنهم مخلوقون، وليسوا أمثالهم في الحياة والنطق.(33)(34)الشعر والشعراء ل<strong>ابن</strong> قتيبةتخليص الشواهد(35) صورة الأعراف:المحتسب ل<strong>ابن</strong> جنيالبحر المحيطتخليص الشواهد.697.85.194.270/1.444/4.306(36)(37)(38)176
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعر-4مغني اللبيب عن كتب الأعاريب:وهو أهم كتب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،ويمثل قمة النضج العلمي عنده،لأنه <strong>من</strong> آخرمصنفاته. وقد ذكر أبا <strong>حيان</strong> في مواضع عديدة <strong>من</strong>ه، معق ّبا ً عليه أو معترضا. ولكن<strong>اعتراضات</strong>ه عليه كانت أقل حدة في الغالب، فنراه يستعمل ألفاظا مثل: زعم، ووهم،والسهو، وليس قوله بشيء.وهذه أهم المسائل التي اعترض فيها <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>:(1)"أن" المصدرية، هل توصل بفعل الأمر؟قال <strong>ابن</strong> مالك: <strong>من</strong> الموصولات الحرفية38متصرف مطلقا.وقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>:مضارعا ً نحو"أن"(أن)المصدرية موصول حرفي،"وأن تصوموا خير لكم"، أو ماضيا ً نحوالناصبة مضارعا ً، وتوصل بفعلتوصل بالفعل المتصرف،"لولا أن <strong>من</strong> االله علينا"، أوأمرا ً كحكاية سيبويه: كتبت إليه بأن قم. هذا هو الصحيح... وكونها توصل بالأمر،المخالف في ذلك أبو <strong>حيان</strong>، زعم أنها لا توصل به، وأن كل شيء سمع <strong>من</strong> ذلك فأنفيه تفسيرية، واستدل بدليلين:أحدهما أنهما إذا قدرا بالمصدر فات معنى الأمر، الثاني39أنهما لم يقعا فاعلا ولا مفعولا...فرد عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،بالبطلان حكاية سيبويهوأجاب عن الدليلين،ثم قال:ممّا يقط َع به <strong>على</strong> قوله"كتبت ُ إليه بأن ق ُم". وأجاب عنها أبو <strong>حيان</strong> بأن الباء محتملةللزيادة. فاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، وقال: وهذا وهم فاحش، لأن حروف الجر زائدة ً40كانت أو غير زائدة لا تدخل إلا <strong>على</strong> الاسم أو ما في تأويله." نأ" (2)الزائدة، هل لها معنى غير التوكيد؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: ولا معنى لـِ" نأ "الزائدة غير التوكيد، كسائر الزوائد.(39)(40)(41)تسهيل الفوائدمغني اللبيبمغني اللبيب.37.44 -43.45177
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيثم نقل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> كلام أبي <strong>حيان</strong> عن الزمخشري أنه قال في قوله تعالى "ولما أن41جاءت رسلنا لوطا ً سيء بهم" :إبراهيم في قوله.1.2تعالىدخلت أن في هذه القصة، ولم تدخل في قصة42"ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا"[سلاما]، تنبيه ًاوتأكيدا ً <strong>على</strong> أن الإساءة كانت تعقب المجيء، فهي مؤكدة في قصة لوط للاتصال43واللزوم، ولا كذلك في قصة إبراهيم، إذ ليس الجواب فيها كالأول..فاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> بأمور:أنه افترى <strong>على</strong> الزمخشري ما لم يقله، لأن نص كلام الزمخشري في تفسير سورةالعنكبوت:"أن صلة أكدت وجود الفعلين مرتبا ً أحدهما <strong>على</strong> الآخر في وقتينمتجاورين لا فاصل بينهما، كأنهما وجدا في جزء واحد <strong>من</strong> الزمان، كأنه قيل: لما44أحس بمجيئهم فاجأته المساءة <strong>من</strong> غير ريث". فليس في كلام الزمخشري تعرضللفرق بين القصتين، كما نقل عنه أبو <strong>حيان</strong>، ولا كلامه مخالف لكلام النحويين،لإطباقهم أن الزائد يؤك ّد معنى ما جيء به لتوكيده.إن قصة إبراهيم التي فيها "قالوا سلاما ً" في سورة هود آية 69، وليست في السورةالتي فيها "سيء بهم"، وهي سورة العنكبوت آية.33.3" (3)قال:إن تعبير أبي <strong>حيان</strong> بِ "الإساءة"التنزيل، والصوابأَن َّما "هل تفيد الحصر كإن َّما ؟فيه لحن، لأن الفعل ثلاثي45"المساءة"، وهي عبارة الزمخشري."سيء"كما نطق بهذكر <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أن (أَن) المفتوحة المشددة فرع عن إن المكسورة، <strong>على</strong> الأصح،و<strong>من</strong> هنا صح للزمخشري أن يدعي أن"أن َّما"بالفتح تفيد الحصر، وقد اجتمعتا(42)(43)(44)(45)(46)سورة العنكبوت:سورة العنكبوت:مغني اللبيبالكشاف للزمخشريمغني اللبيب3331.52.453/3.53178
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرفي قوله تعالى46"قل إن ّما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" ، فالأولى لقصر الصفة <strong>على</strong>47الموصوف، والثانية بالعكس .قال الزمخشري: وفائدة اجتماعهما الدلالة <strong>على</strong> أن الوحي إلى رسول االله صلى48االله عليه وسلم مقصور <strong>على</strong> استئثار االله بالوحدانية.وقد اعترض أبو <strong>حيان</strong> <strong>على</strong> كلام الزمخشري، وقال: وأما جعله أنما المفتوحةالهمزة مثل مكسورتها يدل <strong>على</strong> القصر، فلا نعلم الخلاف إلا في إنما بالكسر، وأمابالفتح فحرف مصدري ينسبك <strong>من</strong>ه مع ما بعدها مصدر...ولو كانت أنما دال ّة <strong>على</strong>الحصر لزم أن يقال إنه لم يوح إليه شيء إلا التوحيد، وذلك لا يصح الحصر فيه، إذ49قد أوحي إليه أشياء غير التوحيد...ورد <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> <strong>اعتراضات</strong>ه <strong>على</strong> الزمخشري، بأن هذا حصر مقيد،إذ الخطاب مع المشركين، والمعنى ما أوحي إلي في أمر الربوبية إلا التوحيد لا50الإشراك، ويسمى ذلك قصر قلب..(4)ما جواب إذا في قوله تعالى "وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ ما كان حجتهم إلا أن51قالوا" ؟اختار أبو <strong>حيان</strong> أن يكون الجواب "ما كان حجتهم.." قال: وفي كون الجواب <strong>من</strong>في ًابما دليل <strong>على</strong> ما اخترناه <strong>من</strong> أن جواب إذا لا يعمل فيها52يعمل فيما قبلها.، لأن ما بعد ما النافية لا(47)(48)الأنبياء:مغني اللبيب(49)الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبالجاثية:البحر المحيط108.59.139/3.344/6.59.25.49/8(50)(51)(52)(53)179
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيورده <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا ً:وليس هذا بجواب،وإلا لاقترن بالفاء،"وإن مثل53يستعتبوا فما هم <strong>من</strong> المعتبين" ، وإنما الجواب محذوف، أي عمدوا إلى الحجج54الباطلة.(5)ما إعراب "كلّ" في قول الشاعر:المشهور أنالمؤك َّد، نحو55المذكور."ك ُلّ"يا أشبه الناسِ كل ِّ الناسِ بالقمر ؟تعرب توكيدا ً،وتجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى"فسجد الملائكة كل ُّهم". قال <strong>ابن</strong> مالك: وقد يخلفه الظاهر، كما في البيتقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وخالفه أبو <strong>حيان</strong>، وزعم أن "كلّ" في البيت نعت56، مثلها في:أطع<strong>من</strong>ا شاة ً كل َّ شاةٍ، وليست توكيدا ً. وليس قوله بشيء ؛ لأن التي ينعت بها دال َّة <strong>على</strong>57الكمال، لا <strong>على</strong> عموم الأفراد.قال البغدادي حول هذا البيت: وقد أحسن ناظر الجيش في الرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،بقوله: ما ذكره الشيخ غير ظاهر، فإن ما قرره يخالف مراد الشاعر، وذلك أنهلايشبه القمر أحد <strong>من</strong> الناس إلا أنت، ولا يتم للقائل هذا المراد إلا بأن يريد العموم...فلما كان العموم مرادا ً تعين التوكيد، ليفيد أن الخصوص غير مراد، وليس النعت58بمقصود في هذه الأبيات...(6)"كلّ" إذا قطعت عن الإضافة لفظا ً، فهل يراعى لفظها أو معناها ؟.24.133.292/3.1950/3.256(54)(55)(56)(57)(58)(59)فصلت:مغني اللبيبشرح التسهيل ل<strong>ابن</strong> مالكارتشاف الضربمغني اللبيبشرح أبيات مغني اللبيب 184/4. والبيت لعمر بن أبي ربيعة.180
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرقال أبو <strong>حيان</strong>: يجوز مراعاة اللفظ، كقوله تعالى6160أخذنا بذنبه" ، ويجوز مراعاة المعنى نحو "وكل ٌّ كانوا ظالمين" .59"كل ُُّ يعملُ <strong>على</strong> شاكلته" ، "فكلافاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> قائلا: والصواب أن المقدر يكون مفردا ً نكرة فيجبالإفراد كما لو صرح بالمفرد، نحومعرفا ً فيجب الجمع، نحو(7)هل يجوز فصل الضمير المحصور بإن َّما؟قال السيوطي:62"كل ٌّ آ<strong>من</strong> باالله" ، إذ التقدير كل ُّ أحد، ويكون جمع ًا656463"كل ٌّ له قانتون" ، "كل ٌّ في فلكٍ يسبحون" ، أي كل ُّهم .ومتى أمكن اتصال الضمير لم يعدل إلى ال<strong>من</strong>فصل..انفصال الضمير في صور إحداها أن يحصر بإنما، كقول الشاعر:وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثليويتعينقال السيوطي: هذا ما جزم به <strong>ابن</strong> مالك، وزعم سيبويه أن الفصل في البيت66ونحوه <strong>من</strong> الضرورات.وذهب أبو <strong>حيان</strong> إلى <strong>من</strong>ع فصل الضمير المحصور بإنما، وأن الفصل في البيتضرورة، واستدلّ بقوله تعالى6968االله" ، "وإنما توف َّون أجوركم يوم القيامة " .67"قل إنما أعظكم بواحدة" ، "إنما أشكو بث ِّي وحزني إلىقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وقول أبي <strong>حيان</strong> وهم، لأن الحصر فيهن في جانب الظرف لا70الفاعل، ألا ترى أن المعنى: ما أعظكم إلا بواحدة، وكذلك الباقي.الإسراء:العنكبوت:الأنفال:البقرة:البقرة:الأنبياء:مغني اللبيبهمع الهوامعسبأ:.84 (60)40 (61).55 (62).285 (63).116 (64).33 (65).264 (66).217/1 (67).46 (68)(69) يوسف: .86.186 (70)آل عمران:181
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي(8)بم يتعل َّق الجار والمجرور في قوله تعالى71"إذا طل َّقت ُم النساء فطل ِّقوهن لعدتهن" ؟قال الزمخشري: أي مستقبلات لعدتهن، كقولك: أتيته لليلة بقيت <strong>من</strong> المحرم، أي72مستقبلا ً لها.مضاف،فرد عليه أبو <strong>حيان</strong> بأن الجار والمجرور إنما يتعل ّق بكون مطلق، فهو <strong>على</strong> حذفأي لاستقبال عدتهن،واللام للتوقيت...قال:وتقدير الزمخشري هنا حالا ًمحذوفة يدلّ عليها المعنى يتعل ّق بها المجرور، أي مستقبلات لعدتهن، ليس بجيد، لأنهقدر عاملا ً خاصا، ولا يحذف العامل في الظرف والجار والمجرور إذا كان خاصا، بل73إذا كان كونا ً مطلقا ً..فاعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>، ووصفرأيه بأنه ليس بشيء، ثم قال:ويقال له إذا كنت تجيز الحذف للدليل المعنوي مع عدم ما يسد مسده، فكيف ت<strong>من</strong>عه مع74وجود ما يسد ؟ وإنما اشترطوا الكون المطلق لوجوب الحذف لا لجوازه.وذكر في موضع آخر تقدير الزمخشري، ثم قال: ورده أبو <strong>حيان</strong> توهما ً <strong>من</strong>ه أنالخاص لا يحذف، وقال:75فحذف المضاف، وقد بينا فساد تلك الشبهة.(9)الصواب أن اللام للتوقيت، وأن الأصل لاستقبال عدتهن،هل يجوز عطف الخبر <strong>على</strong> الإنشاء، وبالعكس ؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: <strong>من</strong>عه البيانيون، و<strong>ابن</strong> مالك في شرح باب المفعول معه <strong>من</strong> كتابالتسهيل، و<strong>ابن</strong> عصفور في شرح الإيضاح.. وأجازه الصف ّار وجماعة.. قال أبو <strong>حيان</strong>:(71)(72)(73)(74)(75)(76)مغني اللبيبالطلاق:الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبمغني اللبيب.4071.552/4.281/8.570.586182
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروأجاز سيبويه76لمحذوف."جاءني زيد و<strong>من</strong> عمرو العاقلان؟"ثم اعترض <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>،سيبويه فغلط عليه،الرجلين الصالحينوإنما قال:واعلم أنه لا يجوز""(10)<strong>على</strong> أن يكون العاقلان خبرا ً77فقال :وأما ما نقله أبو <strong>حيان</strong> عن<strong>من</strong> عبد االله وهذازيدرفعت أو نصبت، لأنك لا تث ْني إلا <strong>على</strong> <strong>من</strong> أثبت ّه وعلمت َه،78ولا يجوز أن تخلط <strong>من</strong> تعلم و<strong>من</strong> لا تعلم فتجعلهما ب<strong>من</strong>زلة واحدة..في قوله تعالىأجازه الزجاج، وقال: " كل َّ مرصد"81مرصد.79"واقعدوا لهم كل َّ مرصد" ، هل يجوز إعراب (كلّ) ظرفا ً؟ظرف، كقولك:80ذهبت مذهبا ً.وأيده أبو <strong>حيان</strong>، فقال بأن اقعدوا ليس <strong>على</strong> حقيقته، بل معناه ارصدوهم كلّفاعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، وقال: وهذا مخالف لكلامهم، إذ اشترطوا توافقمادتي الظرف وعامله،ولم يكتفوا بالتوافق المعنوي كما في المصدر،والفرق أنانتصاب هذا النوع <strong>على</strong> الظرفية <strong>على</strong> خلاف القياس لكونه مختصا، فينبغي ألا ّ يتجاوزبه محل السماع..(11)82ثم قال:والصواب أنها <strong>على</strong> تقدير <strong>على</strong>، أو أن اقعدوا ض<strong>من</strong> معنى الزموا..ما الرابط في الجملة الموصوف بها؟قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: ولا يربطها إلا ّ الضمير، إما مذكورا ً أو مقدرا ً.(77)(78)(79)(80)(81)(82)(83)مغني اللبيبمغني اللبيبالكتاب لسيبويهالتوبة:معاني القرآن وإعرابهالبحر المحيطمغني اللبيب.627.630.60/2.431/2.10/5.751 _ 750.5183
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيوفي قوله تعالى:83"وات َّقوا يوما ً لا تجزي نفس عن نفسٍ شيئ ًا" ،إلى أن الرابط هو الضمير المقدر المجرور، وأنه <strong>على</strong> تقدير: "فيه"...ذهب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>قال: وزعم أبو <strong>حيان</strong> أن الأولى ألا ّ يقدر ضمير، بل يقدر أن الأصل يوما ً يوملا تجزي، بإبدال يوم الثاني <strong>من</strong> الأول، ثم حذف المضاف.84ثم اعترض عليه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، بأن ّه لا يعلم أن مضافا ً إلى جملة حذف، ثم إن ادعىأن الجملة باقية <strong>على</strong> محل ّها <strong>من</strong> الجر فشاذ، أو أنها أنيبت عن المضاف فلا تكونالجملة مفعولا ً في مثل هذا الموضع.ما توجيه قراءة <strong>هشام</strong> "ولا يحسبن الذي ق ُتلوا في سبيل االله أمواتا ً" ؟قال الزمخشري: قرئ بالياء <strong>على</strong> ولا يحسبن رسول االله صلى االله عليه وسلم، أولا يحسبن حاسب. ويجوز أن يكون "الذين ق ُتلوا" فاعلا ً، ويكون التقدير: ولا يحسبن َّهمالذين ق ُتلوا أمواتا ً، أي ولا يحسبن الذين ق ُتلوا أنف ُسهم أمواتا ً...ورد عليه أبو <strong>حيان</strong> بأن هذا التقدير يؤدي إلى تقديم الضمير <strong>على</strong> مفسره، وذلك87لا يجوز إلا في أبواب محصورة.قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> معترضا ً <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>: ورده أبو <strong>حيان</strong> باستلزامه عود الضمير<strong>على</strong> المؤخ َّر، وهذا غريب جدا، فإن هذا المؤخ َّر مقدم في الرتبةكما اعترض <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في هذه المسألة تلميذه السمين الحلبي، قائلا ً: وهذا<strong>من</strong> تحملاته عليه (يعني <strong>على</strong> الزمخشري)، أما قوله "يؤدي إلى تقديم المضمر الخ"فالزمخشري لم يقدره صناعة، بل إيرادا ً للمعنى المقصود، وذلك لما أراد أن يقدرالصناعة النحوية قدره بلفظ "أنفسهم" ال<strong>من</strong>صوبة، وهي المفعول الأول. وأظن أن الشيختوهم أنها مرفوعة، تأكيد للضمير في ق ُتلوا" ، ولم ينتبه إلى أنه قدرها مفعولا ً أول<strong>من</strong>صوبة...85.8886"89(12)(84)(85)(86)(87)(88)(89)(90)البقرة:مغني اللبيبآل عمران:الكشافالبحر المحيطمغني اللبيبالدر المصون.48.654 _ 653.169.439/1.112/3.640.481/3184
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرمظاهر الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:يبدو أن الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong> ظهر <strong>من</strong>ذ بداية التلق ّي،فكان <strong>من</strong>المتوق َّع أن يلازمه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، ويأخذ عنه، في وقت كان فيه أبو <strong>حيان</strong> إمام النحاةفي عصره، وشيخ القراء، ورحلة الطالبين. ولكن العجيب أن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> اكتفى بسماعديوان زهير عليه، واستبدل به عالما ً آخر، هو العلامة <strong>ابن</strong> المرحل، المتوف َّى سنة744 ه، فكان يطريه ويفضله <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> وغيره، ويقول: كان الاسم في زمانه90لأبي <strong>حيان</strong> والانتفاع ب<strong>ابن</strong> المرحل.ولم يصرح <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بسبب لهذه الجفوة بينهما، ولكنها تظهر واضحة فيمصنفاته، وفي موقفه <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong>، وكثرة <strong>اعتراضات</strong>ه عليه، كما رأينا. فكان <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> لا يدع سبيلا للرد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> إلا سلكه.فاعترض عليه في شرحه لكتابين صغيرين له، وهما: فوح الشذا في مسألة كذا،وشرح اللمحة البدرية، واتهمه فيهما بالتقصير والاختصار إلى درجة الإجحاف،وأك ّد هذه التهمة، وكأنه نسي أن أبا <strong>حيان</strong> له مصنفات مطولة في النحو والتفسير، ولهأيضا رسائل مختصرة وضعها للمبتدئين.وقد بالغ <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> في الاعتراض <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في شرح اللمحة البدرية،وفصل في مسائل لا يلزمها هذا التفصيل، إلا أن يكون قصده الاعتداد بنفسه، وإبرازعلمه إلى جانب علم أبي <strong>حيان</strong>. فنراه يؤكد إعجابه بعلمه، وما صنعه في الشرح،كقوله في باب غير ال<strong>من</strong>صرف: وقد تبين مما هذبته في هذا الباب ما في كلام المؤلف91<strong>من</strong> إخلال وسوء ترتيب.92وقوله في أحكام العدد: فتأمل ما لخ ّصته، فإنه بديع.(19)(92)(93)الدر الكا<strong>من</strong>ةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدرية.407/2.359/2.368/2185
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيو<strong>من</strong> الأشياء التي بالغ في تفصيلها،أنه ذكر سبعة معانٍ للإعراب لغة ً، وقال:فهذه سبعة معانٍ لِ(أعرب)93الإعراب لغة ً.ومصدرها كلها الإعراب <strong>على</strong> القياس،وهذه معانيونراه أ<strong>حيان</strong> ًا يلجأ إلى السخرية <strong>من</strong> أبي <strong>حيان</strong>، ويعرض به عن طريق أبيات <strong>من</strong>الشعر، لا يأتي بها شواهد نحوية، ولكن ّها للتبكيت والتنكيت عليه. و<strong>من</strong> ذلك مثلا أنأبا <strong>حيان</strong> ذكر باب ما لا ينصرف مرتين،الأولى باختصار عند ذكر علاماتالإعراب، والثانية عندما أفرد له بابا خاصا. فاتهمه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بتأخير الشيء عنموضعه، ومث َّل هذا التباعد في هذا الباب بقول الشاعر:سهم أصاب وراميه بذي سل َمٍ <strong>من</strong> بالعراق، لقد أبعدت َ مرماك94كما سخر <strong>من</strong>ه أيضا ً حين فصل في مسألة تتعلق بباب البدل، عند قول أبي <strong>حيان</strong>(وهو <strong>على</strong> نية تكرار العامل). فقال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: هذه المسألة لا تليق بهذا المختصر،وكان ينبغي أن يضع مكانها أهم <strong>من</strong>ها، ولكنه كما قيل:وذي خ َطلٍ في القول يزعم أن َّهمصيب، فلم يل ْمِم به فهو قائل ُهوفي كتابه مغني اللبيب يبدي <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>اعتراضات</strong> كثيرة <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>,95وإنكانت أقل َّ حدة ً في الغالب. فنراه يستعمل ألفاظا ً كزعم، ووهم، والصواب، وليس هذا96بجواب، وليس قوله بشيء، و<strong>من</strong> الغريب، وهذا عجيب.و<strong>من</strong> ذلك مثلا في شروط العطف <strong>على</strong> المحل، قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: و<strong>من</strong> الغريب قولأبي <strong>حيان</strong>: إن <strong>من</strong> شرط العطف <strong>على</strong> الموضع أن يكون للمعطوف عليه لفظ وموضع،فجعل صورة المسألة شرطا ً لها،97<strong>من</strong>ه.ثم إنه أسقط الشرط الأول الذي ذكرناه،ولا بد.183/1.196/1.298/2(94)(95)(96)(97)(98)شرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةشرح اللمحة البدريةانظر الصفحات التالية في مغني اللبيب:مغني اللبيب.654 ،640 ،407 ،264 ،256 ،133 ،44.619186
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروقد يتهم أبا <strong>حيان</strong> بالجهل في بعض المصطلحات،الاعتراض اصطلاحات مخالفة لاصطلاحات النحويين،بعضها..للبيانيين في : فيقولوالزمخشري يستعملويرد عليه مثل ذلك <strong>من</strong> لا يعرف هذا العلم، كأبي <strong>حيان</strong>، توهما ً <strong>من</strong>ه أنه لا98اعتراض إلا ما يقوله النحوي.وقد ظفرت بنص في المغني، يصور فيه <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> براعته النحوية، وقدرته <strong>على</strong>الإجابة،في مسألة جرت في اجتماع طارئ بينه وبين أبي <strong>حيان</strong>.قال <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: وسألني أبو <strong>حيان</strong>_<strong>من</strong> قول زهير:تقي نقي لم يكث ِّر غنيم ًةوقد عرض اجتماعنا - علام عطف "بحق َل َّدبن َهك َة ذي ق ُربى ولا بحق َل َّدِ"فقلت: حتى أعرف ما الحقل ّد ؟ فنظرناه فإذا هو سيء الخلق، فقلت: هو معطوف99<strong>على</strong> شيء متوهم، إذ المعنى ليس بمكث ّر غنيمة، فاستعظم ذلك.أسباب الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>:لم تنص المصادر <strong>على</strong> السبب الحقيقي لهذا الخلاف بين <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> وأبي <strong>حيان</strong>،ولم يصرح <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بذلك،مما ترك مجالا ً لتحليلات العلماء في تفسير هذا الموقف.وأقدم مصدر رأيته أشار إلى هذا الخلاف هو الدرر الكا<strong>من</strong>ة في أعيان المئة الثا<strong>من</strong>ةل<strong>ابن</strong> حجر العسقلاني(المتوفى سنة852 ه)100المخالفة لأبي <strong>حيان</strong>، شديد الانحراف عنه.911ه)ولكن <strong>ابن</strong> حجر لم يعلل لهذا الخلاف.101وكرر كلامه في بغية الوعاة.وقد حاول بعض العلماء والباحثين تعليل ذلك، و<strong>من</strong>هم:الذي قال عن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>: كان كثيرثم جاء السيوطي(المتوفى سنة(88)(100)(101)(102)مغني اللبيبمغني اللبيبالدر الكا<strong>من</strong>ةبغية الوعاة.521.685 _ 684308/2.69/2187
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسي-1-2الإمام محمد بن علي الشوكانيبمحاسن ما بعد القرن السابع،يقع عادة بين العلماء،(المتوفى سنة1250ه)في كتابه البدر الطالعذهب إلى تعليل هذا الخلاف بالتنافس العلمي الذيوقد فسر ذلك في ترجمته ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>،فقال:كان كثيرالمخالفة لأبي <strong>حيان</strong>، شديد الانحراف عنه، ولعلّ ذلك، واالله أعلم، لكون أبي <strong>حيان</strong>كان <strong>من</strong>فردا ً بهذا الفن في ذلك العصر، غير مدافع عن السبق فيه، ثم كان ال<strong>من</strong>فردبعده هو صاحب الترجمة، وكثير ًا ما ينافس الرجل <strong>من</strong> كان قبله في رتبته التيصار إليها، إظهارا ً لفضل نفسه بالاقتدار <strong>على</strong> مزاحمته ل<strong>من</strong> كان قبله، أو بالتمكن<strong>من</strong> البلوغ إلى ما لم يبلغ إليه. وإلا فأبو <strong>حيان</strong> هو <strong>من</strong> التمكن <strong>من</strong> هذا الفن بمكان،ولم يكن للمتأخرين مثله ومثل صاحب الترجمة،وهكذا نافس أبو <strong>حيان</strong>الزمخشري، فأكثر <strong>من</strong> الاعتراض عليه في البحر، والنهر الماد، لكون الزمخشري102م<strong>من</strong> تفرد بهذا الشأن، وإن لم يكن عصره متصلا ً بعصره...الدكتورة خديجة الحديثي في كتابها"أبو <strong>حيان</strong> النحوي"، نقلت رأي الدكتور عبداللطيف حمزة في تعليل هذا الخلاف، إذ رد السبب إلى اختلاف <strong>من</strong>هجي الرجلين،فقال:امتازت كتب <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> بالوضوح أولا ًوبالدق ّة ثاني ًا.و<strong>من</strong> أجل هاتينالصفتين خالف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أستاذه في كثير <strong>من</strong> آرائه، كما خالفه في طرق أدائه، فقدكان أبو <strong>حيان</strong> معق َّدا ً بعض التعقيد، بينما كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> واضحا ً كلّ الوضوح، وكانأبو <strong>حيان</strong> قوي الحافظة معتمدا ً <strong>على</strong> الرواية والنقل، بينما كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> أقدر <strong>من</strong>ه103<strong>على</strong> الاستنباط في القياس، وأكثر <strong>من</strong>ه ميلا ً إلى ال<strong>من</strong>اقشة.وأنا أخالف الباحث في هذا التعليل الذي ينطوي <strong>على</strong> التحامل <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>، فلميقل أحد إن أبا <strong>حيان</strong> كان معق ّدا ً أو كان غامضا ً، وأما أنه كان قوي الحافظة، معتمدا ً<strong>على</strong> الرواية والنقل فصحيح إلى حد كبير.(103)(104)البدر الطالعأبو <strong>حيان</strong> النحوي.277 _276/1_ 526527 نقلا عن الحركة الفكرية في مصر للدكتور عبد اللطيف حمزة.188
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعروتنقل خديجة الحديثي عددا ً <strong>من</strong> ردود <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>، ثم تخلص إلىأن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> كان متحاملا <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>، فتقول: هذه بعض الردود التي ذكرها <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> في كتبه المختلفة، وقد رد <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> في مواضع أخرى وفن ّد آراءه. وهذه104كلها تعطينا فكرة واضحة عن تحامل <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong>.ولكن الدكتورة خديجة لم تحاول تعليل ذلك في كتابها الكبير عن أبي <strong>حيان</strong>.3- الدكتور علي فودة نيل، في بحثه الموسع"<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري-آثاره ومذهبهالنحوي "يضيف تفسيرا ً للخلاف بين أبي <strong>حيان</strong> و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، يشمل أمرين، أحدهما:حدة مزاج أبي <strong>حيان</strong>، التي ظهرت في موقفه <strong>من</strong> <strong>ابن</strong> تيمية، واختلافه معه بسببتعرض <strong>ابن</strong> تيمية لسيبويه.105والثاني: أن أبا <strong>حيان</strong> كان يتعصب لنحاة الأندلس، ويفضلهم <strong>على</strong> غيرهم.4-الدكتور عبد العال سالم مكرم، في كتابهتحدث مرتين عن العلاقة بين أبي <strong>حيان</strong> و<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>."المدرسة النحوية في مصر والشام"،في المرة الأولى وهو يترجم لأبي <strong>حيان</strong>، ذكر أن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> لم يراع لأبي<strong>حيان</strong> حرمة، ولم يعطه حق َّه <strong>من</strong> التقدير والإجلال كأستاذ له، وذلك لأنه كثيرا ً ماسف َّه آراءه وسخر بها، ووقف له بالمرصاد في معظم مسائل النحو التي كان يراها106أبو <strong>حيان</strong>.وفي المرة الثانية وهو يترجم ل<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong>، حاول تعليل هذه الظاهرة بأن <strong>ابن</strong><strong>هشام</strong> كان مولعا ً ب<strong>من</strong>اقشة العلماء المعاصرين له، لأنهم في رأيه لا يزيدون عليه شيئ ًافي مجال الدراسات النحوية <strong>من</strong> جهة، و<strong>من</strong> جهة أخرى فإن تعرضه لآرائهم يكسبهشهرة واسعة النطاق..536_(105)(106)(107)أبو <strong>حيان</strong> النحوي<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري آثاره ومذهبه النحويالمدرسة النحوية في مصر والشام.461.324189
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيثم أشار إلى شدة انحرافه عن أبي <strong>حيان</strong>، وقارن ذلك بانحراف أبي <strong>حيان</strong> نفسهعن <strong>ابن</strong> مالك. ورأى أن انحراف <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> عن أبي <strong>حيان</strong> يقوم <strong>على</strong> علم وفكرٍورأي، في حين أن انحراف أبي <strong>حيان</strong> عن <strong>ابن</strong> مالك كان في أغلب الأ<strong>حيان</strong> يدفعإليه الهوى ويمليه الحقد ويوجبه الحسد107.وأخيرا ً، يبدو لي أن سبب الخلاف بينهما يعود إلى عدة أسباب ؛ <strong>من</strong>ها ما قيل <strong>من</strong> حدةمزاج أبي <strong>حيان</strong>، بدليل تعرضه لعدد <strong>من</strong> العلماء المعاصرين له، كالأستاذ أبيجعفر بن الطباع في غرناطة، مما دعا أبا <strong>حيان</strong> إلى الرحلة عن بلده في الأندلس،ثم تعق ّبه لعدد <strong>من</strong> العلماء السابقين،كالزمخشري و<strong>ابن</strong> عطية والحوفيوالعكبري و<strong>ابن</strong> مالك، الذي أكثر <strong>من</strong> تعقبه له في مصنفاته، فقيض االله لأبي <strong>حيان</strong><strong>من</strong> يتعقبه ويعترض عليه.وليس غريبا أن ينشد أبو <strong>حيان</strong> شعرا ً له، يعرض فيه بخصومه:فلا أذهب الرح<strong>من</strong> عن ّي الأعادياعداتي لهم فضلٌ علي ومِن َّة ٌ 108وهم نافسوني فاجتنيت ُ المعالياهم بحثوا عن زل ّتي فاجتنبتها هذا <strong>من</strong> ناحية، و<strong>من</strong> ناحية أخرى كان <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> معتدا ً بنفسه، شديد الثقة بعلمه،يأبى الانصياع لغيره، مما أدى إلى التنافر بينهما <strong>من</strong>ذ البداية. مع أنه يدعو في شعرهإلى احتمال الصبر والذلّ في طلب العلم، كقوله:و<strong>من</strong> يصطبر للعلم يظفر بنيلِهو<strong>من</strong> لا يذلّ النفس في طلب العلاو<strong>من</strong> يخطب الحسناء يصبر <strong>على</strong> البذلِ109يسيرا ً يعش ْ دهرا ً طويلا ً أخا ذلّوقد يضاف إلى ذلك تفضيل أبي <strong>حيان</strong> لبعض طلبته <strong>على</strong> غيرهم، كتفضيله ل<strong>ابن</strong>عقيل الذي كان ملازما ً له، وصار يشهد له بالمهارة والتفوق، حتى قال:110أديم السماء أنحى <strong>من</strong> <strong>ابن</strong> عقيل". وما أظن <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> يرضى بذلك."ما تحت(108)(109)(110)المدرسة النحوية في مصر والشامطبقات الشافعية للأسنويالدر الكا<strong>من</strong>ة.412.458/1.309/2190
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرالأسنوي، عبد الرحيم:مصادر البحثطبقات الشافعية، تحقيق عبد االله الجبوري، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض.1981البغدادي، عبد القادر:شرح أبيات مغني اللبيب، تحقيق عبد العزيز رباح وزميله، <strong>من</strong>شورات دار المأمونللتراث <strong>دمشق</strong>.أبو تمام:الحماسة، تحقيق د. عبد االله عسيلان، مطبوعات <strong>جامعة</strong> الإمام محمد بن سعود،1981 م<strong>ابن</strong> جني:المحتسب، تحقيق علي النجدي ناصف وزميله، ط2، دار سزكين،<strong>ابن</strong> حجر العسقلاني:1986 م_الدرر الكا<strong>من</strong>ة في أعيان المائة الثا<strong>من</strong>ة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، عن طبعةحيدرآباد الدكن.أبو <strong>حيان</strong> الأندلسي:ارتشاف الضرب <strong>من</strong> لسان العرب، تحقيق د. رجب عثمان، ط1، مكتبةالخانجي،القاهرة،.1998__البحر المحيط، ط2، دار الفكر، بيروت،1978 م.التذييل والتكميل في شرح التسهيل، تحقيق د. حسن هنداوي، ط1، دار القلم،<strong>دمشق</strong>.خديجة الحديثي:(3)الدر الكا<strong>من</strong>ة.267/2191
<strong>اعتراضات</strong> <strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري <strong>على</strong> أبي <strong>حيان</strong> الأندلسيأبو <strong>حيان</strong> النحوي، ط1، دار النهضة، بغداد،الزجاج:.1966معاني القرآن وإعرابه، تحقيق د. عبد الجليل شلبي، عالم الكتب، بيروت،الزمخشري:الكشاف، دار الكتاب العربي، بيروت.السمين الحلبي:.1988الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، تحقيق الدكتور أحمد الخراط، دار القلم،<strong>دمشق</strong>،سيبويه:.1987__الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، ط1، القاهرة.السيوطي:بغية الوعاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط1، مطبعة الحلبي،.1964همع الهوامع، تحقيق عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت.الشوكاني:البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع، دار الكتب العلمية، بيروت،عبد العال سالم مكرمالمدرسة النحوية في مصر والشام، دار الشروق، الطبعة الأولى،علي فودة نيل:1988 م..1980<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري – آثاره ومذهبه النحوي، <strong>من</strong>شورات <strong>جامعة</strong> الملك سعود،الرياض1985<strong>ابن</strong> قاضي شهبة:طبقات النحاة واللغويين، تحقيق د. محسن غياض، النجف،<strong>ابن</strong> قتيبة:.1974192
مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد 22- العدد (2+1) 2006حسن موسى الشاعرالشعر والشعراء، تحقيق أحمد شاكر، ط2، دار المعارف بمصر.<strong>ابن</strong> مالك الأندلسي:_تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، تحقيق محمد كامل بركات، دار الكاتب العربي،مصر،.1967_شرح التسهيل، تحقيق د. عبد الرح<strong>من</strong> السيد وزميله، ط1، دار هجر،<strong>ابن</strong> <strong>هشام</strong> الأنصاري:.1990_تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد، تحقيق د. عباس الصالحي، ط1، دار الكتابالعربي،.1986_-__رسالة في توجيه النصب، تحقيق د. حسن الشاعر، دار الأرقم، عمان،شرح شذور الذهببمصر،.1984،1963_تحقيق محيي الدين عبد الحميد،المكتبة التجارية الكبرىشرح اللمحة البدرية ، تحقيق د. صلاح رواي، ط2، القاهرة.فوح الشذا بمسألة كذا، (ض<strong>من</strong> كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي، ج7، تحقيق د.عبد العال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، بيروت،.1985مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تحقيق د. مازن المبارك وزميله، ط3، دارالفكر بيروت،.1972 ..تاريخ ورود البحث إلى مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> 2004/6/20.193